نص مسرحي:"هـــزائم " تأليف: أثير محسن الهاشمي

** المشهد الأول:
(المسرح  ( مستشفى الطب العدلي) أصوات وموسيقى تدل ّ على أن شيئا ما سيحدث .. حالة من الترقب .. الأصوات ترتفع وتنخفض .. فيها شيء من الترقب والحذر والخوف ..
المسرح مظلم .. إضاءات متقطعة بألوان مختلفة .. ومن ثم  يُضاء تدريجيا .. إلى أن تنكشف الصورة، ثلاجات موتى، موتى على أسرة، بعضهم مقطوع الرأس، والآخر مقطوع اليدين وغيرها من أشكال الموتى، الحرب لعبت لعبتها بتلك الأجساد.
تنخفض الموسيقى، إلى أن تتوقف .. يُضاء المسرح بشكل كامل.)
( يدخل عاملان ضخمان، متسخان بالدماء، شعرهما كثيف جدا، ملامحهما يدلان على أنهما لا يمتلكا الرحمة أبدا، غاضبان جدا، البشاعة في وجهيهما.. أحدهما يحاول الجلوس، يبحث عن مكان ما، يمسك في يدهِ قنينة خمر، لا يجد مكانا، فيجلس على سرير أحد الموتى).
العامل 1: ( يكلّم زميله بسخرية ) ما أجمل الحياة (يحاول أن يشرب  قنينة الخمر) لكن أجمل ما فيها قنينة الخمر هذه (يرفع قنينة الخمر إلى الأعلى ) وما أدراك ما الخمر، إنها حكاية تروينا نحن الظامئين ..
العامل 2 : (أيضا يمسك قنينة خمر وبيده أكل) نعم إنها حكاية المجانين وهم يتربعون على حافات اللاشيء ( يضحك وهو يتناول الخمر) نحن للآن جائعون ( برهة )جائعون لرغبة اسمها الــــــ. ( يحاول أن يأكل بشراهة، ومن ثم يكمل حديثه ) نحن جائعون لعقل يدثّر خساراته في اللانهاية ..
العامل 1 : ( يضحك ) عقل ! ( يستفهم بسخرية ) أي عقل ٍ هذا الذي تتكلم عنه ؟( يحاول أن يشرب خمرا) نحن لا عقل لنا يا هذا .. لنا أن نعي أنفسنا أولا ونحن نستلقي في ثلاجات الموتى ..
العامل 2 : ( يجيب ) بالضبط .. بالضبط .. لكننا بحاجة إلى عقل يا أخي( يشرب قنينة الخمر ) ونحن نشرب تلك القذارة لننسى شيئا من عالمنا المملوء بالرصاص والخطايا .
العامل 1 : ( يكرر ما قاله صديقه )  قذارة العالم ونحن نشرب هذه القذارة ( يشير إلى قنينة الخمر ) لكن ( بتعجب ) كيف ننسى عالمنا المملوء بالرصاص والخطايا ونحن نعيش وسط هؤلاء الموتى !!!
العامل 2 : نعم إنها الحياة ( ما زال يشرب الخمر ) أن تعيش وسط أناس نائمين .. لا يفقهون شيئا من الحياة ولذتها إلا النوم بلا شخير ولا أصوات حتى ..
العامل 1 : لم يزل الوقت حائرا بيننا .. يوزع ابتساماته الكاذبة على مرأى من عيوننا التي لا ترى إلا عتمة المكان .
العامل 2 : نعم .. سيظل المكان يشترّنا علكة زائفة ..
العامل 1 : ستمضغنا إذاً أسنان الليل، وهو يطبق فكّيه على آخر مناجاتنا المبحوحة.
العامل 2 : صرنا نفقه بلاغة الأشياء وفحواها ..بلاغة الموت والحروب والمدن المريضة .
العامل 1 : نحن منسيون خلف ترهلات هذا العالم … نحن سعداء جدا؛ لأننا نعيش بعيدا عنه ..
العامل 2 :  ( يضحك ) سعداء ( يكرر بسخرية ) سعداء جدا ( يؤكد ) سعداء جدا جدا ..
العامل 1 : نحن سعداء مع هذا الجَمال ( يعدد ) موتى، قذارة الدماء، رائحة كريهة، خمر، ظلام ( تطفئ الأضواء.. يكمل بسخرية ) أكلّ هذا ولا تكون سعيدا يا صديقي .
العامل 2 : تُف على هكذا جَمال .. نحن مجانين ليس إلا .. سنحيا من دون عقل، أو نعيش عاقلين من دون حياة.
العامل 1 : (يضحك عاليا) لكن ألا تتفق معي يا صديقي الصعلوك أن هذا المكان أجمل من بيوتنا المتجاوزة ( يستمر في الحديث ) أليس هؤلاء الموتى أفضل من نسائنا الـ ….
العامل 2: بلى .. أفضل بكثير ( يحاول استكمال شرب الخمر ) لننسى يا صديقي ..
