الجزء الاول من ندوة «الكتابة المسرحية اليوم، تحولاتها ورهاناتها في الدرامي وما بعد الدرامي» بأيام قرطاج المسرحية ال 20/ وات

مثل التساؤل عن الكتابة المسرحية اليوم في المسرح العربي في ما قبل تجربة الكتابة الركحية وفي الوظيفة المعرفية وعلاقة هذه الوظيفة بتحولات الواقع السياسي والاجتماعي محور تباحث عدد من الأكاديميين والباحثين في افتتاح ندوة بعنوان «  »الكتابة المسرحية اليوم، تحولاتها ورهاناتها في الدرامي وما بعد الدرامي » أقيمت الأمس الثلاثاء بالعاصمة ضمن فعاليات الدورة العشرين لأيام قرطاج المسرحية بإدارة الباحث المسرحي التونسي عبد الحليم المسعودي.

وقدّم الجامعي حمدي الحمايدي في الجلسة الأولى لمحة تاريخية عن ظهور مسرح ما بعد الدراما في تونس معددا التجارب في هذا السياق على غرار تجارب عز الدين المدني وتوفيق الجبالي. ولفت إلى دور المهرجانات ومراكز التكوين في تشجيع الاقبال على المسرح. وعبر عن أسفه لاقتصار التأليف المسرحي في تونس على بعض الأسماء، ولتفشي ظاهرة اكتساح الدخلاء للمسرح. واعتبر أن العالم العربي يعيش حالة « انيميا » أي فقر في الحيرة والتساؤل والحوار والتمحيص، مشددا على دور المسرح كتعبير فني قادر على طرح هذه التساؤلات والإجابة عنها، ووضع حد لتغلغل ظاهرة الإرهاب في المجتمع.

اما الجامعي والناقد المسرحي محمد مومن فقد جاءت مقاربته نقدية لجل الأطروحات السابقة المتعلقة بمفهوم « ما بعد الدراما »، وخاصة لمقولات الألماني هانز تيس ليمان. وبين أن ليمان درس ظاهرة ما بعد الدراما لكنه ليس الوحيد وما قاله لا يجب التعامل معه على انه من المسلمات، من ذلك اعتباره أن جوهر المسرح ليس الدراما في حين أن الحالة الدرامية هي جوهر المسرحة على حد قوله.

وأكد على ضرورة فهم جواهر الأشياء لفهم بقية الفنون والتداخل فيما بينها، وبيّن الفروقات بين عبارة « مابعد الحداثة » و »مابعد الدراما »، داعيا إلى عدم « تعويم » القضايا، معلنا رفضه لما أسماه « المخاتلة المعرفية »

ولئن لم ينف قيمة العمل المرجعي الذي قام به ليمان فإنه أكد في المقابل على أن تلك الأطروحة قابلة للنقد والمراجعة، كما لفت إلى ضرورة التمييز بين الجوهر والدرامية والمسرحة، وكذلك الصورة والفرجة، والدراما والدرامي، خاتما حديثه بالتساؤل : « أليست الحداثة حداثات؟ »

وخصصت الجلسة الثانية للحديث عن « المؤلف وأقنعته الجديدة » وقد تضمنت مداخلات لكل من فوزية المزي وأم الزين بنشيخة وحاتم التليلي محمودي، في حين يبحث المتدخلون في الجلسة الثالثة مسألة « الكتابات المسرحية الجديدة في ما بعد الدرامي. وتتضمن مداخلات لباحثين من العرقا ومصر وايطاليا وفرنسا.

وتختتم الندوة اليوم  السبت بطرح مواضيع تتعلق بالتلقي والفرجة والفضاء العمومي وتقديم شهادات وتجارب حول المسرح ما بعد الدرامي يقدمها كل من المسرحي حمادي المزي (تونس) ونورا أمين (مصر/ ألمانيا) وخالد الرويعي (البحرين) وقاسم البياتلي (العراق) .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت