رد توضيحي للدكتور محمد المديوني على ما نشره الأستاد حاتم التليلي على حسابه الخاص

بخصوص ما احتواه كتاب:” النقد المسرحيّ وموقعه في الحياة المسرحية، اليوم وغدًا…”

 
محمد المديوني مدير الندوة الفكرية لأيّام قرطاج المسرحية 2017 الموسومة بـِ ” النقد المسرحيّ وموقعه في الحياة المسرحية، اليوم وغدًا…” والمؤمِّن لـ “تحرير الكتاب ” الحاوي لأعمال هذه الندوة والصادِر هذه الأيام يردّ على ما كتبه الأستاذ “حاتم التليلي” في حسابه الخاص والذي ادّعى فيه أنّ نصًّا ورد في كتاب النقد المسرحي وموقِعه في الحياة المسرحية.، اليوم وغدًا…” نُسِبَ إلى حاتم دربال مدير الدورة 19 لمهرجان أيّام قرطاج المسرحية والحال أنّه هو الذي دبّجه؛ ولَقِي تصريحُه هذا تفاعلاً يتراوح بين التعجّب والاستنكار وبين الدّعم والمساندة لما حصل من “ظلم” و”ضيم” وصل إلى شيء من الحماس ليس غريبًا عندما يَتَعلّق الأمر بالكلام عن “سرقة أدبية”؛
وسعيًا إلى وضع الأمور في نصابها. لحضرات القُرّاء ما يلي:
على ماذا نتحدّث وعلى أيّة سرقة نتكلّم؟ وعن أيّ أمر يتطلّب الدّعم والمساندة ؟ ما قرأته في بعض المواقع أمر عجيب فلقد ذهب بعضهم إلى المطالبة بـ “سحب كتاب النقد المسرحي” و”محاكمة السارق[كذا]”.
ما هي القضية؟ وما هو موضوع الجدل والخلاف؟ يتعلّق الأمر بنص في ثلاث صفحات يندرج ضمن النصوص البروتوكولية التي لا علاقة لها بالكتاب في ذاته، هذا الكتاب الذي يمتدّ على 330 صفحة وعلى 21 نصًّا كتبتها باحثات وكتبها باحثون من تونس والبلاد العربية ومن كندا وفرنسا. وردت هذه الصفحات الثلاث تحت عنوان “كلمة مدير أيّام قرطاج المسرحية حاتم دربال” إلى جانب نص آخر تحت عنوان ” كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله” وكلاهما وردا تصديرًا للمُؤلَّف، باعتبار أنّ الندوة تمّت في إطار أياّم قرطاج المسرحية وبدعم فعّال من الهيئة العربية للمسرح. وكان طبيعيًّا أن يَطْلُبَ مديرُ الندوة ومُحرّرُ الكتاب من المسْؤوليْن المذكوريْن هذين النصّين وقد تمّ ذلك، بعد أن أَعدَّ الكتاب إعدادًا تامّا ونهائيًّا للنشر ، بل وبعد أن أُرسلت مادّتُه إلى الهيئة حتى تختار الناشر الذي سيُنجز الكتاب مع تَرْكِ فراغٍ مخصّصٍ لهذين النصّين البروتوكولِيَّيْن.
وإذا عُدنا إلى هذه الصفحات الثلاث ونسيج كتابتها, نجدها تستجيب لطبيعة مثل هذه النصوص البروتوكولية الناطقة باسم المسؤولين في شكْلِها ومضمونِها.
أمّا عن الشكل فهو واضِح في ثنايا هذه الصفحات الثلاث وتتجسّد بوضوح في نهايتها التي ورَد فيها ما يلي: “… ولا يفوتنا أيضًا التذكير بأنّه ثمرة جهود مشترَكة مع الهيئة العربية للمسرح التي أكّدت على تعاوُنها المستمِرّ مع أيّام قرطاج المسرحية منذ 2013 فدعّمت الندوة الفكريّة للسنة الفارطة مادّيًّا ولوجستيًّا، وتبنّت طبع بحوثِها في هذا الكتاب، لذلك يتوجّب علينا الشكر الموصول إلى هذه المؤسسة ولكافة المشرفين والقائمين عليها، لنؤكّد على أهميّة التفاعل والتعاون معها في كل مرة نحو مسرح يؤسس لمستقبل أفضل على الدوام…” ألا تنطِق هذه الجمل وخاصة منها ضمير “نحن” باسم المؤسّسة، مؤسّسة المهرجان؟ ومن يكون الناطق باسم هذا المهرجان غير مديره أو مَن ينطِق باسمهِ؟
أمّا عن مضمون هذه الصفحات الثلاث، فإضافة إلى صيغة الكلام البروتوكولي الغالب عليها والذي ضمّنّا بَعْضه فنقف فيها على اقتباس لجمل من هنا وهناك وردت في الورقة العلمية التي أعدّها مدير الندوة والمُشرِفُ على نشْر أعمالِها، شأن ” المسرحُ فِكرٌ وتفكير … أيضا”، مثلا، التي أطلقَها شِعارًا للنشاطات الفكرية لتلك الدورة، أو مقولة “اكتمال الفعل المسرحي” التي صاغها مدير هذه الندوة في عدد من مقالاته وكُتُبه المتداولة منذ عقود. وإدراجُ مثل هذه المقولات دون الإحالة على المراجع التي وردت فيها يُمْكِن التسامحُ معه، ما دام الأمر يتعلّق بنصٍّ بروتوكوليّ لا غير.
في المُحصّلة هذه الصفحات الثلاث التي بلغت مديرَ الندوة والمُشْرِفَ على نشرها استجابت للحاجة البروتوكولية، ولذلك تمّ إدراج هذه الصفحات الثلاث في إطار تصدير الكتاب.
الآن من الممكن أن نطرح السؤال: من كتب هذه الصفحات الثلاث؟ المسألة تصبح مسألة ثانويّة؛ لماذا؟ لأنّ طبيعة النّصّ التي بيّنا سمتَها البروتوكولية ناطِقةٌ باسم المهرجان ومن يُمثّله؛ وحتى لو سلّمنا – جَدَلًا – أنّ هذه الصفحات الثلاث لم يكتبها مدير المهرجان فالأمر لا يصدم العقلاء والعارِفين؛ فمعلومٌ أنّ في الدواوين والإدارات من المُوَظّفين من يُسخِّر قَلَمَه لتحرير مثل هذه النصوص؛ فيَكتُبُ هذا الخطاب أو ذاك لهذا المديرٍ أو ذاك الوزيرٍ؛ أو يكتب نصًّا لمسؤول أو مسؤولة يُجيب به على هذه المقالة أو تلك. وتسخيرُ الأقلام على هذه الشاكلة أمرٌ متداوَل بل هو مهنة من المهن، من يقبَلُها عليه – أخلاقيًّا – أن يلتزم بواجب التحفّظ.
وما يُمكن قولُه، بكلّ مَوَدّة، للباحث الواعد “حاتم التليلي” هو هذا: لقد دُعيتَ إلى المشاركة في هذه الندوة وأنجزت نصّا نُشِر ضمن هذا الكتاب وهو أمرٌ يحسب لك ولمَن دعاك للمشاركة في هذه الندوة. وأنت قادِرٌ على أن تذهب بعيدًا في مشاريعك الإبداعية والبحثيّة التي تتطلّب منك أن تميّز بين الجوهريّ وغيره، فلا تترك نفسك تنساق إلى ردود الفعل هذه التي لا تضيف لكَ شيئًا يُذْكرُ…”
أرجو أن أكون قد وضعت الأمر في نصابه حتى لا يختلط الأمر على أصحاب المبادئ المدافعين على المُفَكِّرين والمُبْدعين.
وما ينتظرِه كِتابُ “موقِع النقد المسرحِيّ من الحياة المسرحية… اليومَ وغَدًا” وكُتّابُ مقالاته هو أن يُتعامل معه ومع جهود الباحثين الذين أسْهَموا فيه التعامِلَ الذي ينتظرُه كلّ من يكتُب ويُفكّر ويقترحُ… لا أكثَر ولا أقلّ.
كلّ التقدير والتحية للمؤمنين بالفكر والتفكير …
مودتي/ محمد المديوني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت