جمعية مسرح لبلاد تنجز إقامتها الفنية المتعلقة بالتدريب على عرض مسرحي:«واك واك أ الحق»/ لحسن قناني
بدعم من وزارة الثقافة وفي إطار دعم الإقامات الفنية وورشات التكوين تشرع جمعية مسرح لبلاد في إنجاز إقامتها الفنية للدورة الثانية (دورة ماي 2015) والمتعلقة بالتدريب على عرض مسرحي، وذلك بمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم من 04/ يوليوز إلى 14 منه وتحت الإشراف العام للكاتب والمخرج والناقد المسرحي لحسن قناني، ويدخل هذا المشرع التكويني ضمن المبادرة التي تقوم بها وزارة الثقافة والمتمثلة في خلق إقامات فنية وورشات تكوينية في جميع مكونات العمل المسرحي وتخصصاته سواء تعلق الأمر بالكتابة المسرحية أو الإخراج أو السينوغرافيا، أو الجانب التقني أو التشخيص وغير ذلك مما يعتبر التمرس به وإتقانه من الأمور الضرورية للإرتقاء بالممارسة المسرحية داخل الوطن، هذا الإرتقاء الذي لن يتحقق بدون ترسيخ كافة هذه التخصصات والتشجيع على تعلمها والاستمرار في بلورتها وتطويرها، وبالتالي إن هذا الإرتقاء لن يتحقق بدون خلق جيل جديد من المبدعين المسرحيين في مختلف التخصصات والمهن المسرحية المتفرعة عن شجرة العمل المسرحي.
وهنا يأتي الدور الذي يمكن أن تحققه مثل هذه الإقامات الفنية والمتمثل في إكساب الشباب من المهتمين أبجديات الفعل المسرحي أنى كان التخصص الذي ينصب عليه هذا الفعل.
كما أن التفكير في خلق إقامات فنية وورشات تكوينية في مختلف المجالات المسرحية الآنفة الذكر، ينم عن وعي أكيد بالقيمة التي يلعبها كل مكون من هذه المكونات في البنية الإجمالية للعمل المسرحي، باعتباره عنصرا –ورغم ما قد يحظى به من استقلالية نسبية – لا تتحدد قيمته إلا بالنظر إلى العلاقات التي يتمفصل بفضلها مع بقية العناصر الأخرى المكونة للعمل المسرحي، وإلا باندراجه ضمن نسقية الكل الذي ينتظمها جميعا.
وعليه فإن قيمة المشاريع التكوينية التي من هذا القبيل إنما تتمثل في أنه إذا كانت المعاهد الوطنية وعلى رأسها المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي قد استطاعت فعلا أن تزود الممارسة المسرحية في الوطن بالعديد من الخريجين في مهن مسرحية عديدة من قبيل التمثيل والسينوغرافيا والإخراج والتقنيات الصوتية والضوئية وغير ذلك، وأن تسد الكثير من الفراغ الذي يعانيه المسرح المغربي في مثل هذه التخصصات، فإن ذلك ظل منحصرا في بعض المدن كالرباط والبيضاء، في حين ظلت مدن أخرى في أقصى الشمال وفي أقصى الجنوب تعاني من الخصاص في مختلف التخصصات المذكورة.
ومن هنا تبرز الأهمية القصوى لهذه المبادرة الحميدة لخلق إقامات فنية وورشات تكوينية يستفيد منها الشباب من المهتمين بالمسرح في المدن النائية عن المركز، هذه التكوينات التي من جراء المضي فيها أن تغدو عبارة عن معاهد متنقلة كفيلة بخلق جيل جديد من المبدعين المسرحيين قمين بسد الخصاص الذي تعاني منه الممارسة المسرحية في كل هذه المجالات وفي كل ربوع الوطن وليس في المدن القريبة من المركز فقط.
وفي هذا السياق يأتي الحديث عن الإقامة الفنية للتدريب على عرض مسرحي التي حظيت جمعية مسرح لبلاد بدعمها خلال هذه الدورة الثانية من الدعم (دورة ماي 2015).
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع المتمثل في (التدريب على عرض مسرحي أو إنجاز عرض مسرحي) هو امتداد لمشروع الورشة التكوينية للكتابة المسرحية والذي كانت قد حظيت الجمعية بدعمه في الدورة الأولى (يناير 2015).
إذ تمثل الإنجاز الكتابي الذي أسفرت عنه الورشة التكوينية للكتابة المسرحية المدعمة من طرف وزارة الثقافة في الدورة الأولى للدعم (يناير 2015)، في نص مسرحي تم الاشتغال فيه على علاقة المسرح بحقوق الإنسان وتمت عنونته بـ “واك واك أ الحق”، ويتكون من ثلاثة لوحات تجمع بينها ثيمة الحق تمت عنونتها بـ:
اللوحة الأولى: اعتصام في الأرحام
اللوحة الثانية: شارع الحرية
اللوحة الثالثة: أكلة البطاطس
وإيمانا منا بأن النص المسرحي ومهما كانت قيمته الفرجوية الكامنة، ومهما كانت تجريبيته على المستوى الفني والجمالي، ومهما كانت قيمة القضايا التي يعالجها، ومهما كانت راهنيتها، فإنه لن يحقق غاياته المنشودة إلا إذا تحقق في عرض مسرحي أو فرجة يقدمها ممثلون أحياء ملموسين لجمهور حي ملموس، وعلى هذا الأساس جعلنا غاية مشروعنا الجديد (الإقامة الفنية الخاصة بالتدريب على عرض مسرحي) تتمثل في الطموح إلى جعل المنجز الكتابي المذكور أعلاه موضوعا يتأسس عليه مشروعنا الحالي هذا والمتعلق بالتدريب على عرض مسرحي انطلاقا من خامة النص المذكور.
وأهمية هذا المشروع الحالي تتمثل في الطموح إلى استكمال تكوين ورشة الكتابة الآنفة الذكر، وذلك بجعل فئة من المستفيدين يتدربون على المنجز الكتابي للورشة في أفق إنجاز عرض مسرحي متكامل.
كما يمكن لبقية المستفيدين من ورشة الكتابة غير لمشاركين مباشرة في إنجاز العرض أن يستفيدوا من المشروع الحالي (التدريب على عرض مسرحي) بمقدار ما يواظبون على الحضور للحصص التدريبية، من أجل المعاينة المباشرة لكيفية تشكل العرض المسرحي حتى ولم لم يكونوا داخلين ضمن طاقم إنجاز العرض هذا عن الهدف العام أما عن الأهداف الخاصة فإنها تتمثل:
أولا في التحقق من تعلمات ورشة الكتابة وبالأخص في ما هو متعلق بكون النص المسرحي هو العلة الأنطولوجية للعرض المسرحي.
ثانيا في المعاينة المباشرة لكيفية تشكل العرض المسرحي.
ثالثا في اكتساب تعلمات جديدة في ما يتعلق بالآليات الأساسية للعرض المسرحي من تشخيص وإخراج وسينوغرافيا وإنجاز ديكور وملابس وأكسسوار، وتقنيات ضوئية وصوتية ووسائطية وغير ذلك.
وعلى هذا النحو يستكمل المستفيدون تكوينهم في الميدان المسرحي بشكل شامل، وذلك بإدراك كيفية تشكل العملية المسرحية برمتها في ارتقائها من الكتابة الجماعية للنص (منجز الورشة السابقة) إلى الإنجاز الجماعي للعرض، مما تتمكن عبره الفئات الشابة من التمثل التطبيقي العملي لآليات الاشتغال الاحترافية في المجال المسرحي ومن تنمية وتعميق الثقافة المسرحية.