الشعبية العذراوي.. سيدة المسرح والشاشة المغربية
من أواسط خمسينيات القرن الماضي بدأت الشعبية مسارها الفني من خلال خشبة المسرح التي كان من الصعب على المرأة حينها أن تؤكد حضورها إلا بمعاناة مضاعفة.
مع فرقة “مسرح الناس” دخلت الفنانة الشعبية العذراوي عالم المسرح، منذ سنة 1975، صحبة الفنانة نعيمة المشرقي، ومن ثمة انطلقت نحو عالم السينما كما ولجت عالم التلفزيون، منذ ظهوره في الستينيات من القرن الماضي بالمغرب، واشتهرت بشخصية (للا غنو) وعرفت، أيضا، بشخصية (مي تاجة) في آخر سلسلة تلفزيونية شاركت فيها مع المخرج عبد الحي الصقلي. كما سبق أن توجها مهرجان مراكش الدولي للفيلم في دورته الأولى بجائزة أحسن ممثلة عن أدائها في فيلم “منى صابر” للسينمائي عبد الحي العراقي.
الفنانة الشعبية العذراوي وعبر مسار طويل من العروض المسرحية، التي شكلت انطلاقتها الفعلية، استطاعت أن تفرض شخصيتها على المخرجين والمسرحيين المغاربة، فظهورها في مسرحية “الجنس اللطيف” 57 ـ 58، و”قصة الحسناء” 60 ـ 61، مع (الطيب الصديقي) و ” مولات الفندق” 60 ـ 61 التي أنجزت في إطار المسرح البلدي تحت إدارة (روجيه سيليريي)، و “فولبون” 62 ـ 63، و “مومو بوخرصة” 64 ـ 65 و ” سلطان الطلبة” 65 ـ 66 التي قدمت أمام الملك الراحل الحسن الثاني أواخر مايو 67، حيث صعد الملك في نهاية العرض فوق الخشبة لتهنئة الممثلين واقترح على الفرقة تحويل المسرحية إلى شريط سينمائي. و “مدينة النحاس” 66 ـ 67، و “ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب” 67 ـ 68، و”مولاي إسماعيل” 68 ـ 69، و ” النور الديجور” 72 ـ 73 و ” مسيرتنا” 85 ـ 86.
وتظل ميزة هذه الفنانة الكبيرة تكمن في روح الالتزام وإيمانها برسالة المسرح والفن عموما، وبالقدر نفسه استمرارها في العطاء طيلة هذه السنوات. مما جعلها تحظى بمكانة خاصة في الجسد الفني المغربي ابتداء من 57 إلى اليوم و لا تزال “للا غنو” تحظى بنفس المكانة عند جمهورها، وفي كل ظهور جديد لأحد أعمالها المسرحية أو السينمائية أو التلفزية.
وقد حظيت بعدة تكريمات من بينها الدورة السابعة للمهرجان المسرح العربي الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافة المغربية (10 ـ 16 يناير 2015) بالرباط. وأيضا بالمهرجان الوطني للمسرح الدورة السابعة عشرة (27 أكتوبر ـ 3 نونبر 2015) بتطوان.