العامل 1 : الصعلكة هنا أجمل بكثير من الخراب في الخارج ..الموت هنا ارحم من الدماء في الخارج .. الصمت هنا اسلم من الضجيج في الخارج ..الجنون هنا أشهى من الحياة في الخارج ..السُكر هنا ( يشرب الخمر ) اسلم من شربه في الخارج .. ال ( لا يستطيع إكمال جملته من السكر )
العامل 2 : ( يكمل ) سأحاول أن اتفق معك .. أن كل شيء أجمل من الخارج وأنا أتذكر قبح رذالتنا .. لا شيء جميل لدينا في الخارج ( بهدوء ) كل شيء هنا ارحم من قبح ما نعيشه في الخارج .. بالفعل ارحم من الرجال النتنين الداخلين الخارجين من بيتي بوقاحة تامة ..
العامل 1: لنا أن نعي قذارة العالم .. بل قذارتنا أولا ..نتانة وقبح ورذيلة وفسق وفجور .. ولم نزل نفتخر بهذا القبح ..
( بغضب ) تُف عليكم جميعا أيها الفاسقين ..
العامل 2: سأحاول أن اقتنع بما قلته إننا هنا سعداء جدا .. الدم والقذارة والرائحة ارحم بكثير مما نتصوره في الخارج ..
العامل 1 : (يسخر أكثر) ليس لنا شرف في القبول أو الرفض .. رما سنكون سعداء حتى في قذاراتنا (يضحك بحسرة وألم)
العامل 2 :  نعم .. نحن قذارة تمشي وتتكلم ( يزداد ضحكا بسخرية ) أرأيت قذارة تمشي وتتكلم وتضحك وتبكي ( يحاول أن يبكي) نعم قذارة تبكي .. وقذارة تضحك ( يحاول أن يبكي ويضحك في آن واحد ) تبكي وتضحك ( يكرر ) تضحك وتبكي ( يزداد هستريا ) تبكي وتضحك ( يحاول الرقص ) تضحك وتبكي  ..
العامل 1 : بالفعل .. نحن قذارة تائهة .. بين جثث الميتين من الحروب …
العامل 2 : ( يتناول الخمر، يزداد سكرا، يضحك بسخرية ويصرخ) تافهون نحن ( يكرر )نحن تافهون ..
العامل 1 : ( يتذكر شيئا ) .. دعك من ترهلات الحياة، تأخرنا عن عملنا( يأمره ) ألا انتهيت من الشرب والأكل؟
(ينهضان من مكانهما .. يغادران المسرح مسرعان .. إظلام موسيقى تستدعي الحذر والترقب.. دخلان من جديد، يدفعان سريرا عليه شخص ميت، إلى أن يصلا إلى حافة المسرح ، تتعالى أصوات الترقب والخوف ..موسيقى، يبحثان في أجساد الموتى، يتحرى جثة ما، يسحبان جثة تلو الأخرى، بحثا عن جسد مناسب) .
العامل 1 : ( يصرخ ) هذا جسد ٌ غير مُصاب بالرصاص .. تعال معي لتراه ..
العامل 2 :  ( يضحك بسخرية ) إنه جسد لا يليق بالجنرال ..
العامل 1 : ( بتحمس ) لنجرب ..
العامل 2 : ( بعنف ) لا .. تعال معي ، إلى هؤلاء الموتى ( يشير إلى ثلاجات الموتى جانب المسرح )
العامل 1 : موتى .. موتى.. مرحى لهؤلاء الموتى. وهم يستلقون في ثلاجات الموتى.
العامل 2 : مــَن ْ يا ترى صاحب الحظ ! ( برهة ) أيُّ جسد ٍ هذا الذي سيكون جزءاً من الجنرال ..
العامل 1 : ( يكرر ) موتى .. موتى.. مرحى لهؤلاء الموتى. وهم ينامون في ثلاجات الموتى .
العامل 2 : الجنرال سيكون سعيدا أيضا؛ لأنه تخلص من جسده المصاب بالرصاص .
العامل 1 : ( يكرر أيضا ) موتى .. موتى..مرحى لهؤلاء الموتى . ( بسخرية ) وهم ينعمون في ثلاجات الموتى.
العامل 2 :  لنكفّ عن اللغو .. كفّ عن الهراء ,, يجب أن نسرع في إيجاد جسد ما ..
العامل 1 : ( يتساءل ) أيّ جسد؟ ( ينسى وكأنه سكران )
العامل 2 : ( يجيب ) جسد ٌ يليق بالجنرال
العامل 1 : ( يحاول أن يتذكر ) اها .. نعم، نعم،  لكن أنت ترى بنفسك هذه الأجساد الخاوية التي أكلتها الحروب.
العامل 2 : سنجد حتما .. ما دامت الأجساد كثيرة .. الموتى كُثر ..
العامل 1 : ( بسخرية ) ويقولون لا فائدة للحرب !! ..
العامل 2 : ( ينهره ) اصمت .. لنعمل من دون كلام .. الوقت يمرّ بسرعة ..
