كيف نستخدم العلم في خدمة الفن!! " المونو دراما" نموذجاً / هايل المذابي
” المونو دراما” شكل فني يعني المسرحية التي يؤديها شخص واحد و المصطلح ليس حقلاً لغوياً أو دلالياً حتى يشير إلى أبعد مما يعنيه حرفياً لكن تجاوز الشخص الواحد “المونو” لأداء المسرحية يتطلب أسساً علمية وإلا لم يعد مونو دراميا وانتقل إلى المسرحية الدرامية .. لنفترض أننا نريد أن نقدم مسرحية مونو درامية تؤديها شخصيتان أو أكثر بدون أن نتجاوز معنى مصطلح المونو دراما .. كيف؟ لا يمكن أن نؤدي ذلك إلا في حالة واحدة وهي الإنطلاق من أسس علمية ترتبط بالشخصية الواحدة للإنسان وتفصيلاتها النفسية والفلسفية.. يقال في علم الشخصية أن للإنسان ثلاث شخصيات : تلك التي هو عليها، وتلك التي لا يعرف عنها شيئاً، وتلك التي يظن أنه هي..
من هذا يمكن أداء مسرحية مونو درامية بدون أن نتجاوز المعنى الذي يشير إليه المصطلح ” مونو دراما” ونخلق مسرحية مونو درامية من ثلاث شخصيات.. وهناك مصطلح القرين الذي يشير إلى أن لكل إنسان قرينه و منه يمكن خلق مسرحية مونو درامية مزدوجة يؤديها شخصان بدون تجاوز مصطلح المونو دراما وما يشير إليه.. أما إذا أردنا أن نخلق مسرحية مونو درامية تؤديها شخصية ذكورية وشخصية أنثوية بدون تجاوز المصطلح فيمكننا الرجوع إلى نظرية علمية نفسية فلسفية هي نظرية العالم النرويجي ” جوستاف كارل يونج ” التي تفيد بإن الإنسان ثنائي الجنسية وأن داخل كل رجل حس أنثوي يسمى الأنيما وداخل كل أنثى حس ذكوري يسمى الأنيموس أي أن داخل كل أنثى رجل وأن داخل كل رجل أنثى ..
ومن هنا يمكن خلق شخصيتين داخل مسرحية مونو درامية بدون تجاوز المصطلح .. ويمكن وعلى أسس علمية خلق مسرحية مونو درامية ويؤديها خمسة أشخاص أو سبعة أشخاص بناء على نظرية علم الشخصية وتقسيماتها للشخصية البشرية وبناء على مصطلح القرين و كذلك نظرية العالم يونج و دمجها في مسرحية واحدة مونو درامية .. و بذلك نكون قد استخدمنا العلم لخدمة الفن.