«المهرجان القومى» يكرم اسم المخرج هاني مطاوع
يبدو أن الرياح تأتى بما لا تشتهيه السفن، ففي الوقت الذي كانت، قد قررت فيه إدارة المهرجان القومي للمسرح، تكريم المخرج هانى مطاوع، في دورته الثامنة ضمن الأحياء، إلا أن اسمه أضيف لأسماء الراحلين، هذه الدورة، وهم حسن مصطفى ومحمد عوض وسناء جميل.
فمع انطلاق فعاليات المهرجان، الأمس، أصدر كتاب التكريم، وهو عبارة عن دراسة كاملة أعدها الناقد أحمد خميس بعنوان «الفارس المتمرد»، والتي جاءت بها بعض معلومات عن حياته وسيرته الذاتية ومسيرته المسرحية، التي تضمنت عددا غير قليل من الأعمال المسرحية ما بين تأليف وإخراج وإعداد لنصوص عالمية وتجريبية، إلى جانب تقديم إنتاج غزير لمسرح القطاع الخاص مثل عروض: «شاهد ما شافش حاجه»، «نحن لا نحب الكوسة»، «بنات العجمى»، «يا مالك قلبى بالمعروف» وهى من تأليفه أيضا، «خشب الورد»، «شباب امرأة»، «الغجر»، «قسمتى ونصيبى»، «حكيم عيون»، «الدكتورة نواعم». أما لمسرح القطاع العام فقدم، «رسول من قرية تميرة»، «إدارة عموم الزير»، «سبع سواقى»، «أهل الكهف»74، «زيارة الملكة»، «ممدوح عدوان»،« رحلة قطار« ، »دماء على ستار الكعبة»، «يا مسافر وحدك … وآخر همسة»، والمسرحيتان من تأليفه أيضا هاملت، وقدمت المسرحيات الثلاث على المسرح القومي، وأخيراً «قصة حب»، أما من عروض المسرح الأكاديمية والتجريبى فقدم، «حيث وضعت علامة الصليب»، «أوديب ملكا»، «ميديا فويتسك»، «بجماليون» ، «الدرس»، «أمام الباب»، «قبل الافطار»، «الاب»، «هاملت»، «الأشباح»، «قطة على نار»، «مريض بالوهم»، «في انتظار اليسار»، «هبط الملاك في بابل»، «ثنائية جاك والمستقبل في البيض»، «العادلون»، «كاره البشر»، «موليير»، «مركب بلا صياد»، «فرهاد وشيرين»، «الزير سالم»، «حكايات من قرية عمانية»، «الثمن الفادح أو جسرآرتا»، «ثورة الزنج»، «البعض يأكلونها والعة»، «المهرج» «فاوست والأميرة الصلعاء.. برشيد » ، « المنزل ذو الشرفات السبع» «الدخان»، كما أثرى المسرح بمؤلفات عديدة منها «حكاية فرفورية» عام 1967، «مدرسة الأزواج» إعداد درامي لمسرحية موليير وقدمت على المسرح القومي 1972، «رسائل لم تكتب» مسرحية ألفها بالاشتراك مع جمال عبد المقصود وقدمت بعنوان «رحلة مع الحبايب» إخراج كمال ياسين، «يا ملك قلبي بالمعروف» ألفها وأخرجها لفرقة عبد المنعم مدبولى عام 1976، «يا مسافر وحدك» ألفها 1998، وأخرجها عام 2000، و«كوابيس صينية» مسرحية مستوحاه من قصة سور الصين العظيم.
وقال المخرج الراحل في أحد تصريحاته الصحفية بعد توليه رئاسة البيت الفني للمسرح، عن نفسه ومشواره:
“إن المحطة الأولى في حياتي بدأت بحالة تمرد فبعد أن تخرجت في معهد الفنون المسرحية، لم يكن سني يؤهلني في رأى قيادات المسرح وقتئذ، ومنهم أساتذة لي، أن أتولى موقعًا رسميًا في مسرح الدولة بحجة صغر سني, وكان اسمي قد طُرح على الساحة المسرحية، من خلال العروض الأكاديمية في المعهد، ولم أكن أملك وسيلة لتعديل وجهة نظر هذه القيادات، ومن هنا كان توجهي إلى العمل مع فرق الشباب والهواة، عملت على أن أقدم من خلالها مسرحيات جديدة، لم يعرفها المسرح المصري من قبل، فللمرة الأولى قدمت مسرحية «هبط الملاك في بابل» على المسرح الجامعي عام 1967، ثم قدمت يونيسكو في مسرحية «جاك والمستقبل، وكان العصفوري قد سبق بتقديمه في مسرحية ” المغنية الصلعاء” – كان اهتمامنا العصفورى وأنا، أن نقدم المسرح الجديد الذي وجد تقبلا جميلا من الجمهور، كما قدمت مسرحية الزنج للكاتب الفلسطيني معين بسيسو مركزا على فكرة التحريض في النص وجردت الديكور واستخدمت أغانيٍ للرحبانية، وكان هذا شيئا جديدا وقتئذ وعلى أساسها قدمت استعراضات أشبه بلوحات النحت المرتبط بالحرية، مستفيداً من فنانين كبار مثل ديلا كروا وخاصة لوحته (الحرية تقود الشعب)، واستفدت أيضا من النحت الروسي عن الحرب الأهلية، كما كان لي دور في المسرح السياسي، وأزعم أنني أول من قدمه في مصر من خلال عرض «البعض يأكلونها والعة» للمؤلف نبيل بدران. كان هذا عام 1972 أي قبل حرب 73، فقد قدمت لقطات سريعة للإذاعة، تنتقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية، وكان هذا في فترة ساخنة من المد الشعبي في انتظار الحرب ضد إسرائيل، والاحتجاج على حالة اللا سلم واللا حرب، وعلى تصريحات السادات عن عام الحسم والضباب، التي كانت أحيانا مادة تندر للكاريكاتير، كانت فترة غليان وتوتر وترقب، وكان السادات يكسب وقتا للاستعداد، لكن الإحساس القوى، كان سابقا للعقل، لا يقبل أن يبقى جزء من الوطن، لفترة أطول تحت الاحتلال وحادا لهذا الوضع، وخاصة في فكرة أن الجبهة الداخلية في واد والحكومة والاستعدادات العسكرية، في واد آخر، وأن التصريحات السياسية غير مرضية بما فيه الكفاية، وقدمت هذا العمل من خلال شباب الجامعة، وقد استمرت تلك المسرحية 45 يوما، وانتقلت بين عدة مسارح بالقاهرة، وكانت بمثابة تعارف جاد بين مخرج واعد، وجمهور مسرحي يقدر ما يقدم إليه، من عروض جادة”.
المعروف أن المخرج المسرحي هاني مطاوع، كان قد حصل على جائزة الدولة التشجيعية عن كتابه النقدي، «قراءات جديدة في مسرحيات قديمة» عام 1996، وهو كتاب يتناول بالتحليل مسرحية هنريك ابسن «البطة البرية»، وتنسى وليامز “قطة فوق صفيح ساخن”، كما حصل على جائزة الدولة في الفنون عام 2009، وقام بالتدريس في أكاديمية الفنون بالقاهرة، كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، مركز إعداد الرواد بالثقافة الجماهيرية المصرية، المعهد العالي للفنون المسرحية بدوله الكويت، كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس، كلية المسرح بجامعة ولاية فلوريدا الأمريكية، قسم علوم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان ، وشغل عددا من المناصب المهمة بوزارة الثقافة، منها رئيس قسم الفنون المسرحية بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ورئيس قسم الفنون المسرحية بكلية الآداب جامعة السلطان قابوس، ووكيل أول وزارة الثقافة المصرية لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، ورئيس البيت الفني للمسرح، ثم رئيسا لأكاديمية الفنون سابقا.