( يستمران بالبحث عن جثة للجنرال يقلبان الموتى .. ميتا ميتا، يحركان الأسرّة، يفتحان ثلاجات الموتى، يقلبان الجثث..)
العامل 1 : ( يصرخ ) وجدت جسدا مناسبا جدا ..
( يسرع العامل 2 باتجاهه ، يقلب الجثة ، تظهر أنها لامرأة شابة )
العامل 2 : ( يغضب ) غبي ، ألم اقل لك أنك غبي ..
العامل 1 : ( يحاول الخداع ) وما المشكلة ؟
العامل 2 : ( بتعجب ) المشكلة ( يضحك بسخرية ) تقول ما المشكلة .. تريد أن تركّب جسد امرأة على رأس جنرال ..
العامل 1 : ( يعلل ) ولِما لا .. سيكون أكثر شفافية معنا ( يحاول أن يتمعن بجثة المرأة ) ..
العامل 2 : ( ينهره بغضب ) شفافية! .. أيّ شفافيةٍ هذه التي تستدعي فيها جسد امرأة مع رأس؟؟ ( يطيل صوته ) جنرااااااااااااااااال!!
العامل 1 : (بسخرية) جنرالـــــــــــــــــــــــــ …. ة ما أجملــــــــــــــــــــــــــه …. ا( يضحك ) مرة سيكون حاكما علينا، ومرة سيكون محكوما عليه ..
العامل 2 : ( يصرخ بعنف ) قلت ُ لك كفّ عن هذا الهراء .. اعمل بصمت، سينتهي الوقت ونحن لم نجد الجسد المناسب .
( يستمران بتقليب الجثث .. يتفاجأن لرؤيتها وكأنها جثث مرعبة أثر الحرب )
العامل 2 : ( يستمر بفحص الجثث) لا .. إنه شيخ كبير
العامل 1 : ( بسخرية ) حتما إنه مصاب بأنواع الأمراض ( يعدد ) سكّر – ضغط – قلب – روماتيزم-   والـــــ ( يضحك بسخرية ) ربما لا فائدة منه .
العامل 2: نُريد جسدا لشاب سيكون أفضل للجنرال ولنا .
العامل 1 : ( يقاطعه) لنا ( بتعجب ) سيعود الجنرال شابا .. سنُنهي حياتنا  مع هكذا جنرال .
العامل 2 : حياتنا تتطلب ذلك،  نريد أن نعيش  ..
العامل 1 : أنا أفضّل أن نختار شخصا متوسطا لا كبيرا ولا صغيرا  .
العامل 2 : ( لا يهتم لكلامه، ما زال يقلّب الجثث.. بغضب ) المهم أن نجد جسدا يليق بالجنرال
( يستمران بالبحث )
العامل 2 : يصرخ وجدته
العامل 1: ( يهرع إليه ) هل هو جسد مناسب .
العامل 2 : نعم . انظر له . إنه جسد لشاب جميل .
العامل 1 :  شاب !! الم نتفق على أننا نريد جسدا لا صغيرا ولا كبيرا .
العامل 2 : اصمت .. إنه جسد يليق بالجنرال، انظر إليه ( يحاول أن يتلمس الجثة )
العامل 1 : وما سبب موته ( متسائلا )
العامل 2 : الحرب .. !! ألدينا غير الحرب؟
العامل 1 : والجسد هل هو سليم؟..
العامل 2 : ( يحاول فحص الجثة ) نعم إنه جسد مُعافى , مجرّد أطلاقات نارية في رأسه
( يحاولا تنظيفه .. العامل 1  يحاول تنظيف جسده .. العامل 2  يحاول تنظيف وجهه )
العامل 2 : ( يصرخ  بتعجب ) وووووووه.. انظر  ..
العامل 1:  ( يحاول التمعن به )
العامل 2 : ( بتعجب )  إنه  !!
العامل 1 : ( يقاطعه ) نعم هو !! ( برهة ) سيكون جسدا مناسبا للجنرال
العامل 2 : (  يُكمل ) وسيفرح لحظتها
العامل 1 : ( بسخرية ) سيفرح جدا جدا ( يضحك بسخرية ) إنه جسد غال جدا  يستمر بالضحك ) جسد هذا الشاب سيكون جسد الجنرال ..
العامل 2 : ( يصرخ بوجهه ) كفّ عن الهراء .
العامل 1 : ( لا يعير له أهمية)  إنها نكتة جميلة يا صديقي ( يستمر بالضحك بسخرية ) الجسد قد يليق بالجنرال من ناحية، لكن لا يليق به من ناحية أخرى ..
العامل 2 : ( بتحيّر ) لكن هل سيناسب رأس الجنرال أم لا .
العامل 1 : ربما لا اعرف .. لنجرب ، لنحضر الجنرال .
( يهرعان نحو الجنرال لجلبه )
موسيقى إظـــــــــــــــــــلام
 
** المشهد الثاني:
(المسرح مظلم .. موسيقى .. الإضاءة على العاملين فقط .. يدخلان وهما يدفعان سرير الجنرال .. يُضاء المسرح شيئا فشيئا ..يحضران جثة الشاب على سرير آخر .. تظهر بقعة من الضوء في الجانب الآخر من المسرح، ينتظر بعض الأطباء جثة الجنرال وجثة الشاب ليجروا عملية جراحية لوضع رأس الجنرال على جسد الشاب .
يصرخ احد الأطباء من الجهة الثانية : احضرا الجسدين .. يهرع العاملان نحو الأطباء وهما يدفعان الجسدين ..
يعود الظلام على بقعة الأطباء .. تُضاء الجهة الأخرى .. يظهر العاملان .. وهما يترقبان وينتظران انتهاء العملية ..)
العامل 1 : ما الذي سيحدث ؟
العامل 2 : لا اعرف
العامل 1 : ربّما سيكون شيئاً متوقعاً ..
العامل 2 : وما المتوقع ؟
العامل 1 : مفارقة عجيبة !!
العامل 2 : وما المفارقة ؟
العامل 1 : أن يحدث الذي سيحدث !!
العامل 2 : وما الذي سيحدث ؟
العامل 1 : سُيركّب رأس الجنرال على جسد مراسله الشخصي !!
العامل 2 : وما الضير في ذلك ؟
العامل 1 : ( يضحك بسخرية ) أنت تعرف ما الضير في ذلك !
العامل 2 : ( يتجاهل الأمر ) أعتقد أن ذاكرتي مُصابة بالنسيان .
العامل 1 : أنت تعرف ما الذي كان يفعله الجنرال بالشاب .. ويغصبه على ماذا ( يسأله ) ها ؟؟( يؤشر بحركات تدل على ما كان يفعله الجنرال بالشاب )
العامل 2 : فهمت .. فهمت .. كان يغصبه على أن يمارس الجنس معه ..
العامل 1 : اها .. اها ..
العامل 2 : إنها لمفارقة فعلا ..
العامل 1 : ( يضحك ) المفارقة أن يكون الرأس ( فاعلا وآمرا ) والجسد ( مفعولا ومأمورا )
العامل 2 : وأن يكون الجسد له صفاته الخاصة، وللرأس سماته المحددة .
العامل 1 : ( باستغراب ) لا يتشابهان إذاً وسيندمجان ..
العامل 2 : نعم وسيكون العقل بعيدا كل البعد عن القلب
العامل 1 : العقل سيكون شائخا .. والقلب صبيانيا ..
العامل 2 :ولا نعرف .. ما مدى انسجام العقل مع القلب ؟
العامل 1 :ربما سيكون صراعا ..
العامل 2 : ولمن الغلبة ؟
العامل 1 : لا اعرف ؟ لكن الغلبة للقلب ربما ( يتراجع بإجابته ) وربما للعقل .. لا اعلم .
العامل 2 : المهم أن الصراع موجود ..
العامل 1 : صراع بين عقل ٍ لملك وقلب لمراسل .. ستكون القضية كبيرة ..
العامل 2 : والعمر كذلك .. عقل في سنّكبير .. وقلب في العشرين ..
العامل 1 : ( باستهزاء ) عقل لا يفضّل إلا التسلط في يومٍ ما، سُيركّب إليه جسدا مملوءا بالهزائم ..
العامل 2 : ( بسخرية وتعجب ) هزائم !!
العامل 1 : نعم هزائم .. ( يكرر ) هزائم .. حياتنا هزائم .
العامل 2 : ونحن نشبه الهزائم .
العامل 1 : ( بسخرية ) وفي بلادي .. ما أجملها الهزائم .
العامل 2 : ( يكمل بسخرية ) نعم .. نحن أصلا نعيش على الهزائم .
العامل 1 : لولا الهزائم لمتنا من الجوع !!
العامل 2 : ( يغني ) هزائم .. هزائم ما أجملها في بلادي الهزائم ..
العامل 1 : ( يئن بصوت حزين) ههههههه .. زززززززأأأأأأأأ .. ئئئئئئئئئئ .. ممممممممم ..
موسيقى حزينة … إظلام …
** المشهد الثالث:
(المسرح يُقسم إلى قسمين، القسم الأول: مكتب الجنرال، والقسم الآخر يُحتاج ليكون ذاكرة للرجوع إلى الزمن الماضي flash back.. يُضاء الجانب الأيمن من المسرح، مكتب الجنرال، الجنرال يعود إلى الحياة بعدما أجريت له عملية جراحية واستبدال جسده بجسدِ مراسله) .
الجنرال : ( يتكلم ببطئ ) أحسّ أن كلّ الأشياء مريضة
صوت خفي ( صوت المراسل صاحب الجسد ) : أنت مريض !!
الجنرال : ( ينتبه ) من أنت ؟؟
الصوت الخفي : أنا .. ( يصمت ) أنا مجرد أنا
الجنرال : ولكن اخبرني من أنت؟
الصوت الخفي : أنا ( يضحك بسخرية )
الجنرال : ( بغضب ) مَنْ أنت يا غبي ؟
الصوت الخفي : أنا ظلك الخفي والمعلن ( يضحك )
الجنرال:( بتعجب ) ظلّي ؟! ( يحاول النظر إلى الأمام والخلف ) وأين ظلي ؟
الصوت الخفي : ألا تراه ؟؟ ربما اختفى في زحمة الضوء .
الجنرال : ( يحاول التمعن في زحمة الأضواء ) زحمة الضوء .. الظل ( يزداد غضبه ويكرر ) زحمة الضوء ،، الظل .. تبا لك
الصوت الخفي : ( يضحك بسخرية )
الجنرال : اللعنة عليك .. قُل من أنت ؟
الصوت الخفي : أنا ( يزداد ضحكا )
الجنرال : طبعا أنت
الصوت الخفي : سأخبرك .. لكن بشرط !
الجنرال : وما الشرط ؟
الصوت الخفي : امممممممممم ( يحاول التفكير )
الجنرال : اخبرني يا لعين .. ما شرطك ؟
الصوت الخفي : ( يتعالى صوته ضحكا )
الجنرال : يا لعين أين أنت ؟؟ ومن أنت ؟؟ (يحاول أن يتحرك لكنه لا يستطيع وكأنه جامد في مكانه ) يزداد غضبا
الصوت الخفي : ( يزداد ضحكا بسخرية )
الجنرال : اللعنة عليك .. وعلى هذا الجسد الذي لا يتحرك ( يحاول الحركة لكنه لا يستطيع أيضا )
الصوت : ( بسخرية ) حاول الحركة .. ربما تتحرك
الجنرال:( بغضب) تف عليكما .. أنت وجسدي اللعين
الصوت الخفي : وأين جبروتك !! قوتك !! أوامرك !! هيّا أيها المتسلط ؟؟!
الجنرال : أنت جبان .. لو كنتَ قويا لبحت لي باسمك. (بسخرية) وأن تخاف قل لي باسم أمك !!
الصوت الخفي ( بتعجب ) : وما الذي تريده من اسم أمي ؟
الجنرال : لـــــــ (يتوقف عن الكلام) لــــ ( يتردد ) لـــــ ( يحاول أن يغير معنى كلامه ) لكي اعرف أنت ابن مَنْ ؟
الصوت الخفي : ولِما لا تسألني عن اسم أبي ؟
الجنرال : اللعنة عليك وعلى أبيك وعلى أمك أيضا !! اذهب عني لا أريد أن أعرفك ..
الصوت الخفي : للآن الشتيمة في فمك ..
الجنرال : تبا لك ( يحاول أن يتحرك ) آ.. آ .. آ آآه ( يجمد في مكانه لا يستطيع الحركة )
الصوت الخفي : سأخبرك بشيء
الجنرال : ( بغضب ) تكلّم لكن باختصار
الصوت الخفي: جسدك لا يتحرك إلّا بأذن مني.
الجنرال : ( بتعجب ) ماذا تقول ؟؟!! مَنْ أنت حتى تتحكم بي؟ اذهب إلى الجحيم يا تافه ؟ جسدي لم يزل طريّا !!
الصوت الخفي: ماذا ؟ جسدك ؟ !! ( يضحك بصوت عال )
الجنرال : سأصمت عنك .. أنت تافه
الصوت الخفي : سأخبرك من أنا ..
الجنرال : ومن أنت قل لي أو لتغرب عن وجهي
الصوت الخفي : سأخبرك مَنْ أنا .. سأعيد لك بعض الذكريات فتعرفني من أنا !!
( يبدأ الصوت الخفي يستعيد ذكرياته مع الجنرال .. يتم إظلام الجانب الأيمن من المسرح ( مكتب الجنرال ) ويُضاء الجانب الأيسر من المسرح ( بقعة ضوء على الجهة الأخرى من المسرح ) مكتب الجنرال أيضا .. الديكور قديم بعض الشيء).
يدخل الجنرال بقوته وجبروته وطغيانه .. يصرخ : أيها المراسل .. أنت أيها المراسل العفن .
يأتي المراسل مسرعا : ( بخوف وحذر ) نعم سيدي الجنرال
الجنرال : لماذا تتأخر عندما أنادي عليك
المراسل : عفوا سيدي .. ربما المسافة التي اقطعها من باب الغرفة إلى هنا تحتاج بعض الوقت .
الجنرال ( يضحك عاليا ) المسافة من باب الغرفة إلى هنا ! إنه عذر واهي
المراسل : أضف إلى ذلك إنني لم أسمعك جيدا إلّا عندما تصرخ .
الجنرال : عندما اصرخ .. أيضا عذر واهي !!
ربما .. ( يفكّر ) ربما أنك لم تتناول طعامك جيدا في الصباح
المراسل : بالعكس سيدي .. أمي تعد لي طعاما لا بأس به
الجنرال : أمك . ( يتساءل ) وما عملها ؟
المراسل : تبيع الألبان على الناس .
