الفنان الكويتي (محمد الخضر):زكي طليمات سقاني المسرح حتى أصبح في دمي/ حوار: نور الهدى عبد المنعم

  •  مهرجان “الكويت مركز للتأليف المسرحي” هدفه الأول هو رد الجميل.
  • كنت أول من قام بمسرحة المناهج الدراسية في الكويت.
  • بعثة لندن غيرت حياتي العملية تمامًا.
  • زكي طليمات أنبت المسرح في صحراء الكويت.

 
إسهاماته في المسرح الذي عشقه منذ طفولته كثيرة جدًا، فمنذ عامين صدر له كتاب هام يحمل عنوان “يلا نلعب مسرح” ويعد من أهم الكتب التي تتناول مسرح الطفل، إضافة إلى مؤلفاته العديدة في مجال مسرح الطفل ومسرحة المناهج الدراسية، له دور كبير في نهضة المسرح المدرسي بالكويت، أسس مسابقة “حسن يعقوب العلي”، مهرجان الكويت مركز عربي للتأليف المسرحي، عمل أمينا للسر بالمسرح العربي وعضوا لمجلس ادارته، مارس الأعمال المسرحية ممثلا وإداريا وفنيا، مثل في أعمال إذاعية وتلفزيونية ومسرحية، مارس النقد المسرحي بمجلة عالم الفن تحت عنوان “وجهة نظر”، عمل مساعد مخرج مع زكي طليمات والمنصف السويسي وفؤاد الشطي، تم تكريمه من وزارة الإعلام ومن المسرح العربي،  كما حصل على درع من اللجنة العليا للترويج السياحي، ميدالية ذهبية في يوم المسرح.
مع الفنان الكويتي محمد الخضر كان هذا الحوار أثناء زيارته القصيرة للقاهرة…

الفنان الكويتي (محمد الخضر)

 
حضرتك مؤسس ورئيس اللجنة العليا لمهرجان الكويت مركز عربي للنص المسرحي. إذا أردنا تعريف القارئ بهذا المهرجان ماذا نقول؟
المهرجان نظم ثلاث دورات حتى الآن لتكريم رواد الكويت فى المسرح كانت الدورة الأولى باسم الفنان حسن يعقوب العلى أول عميد لمعهد المسرح فى الكويت والثانية باسم الفنان الكبير خالد النفيسى والثالثة التى انتهت فى مارس 2018 باسم الراحل غانم الصالح، ومن فعالياته تنظيم مسابقة فى التأليف المسرحي  لاكتشاف المواهب ومنحهم جوائز.
ما هي أهم محاور المهرجان؟
هدف المهرجان الأول هو رد الجميل للرواد الذين تتلمذنا على أيديهم، هو عبارة عن تكريم لشخصية فنية خالدة عايشناها وذاع صيتها في الخليج  وفي الوطن العربي، هؤلاء الفنانين يستحقون تكريم كبير من قبل جهات أكبر مثل المجلس الوطني أو مجلس الوزراء، وزارة الإعلام فمهرجاننا مازالت إمكانياته محدودة ويتلقى دعم من المجلس الوطني للفنون والثقافة والآداب، والدكتور بدر الدوير يسخر لنا جميع الإمكانيات حتى يستطيع هذا المهرجان أن يقف فهو يرعى الاحتفال سنويًا، ويدعمنا ماليًا من جيبه الخاص ويساهم معنا في التجهيزات ووفر لنا مسرح لإقامة فعاليات المهرجان عليه، كذلك طباعة برنامج المهرجان والدعوات وأجرينا مسابقة بالتزامن مع الاحتفال، قد كرمنا هذا العام كوكبة من نجوم الكويت المحبوبين منهم الراحل عبد الحسين عبد الرضا، سعد الفرج، سعاد عبد الله، حياة الفهد، محمد جابر “العيدروسي”، جاسم النبهان، جمال الردهان، عبد الرحمن العدو، أحمد جوهر.
نفكر الآن في إضافة فعالية جديدة للمهرجان وهي إنتاج  وتقديم العرض الفائز بجائزة المهرجان، وكذلك مائدة لمناقشة وضع المسرح العربي الراهن، فأنا أطمح أن يكون لهذا المهرجان تواجدًا قويًا على خريطة المهرجانات العربية، وهو محلي لكنه يستضيف شخصيات عربية.
ومن معوقاته أنه في شهر فبراير وهو الشهر المزدحم بالمهرجانات العربية والمحلية، ففي اليوم الواحد نجد عدد من المهرجانات، فأنا اخترت أن يكون في اليوم العالمي للمسرح يوم 27 مارس من كل عام، وقد اخترته لرد الجميل.
كيف بدأت علاقتك بالمسرح؟
التحقت بمعهد التمثيل في الكويت وحصلت على دبلوم من المعهد بالإضافة لحصولي على دبلوم تخصص تربية بدنية من معهد المعلمين، وأمضيت أربع سنوات في المعهد والدراسة بعد الظهر، صباحا كنت في المعلمين وعصرا بالتمثيل، أول سنتين في معهد التمثيل قدمنا مسرحية بعنوان «وأشرقت الشمس» تأليف الدكتور يعقوب حسن العلي عميد المعهد وإخراج زكي طليمات وكان دوري “خطيب ليلى” وتلك أول مسرحية اشارك بها وأنا طالب بالمعهد وعرضت على مسرح كيفان امام الجمهور، وعندما كنت في سنة رابعة بمعهد التمثيل ايضا شاركت في مسرحية “صلاح الدين وبيت المقدس” والمؤلف فرج انطون وإخراج زكي طليمات، الذي كنت مساعده وقتها، وأما في السنة الثانية في معهد التمثيل كان لي دور بسيط وليس مثل المعهد في لندن هنا يعطونك مقاطع تمثيلية وتقدمها أمام اللجنة في الامتحان كان الممثل يسمع للمخرج، واذكر كان في مسرحية صلاح الدين وبيت المقدس مجاميع كبيرة من طلبة المعهد، المسرحية عرضت في بغداد والقاهرة ولم أذهب معهم.
كيف كانت البعثة الدراسية إلى لندن نقطة تحول في حياتك؟
كنت أعمل في مدرسة عبدالله الخلف الدحيان بمنطقة السالمية لمدة سنة ونصف واثناء العمل حصلت على بعثة دراسية وسافرت الى لندن، والوزارة رشحت مجموعة من المدرسين وتخصصت بالمسرح وسكنت عند عائلة انجليزية في مدينة تبعد عن لندن ست ساعات، المدينة تقع بالقرب من البحر، والعائلة تتكون من رجل وامرأة وولديهما يسكنان بعيدًا عنهما، اكلهم لم يناسبني وكنت اكل في مطعم باكستاني وكنت آكل عند العائلة خبزا وبيضا خاصة ايام العطل، واستلم 160 جنيها من المكتب الثقافي الكويتي في الاسبوع والمكتب يدفع للعائلة.
وبدأت أتعلم اللغة الإنجليزية في إحدى المدارس وفيها طلبة من مختلف دول العالم، أذكر ان المدرسة كان يوجد بها بعض الطلبة الكويتيين الذين يرسلونهم أولياء أمورهم فقط بالصيف لدراسة اللغة الانجليزية والدراسة لمدة ستة أشهر، ـ أنهيت الفترة وأتقنت اللغة الإنجليزية ايضا اذكر بالمعهد طلبة من جميع الدول الأجنبية والعربية والأفريقية بعد ذلك انتقلت الى مدينة ثانية اسمها كلفورد وتبعد عن لندن نصف ساعة بالقطار، سكنت في شقة ورافقتني العائلة بالصيف مع الأولاد ثلاث بنات وجاسم وذلك في مدينة لندن، تناول الطعام بالمطعم وغسل الملابس بالمصبغة، والعائلة زاروتني في لندن ثلاث مرات، امتدت الدراسة لمدة سنتين وتسعة أشهر، وهذا ما كان من صالحي لأني كنت آخد دروسا في الصيف في الكويت، ويعتمدون الشهادة بالسنوات هناك عندهم نظام كورسات صيفا وشتاءً، حصلت على دبلوم بالتمثيل وتعلمت التمثيل أثناء الدراسة وشاركت ممثلا وقابلت مؤلف المسرحية وتناقش معي وحصلت على دبلوم المسرح المدرسي، وكل نهاية كورس كنا نقدم عملا مسرحيا، بعض الأعمال للأطفال وبعضها للشباب تربوية وبعد ذلك اشتغلت وتعلمت ركوب الخيل والمحاربة بالسيوف واستخدام الخنجر والسقوط من الدرج وما كنت أشارك في حركات الرقص، فكانوا يغضون النظر عني، وبعض الأشياء كانوا يلزموني بها.
والعمل الدرامي يعرض أمام الجمهور الذي يحضر نهاية العام من أولياء الأمور والمدعوين والبعض يناقش المؤلف والمخرج وكذلك مناقشة الممثلين، وأذكر أول دور كان دورا بسيطا عاديا وكنت أعطي الدور الروح والجمهور يضحك وأؤدي حركات وإدارة المعهد كانوا مرتاحين من أدائي وقالوا أن الجمهور معجب بك.
وحصلت على ميداليات أثناء الدراسة بالمعهد.
بعد التخرج والعودة الى الكويت نقلت من مدرس تربية بدنية الى ادارة النشاط المدرسي بوزارة التربيةـ كان مدير الإدارة عبدالوهاب الزواوي عندما سافرت الى لندن، وعندما تسلمت العمل بإدارة النشاط المدرسي كان الأستاذ جاسم حبيب مديرا للإدارة وكخريج للمسرح المدرسي عينت مشرف مسرح مدرسي وكنت أتابع الأنشطة المدرسية ومع الاستمرار بالعمل عينت موجها وبعد سنوات رئيس قسم ومراقب بالوكالة، وكنت أزور المدارس خاصة الابتدائية ويصرف للمدارس ملابس للتمثيل، وبعض النظار ما يحبون نشاط المسرح من وجهة نظرهم يعرقل الدراسة، أقول لولا هذه الأنشطة وحب الطلبة لهذه الأنشطة من الرسم والرياضة والمسرح، أما مدارس البنات فلهن مشرفات وموجهات وكانت غالبية الموجهات مصريات وبعض الكويتيات خريجات المعهد ايضا تم تعيينهن بالإدارة ومدارس البنات يوزعن الدعوات فمدير الإدارة يبلغ ويكلف بعض الموجهين للمشاركة بمدارس البنات، انتهى جاسم حبيب وعين بدلا منه احمد الودعاني وبعده عين خالد الحربان ـ أسس الإدارة على أسس سليمة، فتح أقسام ومراقبة ووزع الأعمال بالتساوي وبالكفاءة وعينت رئيس قسم “اعداد النصوص المسرحية” وكتبت بعض الاعمال والنص التمثيلي والموظفين والمشرفين يكتبون وبعض الكويتيين منهم إسماعيل فهد ووليد أبوبكر وعبداللطيف البحر مصريين وسيدة فلسطينية، النص يطبع طبعة سبع نصوص، وسبع كتب وكل كتاب يضم ما بين عشر واثنتي عشرة مسرحية، من الكتاب الموجودين عندي، واعمال تربوية هادفة.
وكانت وزارة التربية مهتمة اهتماما كبيرا بالمسرح المدرسي، وبعد ذلك انتقلت الى مرحلة ثانية من التأليف إلى مسرحة المناهج الدراسية وهذا لاول مرة يحدث في الكويت، مصر فكرت بمثل هذا المشروع منذ عام 1920 وعملت كتابين كل كتاب يحتوي على مجموعة من النصوص، واذكر اني شاركت في مؤتمر لدول مجلس التعاون للخليج العربي عرضنا المجاميع الاعمال بواسطة رئيس اللجنة مصري الجنسية امام حضور الجميع، وقال مندوب السعودية نحن نعمل فرد عليه رئيس اللجنة الكويتي تاخذ نصوصا من المنهج ويقدمونها على المسرح في هذا المجال اسمي على كتابين من ضمن الاسماء المشاركة في التأليف، اسم الكتاب “مسرحيات مدرسية”، وكل كتاب يحتوي على خمس مسرحيات من المنهج الإبتدائي والمتوسط.
عندما كنت موجها قدمت في مدرسة السالمية مسرحية بعنوان سراقة بن مالك تأليف د.شوقي الفنجري وحضر العرض وزير الاوقاف يوسف الحجي وناظر المدرسة عبدالحميد الحبشي وطلبوا من وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية ان يبني لهم مسجدا في المدرسة ونفذ الطلب بناء على العمل الذي شاهده، واذكر بذلك الوقت يعقوب الغنيم وكيل التربية وخالد الحربان وبعض المراقبين حضروا، بعض المدارس عندما تحتاج لعمل مسرحي يطلبون من الوزارة ارسال موجه فالمتبع للعمل المسرحي هو المدرسة من ناظر المدرسة ونحن ملزمون بان نذهب، قدمت الكثير بالمشاركة، وامضيت ستة وعشرين سنة ونصف سنة مع التدريس وتقاعدت.
ما هي علاقتك بزكي طليمات؟
تتلمذت على يديه لمدة أربعة سنوات من الصف الأول إلى الرابع، في الصف الثاني قدم مسرحية وأشركني بها اسمها وأشرقت الشمس، وجسدت شخصية خطيب ليلى في هذه المسرحية ومن إخراجه، في الصف الرابع اختار مسرحية صلاح الدين وبيت المقدس لأنطون فرج، وقتها قال لي أنا أرى فيك أشياء وأريد تنميتها، سألته ما هي قال لي: أريدك أن تكون معي مساعد مخرج في هذه المسرحية وبالفعل عملت معه وعرضت في الكويت ثم بغداد ثم في دار الأوبرا المصرية.
وماذا تعلمت منه؟
الكثير جدًا فقد سقاني المسرح حتى أصبح في دمي، تعلمت منه التمثيل والإخراج وكل ما له علاقة بالمسرح ومازلت أمارس العمل المسرحي حتى اليوم وفقًا لتعاليمه التي أفادتني كثيرًا فقد كنت أعمل بالمسرح العربي، حيث عملت مساعد مخرج لسبعة مسرحيات مع الفنان الراحل فؤاد الشطي، فحين كنت أدرس في لندن أرسل لي لنعمل معًا وكانت بدايتنا الاحترافية معًا بعرض السلطان الحائر.
وماذا عن المسرح العربي؟
انضممت الى المسرح العربي عام 1964/ 1965 وكان برئاسة حسين الصالح وانضممت عضوا بالفرقة، وشاركت بأول مسرحية في الكويت عام 2000 بدور بسيط كبداية، كان خالد النفيسي يقدم دور مدرس تعلم لتعيش فكنت انا وعبدالحسين عبد الرضا من خلال المدرسة وكنا نقدم الهوب الهوب الهوى شد الثوب. وكنت اعمل في التنظيم المسرحي يعني تجهيز المسرح من اضاءة وصوت وديكور وملابس واكسسوارات نحضر هذا للممثلين، وهي اول مسرحية شاركت بها 1965 ـ 1966. المسرحية الثانية وجميع مسرحيات المسرح العربي كنت اشارك فيهم بالتنظيم المسرحي مسرحية امبراطور يبحث عن وظيفة كان لي دور مثل مهرج والدور الثاني فلاح صاحب مزرعة، وبعد ذلك في الفصل الثاني دور فلاح كنت احفظ وهو صعب واما بعد ذلك كنت مساعد مخرج مع المخرج فؤاد الشطي وعندما كنت طالبا في معهد التمثيل صرت مساعد مخرج مع الفنان الكبير زكي طليمات عندما كان في الكويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت