مسرحية ثلاث ثوان من سوريا عندما تضيق بِنَا الأحلام ! / الفرجة

الدورة 20 لأيام قرطاج المسرحية 

 
مسرحية موجعة قدٌمها الفنان السوري ميار ألكسان من تأليفه بالأشتراك مع حور ملص التي جسدت هذه المسرحية التي
عانقت فيها الروعة وهي مزيج من المونودراماو الكوريغرافيا.  إذ تكشف فبها حور ملص عن أمكانيات ستثنائية في تجسيد العرض  المسرحي إذ تقوم حركة الجسد مقام الكلام واللغة فهذا العرض يكاد يكون عرضاخاليا من الكلام يقوم فيه الجسد بدور اللغة في التواصل مع المتفرج على مدى ساعة
هذه المسرحية التي أختار الثنائي ميار ألكسان وحور ملص أن يطلقا عليها عنوان “ثلاث ثوان” تختزل كل الأوجاع  الممكنة التي يمكن أن تصيب اليوم المواطن العربيالهارب من أحلامه التي يحاول أن يخبئها في الأقبية وتحت الأغطية وأن يكتمها عن كل
المحيطين به تحت الأغطية الصوفية وفي الأقبية بل في الأرحام أصلا .
مسرحية تجريبية موجعة أختار مخرجها تغيير الفضاء التقليدي للعلبة الإيطالية مع ديكور عار وظلام تقطعه من حين لآخر إضاءة
خفيفة تكشف عن حجم البشاعةوالخوف الذي يسكن هذا العالم ، فشخصية المسرحية الوحيدة لا أسم لها وهذا واضح أنٌه
مقصود لأنها تعبٌر عنا عن الذات الآنسانية في لحظات الخوف والأحباط فيمطاردة الأحلام الهاربة .
إن هذه المسرحية التي عرضت في فضاء صغير أشبه ب” الدكان ” في فضاء الفن الرٌابع حيث جلس أغلب الجمهور على الأرض كسرت المفهوم التقليدي ليس للفرجةفقط بل للعرض المسرحي أساسا الى حد أصبح فيه المتلقي جزءا من العرض .
مسرحية ثلاث ثوان عرض تجريبي يكشف العري الآنساني وعزلة الكائن البشري وهو يطارد أحلامه الهاربةو  نجحت الممثلة
السورية الشٌابة حور ملص في تجسيدهوليس غريبا أن يستقبلها الجمهور بكل ذلك التصفيق الذي يترجم الحفاوة بعمل تجريبي كشف عن رؤية مسرحية ناضجة في زمن اللامعنى وهي تترجم بشكل ضمنيمحنة السوريين وهم يواجهون مصيرًا مؤلمًا منذ
ثماني سنوات بين الوطن والمنفى وتلك هي رحلة الأحلام المتشظية والهاربة .
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت