مكرم السنهوري يثري المكتبة المسرحية "بذاكرة نفزاوة المسرحية"/ العربي بن زيدان (تونس)

من تأليف مخرج المسرحي و المدير الفني لمركز الفنون الدرامية قبلي بتونس

 
احتفى مهرجان دوز العربي للفن الرابع على هامش الطبعة 13 ،في إطار الأنشطة الفكرية التي سطرتها المديرية الفنية للمهرجان برئاسة الفنان عبد الناصر عبد الدايم و منصور صغير، بأول إصدار يؤرخ و يوثق للحركة المسرحية بمنطقة نفزاوة التي تضم عدد من المدن و البلدات بولاية قبلي جنوب غرب تونس العاصمة، حيث استضاف المهرجان صاحب كتاب “ذاكرة نفزاوة المسرحية” المخرج المسرحي و مدير مركز الفنون الدرامية لمدينة قبلي، مكرم السنهوري إبن منقطة نفزاوة، ومن الجيل الجديد للمسرحيين الذين أنجبتهم فرقة بلدية دوز للتمثيل فكانت المناسبة فرصة للتعريف بالمولود الجديد مع تنظيم فقرة للبيع بالتوقيع من طرف الكاتب مكرم السنهوري.
يتضمن كتاب “ذاكرة نفزاوة المسرحية” عبر 152 صفحة، أهم مراحل ميلاد الحركة المسرحية بهذا الإقليم الجنوبي بداية من سنة 1948 إلى غاية اليوم، حيث تأسست الحركة المسرحية في سياق تاريخي جد مضطرب و البلاد تحت سيطرة الإحتلال الفرنسي فكان من البديهي أن يكون للمسرح دور نضالي و وطني بفضل مجموعة من شباب المنطقة الذي درسوا بجامع الزيتونة، حيث سجل المؤلف أسماء لمجموعة من المناضلين الذين أثروا الحركة المسرحية في تلك الفترة أمثال بلقاسم الدابر، محمد صالح الشتوي، الساسي بن عبد الله و غيرهم كثير.
و إنطلاقا من هذا المنهج في الكتابة، أخذ الكتاب شكل التوثيق و الإحصاء مع تقديم أعلام المنطقة من المسرحيين إلى جانب الفرق المسرحية فضلا عن جرد لمختلف التظاهرات المسرحية سواء تعلق الأمر بمسرح الكهول أو الأطفال، و مسرح العرائس بما لا يدع مجالا للشك، أن مساهمة مسرح الهواية في منطقة نفزاوة كان له دوركبير على عموم الحركة المسرحية في تونس .
و لا بد من تنويه بالمقدمة التي خصها بها الفنان محمود الماجري كتاب “ذاكرة تفزاوة المسرحية” حيث كتب الماجري “أن صدور الكتاب يتزامن مع إنطلاق نشاط مركز الفنون الدرامية و الركحية بولاية قبلي و أن ينجزه المسرحي مكرم السنهوري، المدير الفني للمركز فذلك دلالة على شيئين، أولهما الإعتراف العلني بما أنجز من فعل مسرحي في كامل جهة نفزاوة منذ 1948 و ثانيهما التصريح الضمني بأن المسار المستقبلي للمركز لا يمكن أن يخرج عن إطار ما تراكم من نشاط “.
كما أثنت الإعلامية و رئيسة جمعية النقاد المسرحيين التونسيين، فوزية المزي، على الكتابن، واصفة إياه بالوثيقة المهمة بالنسبة للباحثين و الدارسين حيث جاء الكتاب ليثري المكتبة الوطنية. هذا، و توقف الكاتب مطولا عند تجربة فرقة بلدية دوز للتمثيل، بإعتبار أن المخرج مكرم السنهوري، منتوج الجمعية، حيث تأسست الفرقة عام 1985 على يد الفنان منصور الصغير و سرعان ما ضاع صيتها في أرجاء تونس و خارجها بفضل الأعمال المسرحية التي أنتجتها الفرقة و حظيت بتتويج وطني، عربي و دولي.
تجدر الإشارة، أن مكرم الصنهوري من مواليد 1985 بمدينة دوز متحصل على ديبلوم إختصاص فنون الممثل من المعهد العالي للفنون المسرحية بتونس سنة 2010 ،أخرج للمسرح ،مسرحيات “ترياق،صابرة،سفينة الصحراء “كما مثل أدوارا سينمائية ،إلى جانب تجربة في المسرح المحترف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت