مسرحية "ثورة دون كيشوت" لوليد دغسني: من المجنون؟ الشعب أم الطبقة السياسية؟/ وات
تابع ضيوف “بيت الرواية” ضمن تظاهرة ” تظاهرة “دون كيشوت في المدينة: ضرورة الحلم”، عرضا مسرحيا بعنوان “ثورة دون كيشوت” للمخرج الشاب وليد دغسني وهو عمل من إنتاج فرقة “كلندستينو” للإنتاج المسرحي، أداء يحيى الفايدي وأماني بلعج
قراءات وإضاءات حول الأبعاد الوجودية والخفايا الجمالية الفلسفية في رواية « دون كيشوت » لميغيل دي سرفانتس، قدمها نخبة من الروائيين والنقاد في الجلسة الاولى للندوة الفكرية الخاصة بتظاهرة « دون كيشوت في المدينة…ضرورة الحلم » التي انطلقت فعالياتها اليوم الاربعاء بمدينة الثقافة لتتواصل الى غاية يوم 12 اكتوبر الجاري، بتنظيم من بيت الرواية.
وتمحورت أولى جلسات الندوة الفكرية حول موضوع « دون كيشوت والحداثة الروائية »، وقبل أن يطرح الروائيون المشاركون في هذه الجلسة تصوراتهم حول هذا الجانب البحثي في « الدنكيشوتية »، قدم الشاعر التونسي آدم فتحي قراءة لمختارات شعرية لـ »رحلة دون كيشوت الأخيرة » للشاعر السوري الراحل ممدوح عدوان.
وفي حديثه حول « المفارقة والسخرية لتدمير اليقين الوهمي » في رواية « دون كيشوت »، بين الروائي والأكاديمي الجزائري واسيني الأعرج أن الشخصية الرئيسية في الروايات الشهيرة عادة ما تقتل كاتبها وهو ما بدا جليا في رواية « دون كيشوت » مشيرا إلى وجود نوع من لعبة الأقنعة في رواية سارفانتاس من خلال ما تضمنته من مفارقات كبرى بين عالم بقيمه الكبرى ومنها الفروسية وهو عالم في طور التكوين دون قيم واضحة.
ومن جهته تطرق الكاتب والروائي حسونة المصباحي إلى كلاسيكيات بورخيس وعلاقاتها بأدب سارفانتس مشيرا إلى أهمية الاطلاع على أسلوب كتابة بورخيس التي تختلف تفسيراتها من قارئ للآخر على غرار الاوديسية والشكسبيريات، وفي خصوص علاقة بورخيس بسرفانتس قال « أن بورخيس يهوى الأقنعة والتخفي وراء كتاب يحبهم »، ملاحظا أن الجديد لا يمكن أن يولد إلا من رحم القديم.
وفي محاضرته حول « دون كيشوت والرواية الضديدة » انطلق الناقد والأكاديمي التونسي محمد القاضي من سؤال مزدوج نظري وتاريخي حيث اعتبر من الناحية النظرية أن رواية « دون كيشوت » لسرفانتاس التي ظهرت بين سنتي 1605 و1615 قائمة على محاكاة ساخرة للمثل الأعلى للفروسية ولأخلاق القرون الوسطى مما يدفع الى التساؤل عن المقام الأجناسي الذي تتنزل فيه « دون كيشوت » باعتبارها رواية ضد الرواية.
وأضاف أنه من الناحية التاريخية فإن الدنكيوشوتية استعادت بطريقة هزلية البطولات المفخمة المبالغ في الاحتفاء بها في القرون الوسطى ولم تتحدث عن بطل حقيقي بل أنشأت بطلا مقلوبا يثير الضحك والإشفاق أكثر مما يثير الرهبة والإعجاب، وفق تقديره.
واهتم الشاعر والأكاديمي والروائي التونسي منصف الوهايبي في مداخلته بـ »الرواية الذاتية » في « دون كيشوت » حيث يرى أن هذا النص ينتمي إلى هذا الجنس عبر التباس التاريخ بالواقع والسيرة والرحلة أوالسفر مشيرا إلى وجود صلات وثيقة بين الإخبار والحكاية على المستوى الزمني أو في مستوى الشخصية من خلال رصد تسلسل تاريخي في فعل السرد وتطابق بين الشخصية الرئيسية مع المؤلف غير أن مواقف شخصية « دون كيشوت » في القصة بعيدة عن سيرة المؤلف ومعيشه في الواقع المرجعي.
وقد تم اختيار ديكور مشهدي لرموز وأطوار قصة « دون كيشوت » زين بهو مدينة الثقافة بمناسبة افتتاح هذه التظاهرة التي استعاد خلالها الحاضرون عهد « الدنكيشوتية » بملامحها الزمنية ومعانيها الوجودية.
وتشارك مختلف أقطاب مدينة الثقافة في هذه التظاهرة عبر عرض أعمال مسرحية وسينمائية وتشكيلية على امتداد ، وقد قدمت فرقة الاوركتسر السمفوني التونسي اليوم بمناسبة افتتاح « دون كيشوت في المدينة » مقطوعات موسيقية للملحن الفرنسي موريس رافيل بعنوان « دون كيشوت والأحلام الحلوة » بقيادة المايسترو محمد بوسلامة.