نعم لمهرجان مسرحي ضد الإرهاب/ طه رشيد
نحن المسرحيين العراقيين لا نمتلك سوى هذه الخشبة المقدسة التي اسمها المسرح الوطني..هذا الصرح الشامخ ضد القوى الظلامية التي تحاول بكل جهدها وبكل ما تمتلك من حجة نصوص، تدعي قدسيتها، من أجل أن تحولها، أقصد الخشبة، من مكان للتطهير ومكان للحياة ومن فسحة للأمل ولرسم حياة أجمل، إلى مكان لعهر يساهم به بعض من باع ضميره من أجل دريهمات، او جعله مجالا لترسيخ مفاهيم سوداوية لا تبتعد كثيرا عما يسوغه إعلام داعش الاسود الذي لا يمت بصلة لا لمدينة مفتوحة الاذرع مثل بغداد ولا لحياة مدينية كالتي نطمح أن تكون، بغداد ملونة، موزائيكية، قوس قزح.
بغداد تحتضن أهم حركة مسرحية ضد الارهاب هذه الأيام، اعتبارا من مساء التاسع من حزيران الحالي ولغاية الخامس عشر منه، تنشط هذه الحركة وتساهم بها مجاميع من شبيبة المحافظات نذروا أنفسهم لحركة ثقافية وفنية طليعية، لا يعرفون الغرور ولا يهمهم بعدهم عن أضواء العاصمة. وبمبادرة خلاقة من الفنان غانم حميد وبدعم من زملاء له ابعدوا أنفسهم عن المصالح الضيقة وراحوا يجيبون المحافظات لتأمين مساهماتها في هذا المهرجان.
انبرت أصوات نشاز في بداية المشوار محاولة أن تضع ( العصي في العجلة ) إلا ان العجلة تدور وتدور وسوف تكسر كل تلك العصي ..وفي كل ساعة نقترب فيها من المهرجان يطرأ جديد يعطينا دفقا معنويا كي نذهب بالمشروع إلى نهايته.. المهرجان ليس آخر المطاف وليس آخر المعارك، إلا أنه موقف إنساني من الحياة وتشعباتها قبل كل شيء.. طرقنا الأبواب ولم تخب ظنونا بالناس الطيبين القادرين على رفد حياتنا بالجديد وبالمؤثر
كانت شبكة الإعلام العراقي سباقة بتقديم الدعم..وزارة الكهرباء، هي الأخرى، لم تبخل جهدا . وزارة العلوم والتكنولوجيا وافقت على تقديم الدعم للمهرجان أسوة بالآخرين. شركات اتصالات وأصحاب رؤوس الأموال وقفوا مع المهرجان ماديا ومعنويا..ننتظر من الآخرين أن يبادروا بدعمنا فما نقوم به لا يدخل في حساب شخصي لأي فنان، بل سيسجل التاريخ موقفا مشرفا للجميع..وحين أقول الجميع لا بد لي أن أثني على هذه الكوكبة من الفنانين التي أبت إلا أن تساهم وان ينجح المهرجان وان ننجح بتثبيت موقف مشرف بدعم كل القوى الأمنية والجيش والحشد الوطني والبيش مركة والشرفاء من العشائر الذين يذودون عن الوطن من جهة، ومن جهة أخرى نقول (لا ) كبيرة لكل القوى التكفيرية. (لا) كبيرة للفاسدين.( لا ) كبيرة للمتلاعبين بالمال العام .لأنهما كلاهما الفاسد والسارق يشكل الوجه الآخر لداعش.