نص مسرحي: " الحكواتي"/ تأليف: يحي بنفارس

شخصيات المسرحية:
سي علال، التهامي، شيبوب، عمر، حمدان، لالاهم، الشرطي الأول، الشرطي الثاني، هارون، الطبيب، القاضي، جعفر، مسرور، خدوج زوجة سي علال، والي الشام، حاجب والي الشام، و حارسا والي الشام.
استهلال على الخشبة
المنظر العام: ساحة من الساحات العمومية
الشخصيات: لالاهم، شيبوب،عمر و حمدان
استهلال: (قبل البدء و تحت ضوء دائري، يجلس الحكواتي  وسط الساحة يحمل بين يديه كتاب الحكايات، يفتحه بتأن و يبذأ في الحكي..).
الحكواتي: “كان  يا ما كان..و لا تستقيم الحكاية الا بقولة كان يا ما كان..كان في أحد المدن العربية حكواتي..له من الحكايا ما يمتع بها سماع الحاضرين..و لا توجد حكاية حسب زعمه..الا في كتاب لا يملكه الا هو..كان يا ما كان..كان يا ما كان”
  (ينسحب الحكواتي تتبعه بقعة الضوء الدائري و ترتفع تدريجيا الانارة لتظهر أربع شخصيات ” شيبوب، حمدان ،عمر ولالاهم”. شيبوب صاحب مقهى شعبي بالساحة العمومية، الساحة التي تجمع الحرفيين و الباعة و الفراشين، عمر وحمدان، رواد المقهى الشعبي  الذي يجمع كل مساء شخصيات الساحة و يعتبر عمر وحمدان الرواد الدائمين  للمقهى. لالاهم صاحبة محل  بالساحة و هي المرأة الوحيدة التي استطاعت ان تجد لنفسها مكانا وسط ساحة اهم امتيازاتها انها عالم ذكوري بامتياز.
حركة خفيفة على الركح  توحي بأن الحياة بدأت تدب في الساحة يأخذ حمدان و عمر مكانهما في المقهى.. و يفتحان طاولة لعب الند او لعبة الورق…
من مذياع المقهى تنبعث موسيقى لأم كلثوم “ودارت الأيام” تمتزج بين الفينة و الأخرى بتداخل ذبذبات و موجات إذاعية وأخبار متقطعة غير مفهومة، يحاول شيبوب جادا الحصول على موجة ثابتة، ينشغل في البحث، بينما رواد المقهى منهمكون في اللعب غير مبالين لمعاناته اليومية)
شيبوب : ما عندي ما ندير ليكم اجماعة  ما بقى هذالراديو باغي يوقف حتى عند شي  موجة مقادة
حمدان : اطفيه علينا اشيبوب، ذاك الراديو راه هرم اصاحبي، وما بقى قادر يجيب خبارات.
شيبوب: هرم؟ و انت لي هرمت كلاك، أما الراديو ديالي راه غي ما زال ما سخنش و صافي، لحقاش هو من الطراز لقديم كيسخن على مهل ماشي بحال هذو ديال اليوم يشعل و ينطفا في دقة وحدة، اصبرو عليه شوية يسخنو ليه البولات و تشوفو لمواج لي يجيب.
عمر:  اش غا نشوفو و اش من مواج، اطفي علينا داك الهم اشيبوب الله يهديك، ما بغيت تصلحو ما بغيت تبيعو ما بغيت تشري لينا واحد جديد. خصك تعرف اسي شيبوب بلي داك الراديو ما باقى تعول عليه يجيب ليك اخبار.
شيبوب: انت لي ما نعولو عليك تجيب لينا أخبار ما الراديو ديالي عمر لخبار ما تقطعت عليه.
حمدان: انا و الله و تجي عليا اشيبوب حتى تبيعو وتشري غي ترانزيستور ديال السيس غي قد هذ الكف هذا و يشبعنا غنا واخبارات، وحكايات وكاع ما يعيا.
عمر : يبيعو؟ و شكون بعدا يشري عليه هذ الخوردة؟ هذا تحطو في طارو ديال البلدية يردوه ليك و تخلص ليهم الغرامة (و ترتفع ضحكات عمر و حمدان ساخرة )
شيبوب: احتارمو راسكم، هذ الراديو راه ما يتباع ما يتشرى، لو كنتو تعرفو قيمته كاع ما تكولو هذ الهدرة.
عمر : اش من قيمة عند هد الكوفري اشيبوب الله يهديك؟
شيبوب: بهذا الراديو…بهذ الراديو لي كتكول عليه انت خوردة، وكوفري كنا نسمعو حكاية الازلية، اييه الازلية.. و ما ادراك ما الازلية، و لي ما سمع للازلية من هذ المدياع ما اسمع والو…ما اسمع كيفاش كان السقرديس و السقرديون ينصبو لمكائد مع العاقسة لسيف دي يزن ( و تنطلق موسيقى حزينة و معبرة عن الموقف) ايامها كنا نجتمعو صغير و كبير في بيت وحدة، كان غطانا واحد و ضحكنا واحد و همنا واحد، ايام ما كانت البنة  في لقمتنا و المعنى في ملمتنا و المحنة تجمعنا.
حمدان : ها هو عاود ثاني… غي يتفكر الازلية يقلبها علينا هم و دراما، واش احنا ناقصين اشيبوب ، يا سيدي ما تبيع راديو ما تظلمها علينا، راها مظلما خلوق.
شيبوب : و نزيدكم نهار لي كالو نفاو محمد الخامس
الجماعة: (مستغربة ) محمد الخامس؟
شيبوب:أييه، راه هدالراديو هو ليجاب لينا لخبار…ايه… و من هد الراديو…من هذ الراديو كالو ستقلينا.. ياك ستقلينا بعدا ولا عاودتاني حتى هذي فيها…؟
الجماعة : ستقلينا  اسيدي ستقلينا…
عمر: و الله الى وهلي هذي ملي ستقلينا… راه الراديو ديالك هو لي يبان لي  ما زال عايش مع الاستعمار.
شيبوب: بزاف عليك الراديو ديالي مكانش في الوطنية بحالو، في الليالي كنا نسمع حس القرطاس خارج منو، و الشيخات…
الجماعة : الشيخات؟
شيبوب: ايه الشيخات صايحة برتايل ما يفهمها غير لمرابطين في الجبال .
الجماعة: الشيخات؟        
شيبوب: أيه الشيخات طبوعهم كانت لغاز صيحاتهم وأمواويلهم كلها معاني و إشارات.          
حمدان : داك الزمان راح اشيبوب و الشيخات ما بقات تصدح بقوال محملة معاني، هزة لبطون شاعت و تعارج حتارفت المال والدفوف طرايحها دولار.
عمر : الزمان لي باقي انت عايش  فيه اسي شيبوب تبدل وكل حاجة  من ذاك الزمان بلات ومشى عزها.
شيبوب: الراديو ديالي السي حمدان، الراديو ديالي.. كلما قدام زاد عزو و زادت  قيمتو، هذ الراديو راه تحفة يا جماعة… تحفة من التحف النادرة  ا عباد الله و قليل لي يعرف قدره.
حمدان: يا سيدي  تحفة، و الله الى تحفة بحال ملاه ما تخالفناش…ولكن…يجيب لينا شي خبيرات، بركاه ما يصدع لينا ودنينا بالتخرشيش ديالو.
عمر: نهار و ما طال و انت تكلب تم في دوك لمواج و تكول ولا موجة تشدات ليك .
شيبوب: صبرو علي شوية لا زربة على صلاح و غادي نقاده ليكم على شي خبيرات فاعلة تاركة.
لالاهم: (تتدخل لأنها التي كانت تراقب هذا الحوار من دكانها) كاع ما تصدع راسك السي شيبوب داك الراديو ديالك هرم، هرم  كيف ما هرم مولاه.
شيبوب: ( يخرج من مقهاه، و يتوجه نحو لالاهم محتدما)الراديو يمكن هرم بصح مولاه ما زال يدردك  و يزيد يدكدك.
لالاهم: ايوا الله يجعلني نتيق، وانت ما تهز رجل حتى تستغفر للرجل الاخرى .
شيبوب: ياك الالاهم،… تعايريني…تعايريني يا لالات النسا، يا شهدة مقطرة من قلبي، تعايريني؟ انسيتي ايامنا و ليالينا…
لالاهم:اش من ايام و اش من ليالي يا هاذ المعتوه، بلع فمك لا نردمو ليك، الله يفضحك اعرت الرجال، يا ويلي و استغفر الله..لي يسمعك يكول كان بيني و بينك هيام و غرام وقصص تتعاود كي خرايف العشاق.
شيبوب: ايه كان ….
لالاهم : (تقاطعه محتدمة) اش كان يا هذ الخشبة المنخورة، اش كان يا شجرة مسوسة ما ليها عروق؟ اش كان…؟
شيبوب:كان قلبي يتقطع ولساني يتجمع، كانو ركابي يفشلو، كي كنت نشوفك ولا غي نسمع صوتك… هبيل بيك  كنت و انت صاداني كاع ما معبراني.. كنت صغيرة والشباب غاويك و قلبك ما ملك يديك، و لي من اجل جفيتني خلاك و باقيا للان معلقة بحبالو  بحال العليق.
لالاهم  : يستاهل…يستاهل  لمرا تتعلق بيه، كان جبل صادع ليعفن الزمان، ولكن الموت تعرف ما تختار اشيبوب…دات سيد الرجال و خلاتك انت….انت  لي ما تجيد غير النواح، و لبكيان على الماضي  و الاوهام.
شيبوب : هذاك ما نملك، وجهدي على قدو في الحب، خواف…و الله إلى خواف اعباد الله. كنت خواف و باقي خواف، عينيك كانو غابة نتيه في رموشها و نسايمك الى جابهم هوى يهزمنى ويهزني وبلرياح نطيح وانت ما جايبا لي خبار، و باقيا ما جايبا ليا خبار.
لالاهم: هاني حتى جبت ليك لخبار اش عندك ما تدير اشيبوب. انت مات ليك الحوت و انا مات قلبي.. و سير باراكات علي من داك الملحون شبعت منو، انا عارفاك لي على لسانك عمرو ما غا يترجم و عمرو ما  تجي منو فايدة، عاجبك غي النواح، بحالك بحال راديوك سير طفيه  و تطفا  حتى انت معاه. و شد القنت راك هرمتي وما بقى منك رجا.
شيبوب:هاني غادي نطفيه، غادي نطفيه  و شوفو شكون لي غادي  يونسكم في هذا الساحة.
عمر : لي موالف يونسنا…
الجماعة: لي موالف يونسنا…شكون؟
عمر :سيدي علال الحكواتي.انستوه ! و الله الى كالوهاغ ناس زمان لبعيد على ىالعين بعيد على القلب.
حمدان:الله يا ودي على نسيناه شكون يقدر ينسى سيدي علال الحكواتي ولد با احمد الحكواتي … لي حكواتي ابا عن جد.
شيبوب: وفين هو هد سيدكم علال الحكواتي؟ هدي مدة ملي غاب على هد الساحة ياك ما يكون بدل الحرفة.
حمدان: سي علال ما يبدل حرفت جدودو وزيدون الغايب حجته معاه السي شيبوب.
عمر:ياك ما يكون مريض؟ الى كان مريض لازم  نمشيو نزوروه .
لالاهم: سيدك علال باقي بصحتو كيدردك، وغيابه على الساحة سبابو فعايلكم .
الجماعة: فعايلنا ؟ علاش اش درنا ليه؟
لالاهم:اش  درتو ليه؟ … كل مرة كان يجي فيها لهد الساحة باش يحكي ليكم حكاياتو كنت تسخرو منو وما كنتوش تعيروه الاهتمام لي يليق بيه كحكواتي أصيل.
عمر : أوعدي على نسخرو منو، اش هد لكلام لي كتقولي الالاهم ، كيفاش نسخرو منو، واحنا حكاياتو  كنا نستمتع بها و نتونسو بها و نتعلمو منها حكايم و معاني. ولي كان يدفعنا للضحك، راه هو اش كتحمل هذه الحكايات من نوادرو طرائف، و مستملحات و الله يا لالاهم  لو كان يعود ليناسي علال حتى ندير ليكم وليمة فاعلة تاركة.
شيبوب:وليمة…وليمةفاعلة تاركة؟…اشهد عليه اسي حمدان، ايوا سيدي غير كون قد الكلمة وسيعلال ساهل حالو.
الجماعة: ساهل حالو؟
حمدان : واش لالاهم  تقول ليك بلي راه غضبان علينا، و أنت تقول لينا ساهل حالو.
شيبوب: مين  كنكول ليكم ساهل حالو يعني ساهل  حالو  (يجمع شيبوب بدراعيه رواد المقهى حمدان وعمر  يناجيهما بينما لالاهم تراقب في حنق) الوحيد في هذ الساحة لي يقدر يأثر في سي علال و يردو ليها هو..هي لالاهم. ( يتوجه بنظرة إلى لالاهم)
الجماعة: شكون ؟ (و ينظران في حركة واحدة و سريعة الى لالاهم)
شيبوب  :ايه ،لالاهم ، من غيرها ما كانش.
