أرجوحة بين نخلتين… حوار مع الفنان والكاتب مهند بربن * / حاوره : د.شاكر عبد العظيم
تشكل تجربة الفنان بربن ابن العائلة الفنية الحلية نقطة مضيئة وعلامة مهمة في المسرح العراقي / البابلي ، كونه وعلى مدى ثلاثة عقود يقدم منوعات تجربته الفنية في السينما والمسرح والتلفزيون فضلا عن كتابة الشعر.
الفرجة: المسرح ، السيناريو ، الشعر ، يف تتعامل مع فضاءات ثلاث ؟ وايهم أقرب اليك ؟
مهند : اولا المسرح هو جزء من تكويني الاخلاقي والثقافي، فأنا على بابه كبرت، وفي عمقه وعلى خشبته مثلت، شخصيات عديدة ، احبها وتحبني . أما السيناريو ، فأنا جزء لا يتجزأ من النص، ففي كتابة السيناريو حين استحضر الفكرة ، فأنها لا ترأف بي تأخذني بعيدا في زوايا وفضاءات هذه الارض ، وابوح لها بالسر ، وهنا يكتمل السيناريو. عندما يتنازل المسرح والسيناريو عن مهماتي وانا انظر لهم من نافذتي ومن خلف ستاري ولا استطيع حتى أن اومئ له فأعود الى كرسي واكتب شيء من الشعر بعد ان اسمع الموسيقى(المسرح/ السيناريو / الشعر)انا حاضرا فيهم اذا وافقوا .
الفرجة: ما هو رأيك بمسرح اليوم ومسرح الامس ، كونك عاصرت اكثر من جيل ؟
مهند : انا احد الخائفين على المسرح العراقي الذي كان علامة فارقة في كل محافظاته والوطن العربي، انا احد المحبطين في هذا المسرح، انا احد الطارقين على ابوابه عدة مرات ـ أستأذنه لارى صمته ، واخترق ( الِدمْ ) لكن ……
الفرجة: هل يسير المسرح العراقي بالاتجاه الصحيح في يومنا الراهن؟
مهند : مشكلة / ليس هناك من يفرز/ يفج / يختار / يحرز/يضع ، هذا هنا وهذا هناك ، ونحن ننظر من خلف زجاج مظلل ننتظر كيف ينتهي العرض المسرحي ، في قتلك او في القتل الجماعي للمشاهدين.
الفرجة: لماذا ذهبت باتجاه السيناريو مع كل تجربتك المسرحية ؟
مهند : لانني خريج قسم السينما من معهد الفنون الجميلة .
الفرجة: لكنك عملت في المسرح اكثر من كل مواهبك الاخرى .
مهند : بعد انحسار الانتاج السينمائي في العراق، حاولت ان اجد نفسي على خشبة المسرح كممثل في كثير من الاعمال ، وكمخرج في مسرحية واحدة (حافلة الزمن المفقود )
الفرجة: ماذا يعني لك الشعر، وما علاقته بالمسرح؟
مهند : همً جميل ، واخشى من القصيدة في المسرح ، أما ان ترتقي اليها او تفشل .
الفرجة: في الحلة ، في بغداد ، اين تجد نفسك؟
مهند: كل الفنانين في بابل يعرفونني ، وبغداد تخشى حضوري على خشبات مسارحها . ولكني سأبقى مهموما انظر من ثقب إبرة ، فلا أرى ./ مهموما اغرزها في فخذي واعدو ، يلومني من يصغرني سناَ ، ادير برأسي واغرز أخرى وابتسم لعلي ، لعلهم ، لعلنا ، هكذا وانا في عقد الخمسين ، انظر من ثقب سري اوسع ، لعلهم يروني وآراهم .
الفرجة: ماذا أضفت اليك تجربة السيناريو؟
مهند : ارجوحة بين نخلتين ، تأخذني بعيدا ، اتوسل لهن ان تبقيا قرب القلب ، ففي ظلهن اكتب له ، ومرة اودعتها الفكرة سرا ، ان لاتبوح بها ،فأقسمت ، صدقتها ونمت وغفوت ، سعهن على صدري ، وذراعاي على قلبهن ، هكذا سهرنا ، انجبت منها صغارا فزت بهم في مهرجانات كثيرة ، اهمها .
[list icon=”brankic-icon-medal2″ icon_color=”#ef9337″ margin_top=”10″ margin_bottom=”10″ ]أفضل سيناريو بعنوان ( العدًاء) مهرجان السينما الأول في بابل .أكاديمية فنون بابل.,سيناريو (مازال في المصباح ضوء ) أفضل عمل متكامل في مهرجان السينما الثاني في بابل.,سيناريو ( أحلام ) أفضل عمل متكامل / مهرجان الشباب.[/list]
الفرجة: كتبت الشعر لكنك لم تعلن عن نفسك بكونك شاعرا، مع إني قرأت ما يشير إلى وجود الشاعر فيك ؟
مهند : هكذا قالوا وقلت، أنت سمعتها كثيرا لكني احترم وانحني لمن احترف الشعر واجلس معه في نصف كرسي ، ثم أقرأ له سيناريو كتبته .
الفرجة: هل كتبت للمسرح ؟
مهند : مسرحية واحدة من (مونودراما ) بشخصية نسائية عنوانها (غسيل لن يجف) وقد تحولت فكرة المسرحية إلى خط درامي في مسلسل للكاتب والمخرج (أركان جهاد) حملت عنوان (أحلام رسمية) بعد موافقتي طبعا.
الفرجة:حصل أن زاوجت الشعر بالسيناريو ؟ في نص، أو شخصية؟ أو سيناريو ما؟
مهند: كتبت سيناريو روائي قصير حاز على أفضل عمل متكامل في المهرجان العراقي للسينما /الدورة الثانية في كلية الفنون في بابل كان بعنوان (مازال في المصباح ضوء) حمل موضوعة المثقف وتحديدا كان البطل شاعرا يكتب الشعر ، بمعنى أن الموضوع يدور حول شاعر عراقي.
الفرجة:الآن من هو مهند بربن ، إذا ما أردت تعريف نفسك في مسرح اليوم ؟
مهند : بعد اشتراكي بأول عمل مسرحي مع الفرقة القومية للتمثيل في بغداد وقد كنت حينها طالب في معهد الفنون الجميلة عام 1982، لكنا الآن في عقد الخامس ، جل ما أتمناه أن ينصفني الآخرين وتنصف تجربتي الفنية .
الفرجة: هل تكلل العقد الخامس من العمر بجوائز فنية تدل على استمرارك الفني؟
مهند : نعم ، حصلت في العام 2010 على أربعة جوائز عند إخراجي لنص كتبه الدكتور أحمد محمد عبد الأمير في مهرجان مسرح هواة المسرح والجوائز هي (أفضل إخراج، وأفضل نص، وأفضل سينوغرافيا وجائزة النقاد)
الفرجة: ما رأيك بختام حوارنا هذا بقصيدة كتبتها، وتحديدا ترى أنها أجمل قصائدك؟
مهند :[list icon=”momizat-icon-quill” icon_color=”#f29b37″ margin_top=”10″ margin_bottom=”10″ ]انت تعلم ان صباحاتنا .. مبتلة بماء لا يصلح للشرب,ابعد راسك .. افتح نوافذ صدرك ..اسمع حوافر القادمين الجدد,خلسة اسمع ..في بيت الازرار تمسك..لا تتحرك ، فالبيت امين,..البيت ثمين..تمسك .ابعد هذا الزر اللعين ..تحرر ..انزل اكثر ..احفر في الارض عميقا ..اسأل جذر النخلة ..قلب النخلة ..سعفها .. فهي .. الشاهد على ما جرى لصباحاتنا[/list]