الجنرال : أنت ابن بائعة ألبان إذاً
المراسل : نعم سيدي
الجنرال : ( بسخرية ) وهل أمك جميلة ؟
المراسل : لا اعرف سيدي !
الجنرال : ( يصرخ بغضب ) وهل أنت أعمى ؟؟ أم أنك تخاف عليها
المراسل : لا يا سيدي لكنني لم انتبه على جمالها .. هي ربما تشبهني
الجنرال: (يتقرب من المراسل، يضع يديه على وجهه، يحاول أن يتلمس وجهه) تشبهك .. إذاً جميلة ( بخبث ) فأنت جميل جدا ..
المراسل : شكرا سيدي
الجنرال : لا حاجة لي بأمك .. انا أريدك أنت . أنت .. ( يكرر ) أنت
المراسل : وما الذي تريده مني
الجنرال : ( بحركات خبث ) أريدك أنت .. ألا تعرف معنى كلامي ؟
المراسل : ( بخوف ) وما الذي تريده مني ؟
الجنرال : أريدك أنت .. أريد جسدك (يتقرب منه) أُريد أن …
( ينتهي المشهد المُتخيل، تُطفئ بقعة الضوء .. إظلام الجانب الأيسر من المسرح ..تعود بقعة الضوء على الجانب الأيمن من المسرح، الجنرال يقف حائرا .. يتعجب و ينصدم لسماعه قصة الصوت الخفي) ..
الصوت الخفي : ها .. ها .. يا جنرال .. هل تسمعني .؟
الجنرال : ( بدهشة واستغراب يتلمس جسده ) معقولة !! أيعقل أن يكون جسدك جسدي ؟! لا .. لا اصدق ذلك !!
الصوت الخفي : نعم .. إنه جسدي أنا .. أتتذكرني .. كنتَ تجبرني على ما تريد . فترغمني .. ترغم جسدي .. أما أن تقتلني أو أن تجبرني ..
الجنرال : ( بغضب ) ولكن لماذا اختاروا لي جسدك ؟ لا . لا .. اصدق
الصوت الخفي: ربما الخطيئة .. الخطيئة التي كنتَ ترتكبها مع جسدي. ها هي تلتصق بك .. لتعرف ما معنى أن تكون إنسانا من دون سوء .
الجنرال: (بانفعال) ما أصعب ما أمرّ به الآن !
الصوت الخفي: إنها الخطيئة
الجنرال : اصمت عليك اللعنة
الصوت الخفي : الخطيئة أن ترتكب شيئا .. وتكرر الشيء ذاته ..
الجنرال : ( بغضب ) الخطيئة .. الخطيئة . اللعنة عليك وعلى الخطيئة ..
الصوت الخفي: إنها الخطيئة .. إنها الخطيئة ( يحاول إزعاجه ) الخطيئة .. الخطيئة .. الخطيئة
الجنرال : ( يضع أصابعه في أذانه ) اصمت .. اصمت . اللعنة عليك
الصوت الخفي: ( بسخرية ) لكن اخبرني .. ما الفرق بين جسدي وجسدك ؟ اقصد جسدك القديم .. وجسدي هذا ..
الجنرال : ( يحاول أن يتلمس الجسد )
الصوت الخفي : اها .. الم تخبرني بالفرق .. جسدك القديم أتتذكره؟ ما نسبة الفرق بينه وبين هذا الجسد ؟؟
الجنرال : ( يصمت )
الصوت الخفي : اها .. اخبرني ( يضحك بسخرية وغضب ) اخبرني .. يصرخ اخبرني ؟؟
الجنرال: سأخبرك عندما أجدك لأخنقك يا لعين ..
الصوت الخفي: ربما أنا الآن نصف لعين. رأسي نصف لعين .. وجسدي الذي اُحل إليك .. نصف لعين ..
الجنرال: اللعنة عليك وعلى جسدك ..
الصوت الخفي: يعني الآن أنت نصف لعين .. اللعنة عليك يا لعين .. اقصد يا نصف لعين .. ( يضحك بسخرية )
الجنرال : اصمت . أحذرك للمرة الأخيرة ..
الصوت الخفي: لا تستطيع . أتعرف لماذا ؟؟ .. لأن جسدك لا يتحرك إلّا بأمرٍ مني .
الجنرال : تبا لك
الصوت الخفي: ولكن للآن لم تخبرني عن حال جسدي .. عفوا اقصد جسدك الجديد ؟؟
الجنرال : سأنتزع جسدك .. ربما أحاول أن أغيّره .. لا حاجة لي بجسد ٍ عاطل عن العمل ..
الصوت الخفي : ( يكمل ) عاطل عن العمل .. ومخترق .. مخترق جدا ..
الجنرال : ( يغضب ) اللعنة على من وضع جسدك بدلا عن جسدي
الصوت الخفي: جسدي طريّ .. لا عيب فيه ..إلا ما ذكرته من الاختراق .. أنت اخترقته في لحظة ما !! أتتذكر ؟؟
الجنرال : ( يصمت )
الصوت الخفي : لِما لا تجيب ؟ أتتذكر ما كنتَ تفعله بجسدي ؟؟ اقصد جسدك حاليا .!!
الجنرال : ( يزداد غضبه ) نعم اعرف .. اعرف ( يصرخ ) وسأضاجعك الآن إن أردتَ .. تعال لي كي أضاجعك ..
الصوت الخفي : تضاجع ماذا ؟؟ وجسدي أصبح جسدك !! ضاجع نفسك إذاً !! ضاجعه ! إن استطعت َ !!
الجنرال : سأستطيع .. حتما سأستطيع ( يحاول الحركة .. يتحرك ببطئ .. يسير بضع خطوات . يحسّ بالفرح قليلا )
الصوت الخفي: جسدي .. اقصد يا جسدي القديم .. أتتذكرني .. أنا رأسك .. أتتذكر ؟؟
الجنرال : ( يكمل السير ببطئ )
الصوت الخفي : توقف يا جسدي ؟؟ لا تتحرك ؟ لا تتحرك
الجنرال ( يقف في مكانه، لا يستطيع الحركة ) اللعنة عليك .
الصوت الخفي: أرأيت .. انه جسدي وأنا حرّ به (برهة) سأعاقبك أشدّ العقوبة مثلما كنت تعاقبني .. وما أكثر عقوباتك (بحزن) ما أكثر عقوباتك !!
الجنرال : ( يأمر الجسد ) تحرك .. هيّا تحرك للأمام .. هيّا تحرك ( يحاول أن يضرب الجسد بيديه )
الصوت الخفي : جسدي .. ارجع للخلف .. ( يبدأ الجسد بالرجوع للخلف )
الجنرال : ( بغضب ) اللعنة عليك ( يصاب بهستيريا ) اللعنة عليك .. اللعنة على هذا الجسد اللعين ..
الصوت الخفي : جسدي وأنا حر به
الجنرال: ولكنه جسدي .. أقصد الآن أصبح جسدي
الصوت الخفي : لا .. أترضى أن يكون جسدك مخترقا .. ضاجعتموه كثيرا .. أنت ضاجعته بجسدك العتيق .. أتتذكر ؟؟
الجنرال : ( بغضب ) لا تكرر ما تقوله لي .. أريد أن أنسى
الصوت الخفي ( يضحك بسخرية ) تنسى !! أتريد أن تنسى !! تنسى ماذا ؟؟ تنسى أنك كنت في يوم ما مجرما .. مضاجعا لأغلى ما املك !! واليوم تأخذه مني عنوة ..
الجنرال : لكنك ميت ..أما أنا فاحتجتُ لجسد ليس إلا..
الصوت الخفي : صحيح .. ميت .. لكن روحي حبلى .. لم تعد تسمعك وتراك .. أنا لم أمت بعد .. أنت سرقت جسدي من ثلاجات الموتى ..
الجنرال : والآن .. سأعطيك كلّ ما تريد .. أموال .. فقط اطلب .. كل ما تريده
الصوت الخفي : مقابل ماذا ؟
الجنرال : مقابل أن تغرب عن وجهي .. وأن يكون الجسد مُلكي
الصوت الخفي: أتقبل بأن يكون جسدك مبتلى بالمضاجعة
الجنرال : ( يغضب ) ألم أخبرك بأني أريد أن أنسى
الصوت الخفي: لكنني لا أستطيع النسيان
الجنرال: تف عليك
الصوت الخفي: أنت لا تعترف بالخطيئة أبدا
الجنرال: اعترف أو لا اعترف هذا ليس من شأنك
الصوت الخفي: مِن شأن مَنْ ؟؟
الجنرال: من شأني اأا
الصوت الخفي: وأيّ قسْمٍ تقصد .. رأسك أم جسدي
الجنرال : سأصمت عنك .. سأتركك . أنت مضيعة للوقت
الصوت الخفي: وأنا سأتركك .. لكنك لن تجدني بعد .. وسيظل الجسد معطلا
الجنرال : وما الذي تريده بالضبط .. اخبرني
الصوت الخفي : أريد أن انتقم .. انتقم
الجنرال : تنتقم مِن مَن ؟
الصوت الخفي : ( بغضب ) منك أنت .. أنت .. أنت
الجنرال : أنا الجنرال .. أتعرف من الجنرال .. انتقم منكم ولا تنتقمون مني
الصوت الخفي : هذا أيام زمان .. أما الآن فأنت معطّل من كل الجهات
الجنرال : لا .. سأظل أنا .. يحاول أن يتكأ ليحمل معطفا معلقا عليه رتبة الجنرال
الصوت الخفي : كل همّك الغرور والتكبر ..
الجنرال: أنا الجنرال سأعلمك ماذا يعني الجنرال (يحاول مسك قميصه العسكري معلقا على المكتب .. يحاول أن يرتديه )
الصوت الخفي : كلّ همّك أن تتعالى على الآخرين
الجنرال : أنا الجنرال ( يحاول ارتداء قميصه العسكري ) أنا الجنرال … أنا الجنرال ..
إظــــــــــــــــــــلام …
** المشهد الرابع :
( المسرح غرفة قديمة سقفها جذوع نخيل .. يبدو على ساكنيها الفقر )
الابن: (نائم وهو يحلم ) أنا الجنرال .. أنا الجنرال .. سأرتدي قميصي العسكري رغما عنك ..آ ه .. اللعنة عليك لا أستطيع أن أصل إلى قميصي العسكري .. سأصل حتما .. فأنا الجنرال .. سأرتدي رتبتي العسكرية وترى أيها اللعين من أنا .. أنا الجنرال ..
الأم : ( تحاول إيقاظ ابنها وهي تضحك بسخرية) هيه .. استيقظ .. هل تحلم بأنك جنرال ..
الابن : ( يستمر بالحلم ) أنا الجنرال .. أيها اللعين اصمت
الأم : ( تستمر بالضحك ) رئيس العمّال بانتظارك . استيقظ يا جنرال ( تضحك أكثر بسخرية ) استيقظ .
الابن : أي رئيس عمّال تقصد؟.. فأنا الجنرال .
الأم : ( تحضر الماء، تسكبه عليه ) استيقظ .. فالعمل بانتظارك لتجلب لنا لقمة نأكلها
الابن : ( يقفز من النوم ) اووووه .. ( يحاول فرك عينيه ) أين أنا ..
الأم : أنت في بيتك يا جنراااااال .. ( تضحك )
الابن : ( يحاول أن يتلمس جسده ) وأين هذا اللعين
الأم : من هو ؟
الابن : المراسل .. اقصد مراسلي الشخصي
الأم : ( تضحك بسخرية ) اذهب للعمل أفضل من هذا الهراء .. العمّال ينتظرونك خارج الدار.. أكنتَ تحلم بأنك جنرال !!
الابن : ( يحاول أن يتمعن بغرفته .. بملابسه ) أتسمين هذه الغرفة دارا يا أمي ؟!!
الأم : الحمد لله
الابن : لكن يا أمي .. حتى الحلم لم يكتمل !! ماذا بعد .. حتى أحلامنا مقفرة مثلنا .. مثل سواد قلوبنا
الأم : هي مشيئة الله
الابن : سأعود ..
الأم : إلى أين
الابن : سأعود إلى النوم .. سأكمل الحلم .. سأرجع جنرالا .. سأعيش قليلا .. بعيدا عن الفقر والجوع والألم
الأم : لا تجن .. فالفجر سينتهي والعمال في انتظارك
الابن : اخبريهم بأنني سأجعلهم مراسلين في قصري
الأم : لا تجن
الابن : وهل نحن أصحاء .. نحن مجانين .. ليس إلّا
الأم : نحن فقراء شئنا أم أبينا
الابن: لا اعتراض .. نعم نحن فقراء .. أبي تركنا ومات في الحرب .. الحرب أخذت منا كل شيء .. سأعود إلى الحلم .. اخبريهم يا أمي إنني مشغول اليوم .
الأم : ولكن .
الابن : ( يقاطعها ) ولكن .. أنا مشغول بحلم .. سأكمله وأعود إليهم .. سأعود حتما
الأم : لكنهم ينتظرونك في الباب
الابن : سأكمل الحلم .. أريد أن أكون جنرالا ..
الأم : سأحضر ملابس العمل
الابن ( يمتعض )
الأم : ( تحضر ملابسه ) خذ ملابسك
الابن ( يتمعن بملابس العمل قديمة جدا وبالية ) ملابسي ( يبكي ويضحك في آن واحد ) إنها ملابس لا تشبه ملابس الجنرالات
الأم : ربما ستكون في يوم ما جنرالا !!
الابن : ( يضحك ) نعم .. سأكون جنرالا في الأحلام (يحاول أن يرتدي ملابس العمل) سأكون جنرالا ( يبكي ويضحك في آن واحد ) سأكون جنرالا ( يبكي ويضحك في آن واحد وهو يرتدي ملابس العمل الخاوية ) نعم سأكون جنرالا يا أمي
( يبكي ويضحك في آن، يرقص رقصات غريبة وهو يصرخ ) حتما سأكون جنرالا ( يبكي ويضحك في آن واحد، يغني غناء حزينا .. ثم يحوّل الغناء إلى غناء سريع ) سأكون جنرالا .. سأكون جنرالا .. في الأحلام فقط ( يتخيل )
الصوت الخفي: وأكيد ستستولي على جسدي
الابن : لا .. لا .. أنا لا أريد جسدا مريضا ..
الصوت الخفي: وإن فرض عليك جسدا مستعملا في المضاجعة
الابن : حينها سأرفض أن أكون جنرالا يحمل جسدا عاقا سأكون فقيرا .. جسدي لا يحمل السوء سأرفض أن أكون جنرالا
إظــــــــــــــلام .. موسيقـــــــــــــى
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت