المسرح الايحائي البانتومييم … الطبيعة والحيوانات والبشر ! 2/ باروار سيبيستانParwar Sebastian) (السويد)
للنباتات لغة كذلك يرى ويسمع ويتكلم
فن التعبير الجسدي الميمي خاصة بالمسرح (الميم أو البانتوميم) عندما يصبح الجسد أكثر مصداقية من اللغة خلق واستنبط منذ بداية الطبيعة الكون من نباتات وحيوانات ثم الإنسان.
بهذه الحلقة سوف أتطرق فن الإيحاء النباتي بمعنى آخر للنباتات لغة كذلك يرى ويسمع ويتكلم مع نفسه ومع النباتات الأخرى مع الطبيعة والحيوان والبشر.
عندما مشيت في وسط الغابات والمزارع مشيت بين الأشجار وانتابك شعور بأن هناك حواراً يدور فوق رأسك ومن خلفك مع كل حركة غصن وحفيف وكأنها تعلم بعضها بوجودك؟!
لقد أثبتت الدراسات على مر السنين أن هناك حواراً قائماً بين النباتات من الجنس نفسه ومن الأجناس الأخرى وبينها وبين البشر،
والسر يكمن في نشوء علاقات حب بين الفصائل المختلفة فتجد أن الطماطم تحب أن تنمو قرب الجزر، والجزر صديق البصل، فرائحة كل منهما تطرد الحشرات عن الآخر، ورائحة العنب تصبح أشد عطرا إذا جاور النرجس، بينما يموت إذا جاور الكرنب والحلبة، إذا فالنبات يحب ويكره ويغضب ويحقد ويتألم ويبكي من الحزن ويصرخ من الألم ويفرز مادة مسكنة تشبه الأسبرين؛ وقد ينتحر من الحزن هذا ما اكتشفه العالم المصري “صلاح زرد” فكيف تخرج كل هذه المشاعر من النباتات وينتقل شعورها للنباتات الأخرى وهي تبدو في منتهى السكون؟!
إنها تتحدث مثل البشر غير أن لغة البشر متطورة ولغة النبات ثابتة ولكنها متعدّدة، فهناك لغة حوار تدور عند تلامس الأغصان وأخرى عند تلامس الجذور، وعن طريق إفراز مواد كيماوية على سطح الورقة للتحاور مع الحشرات إما أن تجذبها أو تطردها حسب مصلحتها، أو ترسل رسائل تحذيرية للأشجار الأخرى بواسطة إطلاق روائح في الجو فتتجاوب معها، أما أعجب لغة للنبات فهو ما اكتُشف أخيرا في جامعة بريستول من سماع صوت طرقات إيقاعية صادرة من الجذور فبعد مراقبة نبات الشمر وجدوه يتحدث بلغتين عن طريق الروائح وطرقات الجذور التي نبّهت الفلفل لينمو بسرعة أدهشت العلماء قبل مهاجمة الحشرات له حتى بعد عزل ومنع لغة الروائح!
لقد سجّل عالم النبات باكستر مشاهداته في كتاب سمّاه “حياة النبات الغامضة” بعد أن قاس انفعالات النبات التي ثبت من خلالها أن بإمكان النباتات أن تقرأ الأفكار وتتنبأ بما سيحدث وتتذكّر الشخص الذي آذاها أو آذى غيرها من الحيوانات أمامها فقد سجّل الجهاز أعلى ذبذبة عندما مرّ بالقرب من النبتة (مساعد باكستر) الذي حرق أوراق نبات آخر وقام بإلقاء حيوانات حيّة في الماء المغلي أمامها فكيف شعرت به وقرأت أفكاره إن لم تكن تراه.. فهل ستثبت الأيام أن للنبات عيوناً من نوع خاص كما ثبت أنها تسمع وتتكلم وتشعر؟!
لقد أبعرت النباتات بفنها الإيحائي أزرع وابهر وأجمل من براعة الإنسان بفنة الإيحائي. هنا بعض الصور للنباتات تعكس تعبيرها الفني الجسدي ومصداقيتها اتجاه أحاسيسها ومشاعرها لأن النبات كائن حي في غاية الحساسية والإحساس يدرك و يحس و ينفعل و يتأثر والأعجب من ذلك أنه يتأثر بطبيعة الأشخاص الذين يتعاملون معه ويتأثر بأطيافهم الموجية وبالإشارات الكهربائية والشحنات الصادرة منهم أما بالسالب أو بالإيجاب ولقد أثبتت الدراسات العلمية أن بعض النباتات تصدر ذبذبات يمكن رصدها وشحنات كهربائية وأطياف ضوئية يمكن رصدها وتسجيلها اللطخة والقروح والثئاليل والتفلطح والتقزم والاستطالة والتورد والتنقر والتجعد والالتفاف للأوراق أو للسيقان والانحناء والتقصف والرقاد والذبول والتصمغ والتخطيط بالأوراق وتكوين البثور وكلها لها مدلولات ومعاني لها أسباب.
أنه النبات الكائن المرهف الحس الذي يملك الكثير من المعجزات الحسية من أدراك وإحساس وشعور وانفعال ويمتلك أيضاً خاصية المحافظة على النوع فعند ما يتعرض لظروف طارئة وقاسية يسرع في النمو ليتم دورة حياته في صورة مبكرة ويبذل ما في قصارى جهده حتى يزهر مبكراً ويعطى ثماراً قليلة بها بذور قليلة ليحافظ على نوعه من الانقراض
إن الإنسان استطاع أن يضع لغة للتواصل والتفاعل مع الجماد مثل (السيارات) من إشارات لونية وتعبيرية وحركية ولم يهتم بأن يضع لغة للتواصل مع النبات
بينما النباتات استطاعت أن تتفاهم وتتكلم معنا كابشر كذلك مع الطبيعة والحيوانات من خلال فن إبداعها الجسمي الإيحائي
إنه تعبير مسرحي فطري حقيقي رائع هذه بعض الصور تعكس الكائن المرهف الحس .
المصادر: الصور من أرشيف الصور للنباتات