مسرحية "سر الحياة "نموذج تربوي و بيداغوجي في الحفاظ على الثروة المائية/ لعربي بن زيدان (تونس)
قدم مركز الفنون الدرامية و الركحية لمدينة مدنين بقيادة المدير الفني جمال شندول، مساهمة ثرية ضمن فعاليات الطبعة 13 لمهرجان دوز العربي للفن الرابع من تنظيم فرقة بلدية دوز للتمثيل حيث شارك المركز ضمن برنامج مسرح الطفل بعملين، و هما مسرحية “السمكة العجيبة” في مسرح الدمى و مسرحية “سر الحياة أخر إنتاج مسرحي موجه للأطفال من تأليف الشاعر و الإعلامي نورالدين بطيب.
استمتع جمهور قاعة العروض بدار الثقافة محمد المرزوقي بمدينة دوز، بعرض مسرحية “سر الحياة”، تأليف الإعلامي نورالدين بطيب، إخراج حمزة بن عون، وتمثيل خالد المالومي، حمزة ضو خالف الله، هيفاء، الكامل، منية حمدي، و حمزة بن عون حيث تسلط المسرحية الضوء على ظاهرة التبذير في إستغلال المياه ففي الوقت الذي تعمد السلطات على تكثيف الحملات التحسيسية لفائدة المواطنين للحفاظ على الماء كمصدر أساسي في الحياة من خلال الإعتماد على مختلف الوسائط الإشهارية، جاءت مسرحية “سر الحياة” في شكل درس بيداغوجي و تربوي ممسرح، يعتمد على مستويات فنية متعددة، كالسينوغرافيا، و الديكور و الموسيقى و أداء الممثلين حيث لم تخلو المسرحية من المشاهد العجائبية توفر للمتلقي من فئة الناشئين، المتعة و التعلم وسط أجواء من الفرجة لأفلام الكارتون.
تدور أحداث المسرحية، وسط مزرعة ملك لأحد القرويين، يستغلها في زراعة الأشجار المثمرة، لا يدخر جهدا في العناية ببستانه مصدر رزق عائلته و بعد فترة يقرر الأب السفر لقضاء بعض الأغراض خارج القرية فيوكل مهمة الإعتناء بالمزرعة في غيابه لولديه، أنيس، و أريج غير أن قلة تجربة إبن أنيس و تهوره في بعض الحالات تجعله، يسفر في هدر ماء البئر سواء في السقي أو في الإستغلال العشوائي أثناء فترات الحر الشديد تحت أنظار شقيقته أريج التي تفشل في محاولة توقيف أخيها في التمادي في إهدار الماء لعلمها بأن البئر ستجف حيث يعتمد المخرج حوارات شيقة بين الشخصيات، كالبئر و الشجرة و هي تتوسل الفتى كي يتوقف عن فعلته.
وخلال عودة الأب،يصطدم بالواقع الجديد الذي أصبحت عليه الضيعة، حيث جفت البئر، وتضررت الأشجار المثمرة، فيقرر معاقبة نجله و دفعه نحو البحث عن وسيلة كي تمطر السماء و لا سبيل لذلك إلا تنظيم رحلة للملكة الغيوم و التوسل لديها بإنزال الغيث. و في هذه الأثناء، تطرق المسرحية باب العجائبية، من خلال مجموعة من المواقف الطريفة تواجه الفتى، أنيس حيث يستنجد في طريقه بالمصباح السحري لعلاء الدين، و العصا السحرية و كلها شخصيات إستحضرها المخرج لما تشكله من مرجعية فنية لدى الأطفال، حيث تمكن الفتى من هزم الساحرة الشريرة التي كانت تحجز الغيمات و قام بتحرير مملكة الغيوم و عاد المطر ليعم على الأرض و عاد لها إخضرارها. و في نفس النظرة البيداغوجية التربوية و التعليمية لفائدة فئة الناشئة، تعتمد مسرحية” السمكة العجيبة”تأليف و إخراج مفتاح بوكريع، على تقنية مسرح العرائس و خيال الظل في مجال تحريك شخوص المسرحية ضمن قصة شيقة بطلها صياد فقير يقتت من صيد السمك حيث تربطه علاقة قوية مع البحر مصدر رزقه .و بعد فترة فجأة ينقطع رزق الصياد و لم يعد يستطيع أن يصطاد أي سمكة حيث إنقطع رزقه و تحولت يومياته إلى جحيم تحت ضغط زوجته المتسلطة التي لم تحتمل هذه الوضعية .و في يوم من الأيام و هو يمارس الصيد لعله يظفر بسمكة ،يفاجئ حينها بسمكة عجيبة ليست كباقي الأسماك ناطقة ،تحدثه و تطلب منه أن يعداها إلى البحر مقابل أن توفر له كل ما يتمنى .فمكان للصياد إلا أن إستجاب لطلب السمكة لكن زوجة الصياد ،سرعان ما تدرك قدرة السمكة على تلبية الأمنيات فتضغط على الصياد بأن يكثر من الطلبات لكنه يرفض الرضوخ لطمع الزوجة و يقرر الإتكال على نفسه في الحصول على قوت يومه.لقد قدمت مسرحية السمكة العجيبة،بأسلوب فني راق رسائل تربوية للأطفال.