الجماعة: لالاهم؟ (يقولانها همسا ثم ينظران مرة أخرى  مباشرة إلى لالاهم فيثيران دهشتها و غضبها)
لالاهم: اش كيدور في دوك الريوس ديال لمناحيس، أنا عارفاكم، ما تجتامعو غي على  شي…
عمر: (يتدخل قبل أن تنهي لالاهم كلامها و كأنما يعرف نهاية خطابها) ما كيدور والو يا زينت النسا، و الله يا لالة  ما كاين غي الخير.
لالاهم : الخير و لا الشر غير الله يلطف وصافي.
شيبوب :يا لالة النساء، يا صاحبة القد الممشوق و الزين المعشوق، واش كاين لي يقدر يكول فيك كلمة شينة في وسط هذ السوق.
لالاهم: شينة ولا زينة بعد انت خليني من غناك راه طلع لي في راسي و شبعت منو بلا فايدة….ادخل في الموضوع و بركاك من تبوحيط، راك عارفني، فيساع كنقلب.
حمدان: تفضلي الالاهم، تفضلي بعدا كلسي و ستراحي الأول ويحن الله، ارى واحد تاي اشيبوب اللالت النسا.
لالاهم: اتاي شربو أنت احمدان، كال ليك ستراحي؟ كيفاش بغيتني نرتارح، و أنا مصبحا على خناششكم؟ اجيوني من تالي اش كاين؟
عمر : ما كاين والو يا لالة، ما كاين والو,,, الامر   و ما فيه ان  الجماعة بغات سي علال يولي للساحة كيف ما كان.
حمدان :ايه الالاهم بغيناه يولي لساحتو، و تولي معاه حكاياتو لي كان يمتعنا بيها، راه الساحة و الله الالة ما بقا فيها رواج، من نهار لي غاب عليها سيدي علال، غابت معاه الفرحة و الفرجة وغابت حتى البركة.
شيبوب : الله يخليك يا لالة مولاتي (و يغير نبرة الاستعطاف الى الجد) هذي راها بلا تبوحيط و منزوعة الحب و الغرام لي كتكولي عليه ديال والو ( ثم يعود إلى نبرة  الاستعطاف) الله يخليك ردي لينا سي علال للساحة ، تعود ليام لهذ القهوة والحركة تدور، و يعود ليها عزها.
عمر : بغينا يا لالاهم الفرحة و البهجة تولي لساحتنا ساحت الحكواتي سيدي علال كيف ما كانت على سابق عهدها ساحة ب علا الحكواتي.
لالاهم:ايوا في الحقيقة من نهار غاب سي علال على الساحة تغير حالها و لكن  الرزاق هو مولانا، ( تأخذ وقتها في التفكير امام انتظار و صبر الجماعة ) إلى كان على سي علال، أنا ما علي غي نبلغ ليه، و لكن.. ما نضمن ليكم والو، لان سي علال باقي خاطره منكم بزاف.
شيبوب : علاش الالة؟ اش درنا ليه؟
لالاهم: اش درتو ليه؟ سولوه هو.. الى وافق بعدا يجي ليكم السي شيبوب، سولوه و تعرفو  اش خلاه يبعد على الساحة و يبعد على حكاياتو لي منها كان يعيش و بيها كان يتنفس.سولوه على لي خلاه يتخلى على عشقو لي كان عايش بيه و ليه
حمدان:غادي يوافق الالاهم، ايه غادي يوافق… و الله الى يوافق بصح إلى بطبيعة الحال أنت أثرت فيه بكليمات زوينة ملحنة و حنينة. سي علال كان ديما يسمع ليك ، و ما نضنه يردها في وجهك الالة النسا.
لالاهم: انا غادي نعمل كل ما في جهدي و لكن أنتما خصكم تعرفو بلي سي علال من اخرو عالية، ما يبغي لي يسخر منو ولا لي يقاطعو في حكاياتو.
شيبوب: حاشى، حاشى معاد لله واش نسخر منه، ولا نقاطعه في حديثو، والله يا لالة و يعرف مقدار معزتو عندنا، ما  كان هجرنا و لا يخلينا هكذا نترجاو طلتو  كيف لهلال ديال رمضان.
حمدان: يا لالاهم غي ردي لينا سيدي علال و نديروه في رموش عينينا هذاك راه خونا و حبيبنا و كبيرنا و تاج راسنا، و الساحة بلا بيه ما ليها معنى.
عمر: غي أنت رديه للساحة و حنا غادي نهزوه على كفوف الراحة، و لا لا لخوت؟ (و يرمق أصحابه بغمزة)
الجماعة: الله يا ودي …..
لالاهم :غادي ندير كل ما في جهدي، و لو أني ماشي مرتاحة لهذه المحاولة، نخاف تقلقوه و تولي اللومة عليا.
حمدان: و الله يا لالة ما نقلقوه، و لي بغاها راحنا معاه.
لالاهم  :يا لاه  اسيدي ما عليناش وجدو ليه حلقتو..انا غادية نحاول معاه. و الله المعين.
الجماعة : حي على الفلاح.. هي الأولى…
(تخرج لالاهم في البحث عن سي علال بينما يتوزع الممثلون الآخرون لإعداد الجلسة”الحلقة”)
عمر: أنا و الله إلى كان يعجبني سي علال، خاصة منين كان يتوسط هذا المجلس، و يبدا في الحكي…(ويدخل في تقليد سي علال ) نبداو باسم الله حكايتنا يا حضار ب..”كان يا ما كان حتى كان..كان في واحد الزمان..زمان بعيد علينا ما بعدت السماء  على جميع  الاكوان كان سي علال الحكواتي يا سلام
(و تدخل المجموعة في غناء جماعي شعبي وهي تحضر مجلس سي علال الحكواتي……)
إنشاد جماعي: اسي علال فنان …دايزو لكلام.. وكان يا ما كان حتى كان.. كانت لحكايات لسان الحال.. وكان المعنى و كان الميزان.. وكان لحبق و السوسان.. كان النعناع و بلعمان.. و كان يا ما كان حتى كان.. كان يا ما كان حتى كان.
( يتحول الإنشاد إلى حضرة ثم جدبة، وكأننا  في حضرة تكية دراويش، إلى أن تدخل لالاهم و معها سي علال، فتتوقف المجموعة عن الغناء و الرقص و تهلل فرحة بقدوم سي علال، في طقوس مبالغ فيها.)
                                                       الوصلة الأولى
                                                  في الساحة العمومية
المنظر العام: الساحة العمومية الكبرى
الشخصيات:سي علال، لالاهم، شيبوب، عمر، حمدان، والتهامي.
الجماعة: اصباح الخير ا سي علال.
عمر : صباح العصافير مترنمة
الجماعة : يا لالة لالة ويا لالة
عمر : في غصان التفاح فايحة ورد و نفاح.
حمدان: صباح الحكايات معتقة
الجماعة  :يالالة لالة ويا لالة
حمدان : و التبريحات معلقة  شواق وريحان
الجماعة: بقدومك يا هلال طالع بنهار.
شيبوب: صباح لكلام الموزون…مبخر بالعود و معطر بالريحان واللوبان وها الجاوي ها صلمان.
الجماعة : ( تدخل في رقص و لعب احتفالي مرح) ها الجاوي ها صلمان . الي فيه الحال يبان
سي علال : باركا علي من هذ النفاق الزايد… باركا.
لالاهم  :علاش اودي اسيدي علال من حقهم يرحبو بيك أنت رمزهم و كبيرهم  و سيدهم و تاج راسهم.
شيبوب  : اسعدات لي بزهرو ما حنا  اضحك و لا بكي و لا زعف كاع ما يهزهم ميل الله يعطيك الدل اقلبي .
سي علال: اش من ميل يتهز على خشبة و اش غا يتعجب فيك اشيبوب؟ لسانك الطويل و لا قلت حيلتك؟ اسمعو بعدا نقول ليكم …راه     و الله و ما لالة مولاتي رغبتني نولي ليكم، ما كنت انحط رجلي في هذ الساحة.
عمر : حرام عليك أسي علال، زعما أحنا ما نسواو عندك والو، ايوا سيدي حتى أحنا…. الله يخلي لينا لالة مولاتي مولات الشان و المرشان  لي قدرت تردك لينا.
لالاهم  : ايوا  وسعوا لمراح لسي علال، و باركا من القيل و القال، و خليوه ياتينا بشي حكاية من حكاياتو الفايحة معاني وديوان، يا لاه بركانا من لملامة و صغاو لفهامة.
عمر: أتحفنا اسي علال، بواحدة من دوك لحكايات الشيقة.
سي علال: ايوا خليوني نفتح كتابي الأول ويحن الله،(يفتح كتابه و يتوسط مجمعه و يبدأ الحكاية) يا باسم الله، يا فتاح يا رزاق يا العالم بالأرزاق، يحكى أنه اسيدي والله أعلم.
الجماعة: الله وأعلم.
سي علال: أنه كان حتى كان في سالف العهد و الأوان.
الجماعة : (تقاطعه) اش  كان؟
سي علال:  كان واحد الحاكام…
الجماعة: حاكام…..؟
سي علال: ايوا احكمو علي فمكم… حكمو علي فمكم  وخليوني نكمل حكايتي وما تقاطعونيش، ولا. و الله إلى طويت هد لكتاب، و طويت  حتى أنا معه.
لالاهم :ايوا  لاواه اسي علال زدتي فيه، شويا ديال الصبر، ماشي غادي نبقاو نقلبو غير على السبة، الله يهديك.
سي علال: راني قلت ليك الالاهم، قبل ما نجي، انا ما باقيش قادر نصبر، فاض بي من عمايلهم وزيدون هادو راه ماشي ديال لفراجة ولا ديال الحكي، هادو غير صحاب تقرقيب الناب  و النميمة و التسلية بأعراض الناس، هاني نكولها ليك وعقلي عليها.
شيبوب: الله يسامحك ا سي علال، هذا رأيك فينا ياك؟ بصح نستاهلو.. احنا لي قلبنا عليك، و لكن ما عليهش موالفين اخويا موالفين غير كمل، كمل أحنا صابرين من زمان وحنا صابرين .
سي علال: يا سيدي ما تصبرش….ما تصبرش شكون لي كال ليك صبر، و لا بزز عليك كاع.
لالاهم : و الله إلى زدت فيه بالمعقول، الجماعة راها ما كالت والو اسي علال. كمل لحكاية و بركاك ما تقلب غير على السبة.
سي علال : ايوا…..غادي  نكمل ،في وجهك يا لالاهم و لكن بشرط.
الجماعة : شرط…أما هو؟
سي علال: ما يتكلم حد.
الجماعة: ما يتكلم حد.
سي علال: و ما يقاطعني حد.
الجماعة: ما يقاطعك حد.
سي علال: و إلى قاطعني شي واحد و لا تكلم..  غادي نطوي كتابيو نطوي حتى أنا معاه.
(في هذه الأثناء يدخل تهامي، رجل مغرور متسرع، معتد بنفسه، يدخلمتوعدا سي علال، فارضا سيطرته وغطرسته، مدعيا أنه قادر هو الآخر على مزاولة عملية الحكي في الساحة….. يتوجه مباشرة إلى سي علال.)
التهامي: ايوا يا سيدي إلى باغي تطوي يا سي علال غي طوي.
الجماعة:كيفاش…؟ سي علال يطوي…؟
تهامي: لي ودنه موسخة يمشي يغسلها، كنكول ليكم، إلى سي علال باغي يطوي كاع لا يقصرش.
حمدان: و إلى سي علال طوا من هد الساحة، الفرجة و لحكاية غادي تضمنها أنت  أسي تهامي؟
عمر: ما عند سي التهامي ما يضمن، ضمن حتى راسو  بعدا.
شيبوب : تهامي…تهامي  لسانه أطول من ذراعه، زعما أنت ما تعرفوش أسي عمر.
تهامي: أنا.. أنا لساني أطول من ذراعي أنا.. ايوا اسمعو مزيان اش غا نقول ليكم يا جماعة ديال والو، اسمعو مزيان و حلو ليا دوك لودينات، ( يروح و يجيء متبخترا مزهوا فيما الجماعة تترصد لمعرفة ما يريد) لكتاب لي راه يحكي ليكم منو سيدكمعلال…
الجماعة : مالو….؟
تهامي:داك لكتاب، ما بقاش كيف كيزعم سيدكم علال عملة نادرة من النوادر لي ما ليها مثيل.
الجماعة: كيفاش…؟
تهامي: أيه… داك الكتاب راحنا لقينا خوه.
الجماعة : القيتو خوه؟
تهامي  :ايه، القينا خوه، وما بقاش سيدكم علالي ستفرد بحيازته، و من الآن، من الآن فصاعدا أنا “حلقتي” هنا و هو “حلقته”لهيه.
سي علال : (يثور عند سماعه لهذا الخبر من منافس غر، ليس له أدنى تجربة في مجال الحكي)اسمع أداك تهامي، هذه الساحة ما  يمكن  تجمع  جوج ديال الحكواتيين، يا إما أنت في هده الساحة، يا إما أنا !!!
تهامي:  يظهر لي، لي غادي ينسحب من هد الساحة هو أنت يا سي علال.
سي علال: أنا؟ أنا ولد الصنعة يا تهامي،والحكي موهبة و فن وحضور. ها هو الكتاب بين يديك اتهامي، يا لاه أسيدي وري لينا المهارات ديالك،وري لينا اش كتعرف على فن الحكي و قواعدو، يا لاه، اش كتستنا يا تهامي.. وسعو ليه الكعدة يا جماعة، وخليو سي تهامي، الحكواتي الجديد يمتعنا بشي حكاية من كتابه، يا لاه أسيدي أرى لينا ما عندك فرجنا، برعنا، متعنا.
تهامي:(يتظاهر و كأنه يبحث عن نظارته) يحرز عليك يا سي علال ما جبتش نظاضري معايا، ما أنا نوريك لقراية على أصولها  كيف دايرا.
لالاهم: الحكي  اتهامي ماشي قراي و خلاص، الحكي خبرة و شطارة وفهامة وصنعة، و زيدون ها هي النظارة ديالي استعن بها، و رينا شطارتك يا لاه.
تهامي: (يأخذ النظارة من يد لالاهم على مضض، و يضعها على أنفه) هذ النظارة ما كنشوف بيها والو، شدي عليا مقاشحك، و زيدون، تهامي ما يديرش نظاضر ديال بونسوان.
الجماعة: نظاضر بونسوان.(تسخر الجماعة من  تهامي الذي يطوي كتابه في حنق)
سي علال: هد  لكتاب  لي بين يدي حروفه بارزة اتهامي ما تحتاج لنظارة..سمعو يا جماعة انتما عيطتو لي و انا لبيت الدعوة من بعد ما كنت رافض نولي للساحة و لكن الان غنانا… لي بغا سي علال و حكاياتو يبقى هنا، و لي بغا تهامي يتبعو.
(تتخذ الجماعة موقفا بالانضمام إلى صف سي علال فيحتدم حنق تهامي الذي ينتفض)
تهامي: يتبعك أنتأما  أنا غادي نبقا هنا، ايه نبقى هنا بت نبت..
(يتوسط الرجلان الخشبة و يظهران في مواجهة معنفة)
سي علال: أقسم بالله ما أنت باقي هنا يا تهامي، و ما أنا قاسم معك ولو شبر واحد في هذ الساحة، هذ الساحة ديالي، ايه ديالي، ورثها على با و با  ورثها على باه و باه ورثها على جدو، وتوارثوا معها الصنعة و فن الحكي وطريقة التبليغ دياله…. بعد مني يا تهامي، بعد مني يا وجه الشر،  ولا و الله ما غادي يعجبك حال ، بعد مني ها شرع الله، ها حجر العافية  بعد مني قبل ما ندير فيك شي غريبة.
(تتدخل الجماعة لفك الخناق و التشابك قبل أن يحصل)
عمر:يهديك الله اتهامي، سي علال من لي  فتحنا عيننا في هذه الساحة و حنا نعرفوه حكواتي، ماشي عاد بدا و لا زعما عاد غادي يبدي .
تهامي: اش باغي  تقول اداك عميمير؟  زعما أنا مطفل على الحرفة؟.
حمدان: ايوا اللبيب بالإشارة يفهم يا تهامي!
لالاهم: سير أسي التهامي،  سير و خلي عليك سي علال ترانكيل راحنا ما رديناه للساحة حتى غفر لينا الله، وجاي انت باغي تفركت كل شيء، سير الله يهديك بدل ساعة بآخرى.
تهامي :حتى أنت الالاهم، هكذايا جماعة،كلكم جيتو ضدي، كلكم وقفتو  في صف سيدكم علال.
شيبوب: حنا ما وقفنا غي في صف الحق اتهامي، و الحق يقول، إلى كان شي حكواتي فهذ الساحة، راه ما غادي يكون غير سي علال ولد با احمد الحكواتي، و ما كاين حد غيرو.
تهامي: هكذا… ايوا يا سيدي  أنا ذاهب… أنا  منسحب و لكن، اقسم بالله، واقسم بالله عاودتني، ما تبقا ليكم هذ الساحة و ما تفرحو بيها و لا تهناو.
 سي علال: الساحة برجالها ياتهامي، كاع لاتقصرشو لي في جهدك  ديرو.
( ينسحب تهامي غاضبا متوعدا وسط أنظار الجماعة)
لالاهم: اش عندو ما يدير حتى أنت أسي علال….تهاميهذا حاله، دمه حامي بلا قياس و لكن ذراعه خاوية.
شيبوب: ياك بعدا عجبناك فيه اسي علال.
حمدان : صفطناه ما يشوفش موراه.
عمر: يا ودي تهامي هد المرة، يبان لي ماشي بحال كل مرة، كنصحك تتبعه و ترد بخاطره أسي علال.
سي علال: نرد بخاطره؟ سي علال ما يحزر حد اسي عمر، و ما يتوسل لحد، وما يطاطي لحد و ما ينزل مناخرو لحد و زيدون أنا ما خطأت في حقه وأنتما شاهدين على ما وقع ؟
الجماعة: نعم أسي علال أحنا شاهدين، شاهدين على  ما وقع.
شيبوب: ولكن اسي علال  سي عمر معاه الحق راه غير نصحك ، يخصك  تحتاط منه، و ترد ليه البال  راه يقدر يغدر بك.
سي علال:  يغدر بي؟  اش عنده  ما يغدر بي، لو كان كنا نخاف من الدجاج  كاع ما نريشوه أسي  شيبوب؟
حمدان: ما تشغل بالك بدجاج اسي علال راه صفطناه كيقاقي، وآتنا بشي حكاية من ذاك الكتاب الله يخليك.
سي علال: ايوا تفسحو في المجلس يا لاه، تفسحو يرحمكم الله، و قولو لي بعدا، اش باغيين  تسمعو؟
شيبوب : احكي لينا اسي علال حكاية سيف بن ذي يزن راه داك الراديو كاع ما بقا يحكيها لي.
سي علال: (وهو يقلب  صفحات كتابه)  حكاية سيف بن ذي يزن.
حمدان : بغيتي حكاية سيف بن دي يزن سير قلب عليه في الراديو ديالك، راه يكون سخنو ليه البولات، احنا بغينا لحكاية ديال دوك….
الجماعة: شكون ..؟
حمدان : بلاتي عليا، ما تفاكمونيش، راها تحت لساني.
الجماعة: اش هذي لي تحت لسانك ؟
حمدان: لحكاية… حكاية هادوك لي هما ربيع واحد، كاع محترفين في لعبة الأصابع.
الجماعة : لعبة الأصابع؟
سي علال: آه  (و يطلق العنان لضحكة صاخبة)  كول ليا حكاية علي بابا و الأربعون حرامي؟
حمدان:ايه، هي هذي، علي  بابا والأربعون حرامي!!!!
لالاهم: اسمع من فضلكأسي علال ما بغينا  لا سيوفا ولا “حرمية” بغينا…
سي علال: اش  بغيتي يا لالات النسا، اطلبي، طلباتك أنت بعدا أوامر.
لالاهم : ربي يخليك ليا أسي علال بغينا شي حكاية ديال الليالي الملاح.
الجماعة: الليالي الملاح؟
لالاهم:  اللامبة الحمرا شاعلة  في لمراح.
الجماعة: هاك اوا على لمراح
لالاهم:و حرك الماعون مع كاس الراح،  والمداح و أرى بالغيوان  صداح  و ارى حالك على لقداح.
الجماعة: الله  الله  على كاس الراح .
سي علال: هذي هي لالاهم شهوة مقطرة من لعسل، ارى سيدي كل ما بغات حاضر.
(و تنطلق موسيقى مشرقية راقصة، يقف الجميع في تمايلات معها خلف سي علال، الذي يتقدم مع لالاهم  إلى مقدمة الخشبة.)
لالاهم: بغيتك أسي علال تجول بنا في ساحات الشطار.
الجماعة : ساحة الشطار.
لالاهم : و قصور السلاطين.
الجماعة : قصور السلاطين.
لالاهم : بغينا  نعرفو اش كيدور عندهم.
سيعلال: طلباتك أوامر الالاهم ، و لكن خليني نخرج  العدة  ديالي أولا.
الجماعة: العدة  ديالك؟
سي علال: ايه كل حكاية  ليهاعدتها ومستلزماتها.
(يقلب الديكور ليصبح على شكل مجلس سلطاني “مجلس لهارون الرشيد”و تظهر قنينة خمر كبيرة وخنجر و قفطان مزركش و طيلسان على كرسي السلطان، يحمل سي علال القنينة  ثم يستطرد….)
سي علال: هذه الالاهم واحد ة من ثوابت الحكاية.
لالاهم : ويلي  عليك اسي علال اش هذ المصيبة؟
سي علال: ما شي  كلتي  لي  بغينا  كاس الراح و الليالي الملاح، ايوا هذ يا لالة كنسميوها حنا الحكواتيين حليب با نواس.
الجماعة: حليب با نواس؟
سي علال:ايه حليب با  نواس،و من فوائده أنه يذهب الباس و يطرد الوسواس، ويطير النعاس و ليبدأ السمر.
( تخفت الإنارة إلى حد الإظلام، يرتفع صوت الموسيقى المشرقية القديمة، وتسلط على سي علال أضواء بألوان مختلفة، وعلى إيقاع الموسيقى يظهر سي علال وقد حفه رواده، يهيئونه للدخول في الحكاية التي سيحكي تفاصيلها، والتي سيلعب أدوارها مع  رواد الساحة  أنفسهم، يتم كل ذلك في جو احتفالي تتداخل فيه الموسيقى و هتافات شخوص الحكاية. )
الوصلة الثانية:
الحكاية
المنظر العام: قصر هارون الرشيد
الشخصيات : هارون ،مسرور ،الطبيب القاضي، جعفر، الجارية.
(تستمر الشخوص في الغناء و هي تعد سي علال لتقمص شخصية هارون الرشيد، من يلبسه القفطان و من يضع له الطيلسان، ومن يربط حزامه و يضع الخنجر بغمده على الجانب، كل هذا في جو احتفالي صاخب… عند انتهاء المجموعة من هذه العملية تنسحب و ترتفع الإنارة تدريجيا)
هارون: (يروح و يجيء مناديا على خادمه)مسرور… أينك يا مسرور؟ (يدخل مسرور) أين جعفر يا مسرور، لماذا لا أراه في مجلسي… لماذا؟
مسرور: لقد لبى دعوة سيدتي زبيدة، و ربما سيأتي إلى مجلسكم الموقر فور ذلك يا مولاي…آه نسيت يا مولاي.
هارون: ماذا في الأمر يا مسرور؟
مسرور : قاضي المدينة و طبيبها في الباب يا مولاي.
هارون: و ماذا يريد قاضي المدينة و طبيبها، في هذا الوقت المتأخر؟
مسرور: ربما أتيا في أمر مستعجل من أمور الدولة… أو ربما أتيا لمؤانستك يا مولاي.
هارون: مؤانستي، أدخلهما يا رجل أدخلهما، ماذا تنتظر؟ انتظر..انتظر (يتربع على كرسيه و يعدل جلسته) كيف أبدو لك يا مسرور؟
مسرور : مهيب سيدي مهيب.
هارون: هيا ادخلهما.
(يخرج مسرور مناديا على الطبيب و القاضي اللذان يمتثلان فورا أمام هارون)
الطبيب و القاضي: السلام على مقام سيدنا السلطان.
هارون : و عليكما السلام، تفضلا تفضلا،(ينادي على مسرور) مسرور أين أنت يا مسرور، (يمتثل مسرور أمامه  بسرعة البرق) أراك مقصرا في ضيافة طبيب البلدة  و قاضيها، هيا يا رجل أحضر لنا شرابا نبدد به هذه الجلسة الباردة.
مسرور:عفوك مولاي (يصفق بيديه و تدخل الجارية حاملة صينية عليها قنينة خمر،  “حليب أبي نواس”)
هارون: هيا أيها الطبيب، أما قلت لي أن قليلا من النبيذ يفتح الشهية؟
الطبيب: طبعا سيدي و مولاي طبعا، فقليل من النبيذ مفيد للدورة الدموية و منشط لعملية الهضم، و له منافع كثيرة، لذلك كنت  ترى الإفرنج يا مولاي، يقدمونه مع طعامهم… لكن الإكثار منه يا سيدي (و يتقمص دور داعية متشدد….فيقف محتدما و يقف القاضي و هارون مذعورين)… لكن الإكثار منه… يضر بك و يفتك بأمعائك و يهدم كبدك،و يهدم اوعيتك الدموية… فمضاره أكبر و أجسم من منافعه…
القاضي : (يصرخ القاضي) الله اكبر، الله اكبر.
هارون: (يقفز مذعورا من تدخل الطبيب المعنف و تكبيرة القاضي)هي.. ما هذا أيها الطبيب، لقد أرعبتني يا رجل…صب لي، صب لي قبح الله سعيك صب لي، صب لي و لا تعكر صفو مجلسنا هذا بنصائحك التي لا تنتهي…الحياة واحدة والرب واحد، فما الضير في كاس واحدة أو كاسين، ألا تتفق معي يا سيادة القاضي؟
القاضي: طبعا مولاي طبعا، حتى  أن أحكام القانون يا مولاي لا تجرم رجلا نشوانا،  بل تجرم رجلا ثملا يعني “بيلة” و”كلما أحدث شغبا”.(يقول هذه العبارة الأخيرة بشيء من التأكيد.)
هارون: كلما أحدث شغبا …. هل سمعت ايها الطبيب.
القاضي : نعم يا مولاي، وتقول أحكام الفصل الثاني من القانون، إن كل…..
هارون : (يتدخل ليوقف القاضي قبل أن ينساب في استعراض أحكام القوانين) دعك الان من القانون و قل لي أيها القاضي الجليل كيف تسير أمور دار الأحكام معك؟
القاضي: وكيف تريد أن تكون دار الأحكام، في دولة ينعم أصحابها بالخير و الحب و الاحترام و السلام و العدل…
هارون: ( يضجر من فرط مغالاة القاضي فينادي على مسرور) مسرور، أين أنت يا مسرور؟ (يدخل مسرور مسرعا فيأخذه جانبا لمناجاته) كان عليك أن تسأل هذان المغفلان عن سبب زيارتهما، قبل أن تدخلهما علي ؟
مسرور : لم أجرأ سيدي  مراعاة لمقامهما؟
هارون: مقامهما ؟ لا بأس يا مسرور، و لكن ما بال جعفر يتأخر عن مجلسي، ماذا في الأمر يا مسرور، قل لي نورني ماذا في الأمر، تكلم؟
مسرور: لاشيء يا مولاي لا شيء، كل ما في الأمر، أنه مع سيدتي زبيدة، هذا كل ما في الأمر.
هارون: سيدتك زبيدة؟ وماذا يفعل مع سيدتك   زبيدة؟
مسرور  : و الله لا علم لي مولاي.
هارون : زبيدة هيا، هيا انصرف، انصرف، (يشيح بوجهه عن مسرور و يتوجه نحو الطبيب) ما زلت لم أعرف سبب هذه الزيارة المفاجئة يا سيادة الطبيب.ماذا في الأمر؟
الطبيب : كل ما في الأمر يا مولاي، أن سيادة القاضي له نبأ يريدكم أن تقاسموه الفرحة فيه.
هارون: نبأ… يريدنا أن نتقاسم الفرحة فيه معه؟ و ما هذا النبأ سيادة القاضي.
القاضي:أم الأولاد يا مولاي.
هارون :أم الأولاد؟ ما بها أم الأولاد؟
القاضي: أم الأولاد حامل سيدي، وقد تضع حملها بين الفينة و الأخرى، و ليس معها من يكون إلى جانبها.
هارون : و ماذا تنتظر حتى تكون إلى جانبها؟ هيا أسرع إلى جوارها يا رجل، و لا تتركها حتى تضع حملها و تطمأن عليها، هيا أسرع ماذا تنتظر، ولا تقلق على  وظيفتك، ستنتظرك  دار الأحكام وقضايا دار الأحكام  إلى أن تعود لها.
القاضي: (يضحك بشكل يمتزج فيه الاستعطاف بالخبث و الطمع) كل ما أخشاه يا مولاي، أن ما يشملني من عطفك، لا يصيبني مثله من بركاتك و كرمك و سخائك.
هارون: آه فهمت، الآن  فهمت  سبب مجيئك أيها اللئيم. اذهب أيها القاضي الجليل اذهب، و سوف نأمر  بمنحك مكافأة على مولودك الجديد،و لكن قل لي أولا، كم أصبح عندك من عيال؟
القاضي:عشرة ذكور و ثلاث إناث فقط يا مولاي… و الآتي توأم في الطريق سيدي.
هارون:ماذا؟ رفقا بأم العيال يا رجل.رفقا بالقوارير. عشرة ذكور و ثلاث إناث، ما هذا الحرث المفرط.
الطبيب: (يضحك بخبث) سوف أرافقه يا  مولاي  فلا يعقل أن تلد زوجة القاضي، دون وجود طبيب المدينة.
هارون: و هل يليق أن يسهر هارون بدون جلاسه، انسحبوا جميعكم.(يخرج القاضي و الطبيب تحت أعين هارون المتحاشية لهما) قبح الله سعيكم، لا تأتوني إلا لمصالحكم  ولقضاء مآربكم. مسرور أينك يا مسرور؟ (في غضب يأخذ قنينة الخمر و يبدأ في احتساء الخمر بلا هوادة… في هذه اللحظة يدخل جعفر)
جعفر: السلام على مولاي و ولي نعمتي.
هارون:جعفر؟ أين كنت يا رجل ؟و ماذا تحمل من أخبار شؤم وراء هذا الوجه المكفهر يا جعفر؟.
جعفر: جاريتك مولاي…
هارون: ماذا ؟ جاريتي أيهن يا جعفر فلذي جوار كثر؟
جعفر: جاريتك  قوت القلوب سيدي…
هارون: جاريتي قوت، ما بها؟ أفصح يا جعفر، أهي مريضة، نحضر لها الطبيب.
جعفر:لا يا مولاي هي ليست مريضة ….جاريتك قوت (يدخل في صمت كمن بلع لسانه) ليست في جناحها سيدي.
هارون: ماذا؟  قوت القلوب ليست في جناحها، ويحك يا جعفر ما هذا الخبر المريب؟
جعفر: وتقول بعض نسائك أن في الأمر مكيدة مدبرة.
هارون :ماذا؟ مكيدة مدبرة؟ ممن يا جعفر؟ أو تحاك المكائد حولي و أنت فيهم يا جعفر؟
جعفر: لا عليك يا مولاي.  لن يهدأ لي بال حتى أفك خيوط هذا اللغز.
هارون: ولن يهدأ لي جفن حتى ترجع لي حبيبتي قوت،إنها قوت يا جعفر قوت، وأنت تعرف مدى تعلقي بهذه الجارية، هي مصدر سعادتي، خذوا ملكي،خذوا جاهي، خذوا ثروتي…. و ردوا إلي حبيبتي قوت، قوت القلوب يا جعفر قوت ….. لا تتهاون  في البحث عنها، ولا تغفل أن ترد لي تفاصيل من يحيكون المكائد ضدي. ويلهم مني، و من تطاولهم على سماحتي.
جعفر: لا عليك مولاي لن أدع شبرا في البلدة إلا و فتشته (يهم جعفر بالخروج)
هارون: فتش البلد دارا  دارا  يا جعفر، لا تني في البحث عنها، ولا تعد إلي بدونها يا جعفر.
جعفر: و لن يعود جعفر إلا و  قوت القلوب  إلى جانبه مصونة مكرمة.
 ( ينسحب جعفر وتملأ موسيقى حزينة كل المساحة. بينما هارون يقارع القنينة لتتحول بين يديه في تعبير إيهامي إلى حبيبته، يجلس وسط الخشبة و تسلط عليه إنارة دائرية، فيمضي في مخاطبة و مناجاة القنينة، بينما مسرور يراقبه عن كتب)
هارون : آه ياقوت… ماذا حل بك أيتها الحسناء الصبوح؟ ماذا فعل بك الغادرون؟
مسرور: (يدخل متختلا متحسرا) بالله عليك سيدي لا تفعل بنفسك هذا، فأنا لا أطيق رؤيتك في هكذا حال.
هارون : إنها قوت يا مسرور قوت، مصدر سعادتي و مؤنسة وحدتي، كيف يجرؤون على حرماني منها كيف؟ سأعدمهم واحدا واحدا.
مسرور :بالله عليك سيدي لقد أفرطت في الشرب.
هارون: أما كان حريا بك أن تذهب مع الآخرين؟ أولئك الدين لا يأتون الا من أجل مصالحهم، هيا انصرف انت الاخر، انصرف و اتركني احتسي و اتجرع نكب حضي التعيس وحدي، انصرف.
مسرور: آثرت أن أبقى إلى جوارك حتى تأوي إلى فراشك يا مولاي .
هارون: فراشي، آوي إلى فراشي؟ (ويدخل في ضحكة ساخرة ثم قهقهة، ثم يتوقف فجأة مزمجرا ثم منهارا.) ذلك الفراش يا مسرور أصبح و أمسى صقيعا، ولن ينسيني برودته إلا هاته، (يشير إلى القنينة) هاته المعتقة بعنب الأرض الدمشقية، دمشق، دمشق يا مسرور،  دمشق، دمشق لم تعد دمشقا مند اليوم، دمشق لم تعد دمشقا وسلطانها تحاك من حوله المكائد و الدسائس، لم تعد شامخة، و قد سلب الطامعون، الغادرون، الناهبون مني سعادتي ووقاري وهيبتي، فكيف…كيف تريد مني أن آوي فراشي و أن يهدأ لي جفن؟
مسرور: ولكن النبيذ سيفتك بك، و لن يحل من الأمر شيئا سيدي؟
هارون: ولكنه ينسيني يا مسرور، يلهيني يا مسرور يسليني إلى أن يأتي جعفر.. جعفر (و يدخل في تداعيات) إني أراه يا مسرور، أراه يهل علينا من الباب الغربي، و  قوت القلوب  إلى جانبه.. تمتطي.. بفستانها الوردي المطرز بالياقوت و المرجان، فرسي الأشهب.. لا بد أن تستقبلها نسوة القصر بالورد و التمر و الحليب يا مسرور،لالا… بل لا بد أن نستقبلها استقبالا رسميا، نعم رسميا… فلنستقبلها بالطبول يا مسرور بالطبول.. الطبول لا تقرع  للحرب فحسب، الطبول ترقص العالم، تصاحب أفراح الدول و أعراس العائلات، وعلى إيقاعها تحمس الجنود للحرب..إلى الإمام سر (تنطلق موسيقى عسكرية و يدخل هارون في إيهام مقلدا جنديا في الحرب ثم ينهزم فيتحول كمناد في الساحات العمومية) يا ناس يا من فيكم شاهد قوت القلوب، يا من رآها أو علم بمكانها، إن هارون يخصص له مكافأة كبيرة…
مسرور: (و قد ذهل للحالة المتردية لهارون) مولاي، مولاي، هون عليك أرجوك يا مولاي ستعود قوت القلوب لا محالة يا مولاي.
هارون: آه يا قوت، آه يا عزيزتي أين أنت هلا أكلت، هلا شربت، هلا نمت (و يدخل في بكاء هستيري يسانده فيه مسرور.في هذه اللحظة يدخل جعفر مبتهجا)
جعفر : مولاي، مولاي.
هارون: جعفر… هل من جديد يا جعفر؟
جعفر:  قوت القلوب  بخير يا مولاي.
هارون: (يقف مهللا فرحا معانقا مسرور)أما قلت لك يا مسرور؟ أما قلت لك أن قوت القلوب بخير ؟
مسرور: (فرحا بالخبر  يخرج مسرعا لنشره على نسوة القصر)  قوت القلوب بخير قوت القلوب بخير.
هارون:لكن أينهي لا أراها معك؟ أين هي يا جعفر؟
جعفر: (يشيح جعفر بوجهه متحاشيا عيون هارون) إنها في الشام يا مولاي.
هارون: )يقاطعه غاضبا) ماذا ؟ في الشام؟
جعفر: نعم يا مولاي في الشام،  مع رجل اسمه غانم ابن أيوب…
هارون: و ما حملها إلى الشام يا جعفر؟ وكيف وصلت إليه؟ ومن غانم ابن أيوب هذا؟
جعفر : لقد أرسلت  سيدتي  زبيدة…..
هارون: زبيدة زبيدة  زبيدة …اما تكفي عن تحاملك يا ابنة امي؟ وراء كل المصائب في هذا القصر زبيدة …و كل ما انا فيه سببه حقد و غيرة زبيدة.
جعفر : نعم يا مولاي، لقد أمرت سيدتي زبيدة خادمها بأن يضع مخدرا منوما لقوت، وطلبت من عبيدها أن يحملوها في صندوق إلى خارج الشام،و هناك وجدها المدعو غانم هذا.
هارون: وماذا تنتظر حتى تستردها إلي؟ لا أريد أن يطلع فجر اليوم، إلا و قوت القلوب هنا سالمة غانمة، هيا يا جعفر هيا (يثور ثورة عارمة في وجه جعفر) هيا يا جعفر، هيا ماذا تنتظر هيا يا جعفر قبل ان أجن؟
جعفر: لقد أرسلت إلى عامل الشام يا مولاي و ستكون  قوت القلوب هنا قبل حلول فجر اليوم.
هارون: اسمع يا جعفر، إن لم تعد  قوت القلوب قبل بزوغ صبح هذا اليوم، لن ينعم أحد في هذا القصر و لا في هذه البلدة و لا على امتداد نفوذي كله،بيوم أبيض،أسمعت يا جعفر، لن ينعم أحد بيوم أبيض بمن فيهم أنت، أنت وسيدتك زبيدة؟
جعفر: لا عليك مولاي،لا عليك يمكنك أن ترتاح قليلا فقد كان يومك عصيبا، هات تلك القنينة و اذهب إلى فراشك (و يحاول نزع القنينة من يده)
هارون: لا  فراش لي  قبل عودة قوت  النفوس فالفراش بدون قوت شبم، عدم،سئم.
جعفر: هات القنينة يا مولاي فقد أسرفت في الشرب.
هارون: دع عنك القنينة يا جعفر.
جعفر: هات القنينة سيدي أرجوك.
هارون : قلت لك اترك القنينة يا جعفر، فهذه القنينة تجعلني مثل ديك المتنبي، يرقص مذبوحا ويغني مجروحا. ( و يدخل في غناء و رقص و ضحك تظهر من خلالهما الحالة المزرية التي وصل إليها) يا هارون يا مسكين.. سلبوه قوت العينين.               يا هارون يا مسكين… غدر به الكائدين
جعفر: بالله عليك يا مولاي هات القنينة أرجوك، فما تفعله لا يليق بمقامك.
هارون: عن أي مقام تتحدث يا جعفر؟ مقام من يكيد له اقرب الناس اليه، او مقام من يتآمر عليه الغادرون، دع عنك القنينة.
جعفر: قت لك هات القنينة.
( يظهر هارون و كأنه في صراع مع جعفر على القنينة وخلال هذه الجلبة، يدخل تهامي و معه شرطيان.)
تهامي: ها أنت تشوف اسيد المخزن بعينيك، ياك قلتها لكم، كلت ليكم بلي الساحة ما بقاتش ساحة الفن ما بقاتش ساحة الحكي؟
الشرطي1:اش  هد شي لي كيدور في هذالساحة؟ و آش هذ الحالة لي راك عليها اسي علال؟ هذي ماشي  ساحة ديا للفن كما خلاوها جدودك، هذي ساحة ديال لعفن والخلاعة والفساد؟الكاس داير والنشاطيا سلام ، ياك اسي علال زعما ما كاين مخزن ولا زعما ما كاين مخزن في البلاد؟
سي علال: لااسيد المخزن لا، المسالة و ما فيها أن أنا كيف ما تعرف حكواتي، و هذ الحالة لي راني فيها فرضتها علي ظروف لحكاية لي كنحكي و سول الحاضرين يقولوا ليك.
الشرطي1 : نسول الحاضرين يقولوا لي، بغيتني نكذب عينيا هاذو لي ياكلهم الدود و التراب و نسول الحاضرين.
سي علال: تيق بيا أسيدي راه المسالة و كل ما فيها أنني حكواتي، و كل حكاية باش نحكيها لازم علي نتقمص حالة الشخوص لي فيها.
الشرط2 : باين  كلامك على صواب أسي علال وهذه ؟ (يشير إلى القنينة بين يديه) اش غا تسميها؟حليبباك نواس ياك! و هذا الخنجر و هذ الحالة كاملة، تفضل معنا أسي علال، غادي تحل ضيف علينا في المخفر هذ النهار
سي علال: و لكن أنا  مظلوم  أسيدي مظلوم و الله إلى مظلوم أسيد المخزن .
الشرطي1  :إذا كنت مظلوم أسي علال مجريات البحث غادي تبين كل شيء اتفضل معانا بلا عناد.
( يتحرك سي علال ومن كان معه جعفرو الشرطيان تحت أنظار تهامي الساخرة )
تهامي: (شامتا في سي علال) سبق وحذرته، قلت ليه بلي الساحة رحبة و يمكن تجمعنا بجوج، هو لي اركب دماغه و بان ليه راسه قديم في الحرفة، و بلي أنا متطاول عليها،هكذا حنا نبغيو نتوارثو كل شيء، و ما نقبلو شريك و ما نحبوا تغيير، هاهي الساحة لي بوحدي، نحكي  فيها بوحدي، نلعب فيها بوحدي كي بغيت، وسعوا لي لمراح خليو الحكواتي الجديد، يحكي ليكم حكايته مع سي علال… سي علاليا سلام،و كما تقول الحكاية..كانيا ما كان  حتى كان يا شطار ( يقولها و ينسحب و تخفت الإنارة و ينطلق إنشاد جماعي يستغل لتغيير الديكور )
الوصلة الثالثة
في مخفر الشرطة
المنظر العام: في مخفر الشرطة
الشخصيات : الشرطيان . سي علال
الرابط المشهدي      
إنشاد جماعي: كان يا ما كان حتى كان.. كان يا ما كان يا حضار.. كان تهامي و سي علال.. وكان في الحكاية سر و عنوان ناطقة و تنطق بلسان الحال.. كلها معاني و سر و برهان .. وكان ياما كان حتى كان
(يدخل الشرطيان و معهما سي علال إلى المخفر يجلس سي علال على كرسي و يجلس شرطي أمام الآلة الكاتبة بينما الشرطي الآخر يروح و يجيء  يستجوب سي علال)
الشرطي1: س… اسمك؟
سي علال: ج…سي علال اسيدي
الشرطي1 :س….اسمكالثلاثي ؟
سي علال: ج… سي علال بن أحمد الحكواتي.
الشرطي1  :س…. اسم أمك ؟
سي علال:ج…حليمة بنت علي.
الشرطي1  : س…الحالة العائلية ؟
سي علال:ج…متزوج  أسيدي و عندي  جوج  أولاد و بنت.
الشرطي1: متزوج و عندك ثلاث اولاد و راك على هذه الحالة ما حشمتيش من نفسك ما ستعرتيش من حالك؟
سي  علال: والله ما ….
الشرطي1 : أسكت، كل  القرائن ضدك ضبطناك مخمور وسط الساحة و الحجة ها هي ثابتة بين يديك ما زدنا عليك والو.و ها الخنجر المدسوس في حزامك يرعب المارة و يرهبهم و ها الزي فاش كنت تواري باش توهم الناس.
سي علال: حالتي هذي ماشي  حجة و ما تديننيش، وما تمسني بها أي تهمة، حالتي هدي مفروضة علي، هاك القرعة أسيدي شمها، شم فمي ، ما غادي تشم حتى شي ريحة ديال لخمر، وأنا هاراني واقف أمامكثابت ما كنتمايل ما غادي نطيح، فين هي حجتكم علي؟
الشرطي1: حجتنا بين يديك  لعمى يشوفها، ها هي باينة للعيانو ما كتحتاج لبرهان. ولا باغي تكدبني.
سي علال: ما كدبتكش الشاف، و لكن هدي ماشي حجة أعباد الله، وهدي ماشي خمرة، هذي وسيلة تساعدني على التقمص، على الحكي، أنا حكواتي، حكواتي يا ناس وباش نحكي يلزمني أن عيش حالة الشخوص. وهذي أسيدي كلها وسائل كتجعلني ندخل في الدور. ندخل في الأحداث و في الشخصيات.
الشرطي1 : تساعدك على الدخول في الأحداث والشخصيات، و كاع ما لقيتي يا ولدي يا سي علال حتى شي وسيلة باش تدخل للشخصيات غي بهادو (يشير إلى القنينة و الخنجر)
سي علال  :  ايوا هذا ما ملات لحكاية الشاف.
الشرطي1 : نتمنى ما نكونش ظالمك يا ولدي يا علال (يجلس الشرطي ليأخذ أنفاسه ثم يسأل سي علال)عندك شي أقوال أخرى اسي علال؟
سي علال: نعم سيدي عندي. كنعتقد بلي في الأمر مكيدة مدبرة.
الشرطي1 : تعتقد (ويرسم على شفتيه ابتسامة ساخرة) البحث أسي علال ما يتبناش على الاعتقاد، البحث يتبنى على القرائن و الأدلة الدامغة.
سي علال:  نعم  أسيدي أقر، أقر أن في الأمر مكيدة مدبرة.
الشرطي1: و شكون غادي  بالسلامة و العافية يدبر ليك هد المكيدة؟
سي علال: تهامي أسيدي التهامي .
الشرطي1  : التهامي؟و لكن التهامي هو لي بلغ عليك.
سي علال: نعم تهامي  و شكون من غيره أسيدي.
الشرطي1: و اش  بينك و بين هد التهامي حتى يدبر ليك هذ المكيدة؟
سيعلال: تهامي  بغا ينافسني في الحرفة، بغا ينافسني في الساحة. الساحة لي فيها لقمة العيش ديالي، الساحة التي ورثتها على جدودي.
الشرطي1 : ورثها على أجدودك؟ اش كيعني هذا؟  الساحة راها ملك عمومي، ما ديالك لا أنت و لا جدودك ولا الجن لزرق.
سي علال: أنا ماشي ضد تهامي و لا غيره،أنا ضد لي يتطاول على الحكي لي يتطاول على الحكواتيين، ضد لي يدنس تاريخهم، ضد لي يفرغ لحكايات من معانيها و محتوياتها و قيمتها، الحكي سادتي فن، الحكي خبرة،  الحكي صنعة، موهبة، دراسة و إحساس أعباد الله إحساس.
الشرطي1: و لكن حنا قبضنا عليك في الساحة متلبس و لا علاقة لكل ما راك تقول و تدعي من فن و خبرة و صنعة و إحساس و زميطة…..
سي علال: كل حكاية مشروطة  بأفعالها وزمانها أسيدي، نعم كل حكاية و سويرتاتها، وحكاياتي أنا ما عندها مثيل، حكاياتي كنرويها للناس ألغاز، ونمتع بها رواد الحكاية.
الشرطي1: رواد الحكاية؟ وشكون هم رواد الحكاية أسي علال؟
سي علال: رواد الحكاية أسيدي شيوخ و شباب وصبيان،أمهات و أبناء و بنات، كنور بها عقولهم و ندخل عليهم البهجة و الفرجة و نمتعهم أسيدي نعم نمتعهم.
الشرطي1 : (بطريقة ساخرة يضم الشرطي الحكواتي إليه ) كتنور عقولهم و تدخل عليهم البهجة و الفرحة…و تمتعهم..(يستقطع ثم يستأنف) بهدي؟ (يدفعه عنه فجأة وهو يشير إلى القنينة) ايوا هذي هي البهجة وهذا هو التنوير و إلا فلا، أسي علال.
سي علال:يا ناس (يتوجه إلى الجمهور منتفضا من عدم فهم الشرطي) قولوا ليهم بلي هذ القنينة وسيلة ماشي غاية و ماشي تهمة ضدي.
الشرطي2: (يتدخل الشرطي الثاني الذي كان منهمكا في تحرير المحضر)راه  كمل لي الورق الشاف نمشي نجيب من المكتب المجاور ؟
الشرطي1: سير بلا ما تتعطل (في هذه اللحظة يبدي نوعا من التعاطف مع سي علال يأخذ كرسيا و يجلس إلى جواره) بغيت نكون في صفك  أسي علال، مع أن كل القرائن ضدك، بغيت نكون في صفك، كتعرف علاش؟
سي علال: لا سيدي ؟
الشرطي1: لان شي خيط في القضية هرب لي، و أنا كنشمها يا ولدي يا علال كنشمها، كنشم بلي في هذ القضية شي حاجة  مدسوسه، كنشم بلي كاين شي حاجة مدبرة، بالرغم من توافركل هذه القرائن و هذ الحجج ضدك، شي حاجة هاربة لي.
سي علال: (يهز رأسه دون أن يتكلم)
الشرطي1 : و لكن اطمأن أسي علال اطمأن، لا بد ما نفك خيوط هذه الواقعة. ما غادي يهنا لي بال حتى نعرف اش كاين تما.
سي علال: نعم سيدي.
الشرطي1 : (و كأنما يحدث  نفسه  أكثر مما يحدث سي علال) سبحان الله ديما مول الحق كتلفه هالة ما كنفهمهاش، ولكن  كنشوف طريقه مسرحة، (ثم يرفع من صوته و يتوجه إلى الجمهور مباشرة)  يا و لي  يلعب بذيله من الجلسة الأولى كنقراها في عينيه.
سي علال : معلوم أسيد المخزن، ايوا أنا راه على هديك الخبرة و الفطنة لي كنهدر، الحرفة ما تكون على أصولها إلا بالمداومة و التركيز و الخبرة .
الشرطي1: نعم  بالخبرة و التركيز أنا كنشمها، كنشمها أسي علال، ولذلك يا ولدي يا سي علال كيقول المثل،ما تديرش ما تخافش، و لي في كرشو لعجينة  تخمر ليه و تنتفخ، و تفضحو يا سي علال تفضحو.(يروح الشرطي و يجيء، ثم ينادي على مساعده الذي يدخل وهو يضبط سرواله، كناية على أنه كان يقضي حاجته)
الشرطي2: موجود سيدي موجود.
الشرطي1: فين أنت خلينا نكملو هذ المحضر.
الشرطي2 : حاضر سيدي (يعيد الشرطي الثاني بعد زميله كل جملة بالتقطيع و هو يكتبها على الآلة الكاتبة)
الشرطي1 : بعد الاستماع إلى أقوال المدعو علال…
الشرطي2 ( تدخل و هو يكتب على الآلة) اقواااال  المد د دعو عل ل لال…
الشرطي1: وبعد التأكد من أن القنينة لا تحمل مسكرا و لا تحوي مخدرا.. و اعتبارا أن الخنجر ليس حادا ولا يستعمل إلا للزينة.. وبعد أن تبين لنا أن الحالة التي ضبط عليها المدعو علال لا تمس بالأخلاق، ولا تدعو إلى الريبة و الشك.. و أن كل الأدوات الأخرى  المضبوطة معه ما هي إلا لغرض الحكي كما جاء في أقوال المتهم.. قررنا نحن..إحالة أدوات التهمة اكتب بين قوسين مع نقط الحذف في الأخير- القنينة و الخنجرو الطيلسان و…) على المختبر الجنائي و الاحتفاظ بالسي علال على ذمة التحقيق.
(تنطلق موسيقى على شكل همهمات من خارج الخشبة مع إظلام خفيف نعود من خلاله إلى أجواء الساحة ينسل سي علال من بين الشرطيين اللذين يديرا ظهريهما، و يتوجه إلى مقدمة الخشبة لمخاطبة الجمهور مباشرة، تسلط على سي عل الإنارة دائرية مركزة، بينما تدخل الجماعة لتغيير الديكور و هي تدمدم أو تنشد)
الجماعة: كان يا ما كان حتى كان.. كان يا ما كان يا حضار..كان تهامي و سي علال.. و كان في الحكاية سر و برهان
ناطقة و تنطق بلسان الحال.. كلها معاني و سر و برهان
سي علال:شكون لي رماني على لحكاية حتى نعيد  ترتيب فصولها، شكون دفعني نفتح لكتاب باش نقرا حروفه و نحرك شخوصه، علاش وليت للساحة أصلا علاش؟… ولكن الحكاية ما زال تختزل أسرارها، ما زال الأحداث تتسارع و تتنامى، الحكاية ما زال تختز لأسرارها (ينسحب وهو يردد هذه الجملة ثم يقف) و لكن شكون لي غا يروي أطوارها ؟
(ترتفع الإنارة تدريجيا، تدخل المجموعة الأولى “رواد المقهى”يأخذ كل مكانه ثم  تدخل خدوج زوجة سي علال)
الوصلة الرابعة:
لعبة الحكاية
المنظر العام: الساحة العمومية المشهد السابق
الشخصيات: رواد الحلقة (عمر، لالاهم،  شيبوب وحمدان، زوجة سي علال لالة خدوج و تهامي)
(يدخل عمر، شيبوب وحمدان، يأخذ كل مكانه، يظهروا كأنهم منهمكون في نقاش جاد، ثم تدخل خدوج زوجة سي علال)
خدوج: يا أهل الساحة.فيدوني شكون فيكم شاف سي علال؟ راه هذي يومين ما رجع لدارو، فين سي علال فين لي كانت ما تحلى الجلسة إلابيه و معاه، فين صديقكم فين عشيركم فين الحكواتي فين فين؟ ولا الغائب عن العين غائب عن القلب؟ صافي أنسيتو سي علال نسيتو عشيركم؟
عمر: لا يا لالة خدوج راه ما نسيناهشو لكن، أنت تعرفي بلي أحنا ما عندنا قوة، وما لينا قدرة،ثم يا لالة راه المخزن هذا اييه المخزن، و المخزن راه ما معاهش اللعب.
خدوج :المخزن ؟ لياه مالو أش كان دنبه، اش دار كاع؟
شيبوب: مشكلته يا لالة ماشي معنا مشكلته مع تهامي، حنا ما عندنا دخل .
خدوج: ما عندكم  دخل، ياك ، هذي هي الرجلة، هاذو هما الرجال ديال المواقف، فيساع كلبتو عليه ما بقاش علال تاج راسكم، ما عليناش. و فين هو  هذ تهامي؟ (تنادي على تهامي) أفينك أتهامي؟ وريني وجهك يا التهامي…..
تهامي: (في هذه الأثناء يدخل )اش كايناش؟ اش بغيتي  مني يا هد لمرأة ياك ما نخافوش؟
خدوج: أنت هو تهامي؟  أنت هو وجه النحس،أنت هو لي راك ورا كل هذالمصائب؟ هاهي الساحة خلات ليك،أركز فيها وحدك بحال القرد، و غادي نشوفو شكون يسمعك و لا يتبعك يا وجه الشر.
تهامي: قلت ليه الساحة يمكن ليها تجمعنا بجوج، هو…هو لي ركب راسه، و بغاها ليه بوحدو، ولا لا  يا جماعة.
الجماعة: الله و اعلم أسيدي،أحنا خاطينا.
تهامي: انتوما  خاطيكم  ياك، ياك يا جماعة المنافقين خاطيكم؟
عمر: علاش أسيدي منافقين؟ أحنا ما طاولنا على حكايات ما وشينا بسي علال، ما حلفنا فيه.
شيبوب: حنا  تعاطفنا مع  سي علال و نشجب بل و نندد بهد شي لي  قامت به اسي تهامي.
عمر: (وقد أخد دور الخطيب السياسي) نعم يا لالة إننا نندد وندين و نشجب و نرفض وبشدة، ما فعله سي تهامي لسي علال، ونعرب عن أسفنا على ما آلت إليه الأوضاع الأخيرة، ونتعاطف مع اخينا و صديقنا السيد علال، و لكننا مع كل ذلك، نحترم القرارات العليا اييه، و نقف مع ما سيقوله المخزن في هذه النازلة.
حمدان: الله يا ودي ما دام الأمر في يد المخزن نخليو المخزن اسيدي يدير خدمتو، و ما غادي يكون غي الخير إن شاء الله الالة  خدوج.
لالاهم : ما تسناي رجا في هد و يا خدوج غادي  نوريك اش المعمول.
خدوج:انا عارفة اش المعمول الالة خدوج، ها وجهي مكشوف عليكم يا حثالات الساحة، أما أنت يا تهامي. إلى فرحتي بهذ الساحه أنا ماشي خدوج و مي ما ولداتنيش حرة.
تهامي: بعديمني يا  هذ العاقصة، هذ الساحة ساحة الرجال ماشي ساحة نسا،سيري لدارك و لشغالاتك، وخلي  عليك مجمع الرجال طرانكيل.
لالاهم: (تتدخل التي كانت تراقب مجريات الأحداث مساندة خدوج ومدافعة عن النساء) حدك تما يا تهامي، يا لمعفن، يا لملكط، هذا الزمان ما بقافيه فرق ما بين النساء والرجال، هدي ديرها خريصة في ودناتك و ما تعاودهاش.
خدوج: الرجال؟وفين هم  هذ الرجال الالاهم، فين هما؟ ما باقي غير ذكورا، أما الرجال أحياني فين تلقايهم.
لالاهم: موجودين يا لالة خدوج موجودين، ايوا الله يا ودي ما تعدماتش.
خدوج: فين هما هد  الرجال  يا لالاهم  (و تشير إلى رواد الساحة بالواحد) هذا ولا هذا و لا زعما هذا، إلى كان غي هذو، الله يشويني فيهم (وتطلق العنان لقهقهة و تنسحب أمام اندهاش الجميع ثم تعود) بصح ها وجهي ليكم، و أنت يا ولدي يا تهامي إلى بقات فيك أنا ماشي مرا (و تعض بحرقة على يدها كناية على الوعيد)هاه
حمدان: هاي هاي هاي على شمطا، نخاف عليك اسي تهامي.
شيبوب:معلوم تخاف عليه، كالو ناس زمان إلى حلفو فيك النسا بات عساس.
لالاهم: خصو يبات عساس، راه هذي لالاه خدوج و أجرك على الله.
تهامي: بعدوامني،  كلكم منافقين، وخدوج عندها الحق ما بقىفي هذ الساحة رجال ( يقولها و ينسحب)
لالاهم: بقا غي أنت راجل  اتهامي، أما هاذو أنا عارفاهم من زمان.، يا ويلي على زمان صرنا فيه، مشات النخوة ، مشات الشهامة و ما بقا غير لي بايع حنكو.
(تنطلق موسيقى يعود معها هدوء نسبي إلى الساحة تنزوي لالاهم  في عمق الخشبة)
شيبوب: و الله إلى اشتقت لسي علال.
لالاهم:الله يجيب من يتيق بك.
شيبوب: علاش الالاهم؟
لالاهم :  لحقاش  نبرت  صوتك فضحاك و كتقول لي بلي انت كذاب.
حمدان: في الحقيقة هد الساحة لا معنى لها بدون سي علال. (يعم صمت ينزوي كل في مكان في تفكير ثم يستأنف حمدان خطابه) ولكن واش كتعرفو اش كيدور من أخبار؟
الجماعة: أخبار؟ اش من أخبار؟
حمدان: خبار  شينة  يا جماعة،  ما فيها ما يتعاود
عمر : الله يسمنا سماع الخير، أش من أخبار
حمدان :  أنا بعدا كي سمعتها ما تقتش،  و لكن لخبار دايعة.
شيبوب: أتكلم أصاحبي، أش كاين؟ اش من خبار هدي لي دايعا، انا الراديو ديالي كاع ما جاب لي خبار .
حمدان : سي علال…
الجماعة : سي علال ؟ مالو؟
حمدان :  يقولو بلي جبرو عندو السلاح في الدار!
الجماعة: اسلاح؟ ….مع سي علال؟
حمدان: و يقولو يا سيدي بلي… كان إرهابي كبير، الحمد لله لي نجانا ربي منو.
الجماعة : الطيف الطيف الطيف.
شيبوب : انا الراديو ديالي كاع ما يجيب هد لخبار الشينة، و الى جاب بحال هذ لخبار نبيعو و الله حتى نبيعو.
لالاهم: اتقاو الله يا هذ الناس، منين كتجيبو هذلخبار يا وجوهات النحس؟ صافي هكذا بكل بساطة سي علال الرجل المحبوب البسيط الطيب، أصبحإرهابي و عندو السلاح، ما تحشموش، قبح الله سعيكم؟
حمدان :أنا لخبار ما جبتهاش من راسي الالاهم، لخبار راها دايعة في المدينة، و راها على لسان كل واحد، في القهاوي في لحمايم في الساحات ….. علال على راسنا و عينينا، و لكن الله غالب.
لالاهم : وأنت فين الموقف ديالك؟ أنت لي كتعرف سي علال بحال تعرف ضلك، بذل ما تفند هذ الأكاذيب، جيت كتروج ليها  و فرحان قالوها ناس لوالا “مصائب قوم عند قوم ….’مجالس’ “.
حمدان :شكون  لي  كال ليك راني فرحان و لا شمتان، أنا راني غي نخبركم بلي سمعت  و صافي.
عمر: وشكون لي قال ليك هذلخبار شكون؟ لخبيرة الأكيدةهي لي عندي أنا.
الجماعة:  عندك أنت؟  أش من خبيرة؟
عمر: ياك  تعرفو ولد عمي بوزيان.
الجماعة : نعرفوه.
عمر: وتعرفو شنو خدمتو؟.
الجماعة  : خبارجي.. وهل يخفى القمر.
عمر: ايوا يا سيدي،  قال لي و لكن استحلفني بالله باش ما نقول لأحد.
شيبوب  : يا ودي واش أحنا حد، ياك أحنا خوتك.
حمدان : كول أصاحبي،  سرك هنا ندفنوه و لا لا اسي شيبوب (و يرمقه بغمزة)
شيبوب: الله يا ودي.
عمر: قال لي بلي سي علال… داك لي كتكولوا عليه ساهل و طيب، ضبط عنده (و ينادي على أصدقائه ليناجيهم بعيدا عن لالاهم) كمية كبيرة من المخدرات.
الجماعة: المخدرات؟ (يقولونها جهرا ثم يطبقون بأيديهم على أفواههم)
عمر: استرو ما استر الله يال  يفضحكم ربي.
الجماعة: سي علال؟ (في دهشة و حيرة)
عمر: نعم سي علال، سي علال، وقال لي بلي كان عضو نشيط.
الجماعة: عضو نشيط ؟في البلدية ؟
عمر: البلدية، أش من بلدية أنت عاودتني.
الجماعة: في البرلمان؟
عمر:و لا  لا  لا، عضو في  شبكة كبيرة لترويج المخدرات.
الجماعة:  ترويج  المخدرات ؟   سي علال؟
عمر: نعم سيدكم علال.
لالاهم: اتقوا الله يا الناس، منين كتجيبو هذ لخبار، شكون لي كينسج هذ الدعايات، شكون لي كيروج لهذ الأكاذيب اعباد الله. سي علال الرجل الطيب الودود، أصبح إرهابي ومروج مخدرات، و الله اعلم باش غادي توصفوه، حرام عليكم، تنهشو هكذا في لحم خوكم و هو غايب، عوض ما  تدخلو بخيط بيض و تحلو الخلاف لي بينه و بين تهامي، كالسين كتنسجو فلخبار الزايفة، و الإشاعات الكاذبة.الله يلطف بنا يا ربي، الله يلطف بينا.
(تنسحب لالاهم في هذه اللحظة وتدخل خدوج، تحمل كتاب زوجها، و ترتدي ثيابه، تظهر للوهلة الأولى و كأنما سي علال قد عاد إلى الساحة ، تدعو الجميع إلى استئناف الحكاية من حيث تركها زوجها  فتتربع مجلسه و تبدأ في طقوس الحكي كما كان يفعلها هو تماما)
خدوج: قربوا مني يا حضار قربوا مني نسمعكم الحكاية.
(تندهش الجماعة التي تعتقد أولا أن  سي علال قد عاد إلى الساحة، لكنها سرعان ما تنتبه أنها السيدة خدوج زوجته)
الجماعة: سي علال؟
خدوج: قربوا مني حضار نسمعكم لحكاية.
الجماعة: لالة  خدوج؟
خدوج : قربوا مني نسمعكم الحكاية كما كان يرويها ليكم سيدكم علال.
الجماعة: كما كان يرويها  لينا سي علال؟ مرحبا  بلالة  خدوج و ألف مرحبا.
خدوج: فصول الحكاية تقول، لي ما فهم المعنى من لحكاية يسقط في شباكها.
الجماعة : يسقط في شباكها.
خدوج: لأن الحكاية  ماشي قصصو كلام يتروى وخلاص،الحكاية مغزى وعبرو دروس و حكم، قربوا مني وتفسحوا في المجلس، و سمعوا مني كمالة ما روى سيدكم علال (يلتف الرواد حول خدوج ) تركنا الحكاية مع سي علالفي بحث السلطان هارون على  قوت القلوب  ؟
الجماعة: صحيح الالة خدوج صحيح،  كملي الله يجازيك بخير.
خدوج:أرسل  هارون جعفر إلى عامل الشام باش يلقي القبض على رجل اسمه ……
الجماعة : غانم ابن أيوب…….
( باعتماد تقنية المسرح داخل المسرح تنطلق موسيقى عسكرية للمشاة، يتم إظلام خفيف للخشبة فنسمع همهمات و أصوات قادمة من وراء الخشبة و تبقى خدوج و كأنما مستمرة في الحكي، في حين يتحول رواد الحكي إلى مشاة يتقدمون على إيقاع الموسيقى العسكرية ، يطوفون الخشبة فيدخل والي الشام يتقدمه حاجبه، فتنسحب خدوج مع لالاهم والمشاة )
الوصلة الخامسة:
بحث عامل الشام على غانم بن أيوب
المنظر العام: في قصر عامل الشام لا يغير الديكور لأن اللوحة تسير في أسلوب الإيهام.
الشخصيات: والي الشام، الجنديان المرافقان الحارس و الحاجب
عامل الشام : لا أريدأن أسمع من أحدكم أنه لا يوجد  في الشامكله رجل اسمه غانم ابن أيوب.
الحاجب: و لكن هذا ما وصل إليه  المخبرون و مساعديهم يا سيدي ولا أعتقد أنهم يعجزون عن إيجاده. و لو كان في برج الجني الأسود.
عامل الشام: الجني الأسود. ويحك يا غانم، لأفصلن رأسك عن جسدك، و أعلقه على أبواب مداخل الشام كلها، حتى تكون عبرة لكل من يجرأ التطاول على مولاي السلطان (يدخل أحد الحراس لاهثا )
الحارس: مولاي مولاي…
عامل الشام: ماذا هناك؟
الحارس: لقد وجدرجا لنا الصندوق في الساحة العمومية يا مولاي.
عامل الشام:ماذا؟ أحقا… وجدوا الصندوق؟ أحسنت أحسنت  بني…و  قوت القلوب ؟
الحارس: كل ما وصلني من أخبار أنهم وجدوا الصندوق سيدي.
عامل الشام : كل ما وصلك من أخبار أنهم وجدوا الصندوق وحسب، و أتيت فرحا مهللا مبشرا و مستبشرا، وكأن كل ما يهمني في الأمر، هو هذا الصندوق اللعين. أتريدني أن أحمل صندوقا فارغا إلى مولانا السلطان، ويحك أيها الغبي، ما هذا الهراء؟  أتريد رأسي أيها المعتوه؟ هيا اذهب، اذهب وتحرى الأمر جيدا، و إلا كان هذا آخر يوم لك فوق هذه البسيطة.
الحاجب : مادام الصندوق في الساحة سيدي، فهذا دليل قاطع أن جارية السلطان في داخله.
عامل الشام: في داخله؟… يا لنباهتك الفارطة يا حاجبي العزيز، يا لذكائك الخارق، بذل أن تبحث معهم عن المدعو غانم بن أيوب، تقف ها هنا أماميكالأبله، اتبعهم أيها المغفل، اتبعهم و إلا بترت أحد ساقيك.
الحاجب : أمرك سيدي أمرك.
عامل الشام: اسمع…لا أريدك أن تأتيني إلاو النبأ الأكيد و المؤكد معك (يغادر الحاجب بينما عامل الشام يروح و يجيء متوترا )غانم بن ايوب… من اين طلع علينا هذا الرجل و من يكون؟ كيف شكله كيف لونه؟ من أي بلدة هو؟ من أي ولاية؟ من بعثه من وراءه؟ لمصلحة من يشتغل؟ ساجن قبل ان اقبض عليه ساجن.( يدخل الحارس مرة أخرى)
الحارس: مولاي، مولاي.  لقد شاهد رجالنا غانم ابن أيوب يجر الصندوق إلى الساحة العمومية.
عامل الشام: و أخيرا، أخيرا شوهد غانم ابن أيوب، وهل قبضتم عليه؟
الحارس:ما تركتهم يقبضون عليه سيدي.
عامل الشام: لماذا أيها الأحمق؟ لماذا أيها الأبله؟  لماذا أيها الحقير المعتوه لماذا… لماذا، لماذا؟ (يثور على الحارس بعنف و قوة….يشده من ثيابه و يأزه أزا فلا يظهر الحارس أي ردة فعل لكنه يرد برباطة جاش و ثقة فائقتين)
الحارس:ما تركتهم يقبضون عليه سيدي… بل طلبت منهم محاصرته فقط…
والي الشام : لماذا بني لماذا؟ ألا تعرف أن الوقت يداهمنا، و أن مولانا السلطان على صفيح ساخن؟
الحارس: ما تركتهم  يقبضون عليه.. حتى يكون لسيادتكم شرف السبق في تقديمه شخصيا إلى مولانا السلطان.
عامل الشام: (يتنفس الصعداء و يدهش لفطانة الحارس) أحسنت أيها الحارس أحسنت. سوف أعمل على ترقيتك و الزيادة في راتبك لنباهتك و إخلاصك. لنتحرك إذن هيا فلتتبعني القوة.( موسيقى فاصلة و إظلام خفيف يخرج الجميع)
الوصلة السادسة:
التهامي يسقط في شباك الحكاية
المنظر العام: في ساحة الصناع التقليديين
الشخصيات: سيد تهامي، الشرطيان، خدوج.
تهامي: (يظهر يجر صندوقا في اتجاه الساحة العمومية، موسيقى مصاحبة و معبرة، إنارة خفيفة تدل على أن الزمن ليلا) هذ الصندوق بلا شك فيه كنز عميم، ولكن شكون لي جابه لهنا؟ هذا ما  يكون غي شي واحد من  التجار نساه؟ غادي نفتحه باش نعرف اش فيه.لا لا لا ما نفتحوش،خلي عليا الويل راه يقدر يكون فيه شي مصيبة….مصيبة؟ و علاش ما يكونش زعما فيه شي كنز، اييه فيه كنز عميم هد الصندوق، غادي نجره حتى لدار و نحلو على خاطري في السترة!!. يا يطلع لي كنز يا تطلع لي شي مصيبة.
 ( و هو يهم بجره يسمع وقع خطوات آتية نحوه يجلس على الصندوق و كأنما ينتظر أحدا،و إذا بدورية الشرطة تداهمه)
الشرطي1: اشكون هذا لي تما في هذ الظلمة؟ آه سي تهامي هذا، اش كدير هنا في هذ الوقت المتأخر أسي تهامي ؟
تهامي: لا والو الشافأنا كنت غادي لدارو قلت نرتاح شوية من الطريق حيت عيت.
الشرطي 2 : غادي مولي لدار لياه فين كنت؟و اشن عندك في هذ الصندوق
تهامي: سلعة أسيدي ، نعم سلعة غادي نعرضها غدا في الصباح للسوق كما كتعرف غدا الساحة غادي يكون فيها الرواج.
الشرطي1 : الساحة ماشي سوق، (يتحسرعلى الساحة) ايه ما بقا لديك الساحة غي سمية مشى ليها عزها. طمستوه اسي تهامي.
الشرطي2: يا لاها فتح  لينا  هذ الصندوق نشوفو هذ السلعة.
تهامي: (يتظاهر و كأنما يبحث عن المفاتيح في جيبه)و الله أسيد المفتاح إلى نسيت المخزن في الدار
الشرطي2: كيفاش؟
التهامي : و الله اسيد المخزن الى نسيت المفتاح في الدار
الشرطي2: الى نسيتي المفتاح في الدار  كدرتي لسلعتك دخلتيها في الصندوق.
تهامي: السلعة…. (يبلع لسانه و يبحث عن الكلام الذي لا يأتي) حيت عندي جوج مفاتح ، واحد في البيت و الآخر في الدكان أسيدي؟
الشرطي1  : ولا عليك أسي تهامي إلى نسيت أنت المفاتيح ، المخزن عندو المفاتيح ديال كل شيء بعد من تما (يكسر قفل الصندوق فتخرج خدوج زوجة سي علال من الصندوق وتنطلق موسيقى صادمة)
خدوج: واك واك أعباد الله، أنقدني يا سيد المخزن..أنقدني من هدا المجرم، هدا المحتال، هدا المخادع. من بعد ما غدر بزوجي سي علال، اختطفني وها أنت كتشوف أسيدي سباني بحال لعبيدو بغا يبيعني في السوق كيف ما كانوا يتباعو الجواري زمان.
الشرطي1  :  بغيت  تولي  بينا  لزمان الجاهلية يا هذ  المسخوط، هذا ما كان ناقصنا ؟
تهامي: لا سيدي لا… راها تكذب، و الله إلى راها تكذب.أنا كاع ما كنت عارف اش كاين في هذ الصندوق اللعين، أنا لقيتو أسيدي و غواني الطمع وجريتو، كاع ما تسحابني  غنطيح في هذ المصيبة.
الشرطي1: غواك الطمع . و ما كنت تعرف أشن فيه، ماشي كلت لينا بلي عندك فيه شي سلعة دايها للسوق؟
خدوج: وأنا هي ديك السلعة أسيد المخزن، من بعد ما وشى بزوجي سي علالو اتهمه بالفساد و السكر و الخلاعة، استفرد بي، استفرد بي أسيدي و بغا يبعدني حتى أنا من الساحة، الساحة لي كانسي علال يملأها فرح و فرجة و سلام و حب بما حباه الله من موهبة ودراية وخبرة في لم لناس على الحكمة و الخير.
الشرطي 2: تفضلي الالة  خدوج، يمكنك تمشي لدارك بأمان، وحنا غادي نطلق سراح راجلك، بمجرد وصولنا للمخفر و استكمال الإجراءات.
الشرطي 1: هكذا إذن  كانت اللعبة ديالك أسي تهامي، توشي بالسي علال، و تختطف الزوجة ديالو. ايوا السيبة هدي، أش من  عصر بغيت تردنا ليه.
تهامي : و الله أسيدي ما كنت نعرف اشنو كاين في الصندوق، أنا كلت هذا كنز جابو ليا الله، والطمع  غواني، الطمع طاعون أسيد المخزن، طاعون.
الشرطي 2 : و علاش ما جيتيش تبلغ على صندوق في هذ الحجم، اسي تهامي، ما خفتيش يكون فيه شي مصيبة؟
تهامي:  كلت ليك  بلي الطمع غواني.
الشرطي 1: و لكن أنت قلت  بلي الصندوق ديالك، وعندك فيه سلعة مهمة دايها للسوق، ايوا سلعة و اش من سلعة ! (يقولها بتهكم و هو يرسم بالإشارة تفاصيل جسد أنثوي) لهذ شي جيت للمخفر تخبر بسي علال.
تهامي: مظلوم أسيدي مظلوم والله إلى مظلوم.
الشرطي2: كل القرائن ضدك يا تهامي ما عندك ما تنكر،  ضبطناك متلبس باختطاف خدوج مرات السي علال. ما عندك ما تنكر.
تهامي: و الله  أسيدي إلى  مظلوم ومظلوم أعباد الله مظلوم.
الشرطي1: لنفترض  بلي مظلوم  أش دخل خدوج للصندوق؟
تهامي: ما اعرفتش أسيدي، ما اعرفتش، أنا لقيت الصندوق اللعين في الساحة و جريتو، غرتني نفسي، يسحابني كنز. ينعل بو الطمع.
الشرطي2: كنز (و ينفجر ضاحكا) أش هذ لخرافات اتهامي؟ باقي شي حد يلقا شي كنز في هذا الزمان.
تهامي:  هذاك ما اعتقدت  أسيدي و الله إلى هذاك ما اعتقدت، صندوق بحال هذا في الطريق، لا بد ما يثير  اهتمامي             و يطمعني، لذلك قررت نسحبه للدار ديالي و نحله على خاطري، و دار ربي الخير لي ما ديتوش للدار اللهم المخزن و لا مراتي.
الشرطي1 🙁ينفجر الشرطان ضحكا) نتمنى تكون صادق يا ولدي يا تهامي. و لكن اش جاب خدوج للصندوق هذي حكاية ما بغاتش تدخل لي للراس ( يقول الشرطي الجملة الاخيرة متجها للجمهور).
الشرطي2: تفضل معنا أسي تهامي لا بد ما نفكو هذا اللغز. الحدس ديالي يقول لي بلي هذ القضية موراها تدبير شيطاني.
(يخرج الشرطيان و سيد تهامي معهما تخفض الإنارة و تدخل خدوج فرحة بما أنجزت)
خدوج: قلتها ليهم، قلت ليهم بلي لحكاية لغز ماشي غي رفاهة، نبهتهم بلي لحكاية دروس وعبر ومعاني وحكم، قلت ليهم بلي لحكاية ما شي غي  فرجة و بهجة، لحكاية فيها سر، و لي ما تبين سرها يسقط  في شباكها و فخاخها.
(تخرج خدوج ونعود إلى الساحة و روادها يدخل شيبوب، عمر، لالاهم و حمدان)
الوصلة السابعة:
عود على بدء
المنظر العام: ساحة الصناع التقليديين
الشخصيات: لالاهم، عمر، حمدان و شيبوب
(تعود جماعة الساحة الى أماكنها الا عمر الذي يدخل متأخرا…)
عمر: ( مندفعا نحو الجماعة ) ياجماعة  الخير ما تسمعو غير سماع الخير… واش عندكم لخبيرة الزينة و لا لا…
الجماعة : منك نستفيد.
لالاهم: ارى ما عندك يا وكالة  أنباء الساحة، الله يسمعنا سماع الخير؟ ما عرفت انا منين يتسلطو عليك لخبارات؟
عمر: عندي عصفورتي الخاصة الالاهم.
الجماعة:عصفورتك الخاصة؟
لالاهم :واش كالت ليك عصفورتك الخاصة اسي عمر؟
عمر: كتقول عصفورتي أن سي علال فك ربي سراحو.
شيبوب:عصفورتك شاخت أسي عمر والخبر راه شايع عند العادي و البادي، الله يجيبك على خير .
حمدان: ايوا الحمد لله على سلامة سي علال، على الأقل غادي تولي  الساحة لسالف عهدها.
شيبوب: أسيادنا… راه خاصنا نديرو الواجب مع سي علال.
لالاهم: اش من واجب كتكلم عليه أسي شيبوب؟
شيبوب :  ايوا أنت  مولات  الهمة و لفهامة  الالاهم الواجب أسيادنا…  اننا خاصنا نزوروه.
لالاهم  : تزوروه ؟
حمدان :ايه لازم  انزوروه هذا اقل واجب نديروه معاه.
لالاهم:  لياه  اسيادنا فين  كنتو منين كان مسجون؟ لي حتى واحد منكم ما زاره ولا فكر حتى يزور الزوجة ديالو، و لا يواسيها و يأخد بيدها.
حمدان: و لكن الوضع الآنتغير الالاهم، وسي علال راه في داره فين تليق الزيارة دياله.
عمر:و حنا أهلهو أحبابه و خلانه، لا بد ما نزوروه الالاهم ونقولو ليه الحمد لله على سلامتك هذا اقل واجب.
لالاهم:الواجب ديرو في راسك اسي عمراما سي علال… سي علال جمع بليزتو و زاد فيه و غادر هذ لمدينة لي ما بقا ليه فيها مقام .
الجماعة: كيفاش ؟جمع بليزتو؟
لالاهم  : كيف سمعتو سي علال مابقىراغبيشوفحدفيكم. هجر الساحة وهجر لمدينة من فعايلكم .
حمدان: علاش أش درنا ليه كاع؟ كانعليه على الاقل  يودعنا و يمشي الله يرزقو السلامة.
لالاهم: والله ما تستحياو،أنسيتو اش كلتو فيه؟ أنسيتو اش درتو فيه؟ و الآن بكل بساطة بغيتوه يجي  يودعكم، الله ينعل لي ما يحشم؟
شيبوب:اش درنا ليه  يا  لالاهم؟ لي يسمعك يقول احنا لي نصبنا ليه المصيدة و لا  حنا لي دبرنا  ليه المكيدة .
لالاهم: ايوا لي حفر شي حفرة يطيح فيها أسي شيبوب .
شيبوب:  اش  كتعني  الالاهم ؟ كلامك فيه نبرة ماشي واضحة؟
لالاهم:ايوا  لي على  راسه بطحة  يقادها.
شيبوب: ما على راسي بطحة، ما حفرت حفرة، سي علال كان حبيبنا و انت عارفة، كان هنا يتربع، و يصدح لسانه باحكايم     و يتنوع  بمقامات و نغايم.
لالاهم: و لكن ما ستافدتو من حكايمو والو.
حمدان : استفدنا… استفدنا  من سي علال لكثير، ولكن غلبتنا شقاوتنا و تبعنا اروى منين مايل.
لالاهم : بقاو مايلين معاه، و خليو لهوى لي جا يديكم الله يلطف بيكم ( تقولها و تعود الى دكانها غاضبة، بينما عمر يجمع حمدان و شيبوب و يخاطبهما كأنما متحاشيا لالاهم )
عمر: ولكن يا جماعة  واش ما لاحظتوش بلي تهامي ما بقاش يعمر الساحة كيف ما كان؟
شيبوب:واش ماقالت ليكعصفورتك والو؟
عمر:لاما قالت لي والو؟
شيبوب:بعها،  قلت لك راها شرفت. ولا عطيها لنتريت كيف عطيتها انا للراديو ديالي… سيتهامي…سي تهامي تقول خبيراتي  بلي مسك عليه الله .
الجماعة : مسك عليه الله؟
شيبوب :اييه  يقولو بلي لقا واحد الصندوق عامر بالكنز.
الجماعة: صندوق عامر بالكنز؟
شيبوب: نعم  المعلم… صندوق عامر، بالمال و بالمجوهرات و بأصناف متنوعة  من الحلي، كتعود لأزمنة غابرة يمكن قبل سيف بن دي يزن كاع . و يقولو أنها لا تقدر بثمن.
الجماعة: سي تهامي؟
شيبوب: اييه، سي تهامي…سي تهامي.
حمدان:ما تكوليش سمعتيها فالراديو ديالك.
شيبوب :اش من راديو الله يهديك راني قلت ليك   الراديو ديالي عطيتو  لانتريت؟
حمدان : ايوا ومنين جبتي هذ لخبار الزينة؟
عمر :و قول لي  فين هو سي تهامي؟ راه خصو  يجي  يقسم معانا.
الجماعة: يقسم معانا؟
عمر: اييه يقسم معانا.
شيبوب :اش كتخرف ؟ علاش غادي يقسم معاك، كول بعدا يدور معانا.
حمدان : سي عمر عند الحق خصو  يجي يقسم معنا و إلا شكيناه للمخزن.
شيبوب: (يثور على عمر لسماع كلمة شرطة) المخزن؟ أش دانا للمخزن … انا كيف كنسمع مخزن تشدني تبوريشة…سي تهامي صديقنا وحبيبنا و خونا، وبالرغم من  كل شي ما نضنه غادي يفوتنا.
حمدان: ما تكونش ساذج، الطمع يعمي لعينين. يمكن ليه يرفض يقسم معانا، بدعوى لي لقى شي حاجة صبحت ديالو، ما دام حتى واحد ما طالب بيها
شيبوب : ها، ها  أنت هدرتي، ما دام ما طالب بيها حد، ايوا يا سيدي بصحتو، بصح …ممكن أحنا نطالبو بيها.
حمدان : ما غا  يتيق بك حد أوجه الزلط، منين غادي يجيك أنت هذ الكنز، وزعما هذ الكنز ما يطيح عليك غي أنت؟
عمر: اسمعوا يا خاوتي اسمعوا غادي نتكلموا مع  سي تهامي  بالتي هي أحسن، و في حالة ما ارفض و لا تعنتت، نمشيو للمخزن يفكها بيناتنا.
شيبوب: المخزن ؟ اش دانا للمخزن، المخزن في  هذ  الحالة  ما عنده ما يفك، غادي من بعد سين و جيم ودي و رد، يدير الكنز في دار المخزن ونصبحو لا ديدي لا حب لملوك.
عمر:  الله يهنيه  دار المخزن أولى من تهامي.
حمدان : معك الحقزيدون راه لو كان ماشي حنا، ما كان قدر تهامي يدخل لهذ الساحة و يجول فيها كيف بغا، حتى يلقى هذ الكنز.
شيبوب: يا خاوتي عندي اقتراح.
الجماعة: اقتراح آتنا بيه اسيدي.
شيبوب:  إلى رفض تهامي  يقسم الكنز معنا…كنقترح  يأخذ هو نصف الثروة و نقتسمو حنا النصف الآخر، بذل ما نخسروا كل شيء.
حمدان : اسمع اسي شيبوب…. داك الاقتراح زيدو في راسك …إما نقتسم لي في  الصندوق بالتساوي و العدل و القسطاس المبين  و إما…. خزينة الدولة أولى بهذ الكنز.
عمر: و لكن ما تنساش اسي حمدان بلي راه هو لي لقى الصندوق ؟
حمدان: وما تنساش حتى أنت بلي في مقدورنانجردوه من الصندوق و لي بداخل الصندوق.
شيبوب: معاك الحق أسي حمدان، يلاه يا جماعة لي نلغاوه نجريوه، نقلبو الأول على سي تهامي نفريوها معاه و يبان الشغل.
لالاهم: (تعترضهم و التي كانت تراقب كل شيء)تبحثوا على شكون عاود تاني يا جماعة؟
حمدان:نبحث على صديقنا وخونا و حبيبنا سي تهامي.
لالاهم: يا سلام، تهامي ولى صديقكم  وحبيبكم وخوكم.
عمر: اش بغيتيتكولي عاودتني الالاهم؟ زعما كنا مختلفين معاه، ايوا يالالة الخلاف لا يفسد للود قضية، و أنت مولات لعقل.
لالاهم: ميلو مع الروى ،خدوج كان معاها الحق فكل ما كالت فيكم، ما بقى قوجهكم حيا، لحيا مشى مع الرجال لي ما بقينا نسمع عليهم غير  فيالقصص و النوادر  و الحكايات. سيرو قلبوا على صديقكم تهامي اش كتسناوا. الله يرحمك يا النخوة.
حمدان:  ياك، راك  تعايرينا الالاهم؟ ايوا ما زال يجري لفرنك في يدينا، ونشوفو واش نبقاو نهدرو على الرجلة و لا على النخوة.
عمر: اييه، كل شيء اليوم يشترى بالمال، الجاه بالمال و الشرف بالمال، و السلطة بالمال،و النخوة بالمال حتى النسا، حتى النسا والرجلة تتشرى  بالمال.
لالاهم:  ايوا  اش  كتسناو باش توليوا رجال، سيروا …سيروا قلبو على تهاميقلبو على الكنز، قبل ما يفلت من بين يديكم حتى هو
شيبوب: ما غاديش نخليوه يفلت من يدنا. يا يعطينا حقنا في الكنز يا كلنا نبقاو مزاليط يا لاه يا جماعة.
(تخرج الجماعة في بحث عن تهامي و تنطلق موسيقى شبيهة بموسيقى “الوسترن”)
لالاهم:هذا هو حالنا، الطمع  و الحسد مالي عينينا غير الله يلطف بينا.(يتم إنشاد من خلف الستارة، تروح لالاهم و تجيء متحسرة على الوضع الذي آلت إليه الساحة)
إنشاد جماعي: هذا هو حالنا.. مايل كي موالنا.. نصحاو منه محال.. زاغت فيه قدامنا.. غرقنا فيه و ليه.. ميل يا ميال
على الهامل في جنان.. يابس عودو فيه.. الفايق تضن سكران..و العايق ما يعنيه..و العايق ما يعنيه.
(يدخل عمرو من بعده شيبوب ثم حمدان يجرون أذيال الخيبة)
لالاهم : اش بكم  يا رجال؟ شفتكم موليين بيديكم خاويين، ايوا فين المال فين الجاه فين السلطة فين النسا فين النخوة؟.
عمر: التهامي؟…(و كأنما يتساءل مع نفسه) ما ضنتوش يوصل لهذ الدرجة من الدناءة و الحقارة.
لالاهم : اش من دناءة و اش من حقارة؟
عمر : دبر لمكيدة لسي علال قلنا ماعليهش و لكن باش يطمع في مراتو هذي خدايم الشيطان.
لالاهم :ما نضنك كتعرف حقيقة الأمر أسي  عمر.
شيبوب:ايوا يا لالة نورينا، راه حتى المخزن حار فيها، كيفاش دخلت خدوج في الصندوق.
حمدان: لالالا ….لالة خدوج مرا كاملة مكمولة ما يقدر عليها لا سي التهامي لا غيرو القضية فيها إن.
شيبوب: عندك الحق حتى أنا هذ القضية ما دخلاتش لي للراس. التهامي بالمشاكل لي فيه، ما يوصلش لهذ الخبث و لالة خدوج ماشي ساهلة عاود تاني.
لالاهم: هاديك لالاكم خدوج و اجركم على الله. ياك كالت ليكم لحكاية سرها فيها
عمر : و عرفنا لحكاية سرها فيها و لكن هي  أش  دخلها للصندوق؟.
لالاهم:دخلتها لحكاية يا لباهل .
الجماعة:  دخلتها  لحكاية؟ ايوا فهم الفاهم…..
لالاهم  🙁 تبدأ في ترديد الأبيات الأولى، ثم ندخل في انشاد جماعي)
ترديدات جماعية و إنشاد:حكايتنا بألف معنى.. و أسرارها  ف لي يرويها..تجود ليه بكنوز الحكمة..و تزيغه في بحور التيه ما عندكم جدا في ابنادم..والموج ليجا تركب عليه سايقاك  للتيه طماعك .. لا همة بقات ليك و لا جاه وجيه.. حكايتنا للي يرويها.. مصقولة بقواعد وطبوع.. و كلام بقوافي مرصع مشفوع .. مطرز تطراز خيوطو من حرير رفيع .. مواجه مواج تتلاطم لي ما فهم  تنفيه. أحكايتنا يا ناس المعنى .. شباكها مواجهة للريح.. ما يربط لجامها .. غي صبار بحالي.. و لا لي هبالو بحر يسبح فيه.. والى ما عندك مجداف يا بنادم .. و الموج لي جا تركب عليه.. خلي لحكاية للي يرويها .. يعرفك سرارها و لي تخفيه
                                                       نـــــهـــــايـــــة
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت