مسرحية: «كلتير» تؤثت ليوم الثالث من المهرجان الوطني للمسرح في نواكشوط/ محمد عزيز (الفرجة بموريتانيا)
شهد اليوم الثالث من المهرجان الوطني للمسرح في نواكشوط، عرضين واحد ضمن المسابقة الرسمية وهو «كلتير»، لفرقة لكصر المسرحية، وتأليف أبايَ سيد أحمد، وإخراج عالي الشيخ، والآخر خارجها وهو «الوحدة الوطنية» لفرقة كيهيدي، وإخراج عمر القاسم. تناول عرض «كلتير» إشكاليات عديدة تدور كلها حول الثقافة وماهية المثقف الحقيقي، وكيف يمكن تحديد أو فصل الثقافة العربية الأصيلة عن الوافد إليها عبر تيارات العولمة والتغريب، كما استعرض النص صورة المثقف في برجه العاجي، وكيف ينظر للآخرين باستعلاء، ويحتفي فقط بنظرته هو للثقافة ويعتبر ما يخالفه لا يمت لثقافة بصلة.
نجح المخرج في بناء ديكور يناسب محتوى النص وحواراته، فجاء وكأنه يرسم بدقة العلاقة بين الكتاب وكاتبه وعدة ترسيمات أخرى للأشكال الثقافية المختلفة، كما وظف الموسيقى والتعبير الجسدي الراقص، ليناقش مسألة الاختلاف الثقافي بيننا وبين الآخر الغربي على مستوى التلقي الفني والإبداع، ورغم اجتهاده إلا أن حركة الممثلين لم تكن منسجمة مع الشخصيات التي تجسدها، وشهد العرض توظيفا سيئا للإضاءة، إضافة لعدم إجادة الممثلين للغة العربية.
العرض الآخر كان محاولة من فرقة فنية قادمة من جنوب موريتانيا لرسم صورة للوحدة الوطنية، حيث تتمازج الثقافة العربية مع الثقافة الإفريقية وتتعدد الإثنيات هناك، وضم العرض لوحات تشخيصية صامتة طويلة، جسدت مفهوم علاقات المواطنين ببعضهم البعض في وطن مشكل من فسيفساء متناغمة جدا، واعتمد العرض على المباشرة في إرسال الرسائل عن أهمية الوطن، وأهمية الوحدة، ما جعله يبتعد عن العمق الذي يفترض أن يميز أي عمل مسرحي احترافي.