بالأردن..منتدون يؤكدون اهمية تعزيز حضور النقد الدرامي وتعزيزه/ بترا
أكد منتدون اهمية تعزيز حضور النقد الدرامي لدى مختلف الجهات المعنية للوصول الى تميز ونهوض بالإنتاجات الدرامية بمختلف أشكالها على المستويين المحلي والعربي.
وفي الندوة الفكرية التي حملت عنوان “تعزيز التفكير النقدي في الدراما” وعقدت امس السبت، نظمها منتدى النقد الدرامي في مقر الجمعية الفلسفية الاردنية بعمان، شدد المنتدون على ضرورة أن يكون النقد الدرامي حاضرا كفعل أكاديمي في المؤسسات الاكاديمية التي تعنى بالدراما وفي سياق العملية الانتاجية والمهرجانات وما بعدها، وما لها من دور في التأثير بالمجتمع.
ولفتوا في الندوة، وهي الثانية للمنتدى ضمن سلسلة ندوات علمية وفكرية، تحت مظلة “دور الدراما بالتأسيس لمجتمع مدني”، الى اهمية تطوير اليات النقد وتجديد الافق النقد واهمية حضور النقد كعنصر من عناصر النص والعرض الدرامي بمختلف اشكاله من خلال فن السخرية.
وفي الندوة التي ترأستها امين سر المنتدى الكاتبة والمخرجة الدكتورة مجد القصص، تحدث في الجلسة الاولى الباحث الدكتور سالم الدهام، في ورقة بعنوان “تجديد الافق النقدي وتنويع آليات القراءة”، حول الدراما التلفزيونية والسينمائية.
واكد ان تجديد الافق النقدي لا يمكن ان يكون الهدف من ورائه فرض مزيد من القيود المعيارية على حركة الابداع لكبح جماحها وتحجيمها في مسارات ودروب ضيقة وانما هو دعوة للفت الانظار لعناصر لا يحتفى بها كثيرا في اعمالنا الدرامية وتضيع بسبب عدم تعاملنا معها بما يليق بها من العناية والاهتمام كالموسيقى التصويرية وتقنيات السرد وتصميم الزمن الداخلي وتوظيف المكان بجميع عناصره وبناء اشكال مختلفة من الاداء للشخصيات الدرامية تحول دون تآكل الممثلين وسقوطهم في التكرار والرتابة.
وفي ورقته المعنونة بـ”اثر العمل الدرامي في تطوير آليات النقد” تحدث الناقد والمخرج علي فريج، عن اهمية الابداع في صياغة الفعل الدرامي، مستعرضا النقد كمصطلح ادبي ومدارسه الحديثة.
وقال فريج ان العملية النقدية قد تنتقل بين المدارس الفنية المختلفة وتمزج بينها وبين الحالة الواقعية الواضحة في العمل الفني او الرمز الذي ابدع في تكوين مفرداته الفنان الذي يعي مفردات عمله التي تعتبر اهم ركائز الابداع ومسبباته، عندها تتمثل اهمية ضرورة النقد كعملية مرادفة ومهمة في تقييم وتحليل العمل الفني.
ولفت الى ان النقد الدرامي لا يزدهر الا بازدهار الدراما، ولا تتطور الياته بعيدا عن الفعل الدرامي المتجدد والمتطور، مبينا ان العلاقة بين النقد والدراما علاقة تكاملية.
وفي ورقة عنوانها “النقد بين النص والعرض..دور مؤجل في انتظار التنمية والحريات” استعرض الناقد المسرحي الزميل جمال عياد تطور النص الدراما تاريخيا، مشيرا الى ان النصوص الدرامية اخذت تتكيف معبرة عن كل مرحلة تمر فيها تطورات المجتمعات الرأسمالية.
وتحدث عن تفكيك النص الدرامي عبر مراحل التاريخ وعن الرؤى النقدية بين النص والعرض، لافتا الى ان الاشتغال النقدي على الدراما يهدف الى الرقي بها تنويريا لخدمة هذا المجتمع المدني المنشود.
ولفت الى ان الاشكالية تكمن بطغيان البعد الادبي على الدرامي احيانا وعملية اجراء تغيير في النص الدرامي بتسويغ عذر اعداد معاصر له تجري من خلال ذلك مصادرة بعض الافكار الرئيسة وتبيئتها ليست كلغة تواصل وانما لخدمة مصالح ممول العرض الدرامي. وفي الجلسة الثانية من الندوة لفت الباحث الدكتور نارت قاخون بورقته التي حملت عنوان”هذا المسلسل برعاية النقد/الناقد” الى ان النقد والنقاد شركاء مفترضين ومنتظرين لقوة الاعلان، اذ انهم يحظون بقوة الفهم والتذوق المكتسبة من توصيفهم بالنقاد بوصفهم خبراء بالقراءة والتحليل، مشيرا الى ان الموصوفين بالنقاد صنفان منهم المزيف ومنهم الحقيقي والمعيار بينهما معرفي علمي منهجي.
واوضح ان النقد والتفكير النقدي المنهجي مقاربات لا تنجز الا برؤى فلسفية واجهزة مفاهيمية وادوات اجرائية تجيب على اسئلة مركزية وما يشتق منها.
ولفت الى ان الفوارق بين الناقد الحقيقي والمزيف تتضاءل متى انتقلنا الى دائرة التلقي الجماهيري العمومي لانها محكومة بـ”سحر الاسماء والاوصاف” اكثر بكثير من تحقق مصداق هذه الاسماء والاوصاف.
وتحدث عن التلقي النقدي والتلقي الجماهيري والتحولات البراديمية في النقد والتحولات السياقية وازمة موت الناقد، لافتا الى انه في عالم ما بعد الحداثة اصبح السياق الوجودي لا التقويمي النقدي هو ما يجعل الادب ادبا والفن فنا والدراما دراما واصبحت الكلمة العليا هي للسياق الترويجي.
واستعرضت الباحثة الدكتورة اماني جرار في ورقتها حول “دور المؤسسات الاكاديمية بتعزيز التفكير النقدي في الدراما كأداة للتاثير في المجتمع المدني” علاقة النقد الفني بالتفكير الناقد والتفكير الابداعي بتذوق القيم الفنية والجمالية لدى طلبة الجامعات.
وتحدثت عن علاقة التفكير الناقد بالتذوق الفني الجمالي ، مستعرضة الفرق بين التفكير الابداعي والتفكير الناقد، واراء الفيلسوف الايطالي انطونيو غرامشي حول المضمون الدلالي لمفهوم المجتمع المدني.
ودعت الى تنمية التذوق الجمالي لدى الطلبة وضرورة تطبيق مهارات التفكير الناقد لديهم.
وفي ورقته التي حملت عنوان “النقد عبر السخرية والجسد الكرنفالي” كان اخر المتحدثين المفكر الدكتور موفق محادين الذي لفت الى لغة الضحك بوصفها سخرية سوداء، مشيرا الى اراء لوسيان فابر وهوفمان وبرغسون. واستعرض اراء سيغموند فرويد ومدرسة فرانكفورت الماركسية الفرويدية، كما تحدث عن تصورات باختين ولوكاش حول المدينة واجناسها الثقافية والاجتماعية من الرواية الى الضحك الى القوة الجديدة.
ولفت الى ان ارستو فانيس المعبر الحقيقي عن الكوميديا السوداء، وتحدث عن الفانتازية الساخرة لدى “رابليه” وغروتسك فيكتور هيغو.
وتحدث عن لغة الجسد الكرنفالي كشكل نقدي.
وفي ختام الندوة التي شهدت حضورا نوعيا، سلم رئيس المنتدى الدكتور محمد خير الرفاعي شهادات المشاركة للباحثين.