( تصميم العروسة القفازية كوسيلة اتصال) أحدث إصدارات الهيئة العربية للمسرح
إنه الكتاب المتميز – الذي اختاره منذ شهرين الدكتور سيد علي إسماعيل، عندما كان رئيساً لمركز لا نظير له – وذلك من أجل نشره من قبل الهيئة العربية للمسرح لتوزيعه في (الملتقى العربي لفنون الدمى وخيال الظل) الذي سيفتتح غداً الخميس 29 أكتوبر، وسيظل حتى الرابع من نوفمبر 2015. والكتاب صدر بعنوان (تصميم العروسة القفازية كوسيلة إتصال)، للأستاذة/ أمانى موسى السيد جمعة، هو في الأصل رسالتها للماجستير، التي نالت درجتها هذا العام 2015 من كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، تحت إشراف أ.د أحمد فؤاد هنو، والدكتور أشرف محمد أحمد مهدي.
وهذا الكتاب يناقش أهمية تصميم العرائس كأحد أهم الصور الثقافية البصرية التي تقدم العديد من الرسائل، وذلك لكونها “صورة” الإنسان التي لازمته آلاف السنين، ويتناول في فصوله: إرتباطها ببدائيات التفكير الديني واستخدامها منذ فجر الإنسان الأول في أغراض طقسية دينية سحرية, وارتباطها ببواكير الحضارات القديمة بداية من الدمى الآسيوية, حيث ارتباط شعوب الشرق الأقصى بحضارة مشتركة تتمتع بمخزون من أكثر مخازن الحكايات الأسطورية والخرافات ثراء مما أدى إلى تشابه تصميم عرائس آسيا على اختلاف أقطارها, ومن البلاد الآسيوية التي احتل فيها فن العرائس مكانة مميزة : أندونيسيا حيث يعتبر خيال الظل من أحب الفنون الشعبية لدى قلوب الإندونيسيين, وأنواعها (وايانج كوليت – وايانج جوليك – وايانج كليتيك), ميانمار “بورما” وتخصصت في دمى الماريونيت, الهند وكانت مهداً لمسرح العرائس فإذا كان للإغريق أن يفخروا بملحمتي الإلياذة والأوديسة فإن للهند أن تفخر بملحمتي الرامايانا والمهابهاراتا الزاخرتين بالقصص والأمثال. (الصين): ونجد أن شخوص العرائس الصينية قد سايرت التحول في مضمون عروض العرائس من شخصيات دينية لها قداستها إلى شخصيات ملكية ثم إلى شعبية, تركيا حيث شخصية الأراجوز هي الشخصية الرئيسية في مسرح خيال الظل التركي, أما الدمى الأوروبية فقد قدمت النصوص الدرامية المكتوبة للمسرح الآدمى لشوامخ الروائيين مثل “جوتة- شكسبير-فولتير”, وفي بريطانيا كانت دمى القفاز أكثر أنواع الدمى رواجاً في العصور الوسطى لسهولة حملها فازدهرت عروض “بانش وجودي”, أما هولندا فكان فن العرائس من الفنون الشعبية التي أثمرت عن ظهور “جان كلاسن” الأراجوز الهولندى, وفي ألمانيا استمدت عروض الدمى مادتها الأدبية من القصص الشعبية, والأساطير, وسيَر القديسين. بينما في إيطاليا سمي بانش الأراجوز باسم “بانشينيللو” وقدمت شخصية بينوكيو الشهيرة لمبدعها “كارلو كولودي”, أما اليونان فكان كاراجيوزيس هو أراجوز اليونان وهو من نسل دمى خيال الظل القديمة الشرقية كأحد مخلفات الحكم التركي, ثم ينتقل البحث إلى علاقة الدمى بالقناع من خلال الدمى الأفريقية التى صنعت كوسيط بين الإنسان والآلهه, ومن أهم الفنانين المتأثرين بالفن الأفريقى وأقنعته الفنان الأسبانى “بابلو بيكاسو”. وفي الفصل التالي يتناول الباحث تصميم العروسة الأمريكية في القرن العشرين مع الإشارة إلى دور رواد فن العرائس الأمريكى منذ بدايته, ومن هؤلاء “توني سارج”, “بول ماكفرلين”, “بيل بيرد”, “بور تيليستروم” ومن أعماله حلقات “كوكلا, فران وأولي ثم “جيم هانسون” مبدع عرائس المابيت الشهيرة, وتنوعت برامج العرائس التي قدمها بالتليفزيون الأمريكي ومنها : حلقات “سام والأصدقاء”, “حكايات تنكردي”, برنامج “شارع السمسم”, حلقات “مرحبًا سندريلا”, “مساء السبت على الهواء”, برنامج “المابيت شو”, حلقات “فراجيل روك” وبرنامج “الإنجليزية كلغة أجنبية” كما استخدمت الدمية في الدعاية والإعلان مثل إعلانات شركة “ويلكنز” للقهوة, دمية “أونكي” ووكالة شيكاجو للإعلان, “رولف” و”باسكرفيل” وإعلانانت بورينا, إعلانات بياتريس للأغذية مع “ديلبرت التنين”, , رولف وإعلانات آي بى إم IBM, إعلانات المشروب الغازي آر سي كولا, إعلانات الوجبات الخفيفة “ويلز, كراون وفلوتس”, إعلانات شركة “لينيت” للقماش, إعلان المشروب الغازي “ميرندا”. ينتقل البحث بعد ذلك في فصل آخر إلى تصميم العروسة في مصر وبدايته في مصر الفرعونية, ومن بعدهم البطالمة ثم دخول المسيحية فالإسلام, حتى الوصول بشكل الأراجوز المصري إلى تصميمه الحالي مستعرضًا أصل كلمة أراجوز ودلالة ألوانه مع الإشارة إلى دور الفنان “محمود شكوكو” في إثراء هذا الفن, ثم الإنتقال إلى رواد تصميم العرائس في مصر في القرن العشرين ومنهم : الفنان “ناجي شاكر” ومن أهم أعماله : مسرحية الشاطر حسن, مسرحية بنت السلطان, أوبريت الليلة الكبيرة, أوبريت حمار شهاب الدين, مسرحية الولد والعصفور, مسرحية شغل أراجوزات, مسلسل كاني وماني. ثم الفنانة “نجلاء رأفت” ومن أهم أعمالها : مسرحية دبدوب الكسلان, فيلم السندباد الأخضر, العرائس المصورة في كتاب “ضحكة بنت السلطان” – والفنان “محمود رحمي” الذي قدم : برنامج صباح الخير مع بقلظ ومسلسل بوجي وطمطم, وينتقل البحث بعد ذلك إلى تصميم الدمية في العقد الأول من القرن ال 21 في وسائل الإعلام المصرية والتي تضمنت برامج مثل : برنامج ولاد وبنات, مسلسل توتا وشيكو, برنامج ظاظا وجرجير وأخيراً برنامج شيكا بيكا.