ملتقى الشارقة السادس للبحث المسرحي/ حاتم التليلي

 ضمن فعاليات مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة كان لقاء اليوم 30 سبتمبر 2018 في المركز الثقافي مخصّصا لملتقى الشارقة السادس للبحث المسرحي، وهو لقاء يعرّف ويناقش أهمّ الأبحاث المسرحية المنجزة في الجامعات العربية وكلّياتها، كما يساهم في التعريف بالباحثين الجدد. ضمن هذا السياق كان للجمهور المسرحي من مبدعين ونقّاد وباحثين واعلاميين موعدا مع الباحث المصري أحمد عبد المنعم الذي ناقش أطروحته في سنة 2018 وهي تحت عنوان “النص الحواري في المسرح التعبيري”، والباحث الجزائري سليم شنّة الذي تحصل على شهادة دكتوراه تحت عنوان : “كيف تأثّرت حركة الاخراج المسرحي في الجزائر بثورة الاستقلال”. قدّم هذا اللقاء وأداره حسين علي هارف.
وفقا للتقديم الذي أدلى به، يهدف بحث أحمد عبد المنعم، إلى الكشف عن مدى إمكانية اعتبار ما هو غير حواري نصّا، بوصفه يمثّل ضربا من ضروب الأنظمة العلامتية، وبخاصة في النصوص المسرحية، بينما وظف في سياق اشكاليته تلك جملة من المناهج كالمنهج السيموطيقي والتاريخي والبنيوي والمقارني. أما منهجيا فقد قسم بحثه إلى قسمين هما: النص غير الحواري خارج إطار الحبكة والنص غير الحواري داخلها، معتمدا في ذلك على العديد من المصادر مثل مسرحية القرد كثيف الشعر والإمبراطور جونز وبعل وحلم وسوناتا والشبح. يعرّف أحمد منعم بحثه بالقول : “انطلق هذا البحث، وأسئلة، حول ماهية وجدوى كل ما ليس حوارا في النص الدرامي المسرحي المطبوع، ومدى امكانية اعتبار كل هذا نصا سيميوطيقيا، واعتبار كل عنصر من العناصر المكونة له نصا أصغر”.
أما بحث سليم شنّة، فقد سلط الأضواء على مكانة الفعل المسرحي في أزمنة الثورة الجزائرية وحدوث الاستقلال، ومن بين الأسئلة التي طرحها، هل يمكن النظر إلى المسرح بوصفه ثوريا مستقلا بذاته أم بوصفه في تبعية للثورة الجزائرية؟ وهل عليه تقديم انجازاتها ومحاكاتها والارتباط العضوي بها كآلية يتمّ اتخاذها من أجل تثوير الشعب الجزائري أم هل عليه التموطن في مواقع جمالية وفكرية أخرى؟ قدّم سليم جملة هذه الاشكاليات التي تناولها في بحثه، ليفصح لنا عن عديد التجارب المسرحية في الجزائر التي ذهبت إلى إعادة تربية الانسان وهندسة الأرواح من خلال تشكيل الثورة الجزائرية مسرحيّا، ومن خلال رصدها الواقع الاجتماعي. إضافة إلى ذلك تحدث سليم شنّة عن محنة المسرح في تلك الحقبة، إذ ثمّة بعض الأعمال التي أنجزت في السجون، كما إن الفضاءات المسرحية كانت مخصصة للمستعمر فحسب ممّا جعل من بعض المسرحيين يلتجئون إلى فضاءات أخرى ومغايرة تماما لقرينتها المخصصة للمسرح. ضمن هذا السياق تحدث بالقول: قسمنا البحث الى خمسة فصول توسعت حسب الهدف والمنهج، فكان أن ولجنا من خلال الفصل الأول منه الى عالم جذور الثورة في المسرح الذي تطرقنا من خلاله الى أن علاقة الثورة بالمسرح عريقة وقديمة نمت وترعت منذ البدايات الأولى، وهيمن المسرح على الثورة وأصبحت الثورة احدى اتجاهاته وألوانه الفنية (..) أما الفصل الثاني فتناولنا الإخراج والبناء الدّرامي للنص المسرحي، وفلسفته وتلك الجماليات  بين القراءة والمشاهدة وفضل التكنولوجية التي كان لها دور، في المشاهدة البصرية من تقنيات الفن المسرحي التي تتمثل في العرض المسرحي أو فضاء العرض من ناحية الاضاءة المسرحية والمناظر والتقنيات الأخرى (…) وفي الفصل الثالث تعرضنا لدراسة تجليات حضور تيمة الثورة في المسرح الجزائري (…) تبع ذلك  بفصل رابع عنون بالجماليات الفنية لعروض خمسينية الاستقلال الجزائري، وأخيرا كان الفصل الخامس وهو الفصل التطبيقي وخصصناه لدراسة وتحليل مسرحيات خمسينيات الاستقلال، الذي من خلالهما نجد أن المسرح  والثورة ثنائية جدلية استقطبت اهتمام المفكرين والباحثين على مختلف عصورهم ومذاهبهم”.
بذلك تكون فعاليات مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة قد انتهت، ولم يتبق غير الاختتام الذي ستعلن من خلاله لجنة التحكيم عن الفائزين بالجوائز المخصصة لذلك.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت