العنف في الدراما وبرامج التلفزيون/ سعد ناجي علوان
لنا أن نخلع أو نبعد صفة العمل الفني عما يطلق عليه من برامج ترفيهية أو مسلسلات مما يعرض على قنواتنا الفضائية، وذلك بسبب إخفاقها أولا في إيجاد الغاية الحقيقة لكل عمل يتوسل هدف ما مهما كان بسيطا وهو يتوجه إلى مشاهد تختلف رؤيته وفقا لقناعاته التي يشكلها الوعي المتكون طبقا للتوجهات الخاصة التي يمليها واقعه الثقافي و الاجتماعي .
فما يقدم من أعمال لا يخضع لمعايير حقيقة الفن والرؤى الأدبية التي تعضده وذلك لتفضيل السطحية والربح السريع والسفاهة والتقليد الأعمى إن لم نقل السرقة. فكثير من الأعمال هي إما أفكار مسروقة بعد مونتاج بسيط وفبركة منسقة أو تغيير في الأحداث يتضح بعد بضع حلقات للعمل..
أما فينا يخص العنف المستشري في البرامج الترفيهية والدراما فمرده إلى إصرار غبي يسيطر على الكاتب وفقاً لقناعات مغلوطة و إرهاصات غير سليمة بدعوى محاربة العنف عن طريق التذكير به للحذر منه كما في المسلسلات والأفلام التي تكرر ذلك، وهو أمر ومفهوم خاطئ لأنك بذلك تعيد ذات العنف على المشاهد وتجعله تحت تأثير ما حصل مرة أخرى من دون أن تكون متأكدا من تمثل المشاهد لما يحصل أمامه من عنف سيقوم بإعادة إنتاجه ثانية خارج الشاشة . ولنا فيما تقدمه هوليوود من عنف في أفلامها وتأثيراتها الكارثية على الناس في الشارع وليس بعيدا ما فعله الشخص الذي تقمص دور الجوكر في فيلم باتمان الأخير ودخل الصالة ليطلق النار على عدد من المشاهدين ثم ينتظر قدوم الشرطة ليسلم نفسه بكل برودة أعصاب ويدلهم على مكان شقته المفخخة. فما أغبى من أن ننتج العنف بدعوى محاربته.
أما البرامج الترفيهية فهي تصدر عن معدين ومؤدين فاشلين في عملهم وعن أناس لم يتخلوا أصلا عما دار في حياتنا من عنف خلال ما مضى وما يدور من سنوات بل الأخطر من كل ذلك ما قاله المخرج الكبير مارتن سكورسيزي في يوم ما:” كانت السينما تأخذ من المجتمع أصبح المجتمع يـخذ من السينما”.