نص مسرحي: "رمــــــاد" / تأليف: سعد هدابي
الخطاب المسرحي
(المسرح وبأدواته الافتراضية لا ينتمي إلى أي معمار واقعي ..لكنه يوحي أننا أمام بلاطة قبر بمعمار مفترض يعلوه (فانوس) بشاخص بلا اسم..والعلاقات التي تستوطن هذا المعمار متداخلة من حيث (الزمكانية) وبمونتاج متوازي بين المسرح والسينما عبر شاشة كبيرة تمثل جدارا العمق بأكمله..ونشاهد (المحامي) وهو يقوم بنصب (ستاند) و (كاميرا) أمام القبر فتندلق من داخل القبر مجموعة كبيرة من التفاح تتحرك على الأرض..يأتي صوت المرأة منسابا كما الروح.. وتتجسم الشاشة الكبيرة نفق طويل.. ونشاهد المرأة وهي ترتدي ثوبا ابيضا راحت تجري بشكل بطيء )
المرأة: هب إنها آخر كلمات تشهدها اللحظة من داخل قبر بارد.. ففي الجزء الموحش من روحي يسكن هاجسك المخيف ..البرد يحاصر أناملي .. ولساني النائم بين زهور الكلمات ابتلعته أفعى ماكرة .. وتفاحتي بين يديك.
المحامي: ( يتناول تفاحة ويقضمها وينفتح غطاء قبر )
المرأة: ( من داخل القبر ) احترس من الأفعى .. !!
المحامي: كفاك جنونا..ودعيني أدون أقوالك بعيدا عن هذا الانشطار والتشظي والهذيان…فأنت روح هائمة لا مستقر لها وتلاحقك تهمة ينبغي الإفلات منها فتعودين لقبرك البارد لترقدي بسلام .
المرأة: (تظهر من داخل القبر لتقف أمام الكاميرا فتظهر صورتها كبيرة على الشاشة التي تمثل جدار في العمق) رفقا بروحي الهائمة.. لطالما بحثت عنها كثيرا..في أقبية الكوابيس في نفايات العمر.. في أروقة ماض سحيق…في قوارير المردة بين أعشاش على أغصان ميتة ..في توابيت الذاكرة .
المحامي: أوراقك التحقيقية تؤكد انك مت منتحرة.. وأنا كمحام ينبغي أن اثبت العكس …وها أنا ذا أعيد فتح القبر لأتأكد من مزاعمهم وينبغي أن أكسب القضية فيما لو اثبت العكس ..وهذه الكاميرا توثق وبشكل أمين كل ما ستدلين به من أقوال …المهم أن أثبت العكس .
المرأة: ولماذا تريد أن تثبت العكس.. من أجل أن يقال أنك محام بارع وتنال فاتورة شقائي بعد مماتي؟ ومع ذلك سأعترف لك أنت وحدك نعم لقد قتلت نفسي..لا.. عفوا.. أقصد أنا من قتلتني نفسي وها أنا ذا أتقدم بشكوى منذ ألف عام على نفسي ولم يصغ إلي أحد !!
المحامي: نفسك ..؟ ما تقولين يا امرأة ..؟
المرأة: نفسي يا هذا مجرمة بحقي.. لكم تخيلتها وهي تقف خلف القضبان مثل جرذ أعمى قسما سأهزأ منها.. سأتقيؤها من جوفي كأطفال الخدج.
(( تتجسم عبر الشاشة الكبيرة صورة لممر طويل ونشاهد المرأة وقد أقتيدت من قبل رجلين من المصح .. وتتحدث هي أمام المحامي ))
المرأة: إنهم يعتقلون الجنون الذي يستوطن راسي.. أنت من أودعني ذلك المصح الملعون بيوم من الأيام ..أنت من دفعني أن أكون بمواجهة مع عقلي المضطرب بك عليك .
المحامي: أنا …؟
المرأة : المرأة : لأنك أنت من زور أقوالي .. وألبسني ثوبا القاني في معركة العقل …وسرق الفكرة (الكاميرا تدور عبر الشاشة حول المرأة في مكان معتم .. ويظهر مدير المصح )
المدير: حسنا ..مادمنا ماضين في إخضاع العقل لميزان الفكرة..في أي يوم نحن أيتها المرأة؟
المرأة : لا أدري.. لكن يبدو انه يوم آخر من عذاباتي .. يوم آخر من نكباتي.. يوم آخر أشاهد فيه وجوهكم التي تندلق منها الشماتة بامرأة لم ولن تنتمي إلى عالمكم المكرور هذا .
المدير : طيب … ما اسمك أيتها الـملغومة بالنكبات ..؟
المرأة : انا …..انا من ورثة نساء لم تولد بعد .
المدير : هكذا اذن ..؟
المرأة : انا من صلب جينات نافرة وسيكتشف احفادك سرها بيوم من الايام وسيكتبون على قبري كلمات بغضاء ويغلق سجل ايامي هنا ترقد امرأة من رماد .
المدير : هنا في هذا المصح سنهبك فسحة اسمها الراحة والاستجمام بعيدا عن تلك النكبات ..وبمعزل عن رماد ايامك .
(( ينتقل الحدث إلى المسرح وتتحدث المرأة مع المحامي )
المرأة: لاراحة مادمت اتنفسكم … ولا استجمام مادامت ظلالكم الثقيله تطاردني في مناماتي .. انا مخلوقة الصدفة.. كان ينبغي ان اولد بعد ان تبتلع الحيتان اقمار ايامكم.. لكم فكرت كثيرا ان اكون اول رائده فضاء .. اتدري لم.. لاني كنت سامكث هناك في جليد كوكب مجهول دونما رجعه..هناك ساحتفر قبري بين الجليد وانتظر موتي بسعادة لا توصف..ياااااه.. لكم هي شهية وطازجة فكرة الموت احيانا .
المحامي : اقوالك هذه محض جنون.. نريد اجوبة منطقية.. والا سيختم على استمارة موتك انتحارا ونعيد غلق القبر الى الابد .
المرأة : انا صفحة بيضاء رسم على عذريتها الهؤلاء باختامهم صورة شوهاء ورحمي يغتص باجنتكم اللزجة .
المحامي: اعترافاتك يا هذه فيها فضح وتعرية لاناس مروا بحياتك يوما ما .
المرأة: انت واحد منهم.. مررت بحياتي قبل ان اموت.. وهانذا اسكن قبري المكشوف الغطاء ولازلت كما انت تريد ان تنتزع مني أشيائي عنوة الا يكفيك ما اخذت.. يا للسخريه بعد ما كنت غاصبا صرت مدافعا عن ضحيتك..يا لفروسيتك يا هذا (تصفق له)
المحامي : ضحيتي ..؟ ما هذا الكلام .. انا لم التق بك من قبل .
المرأة: يكفي انك رجل يا هذا .
المحامي: ماذا؟ انا هنا لمساعدتك ايتها المجنونه .. فاذا بك تتهميني باشياء تثير القرف والاشمئزاز.
المرأة: (تنفجر ضاحكة) الا يكفي انك رجل؟ (تبكي بهدوء وتتحدث بخوف) زرعوا في ذاكرتي تباعا اجنة شوهاء هناك.. انظر.. انهم متشابهون ذات الوجوه.. اشباح تملآ روحي ضجيجا.. اني اشم رائحة الغدر.. واتنشق فجور قاتلي.. يوم كنت هناك.. في صحراء لم تطاها قدم انسان.. بين الامس واليوم . وغد بجليد ساخن. مطر.. مطر.. مطر.. مطر من الوجع .. مطر من الحكر.. مطر من الامتهان.. من الغثيان …
المحامي: الازلت تتخيلين انني احدهم ..؟
المرأة : بل انت من انجبتهم جميعا .
المحامي : انا ..؟
المرأة: آدمك المخبوء بين اوردتك يتوارى عن الهؤلاء ..سلالة من الاجتياحات المتلاحقة.. انهم هم..اراهم بين عينيك المتورمتين بالرياء والخديعه .
المحامي : ومن هؤلاء الذين البسوك ثوب جنونك ؟
(( ينتقل الحدث الى تجسيم صوري عبر الشاشه مع المدير ))
المدير: اجيبي.. قولي كلمة حتى تبرأ ساحتي.. حدقي بوجهي.. هل رايتني من قبل.. لا انكر اني ما ان رايتك حتى لفظتك قائمة نساء كثيرات مررن بحياتي .. احفظ اسمائهن ووجوههن عن ظهر قلب..اما انت فلا ..لم ابصر فيك غير اتهام كيدي للاطاحة بي ..واعدك ان هذه الشحنات الكهربائية ستبقى على الدوام تغازل ذهنك الملغوم بالكوابيس حتى تفيقين من الاوهام .
((ينتقل الحدث على المسرح ويصرخ المحامي ))
المحامي: اجل.. انها كوابيس.. كوابيس تسكن عقلك المريض.. ورقادك في المصح كما هو منصوص في سجلك جاء نتيجة خلل عقلي وهذه استمارة المستشفى.. تؤكد بان كل ما كان يعتريك مجرد كوابيس .
المرأة: ليست بكوابيس .. الرجال لا يتجسمون في معرض حياتي على هيئة كوابيس.. لانهم هم وحدهم من يصنعون الكوابيس ويتوارون خلف خطيئتهم..ياه.. لو انك تعلم كم من ميتات حول قبري ازهقت ارواحهن بكوابيسكم اللعينة.. تخيل حتى الاطفال لم يطقن تلك الكوابيس.. وفي كل ليلة هنا عند قبري تتوسد واحدة منهن ذراعي وتسرد لي ببراءة كابوسها فترتسم في ذاكرتي ملامح وجهك .
المحامي : وجهي انا ..؟
المرأة: نعم ايها الفاتح .
المحامي: انني احذرك..الا تخافين سطوتي.. ان لي سطوة ستلقي بك الى قاع جحيم لم تطاها قدم ميت من قبل .
المرأة: انا والخوف في خصام دائم يا هذا.. ثم ماذا تريد ان تفعل بي اكثر من ذلك.. هل تنتزعني من قبر مجاني وتلقي بي في حفرة ملغمة عند رصيف اغترابي.. ام ستدفع بي الى اقبية الطب العدلي ليعاد تشريح جثتي التي اضحت خرائط.. الا يكفيكم مبضعكم الحاد النصل انه وبلا رحمة رسم خارطة جنوني … تعال وانظر الى هذا الجسد المثخن بالمباضع لتدرك خساراتي .
المحامي : يبدو انك اعلنت الحرب على خساراتك .
المرأة: حربك الماجنة هي من اعلنت خساراتي …والموت لم يروض نقمتي .
المحامي : عن اي خسارات تتحدثين وانت جثة متفسخة وبلا ملامح .
المرأة: اخبرني اذن من انا.. جارية برداء مبتل بالاغراء.. ام سكرتيرتك التي صار مكتبها سريرا لك.. ام امراة منكوبة بزوجها الذي مات باول حرب فاستحوذت عليها بفطنتك وكتبت على اضبارتها رقما من ارقام مغامراتك وفتحت اسوار مدينتها وافتضضت محرابها .
المحامي: (بجزع منفجرا) وما شانك انت ..؟
المرأة: (تصرخ) لاني كلهن ايها المغوار .
المحامي : كلهن ..؟
المرأة: نعم.. انا حشد من مخلوقات بريئة اسمها.. ياالهي.. نسيت الاسماء كل ما اتذكره انني هربت يومها لاجد نفسي عند رصيف القهر …
(( تظهر المراة عبر الشاشه وهي تسير على الرصيف بملابس ممزقه ويتبعها احد المندوبين ))
المندوب: ما ذنب نزلاء المصح وهم يهيمون الان في الازقة والشوارع كالشحاذين بعد ان قصف المصح وهرب الجزء الاكبر منهم ها نحن امام شحاذة كانت من نزلاء المصح.. حدثينا عن وضعك ايتها الـ ..
المرأة: انا كلهن.. المجنونه.. والشحاذه.. واللقيطة. وابنة ليل وفتاة اعلانات.. ومضيفة في الخطوط الجويه .. ونادلة داعرة في حانة الخمارين.. وانثى لم تولد بعد.. وجمهورية اسماء تطالب بربيع حياة.. وغد مارق ينسج اكفان شقائي .
المندوب : يبدو انك تعانين من انفصام حاد ومخيف في الشخصية .
المرأة: الواقع منفصم ومنقسم على نفسه.. الواقع متخم بمظاهرنا لكنكم لا ترون.. الواقع يرسم خطوط الطول والعرض لمصيرنا.. عبر الارصفة.. انظر هناك.. الاموات يقتسمون المقابر باسم المحاصصة يقولون انهم اكتشفوا نفطا في قبورهم.. المواد العضويه تصنع النفط الخام.. والموت اصبح باهض الثمن هذه الايام.. نحن اناس يلفظنا الموت حتى لا ننافس من سبقنا له وصار رئيسا او نائبا او حتى سمسارا في ملهى ليلي .
المندوب: هل ترغبين بالعودة الى المصح بيوم من الايام .
المرأة : عن اية عودة تتحدث يا مجنون.. الا يكفي ان الشارع اصبح مصحا حدق بالماشين.. انظرهم بعيون طاميرتك الامينة على نقل الحقائق وستدرك ان كل شيء يتصل بالحياة انما هو مصح..كل خطوة غير متزنه هي نتاج هزيمة محتملة.. او هرولة في ميدان الانفلات .
المراسل : ألك اهل ..؟
(( ينتقل الحدث الى المسرح ))
المرأة: اهلي ماتوا باول حرب.. وقبرهم الجماعي زاخر بالويلات مثلما هو زاخر بالضباب والغياب.. ابي امعن في شرب عقار سعال حتى مات ثملا لانه لم يطق ان يراني اولد ثانية..وأدني باول جوله.. وصليت عليه صلاة الوحشة بآخر جوله .
المحامي : فليرحمنا الله جميعا .
المرأة: امي قتلتها الغفله.. غاضها انفلاتي فاومأت لعزرائيل ان يراقصني عند العريش.. ولم تدر اني اغويته ليلتها فمات بين يدي.. لكم بكيت عليه كان حنونا.. وشغوفا.. يهب الموت بلا مقابل.. وبغمضة عين .
المحامي : افيقي من هواجسك ارجوك .
المرأة: افق انت من لعبة ايامك وراقصني كما الموت.. اهذب بافراسي بنشوتك المعهودة اريد ان احلق في سماوات ملكوت وردي.. انني ابغض ضعفك لا تملك الا لسانا يلهج بالتفاهات.. ولا تجيد غير اختلاسات خجولة لجسدي يا رجل الاختلاسات مهزوم مثلك لا يجيد غير النظر من ثقب الباب الموصد بتفاحتي .
المحامي : لا … انت حشد من الاوهام .
المرأة: انا بيدق مات باول نقلة شطرنج باناملك الباذخة بالغدر.. رحم الله بيادقنا .. في كل امرأة ارمل بيدق مهزوم.. شطرنج وبيادق.. وارامل واسمال سوداء..ونواح..واللعبة لازالت في البدء..والبقية في العدد القادم..وقيدت ضد مجهول ..و…
المحامي: هروبك من المصح هو من دفع بك لجنون آخر اشد خطرا على الناس.. وصار اسمك في القائمة السوداء الاكثر حضرا هذه الايام .
المرأة : هو من دفع بي ..؟
المحامي : من هو .؟
المرأة:عقلي.. لقد وهبتني الطبيعه عقلا بليدا مالبث ان تحول الى محترف سمسار باذخ الانكسار..وينبغي ان يحاكم .
المحامي : ماذا ..؟
المرأة: كان ينبغي ان انسج اكفانا لعقلي مذ شعرت انه اطاح بي في معركتي.. كان جبانا. مترددا.. يجيد العزف على اوتار الهزيمة غير عابئ بي..حتى وجدتني في ارض حبلى بكم انتم.. انتم بكل مزاعمكم.. بكل تشظياتكم .. بكل ما تريدون ومالا تريدون .
المحامي: (يستخرج بعض الاوراق مع قلم ويقدمها الى المرأة) انتهت الجلسه … هيا وامض على اقوالك .
(( ينتقل المشهد الشاشه.. ونشاهد المراة وقد جلست وقد حيط بها رجال لا يظهرون سوى بنصف الاجساد وراح احدهم يتحدث ))
الرجل: امضي على كلماتك التي تجسد قلبا عامرا بالايمان وادخلي رحاب قضيتنا .
المرأة: اي قضية؟ من انا.. من انتم.. وماذا تريدون.. بل ماذا اريد بل مالذي ينبغي ان يكون لو اردنا معا ..؟
الرجل: لعل اكثر النساء حظوة هي التي تجود بجسدها وهو يتشظى في وضح النهار.
المرأة: دائما مطلوب منا ان نجود باجسادنا.. ياللمفارقة..الشارع الملاهي.. الاسرة.. والتوابيت.. والمصحات .. وحتى الثورات التي ولدت من رحم الصدفة تقتات على اجسادنا كديدان الارض .
الرجل: (يستخرج حزاما ناسفا ويحيط به جسد المرأة) تلك قلادتك المذهبة باجود واندر انواع التقوى .. بادري الى ان ترسمي بدمائهم النجسه ملحمة الثار.. هيا.. اغمضي عينيك واتمي صلاتك يا ممتحنة .
المراة: لكني لم اصل يوما.. ولم اغمض عيني الا عن بشاعة ما ارى في ملحمة الدنيا وامتحانها.
الرجل: الدنيا مشوار زائف.. نمر به دونما ان نلتفت الى الوراء.. وجواز سفرك بين يديك يا سيدة الايثار .
المرأة: ماذا..عن اي ايثار تتحدث يا هذا؟ انا مجرد ورقة يابسة فوق ارصفة خريف موحش.. الريح تهوم براسي.. تفقدني استقراري ولم اعد اعرف من انا .. من انتم ..
الرجل: آه لو تعلمين كم بحثنا عنك حتى وجدناك عند ذلك الرصيف الذي يئن وجعا عليك.. انك النموذج.. مستوفية الشروط واهلا للمهمة .
المرأة : ايه مهمة ..؟
الرجل: مهمة ان نبصق في وجه دنيا تجمعنا بهم.. وعند الفجر ستغتسلين بدمك وتنامين بحفظ الله..وستقر اعيننا بك.. وغدا سننشر في الصحف الصباحية خبرا يؤكد حجم تضحيتك .
(( ينتقل الكادر الى المرأة امام المحامي وهي تنثر الاوراق عاليا في فضاء المسرح مع ضجيج صراخ منبعث بشكل جماعي ))
المرأة: وتناثرت اوصالي عند رصيف الباعة المتجولين.. كان دمي يذعن لحفيف اقدام لزجة راحت تستجمع عظامي.. واحتشدت المرئيات لتوثق للعالم جريمتي..المراسلون يلعنون.. والساسة يبصقون والناس يبكون .. وانت.. رايتك ببدلتك البيضاء تنظر بابتسامة جيبك المتخم بالاتعاب.. اتراك تريد اتعابا بعد ان ايقظتني من موتي وكشفت عن قبري المجهول .
المحامي: (ويستجمع الاوراق)انتهت الجلسه…ساقول لهم اني اعدت فتح القبر بطلب قانوني ولم اجد غير بقايا امرأة من رماد..لا ابهام لها حتى تمضي في الاوراق وستقيد القضية ضد مجهول .
المراة: هكذا انتم..ما ان تهزمون حتى تقيدون هزائمك ضد مجهول حروب الردة.. النكسات.. الدومينو.. لعبة الغش والاختفاء صرت اعشق موتي..لانه يهبني حياة اسمى واجل من واقع يجمعني بكم ..ومادام الموت لغة لم تكتشف بعد ..لا ضير في ان اكون اول من يتعلم هذه الابجديه (تعود الى قبرها..ويقوم المحامي بتوجيه الكاميرا تجاه الجمهور فتظهر صورة الجمهور في الشاشه الكبيرة )
المحامي: (محدثا الجمهور) استميحكم العذر.. لاني ساؤجل جميع قضاياي حتى اشعار آخر وحتى ذاك الوقت اطالبكم ان لا تغادروا قبوركم حتى تفتح بطلب قانوني..للنظر الى ابهاماتكم..ولكن من يجرؤ منكم ان يرفع ابهامه في وجهي ( بتسم) .. لا احد .
(( تظهر من بين الجمهور وتتجسم صورتها داخل الشاشه ذات المرأة وتتحدث الى الجلاس ))
المراة: لا تثقوا به.. انه يطاردني من قبر الى آخر منذ انتهت اول جلسه اياكم ان تزودوه بعناوين قبوركم ياساده .
( ستــــــــــــــــــــــــــــــار )