الفنانة فاطمة تحيحيت في ضيافة مسرح تافوكت
ضمن التوطين المسرحي لفرقة فضاء تافوكت للإبداع
في إطار التوطين المسرحي لموسم 2018 ، احتضن فضاء المركز الثقافي عين حرودة مساء الأمس السبت 03 نوفمبر الجاري ماستر كلاس الفنانة (فاطمة تحيحيت) وذلك بتظيم من فضاء تافوكت للإبداع وبدعم من وزارة الثقافة و الاتصال. وبتقديم الفنانة (خديجة تافوكت).
وقد سلط هذا اللقاء على بداية علاقة الفنانة فاطمة تحيحيت بالغناء والفن عموما شبيهة بعلاقة كل بنات ونساء منطقتها، إذ كن يمارسن الغناء في المناسبات العائلية، ولكنها اتخذت مسارا مغايرا بعد قرارها الاحتراف بتشجيع من عدد من صديقاتها وقريباتها، باعتبارها واحدة من الأصوات العذبة بمسقط رأسها بمنطقة ” حاحا ” القريبة من الصويرة. كان قرار فاطمة تحيحيت جريئا لأنها قررت أن تكون تحت الأضواء وأن يتجاوز حضورها حفلات الزفاف أو غيرها من المناسبات التي تدعى إليها.
و قد تعرف الجمهور الأمازيغية على فاطمة تحيحيت في المرة الأولى في أغنية “مرحبا اللي جابتو عندنا الوقت ”، لتتلقى بعدها عرضا لمشاركة الرايس الحاج محمد الدمسيري رحمه الله عددا من الأغاني وتساهم بذلك في انتشارها.
ثم تميزت أغلب أغاني فاطمة تحيحيت في بدايتها بطابعها الحزين، إذ كانت تعكس كلماتها مظاهر كثير من المعاناة التي نقلتها بصدق إلى الجمهور. و بتقبلها داخل المجال الفني واصلت الفنانة فاطمة تحيحيت مسارها وقدمت إلى جمهورها باقة من الأغاني التي كانت وراء انتشارها ليس فقط داخل المغرب، بل حتى خارجه أثناء مشاركتها في عدد من التظاهرات والمحافل الفنية الدولية ، لتستحق بذلك لقب ”الرايسة فاطمة تحيحيت مزين”. و تدخل إلى مجال التمثيل من بابه الواسع حيث لها مشاركات عدة في أفلام و مسلسلات بالعربية و بالأمازيغية.
و بالعودة إلى قصة البدايات فقد جاءت الفنانة «الرايسة تحيحيت»، البنت الأمازيغية المنحدرة آنذاك من قبائل تمنار بحاحا، و أخرجت «فن أحواش» من حدود القبيلة للسفر به الى مسارح المدن المغربية، والعواصم العربية والأوروبية، وشاركت به في مهرجانات الأغنية، والملتقيات الثقافية، و رسخته فنا أمازيغيا مغربيا أصيلا، وانفتحت به على العالم رافدا فياضا من روافد التراث الأمازيغي المغربي، الى جانب «عبيدات الرمى» و «الزاياني» والأهازيج و«العيطة » و «الأمداح» و «الملحون»، وغيرها من انماط وانواع فنون التراث المغربي، فاستطاعت « فاطمة تحيحيت» باجتهادها ، جعل رقصة « فن أحواش» تنسجم مع الأغنية الأمازيغية العصرية، لتصبح مكونا أساسيا من مكونات الأغنية المغربية المعاصرة، الناطقة باللغة الأمازيغية – لسان أهل سوس -، فسارت بذلك على اثر الفنان الأمازيغي الملهم الرايس الحاج بلعيد رحمه الله. و أمست الفنانة فاطمة تحيحيت مع بداية كل سهرة تشارك فيها، سواء داخل المغرب او خارجه، تحرض البنات الراقصات بأغانيها ذات الإيقاع الراقص، على تحية الجمهور والترحيب به، وما يصاحب ذلك من نغمات الأغنية بالصوت الأنثوي الجهوري المعروف بـ «هيهاته» الرقيقة، التي تقشعر له ابدان الأمازيغ، فالغناء لا يمنع «الرايسة» من اداء رقصات فردية وجماعية من حين لآخر، تظهر بها الفنانة فاطمة تحيحيت إمكانياتها الفنية الاحترافية التي لا تخلو من مهنية. حيث حنحنات الرباب السوسي ما يميز السهرات الغنائية التي تنشطها و هذا لكون «الرايسة» تقوم بتقديم أشكال رقص متناسق يتسم بالحياء، تحاكيها فيه راقصات مجموعتها بأوضاع متنوعة وأساليب يوظفن خلالها اجسادهن بسرعة وإبداع، فينبهر الجمهور، مثلما تفعل برقصة «دائرة الهايت» الأمازيغية، ونظيرتها رقصة اغصان شجرة الأركان، وكلتاهما رقصتان تتحرك لها أطراف اجساد الراقصات وهن منسجمات في وحدة حركة وقوفا وقعودا حيث ترقص الفتاة مع ايقاع الأغنية التي يصاحبها الرقص، والاهتزاز من أصابع الأيدي المتناغمة مع «حنحنات» اوتار «الرباب السوسي» وإيقاعات موسيقاه.