دعم عربة المسرح المعطوبة/ بوسرحان الزيتوني
سأحترم في هذا التصريح وضعي داخل لجنة الدعم المسرحي، فأنا لست مخولا للحديث باسمها ولا لي الحق في هذه المرحلة أن أحدد بالأمثلة ما يمكن أن يخرج الحديث من زوايا ضيق الرؤى لرحابة الوضوح والنقد الذاتي.
أولا : أسئلة مجيبة
دائما ما تثير نتائج الدعم المسرحي لغطا كبيرا، وهو أمر لا يمكن استهجانه أو التقليل من شأن الصادر عنهم، فهو رد فعل مشروع إزاء ما يعتقدون أنه ظلم واقع عليهم.
لكن : كيف يمكن لي أن أقدر أن مشروعي الذي وضعته في إطار تنافسي يستحق الدعم بدلا من غيره وأنا لم أطلع على مشاريع تنافسي؟
وهل لا بد أن يجاز مشروعي لأرضى عن النتائج؟
وهل لا بد أن ترضيني القيمة المالية لأعتبر النتائج منصفة؟
ألا يمكن لي أن أكون قد قصرت أثناء صياغة المشروع في تفاصيل أساسية أو أهملت العناية بما يفترضه دفتر التحملات؟
لماذا أعتبر الدعم حقا وأن دور اللجنة هو أن تجيزه لي؟
كيف لي أن أدعم عن مشروع مستنسخ عن مشروع سبق أن دعم لي؟
كيف لي أن أدعم عن مشروع لم أقدم ضمنه عقودا قبلية أو قمت بالإمضاء بدلا عن المتعاقد عنهم؟
هل على اللجنة أن تقبل تقويما ماليا مبالغا فيه ولا تقوم بمراجعته اعتمادا على مرجعيات محددة؟
ثانيا : اتجاه الأسئلة
يخطئ من يعتقد أن اللجنة هو تحالف أعداء يستهدف مسرحيين بعينهم ويخدم مصالح مسرحيين آخرين. فعلى تعدد الأسماء التي تعاقبت على لجن الدعم، لم يسلم عضو فيها من الشتائم وتحميله كل شر الدعم، ومسح هزائمنا الشخصية فيه، ونخبئ في ظله فشلنا الخاص… لتغفي أنفسنا من مراجعة نواقصنا ولنستر أنفسنا حتى لا يكشف قصورنا أحد؟
أمر وارد أن تخطيء اللجنة، أي لجنة، في التقدير بسبب تقصير شاب عملها، أو كسل مس دينامية يقظتها أو عياء أربك مقاييس النظر…
لكن أبدا لا يمكن أن تتقصد لجنة إقصاء زيد لأنه ليس بعمرو؟
وسواء هذه اللجنة أو التي سبقتها أو التي ستليها، سنسقط في المطب نفسه مهما كان الحرص، لأن هناك من الخلل في العملية ما يستدعي أن تتوجه إليه الأسئلة، فنفس المنطق سيسفر عن نفس النتائج، حتى وإن تميزت في الشكل فإن جوهرها سيبقى واحدا…
قد تعتقد الوزارة أن تغيير أشكال الدعم هو الأمر الذي يحتاجه المسرح المغربي، وأن الرفع من قيمة الدعم هو ما سيحل المشاكل المتراكمة.
وقد تعتقد لجنة أن الرفع من أعداد المستفيدين سيقلل من ردود الفعل المحتجة والمستنكرة.أو أن التقليل منه أهم لأنه سيرفع القيمة المالية الممنوحة لإنتاج العمل المسرحي.
لكن لا اعتقاد الوزارة يمكن أن يكون صائبا ولا اللجنة. لأن التربة التي يتحرك فيها الدعم تربة فاسدة. والعربة المسرحية معطوبة في الأصل.
ولهذا نحتاج أن نوجه الأسئلة إلى حيث يجب،
ـ لبناء تصور الدعم وآلياته غير المستنسخة من خارج اشتراطات واقع المسرح المغربي. إن عدم تقدير الوضع الذاتي للمسرح المغربي والمسرحيين المغاربة يمكن أن يجر إلى العديد من المغالطات ويسقطنا في حضيض النقاش الدائر قبلا وراهنا…
ـ للإعلان عن المعايير سواء في تكوين اللجان أو في تقويم المشاريع، على أن تكون المعايير معلنة ومحددة وغير عائمة ولا غائمة.
ـ لتوحيد المفاهيم الخاصة والعامة المرتبطة ببناء المشروع المسرحي ومكوناته، بحيث يصير قابلا للقياس لا مجرد إعلان نوايا.
ونحن في ذلك نحتاج إلى إشاعة أخلاق التعاطي مع هذا الملف الشائك بأبعاده الفنية الإبداعية والاجتماعية الاقتصادية، وأن نمنع أن تحتكر قلة الفضاء المسرحي بالاستحواذ على أكثر المشاريع في جميع المهن المسرحية.
ثالثا : في فضيلة التحاور
إذا كان لي من خلاصات على عمل لجان الدعم فإني أحصرها في انعدام فضيلة التحاور مع المسرحيين، الغاضب منهم والساخط والمحتج ومن يسب، فمن مهام اللجنة التربية.
فلماذا لا نمنح للفرق حق طلب المراجعة؟
ولماذا لا تجالس اللجان كل من يرغب في ذلك لتدارس الملف وبيان ما استندت عليه في التقييم والتقويم.
لماذا نضفي على عمل اللجان نوعا من القداسة وهو عمل بشري يمكن أن يتسرب إليه الخطأ؟
لماذا لا يعقب ذك تفعيل صارم للقوانين والمعايير المتجاوزة لأي انحراف أو زوغان؟
متى تنشر لجان الدعم محاضرها أمام الرأي العام المسرحي للاستفادة منها سواء في بناء الذات أو صياغة الصفات؟