المشاركة بمهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب شرف لكل فنان عراقي/ د. أحمد شرجي
يعتبر مهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب، من المهرجانات ذات الموقف الوطني والتي تشرف كل فنان أن يعمل بها، لقيمة المهرجان الوطنية في هذا الوقت، والظرف الذي يعيشه البلد في محاربة الإرهاب الدولي الذي يريد تخريب البلد وقتل الحياة فيه واختيال ثقافته وحضارته، ومن أجل ذلك سعت مديرة المسارح في دائرة المسرح لإقامة هكذا مهرجان وفق شروط مهمة من أجل دعم القوات العراقية والحشد الشعبي المقدس، من أجل الوقوف إلى جانب الشباب العراقي الذين يضحون بحياواتهم من أجل أن نعيش بسلام، يحملون أكفانهم حتى نمثل ونجلس في المقهى، ولهذا جاء شعار المهرجان معبرا وحقيقيا ( فرساننا هناك … ونحن هنا ننعم بالنصر)، أي تضحية يقدمونها؟ كل ما نقدمه من جهد لا يساوي غبار بساطيلهم المقدسة …ومن هذا الهدف كان وجودي ضمن لجنة المشاهدة التي ترأستها الكبيرة آسيا كمال وعضوية الفنان والكاتب باسل الشبيب، للعروض التي تقدمها المدن العراقية، ورأست اللجنة، كانت رحلة طويلة امتدت من كربلاء والنجف، ومن ثم الديوانية والسماوة، وبعدها الناصرية والبصرة، والعمارة، ومن ثم الكوت، وبابل .. والاهم هناك مشاركة من محافظات صلاح الدين والأنبار، رغم ما تمر به محافظاتهم من قتل يومي، أصروا على المشاركة، خمسة أيام من التنقل من محافظة إلى أخرى بدون ملل، بل بفرح كبير، نتابع العروض ونعطي الملاحظات والاقتراحات التي تخرج هذه العروض بصورة جيدة بعيدا عن الخطابية والشعاراتية، وإنما أعمال ترسخ في ذاكرة وتاريخ المسرح العراقي.. علما أن اللجنة غير مخولة بقبول ورفض أي عمل مسرحي، بل ترك الأمر للمحافظة كونها داعمة العمل وهي تختار العرض الذي يمثلها بالمهرجان الموقف كما تراه، ولهذا سعت اللجنة عدم المجاملة بإعطاء الآراء ومتابعة كل صغيرة وكبيرة داخل العمل، لا نريد أن تخرج عروض المهرجان ضعيفة ومناسبتية، بل عروض رصينة وكبيرة بما يناسب اسم المهرجان، ولذلك وضعت اللجنة التحضيرية للمهرجان شروط أن يكون العمل المسرحي غير معاد، وأن يكون موضوعه يتناول اللحظة الآنية التي يمر بها البلد.
ولهذا جاءت العروض متنوعة وكل مخرج يتناول الوضع وفق رؤاه وتصوره للحدث بشكل جمالي وتعبيري ورمزي آخاذ، عروض فيتمها العليا بتنوعها، وهذه الدورة الأولى للمهرجان، وهناك اهتمام من إدارة المسارح، بأن يكون المهرجان عالمي ضد الإرهاب، وتعتبر هذه دورته الأولى ما يشبه التمرين على التنظيم والاختبار والاهم ظروف التقشف التي يمر بها البلد، وفي المستقبل سيكون هناك عروض عربية وعالمية تتم دعوتها للمشاركة وفق شروط المهرجان ذاتها، لأن الإرهاب يعاني منه العالم أجمع، والعراق يقاتل ويضحي بأبنائه من أجل الآخرين للأسف ، ومن خلالكم لابد من الإشادة الكبيرة بجهود دائرة السينما والمسرح وبالذات مديرية المسارح والتي سعت لإقامة هذا المهرجان بدون ميزانية ولكن بجهود ذاتية والجميع يعمل مجانا ليتشرف بالعمل بهكذا مهرجان، للأسف وزارة الثقافة كأن الأمر لا يعنيها ولا كأن الدائرة أحد مديرياتها، ولا كأنها وزارة عراقية، وقفت مكتوفة الأيدي أمام مطالبة الجميع أن يكون لها موقف حقيقي من الإرهاب الذي يعاني منه البلد، بحجة التقشف و الميزانية…. وعند بدأ المهرجان سنجدهم جميعا يجلسون في الصفوف الأولى ويتحدثون إلى الفضائيات باعتبارهم أصحاب المشروع، للأسف اعتاد الساسة لتجيير كل شيء لهم… تحية لنجوم الفن العراقي الذي يعملون بكل لجان المهرجان بدون تعب أو ملل، تحية للمحافظات التي دعمت أعمالها من أجل موقف وطني، يتشرف به أي مواطن عراقي.