إسماعيل خليل*…ثقافة المسرح ، وحوار المنافي/ د. فاضل خليل

* هو إسماعيل خليل أمين، مسرحي من العراق، تنقل بين سوريا، وبيروت، واليمن، وبلغاريا، وألمانيا التي استقر بها وطنا بديلا وملاذا للحياة وللعلاج. انتهى المطاف بها بعد حملة الهجرة الأولى للخلاص من الوطن الذي لا يوفر السلام. يقول اسماعيل: “هناك لملمت أفكاري وقمت بالتعاون مع لطيف الحبيب بإصدار كتاب يحمل عنوان ( المسرح المغيب، شاهد على العصر) . وفي العام 2001 عملت بمشاركة صالح كاظم وبكر رشيد على تأسيس أول مهرجان للمسرح العراقي في المنفى. ومن ألمانيا بالتحديد كانت الانطلاقة. وكنا نطمح أن نثبت لأنفسنا، بأننا فاعلون هنا في المنافي وبإمكاننا أن نوصل صوتنا إلى الوطن ونتواصل مع بغداد وفنانيها. لكن التواصل مع بغداد وثقافة الداخل كانت شبه مستحيلة إن لم أقل معدومة، رغم ذلك كان يحدوني أمل في نقل تجربة الحداثة من المسرح العراقي لمنفاي، عزاءا أو بديلا عن لوعة الفراق. وفعلا نقلت ما استطعت حمله من تجربة إلى اليمن الجنوبي أملا في تواصل التجربة التي بدأناها في بغداد . وانطلاقا من أن أسس الحضارة واحدة، وقاسمها المشترك هو الإنسان، والوعي الإنساني. ومن تجربة اليمن التي أصابت النجاح، ما دعا الحكومة اليمنية إرسالي إلى بلغاريا في دورة تدريبية عام 1987 كي أتخصص فيها بالإخراج وبإشراف البروفيسور البلغاري : ساشو اوستيانوف في معهد الدولة العالي للمسرح VTIS ، قدمت خلالها مسرحية ( عرس الدم ) للشاعر الاسباني: لوركا ، أطروحة لتخرجي وحصولي على الدبلوم العالي في الإخراج. عدت بعدها إلى اليمن. ومنها وفي العام 1996غادرت إلى ألمانيا وبالتحديد إلى مدينة برلين”. التي اختارها بعد أن ضاق به الحال في الوطن – العراق، وكبر في داخله الاعتقاد من أن في تغير المكان والابتعاد أمل في حياة أكثر انفتاحا، تسمح لطموحاته أن تجد طريقها إلى النور. يقول: “الصدفة وحدها قادتني إلى اليمن التي أنشئت فيا مسرحا أطلق اليمنيون عليه مسرح حديث. شكلت في عدن ( فرقة مسرح أكتوبر ) أخرجت لها العديد من المسرحيات بدأ من مسرحية (الملك هو الملك ) للكاتب سعد الله ونوس، التي اعتبرها المعنيون انطلاقة جديدة للمسرح اليمني الجنوبي من حيث الحركة، التشكيل الحركي ( الميزانسين )، الإضاءة، اللون، والتمثيل الذي قال عنه أحد النقاد : ( نحن نعرف هؤلاء الممثلين من قبل، لكنا الآن نعرفهم بشكل آخر مغاير وجديد) . ورغم أنها كانت تجربة مهمة ولكنها كانت صعبة – حسب إسماعيل – لكنها وضعت اللبنة الصحيحة الأولى في طريق المسرح اليمني. تبعتها تجارب أخرى لا تقل بذات الأهمية، فكان المسرحيات التي قدمها حسب تسلسلها ( الملك هو الملك ) للكاتب: سعد الله ونوس، ( عبيدو ، والصراط ) للكاتب: توفيق اخلاصي، ( الشهداء السبعة ) وهي حكاية يمنية كتبها العراقي: هادي الخزاعي، ( حصار بيروت ) للكاتب: شاكر لعيبي، ( العودة المفاجئة ) للكاتب: مارتن أسلن، ترجمة : سعدي يوسف. مسرحية  ( الفيل يا ملك الزمان ) للكاتب : سعد الله ونوس. شاركت في مهرجان أيام قرطاج المسرحية 1991. مسرحية ( أبو حيان التوحيدي ) للكاتب: قاسم محمد.
خاض إسماعيل خليل نوعين من الصراع، صراع مع السلطة التي كبلته، والثاني مع الذات التي منعته من الانزلاق في الانتماء الضيق في الحياة أو في السياسة. هو الذي يدعو إلى الحرية المطلقة للفنان باعتباره أساس الحضارة وقاسمها المشترك، كما تؤكد ذلك جميع الآثار واللقي والأيقونات. ولأن الوعي يحتاج إلى الحركة بديلا موضوعيا عن اللغة غير ذات الأهمية في الكثير من الأحيان، وعليه فـ ( الحركة ) كفيلة بإيصال المعنى غير المسبوق، متعدد الآفاق البكر، بسلاسة ويسر. إن الحركة ذات الفكر التنويري والحرية بلا قيود، ذات المهمة العسيرة هي الوحيدة القادرة على بقاء المسرح بعيدا عن الولأات. وما الخراب الذي أصاب المسرح إلا بسبب النظرات الضيقة التي تحاول أن تفرض رؤيتها وأجندتها على كل شيء. وإذا ما حسم الصراع باتجاه الحرية فمن المؤكد أننا سنشهد نهضة للمسرح لا مثيل لها. ولأن مهمة النهوض بالمسرح مهمة عسيرة لابد لها من فكر علماني – تنويري. في عقدي نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي – حسب إسماعيل خليل – الذي يقول: “خضنا تجربة الوفاء التام للإبداع، ورفضنا الوصايات، الضيقة منها والواسعة، فلم نكن وقتها ننصاع كليا لتلك الوصايات، ولقد وضعنا هامشا واسعا للحرية في سلوكنا، وسياسة العقوق لأولياء الأمر والأوصياء التي سلكناها، جعلتنا نحقق الكثير ونقف بجدارة مع من سبقونا وقوف الأنداد، مع عدم رضانا عن هذا النوع من السلوك وعلمنا بعدم رضاهم – أيضا – واعتبارنا عاقين”.
في العام 1948، ولد اسماعيل خليل في محلة البتاوين، خلف مسرح بغداد وسينمات شارع السعدون حيث تسكن جدته لأمه. معمدا بخليط عرقي غير طائفي من سكان بغداد، مسلمين ومسيحيين وايزيدين ويهود وصابئة ضيعت ملامح انتماءاته العرقية وسلحته بخصال من أخلاقها المعمدة بحب العراق، إنه خليط من طيب سكانها. هو القائل عندما صار مهما: “حين أقدم على تأسيس عمل مسرحي إخراجيا لا يفارقني أقراني من المسرحين أخشى مراقبتهم التي تحيطني بالمعرقبة وتخشى علي من الزلل، إنهم يحتلون تفكيري ويشعروني بالرهبة، يراقبوني وأنا أعمل، لكنني ازداد اطمئنانا بإحاطتهم لي فأعرف بأنني أسير على طريق سليم، أتعمد استشارتهم ولو كذبا أحيانا من أجل سلامة خطواتي، حتى إذا تعديت اليوم الأول من العرض ووقفت على أرائهم تنفست الصعداء” . أكد ذلك لي حين هاتفته ليل 17-18/آب/2015 ومن غير سؤاله مؤكدا ذات الرأي الذي كنا نسير عليه جميعنا نحن تيار (المجددين ) من جيل الشباب في السبعينات الثائرين على كل عناصر المسرح حينها، على التأليف والإخراج والتمثيل بفعل تأثيرات الأدب الحديث والرؤية البعيدة عن المعالجات التقليدية في العمل على النص – حسب إسماعيل خليل – ومنطلقات جيلنا .
صلاح القصب، عوني كرومي، فاضل خليل، جواد الأسدي، فاضل سوداني، علي ماجد، عبد المطلب السنيد، هادي الخزاعي، عقيل مهدي، عزيز خيون، حسن عبد، محمد زهير حسام، كاظم الخالدي، وآخرين جميعهم يشكلون المبدعين ممن جايلوا إسماعيل خليل، وشكلوا جميعا ظاهرة الجيل، أو الرعيل الثالث من المسرحيين في العراق. ونادرة صباحات بغداد التي نصحو بها بعيدين عن بعضنا. وغالبا ما تجمعنا وجبات طعام مشتركة زهيدة الأجر، أو وجبة غداء تجمعنا في بيت جدته لأمه التي رعته وصيرته فيما بعد مبدعا تباهت بحضوره الفاعل في الساحة المسرحية مثلما تباهينا به نحن جيله. هو أول المخرجين من جيلنا اعتمدته الفرقة القومية للتمثيل مخرجا رسميا بعد إعداده بجدارة في فرقته الأم ( فرقة المسرح الفني الحديث ) ومروره ضيفا أو عاملا في بقية الفرق المسرحية العاملة الأخرى ( فرقة المسرح الشعبي، فرقة المسرح الحر، فرقة مسرح اليوم، فرقة اتحاد الفنانين، فرقة 14 تموز و24 فرقة مسرحية أهلية ذات التمويل الذاتي تتنافس فيما بينها على صدارة المشهد المسرحي ) . جيل المسرحيين من الرعيل الثالث كان يقطع يوميا مئات الكيلومترات متنقلا بين شارع الرشيد وشارع السعدون والوزيرية عبر باب المعظم والباب الشرقي لبغداد، حيث بيوتات أهل نرتادهم باستمرار بحثا عن مأوى ننام به أو نقود تؤمن لنا قوت يومنا. آوتنا فنادق بغداد زهيدة الثمن أغلبها يقع في شارع الرشيد حملت أسماء توحي بأجورها الرخيصة ( فندق الإيمان بالله ) و( فندق وردة الصباح ) و( فندق ليالي دمشق ) ( فندق مؤيد ) وفنادق أخرى أقل أهمية آوتنا مع حقائب كتبنا التي تضم أحيانا قميص نوم أو بدونه، فمنا من كان ينام بخلع البنطلون والقميص لينام بالملابس الداخلية، أو ينام بالبنطلون والقميص عندما لا تتوفر الملابس الداخلية. ننام حتى أذان الظهر لننطلق إلى مطاعم الـ (الفوكه)* حيث الرز والمرق وكميات هائلة من الخبز (الصمون)** كيف لا وهي الوجبة الأهم التي نقتات بها حتى الساعة الثالثة ليلا عندما ننهي يومنا من المقاهي بعد نقاش ومشاهدة فلم في إحدى سينمات بغداد ( سميراميس، غرناطة، الخيام، النصر، بابل، وسواها ) أو احتساء كأس أو أكثر من العرق أو البيرة في بارات ( كاردينيا، أو بلودان او فوانيس، البارات زهيدة الدفع والثمن ) لنذهب بعدها والصبح أوشك على الإشراق حيث عربة أبو شامي للمقليات ( العروك والبطاطا والباذنجان والبيض المخلوط بالعروك المفتت ( المخلمة ) تحت نصب الحرية وتحت عنق الحصان الجانب الأعظم من نصب الحرية حيث ينتظرنا العشاء الكبير في العديد من السندويتشات ( اللفات بالعراقي) . نأكل ونأكل بلا حساب فبالإمكان عند أبو شامي أن نسجل ما نأكل على الحساب الذي بقي الكثير منه دينا في رقابنا سددناه بعد التخرج ومن أجور من اشتغل من بعضنا . الكيلومترات التي قطعناها وقطعتنا مشيا كانت تنتهي بنا عند ( مسرح بغداد ) أو ( مسرح اليوم ) أو ( مسرح الـ 60 كرسي )، وفرق مسرحية أخرى بلا صالات عرض كانت هي الأخرى مقراتها في شارع السعدون أو محلة البتاوين أو في منطقة الصالحية أو مدخل شارع النهر. كنا نذهب إليها – الفرق المسرحية – أما للتمرين أو للعروض المسائية، وأسعدنا من كان يحظى بأسبوع مجاني كالذي حصل معنا في ( النخلة والجيران ) ومع (فرقة 14 تموز ) في عرضهم لمسرحية ( الدبخانة ). كانت تلك مكرمة تمنحها لنا الدولة على خشبة مسرح الدولة (مقر المسرح القومي ) في كرادة مريم – المنطقة الخضراء فيما بعد – حاليا لا يقطنها إلا المسؤولون. وبالتالي فالهموم أعلاه،  ورحلة الأميال سيرا على الأقدام، مصحوبة بالجوع المزمن أو التخمة بالوجبات الخالية من الفيتامينات بها أو بسببها شل العديد من مبدعينا ممن لا تعتني بهم الدولة ولا الأيام، دفع الكثيرون منهم ثمنها بأمراض مزمنة أو ما يقابلها من الهموم. هي التي أقعدت إسماعيل خليل، الذي أصبح يشكو من أمراض عملاقة، أقعدته، وأبعدته عن الإبداع، بعيدا عن الوطن الذي لا يعتني بمبدعيه، لكن المنفى احتضنه مواطنا من الدرجة الأولى وعالجه بأرقى المستشفيات وما زال في العلاج باهتمام من كبار مسؤولي المنافي من أمثال الكبيرة ( ميركل ) رئيسة وزراء ألمانيا، التي فرغت بيتها لاستقبال من وصل من اللاجئين .
إسماعيل خليل الذي عمده الكبار، إبراهيم جلال، ويوسف العاني، جعفر السعدي، جعفر علي، قاسم محمد، سامي عبد الحميد، اسعد عبد الرزاق، بدري حسون فريد، إبراهيم الخطيب، بهنام ميخائيل، وسواهم . وبعد أن أنجز أدواره في المسرحيات، النخلة والجيران، تموز يقرع الناقوس، في انتظار كودو، عطيل، ماكبث، وسواها على مسارح بغداد. كل هذا الجهد خلق منه مخرجا من جيل الصبية – نحن – كما يحلو للكبار تسميتنا وقتها. إذن هو واحد من أؤلئك الصبية الفرحين بالتسمية ممن طمنوا الكبار بولادة جيل حمل رسالة السعي المرهق من التصورات الخاضعة لقوانين التطور الاجتماعي والإنساني في الحياة والمسرح. أطلقنا عليه العديد من الصفات، الحكيم، الهادئ، النبيل، الطيب، الذي نادرا ما يخرج من رزانته. رجل  بهذه الصفات هل يصلح لأداء شخصية (ياجو الشرير ) البعيد عن كل صفات إسماعيل في مسرحية ( عطيل ) التي أخرجتها أنا – فاضل خليل – بإشراف متميز من – إبراهيم جلال – واخترت لها ( إسماعيل خليل – ياجو ) بصفاته المغايرة عدى الصفات الخارجية من وجهة النظر المتفق عليها عالميا في ضآلة الجسم، وفي لحظات الصمت قبل الكلام، وبالصوت الحكيم المتأني. نعم جازما كنت ومقتنعا أن يكون ( إسماعيل – ياجو )، فـ “سحنته التي تدل على عمق نظرته ووعيه وهمه المسرحي”(1) الذي يرتقي به إلى مصاف أهم النجوم الكبار في العراق والعالم. والطيبة كيف ستتفق مع شرور ياجو؟! حملت أسئلتي ومخاوفي وتوجهت بها إلى ( البروفيسور إبراهيم جلال ) المشرف على مشروع تخرجي ( مسرحية عطيل كما اراه )، فاتفق معي على اختيار (عبد الجبار كاظم) لأداء شخصية (عطيل)، مع شعوري في أننا سنختلف على اختيار ( إسماعيل خليل ) لأداء شخصية ( ياجو ). لكن موافقة إبراهيم جلال سبقتني على صواب الاختيار، قائلا:” إذا أردت أن تسند دور الشرير إلى ممثل مشاكس سيقدم الشر ناقصا. وستكون فرصة أمام إسماعيل لأن يلعب الشر الذي لم يعرفه في الحياة على خشبة المسرح. وهكذا لعب (إسماعيل – ياجو ) على المسرح بنجاح كبير.
وفي الوقت الذي كان فيه التجديد في المسرح لا يعدو أكثر من تغيرات طفيفة على النص أو في الديكور وسواها كان يعالجها بحلول تقليدية، و يبحث لها عن أشكال أكثر غرائبية، مثيرة للجدل كما في إخراجه لمسرحية (ماكبث) عندما رسم خارطة العالم على بألوانه تمثل الكرة الأرضية يضعها بين يدي ماكبث يرمي بها حيث يشاء. و(ماكبث) كانت أطروحة تخرج إسماعيل للحصول على شهادة البكالوريوس، طامحا في عمله عليها أن تكون غير ما اعتاد عليه الإخراج، يأمل أن تكون خارج المألوف، بدأ من اختصارها نصا في جعله – النص 7 صفحات – ورؤية لا تماثل بقية الشكسبيريات في المعمار المدهش واللغة القريبة من الكلام في الإنجيل والكتب المنزلة وسوى ذلك من الخروقات التقليدية التي لا تجانب طاعة الوالدين في المسرح العراقي . هذه التصورات دفعت باللجنة إلى منع عرضها، الأمر الذي يجعل إسماعيل إلى ترك الدراسة. لم يرض ذلك أساتذته ( جعفر علي، جعفر السعدي ) اللذان انبريا لإقناع إبراهيم جلال – أستاذه المشرف – أن يوافق على عرض ( ماكبث ) من أجل مستقبله في الحصول على شهادة التخرج، فوافق إبراهيم وتشكلت لجنة الاختبار من كبار الأساتذة اللذين منحوه درجة الامتياز في الإخراج المسرحي. ولا يفوتنا أن نذكر بأن الصحف أيضا تناولت هذا الحدث بما يستحق من الأهمية. من هنا تولد عنده موقف رافض للنقد الذي يكتبه نقاد غير متخصصون، جاءوا إليه من اختصاصات أدبية مغايرة. وهو ما جعل نقودهم مصابة بالضعف المعرفي والفكري، أجهضت كتاباتهم العديد من التجارب الناجحة في المسرح. لا تعدو كتاباتهم غير انطباعات تناولت النص فقط، وهو الجانب السهل من المعادلة والقريب من اختصاصاتهم. فلم يتطرقوا إلى التجسيد وما يتبعه من أساسيات تشكل التكامل الفني في العرض المسرحي. وإن مهمة الناقد كما حددها برتولد بريخت بإمكانها استدراج الجمهور إلى المسرح، والناقد هو من يدفعنا إلى التنازل عن قناعاتنا وفقا لآرائه. وهذا النوع من النقاد غير متوفر – حسب إسماعيل – وهو الذي آثار إشكالية أن ” النقد كالفكر، أو هو فكر لا يتغذى ولا ينمو إلا بالتساؤل المستمر”(2). وبعد أن تدنى مستوى المسرح في الآونة الأخيرة صار الناقد الذي يشكو من العروض التي تستحق الكتابة وها هو الكاتب المصري لويس عوض يقول:” ماذا أنقد؟ للأسف أن ما يعرض حاليا لا علاقة له بفن المسرح، لا من قريب ولا من بعيد”(3). فالرأي النقدي إذن لا يولد من لا شيء بل هو ينمو وينتعش في ظل المعرفة والعروض الكبيرة.
إنه هو إسماعيل خليل أمين، عراقي أينما حل – حسب شعوره – تنقل بين سوريا وبيروت وبلغاريا واليمن وألمانيا التي استقر بها ملاذا للحياة وللعلاج، وسواها من المنافي الهامشية، ضمن حملة الهجرة الأولى للخلاص من الوطن الذي لا يوفر الحياة والسلام لأبناءه. ولد في بغداد 1948. انطلق صغيرا من برنامج (جنة الأطفال) للمربي الكبير (عمو زكي). 1967 انتمى إلى (فرقة الصداقة) التابعة للمركز الثقافي السوفياتي فمثل لها واخرج العديد من المسرحيات. 1968 التحق بأكاديمية الفنون الجميلة لدراسة المسرح . 1969 تم اختياره ممثلا في مسرحية ( النخلة والجيران ) وما تبعها من المسرحيات لفرقة المسرح الفني الحديث منها على سبيل المثال لا الحصر ( تموز يقرع الناقوس ) تأليف عادل كاظم وإخراج سامي عبد الحميد  .
** هوامش:
1/ الحرية المطلقة ، شرط الابداع ، حوار أجراه : صالح حسن فارس ، مع المخرج اسماعيل خليل .  
2/   أدونيس ، كلام البدايات ، دار الآداب ، بيروت 1989 ، ط1 ، ص190.
3/  د.لويس عوض، أزمة المسرح المصري..ومثلث النص، الممثل، والنقد . جريدة الجمهورية،  تلخميس26/4/1984 ، ص7 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت