"قسنطينة ذاكرة مسرح": رحلة غوص ممتعة في تاريخ مسرح قسنطينة الجهوي و فرقته الأسطورية/ واج
يتيح محمد غرناوط من خلال كتابه “قسنطينة ذاكرة مسرح 1974-2014” للقارئ فرصة القيام برحلة غوص ممتعة في عالم المسرح الجهوي لقسنطينة و تاريخه الثري و إنجازاته و فرقته الأسطورية التي كونت فنانين استثنائيين.
ودون شك سيحرك كتاب غرناوط الصادر مؤخرا و المكتوب باللغة العربية و المجلد و المزين بعديد الصور التي يشكل البعض منها وثائق جد ثمينة مشاعر أولئك الذين يحنون إلى السنوات الذهبية لمسرح قسنطينة الجهوي بل و قد يسيل بعض العبرات من عيونهم و ذلك لكونهم حتما لم ينسوا مسرحية “الطمع يفسد الطبع” التي ألف نصها بان جونسون و أخرجها في 1974 نور الدين الهاشمي و تقمص أدوارها فنانون كبار أمثال صونيا و محمد فلاق وجمال مرير.
ويقدم هذا المؤلف الذي يمثل ثمرة أبحاث طويلة و الذي يعيد تقديم جميع أفيشات الأعمال المسرحية لمسرح قسنطينة الجهوي منذ تأسيسه (حيث أنه حل محل المسرح الجهوي للشرق) بطاقة تقنية مفصلة لكل عمل مسرحي و الممثلين الذين تقمصوا أدواره و مؤلفو النصوص و حتى التقنيون الذين عملوا بعيدا عن الأضواء.
فمن “هذا يجيب هذا” لعمار محسن (1976) مع الممثلين جمال دكار فاطمة حليلو و عبد الحميد حباطي و علاوة زرماني إلى “صانع الخيال” لياسين تونسي (2014) مع صلاح الدين تركي وحمزة ليتيم و ياسمين عباسي مرورا بالمسرحيات الخالدة “البوغي” لحسان بوبريوة (2003) مع فتيحة سلطان و نادية طالبي و عبد الحميد حباطي و “خط الرمل” لعمار محسن (1993) مع حسان بن زراري و علاوة زرماني و إسماعيل حملاوي (1984) و “الأجواد” لمحمد الطيب دهيمي (2011) مع محمد دلوم و حسان بن عزيز و “ريح سمسار” لعمار محسن (1979) مع عنتر هلال و عبد الحميد حباطي و عيسى رداف. علاوة على فصول أخرى يأخذ فيها الكاتب القارئ في رحلة عبر تاريخ الفن الرابع بمدينة الصخر العتيق.
كما لم يغفل كتاب غرناوط تسليط الضوء على أولئك الممثلون و تلك الممثلات الذين “شغلوا” شاشات التلفزيون مع الحصة الشهيرة “أعصاب و أوتار” التي لم يتم لحد الساعة إنتاج حصة تضاهيها.
ومن أجل إضفاء طابع أكثر اكتمالا لكتابه زين محمد غرناوط المكلف حاليا بالاتصال بمسرح قسنطينة الجهوي صفحات مؤلفه بصور جميع الممثلين الذين تناوبوا على ركح مسارح الوطن و حتى خارجه تحت ألوان مسرح قسنطينة الجهوي.
كما يذكر الكاتب القراء بأجمل ذكريات ممثلين موهوبين أمثال سيد أحمد أقومي و نور الدين بشكري و عتيقة بلزمة و عبد الكريم بوكعرار و فوزية مزهود و صونيا مكيو و يمينة جلول (الشابة يمينة) و آخرون مثل تينهينان و حسان بن زراري و علاوة زرماني و عنتر هلال.
وحتما سيترك محمد غرناوط (56 سنة) خريج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة للأجيال القادمة أكثر من مجرد كتاب بسيط بل أداة مرجعية حقيقية و ثمينة لجميع عشاق الفن الرابع بالجزائر.