بعد نجاحها بتونس ملحمة خضراء لحافظ خليفة تجوب البلدان العربية من الامارات الى السعودية/ حافظ الشتيوي (تونس)
تواصل ملحمة ملحمة ” خضراء ” سلسلة نجاحاتها فبعد عروضها بتونس في أكبر المهرجانات وآخرها أيام قرطاج المسرحية تمت دعوتها للعرض بالمهرجانات الصحراوية العربية بعد أن تشبعت بالمهرجانات صحراوية بتونس
فبعد نجاحها بمهرجان الصحراء بالشارقة حيث ولقبت هناك من طرف النقاد ب”أيقونة الدورة الرابعة لمهرجان الشارقة الصحراوي 2018 ” تمت دعوتها مؤخرا لعرضها بالمهرجان الصحراوي بالرياض خلال شهر فيفري 2019
ومن أساب نجاح هذا العمل الفرجوي الضخم إعتماد المخرج حافظ خليفة على عناصر فرجوية متماسكة جمعت بين أصل الحكاية وهي السيرة الهلالية والتي تعتبر ارثا مشتركا ومرجعية شعبية بين جميع ذاكرات العالم العربي والتي صاغها الاعلامي حاتم الغرياني وجسد الشخصيات مشاهير تونسيون من المسرح والتلفزيون والسينما وبين الفضاء الطبيعي لسيرورة الاحداث الا وهي الصحراء والبيئة البدوية في توليفة موسيقية تدغدغ الاحاسيس الجياشة أبدع في ابتكارها الدكتور رضا بن منصور مدرجا في سياق الاحداث ثلاث أغاني من ابداعات الطرب ” لطفي بشناق” الذي صاغها بعناية خصيصا لهذا العرض الضخم وتوزعت الأغاني في سياق الاحداث الدرامية ، وكانت ذات دلالة جمالية وفني وأخيرا الرؤية السينوغرافية والجمالية الاخراجية التي تفنن فيها حافظ خيفة في كل مرة تلامس فيها يداه رمال الصحراء لتدغدغ ذاكرته وطفولته وتستنهض خياله ليعطي صورا جمالية ايحائية تجمع بين الطرافة والبداوة وبين الابداع والابهار
و يضم العرض اهم الاسماء الوجوه الدرامية البارزة وطنيا و عربيا على غرارمحمد كوكة وصالح الجدي و صلاح مصدق و دليلة المفتاحي و كمال العلاوي و ليلى الشابي و سهام مصدق و عبد اللطيف بوعلاق و نوريد الدين العياري و توفيق الخلفاوي.و اهم الطاقات الابداعية المسرحية بولاية قبلي.
ولئن اراد المخرج حافظ خليفة من خلال ملحمة ” خضراء ” الاحتفاء بالاديب التونسي الكبير الراحل امحمد المرزوقي من خلال الاحتفال بمئويته, إلا انه أيضا ارادها
فسحة درامية ورحلة في عالم الحياة البدوية من خلال عرض في شكل ملحمي و فرجوي تعتمد سيرة بني هلال ,و خاصة الجزء المتعلق بمجيئهم و حلولهم بتونس اذ حاول المزاوجة و مقاربة ما وقع بالامس بالحاضر على اعتبار ان تونس حاضنة لكل الثقافات و هي ملك للجميع,و التركيز على ما اضافته الثقافة الهلالية لبلادنا و دور المرأة الريادي في حلول السلام بالبلاد خاصة من خلال شخصية الجازية الهلالية عن الرغم من اطماع البعض و نكران الاخر.
مشيرا و بشكل جلي ان الهلالين في زحفهم الى تونس لم يكن سلبيا فقط بل كان تأسيسا للنسيج الاجتماعي الحالي للمجتمع التونسي و اضافة للموروث الثقافي بهته البلاد على التسامح و التمازج و الذي خلق لنا الان ثراء اجتماعيا و حضاريا مهما.