الدروة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي انطلقت الليلة الماضية من المسرح الكبير بدار الأوبرا/ همت مصطفى
افتتاح مبهر وحضور جماهيري لافت
- د. إيناس عبدالدايم: مصر همزة وصل لاتنقطع .. وجسر تعبر عليه قوافل التنوير
- إسماعيل عبدالله :جئنا إلى قلب العروبة النابض .. لنرفع في نيلها شراع الفن
- الجزائري سيد أحمد أقومي: المسرح يقف في وجه الأكاذيب ويغير الواقع
ليلة رائعة ، واستثنائية، عاشتها القاهرة أمس، الخميس 10 يناير الجاري،حين انطلقت من المسرح الكبير بدار الأوبرا ، الدورة الحادية عشرة لمهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح ، بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى ، وامتلأ المسرح عن آخره بفناني المسرح والمثقفين المصريين والعرب الذين احتفلوا بتدشين الدورة الجديدة للمهرجان.
الدورة افتتحتها وزيرة الثقافة د. إيناس عبدالدايم ، وإسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح د. يوسف عيدابي مستشار الهيئة، وعدد من القيادات الثقافية من مصر والإمارات. حفل الافتتاح الذي أخرجه خالد جلال ، وجاء مبهرًا، تضمن كلمات لوزيرة الثقافة وأمين عام الهيئة ، وكلمة المسرح العربي التي ألقاها الفنان الجزائري سيد أحمد أقومي ، كما تضمن عرض فيلمين تسجيليين ، أحدهما عن الهيئة العربية للمسرح ، والآخرعن شخصية صاحب كلمة اليوم العربي للمسرح.
وكرم المهرجان خلال الافتتاح 25 فنانًا وكاتبًا مسرحيًا مصريًا ، هم :أشرف عبدالغور، سميحة أيوب ، سهير المرشدي ، سميرة عبدالعزيز ، د. سمير أحمد، نعيمة عجمي ، د. نجاة على ، د. نبيل منيب ،عزت العلايلي ، رشوان توفيق ، جلال الشرقاوي ، ثناء شافع، سمير العصفوري ، فهمي الخولي ، يحى الفخراني ، محمود ياسن ، سمير غانم، آمال بكير،عبدالرحمن أبو زهرة، د. كمال الدين عيد،لينين الرملي،محمود الحديني، نبيل الحلفاوي، د. هدى وصفي، يسري الجندي.
في كملتها رحبت د. إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة بضيوف المهرجان من المسرحيين والنقاد والإعلاميين، مؤكدة سعادة المسرحيين والمثقفين المصريين باحتضان الدورة الحادية عشرة للمهرجان تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومشيرة إلى أن احتضان هذه الدورة من المهرجان يؤكد أن مصر تحتفي بالفن العربي في شتى مجالاته، لأنه كان ، وسيظل، همزة وصل لاتنقطع، وجسرًا تعبر عليه مواكب الإبداع والتنوير والابتكار. وأعربت د. إيناس عن سعادة وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح تحت رعاية سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، عضو المجلس الأعلى للدولة ، حاكم الشارقة، مؤسس الهيئة العربية للمسرح ورئيسها الأعلى ، مثمنة مايقدمه من دعم غير مسبوق للمسرح والثقافة عمومًا في وطننا العربي. قالت الوزيرة إن إقامة الدورة الحادية عشرة لأكبر مهرجان مسرحي عربي في قلب القاهرة، دلالة على مكانة مصر ، وماتتمتع به من أمن وأمان، وثقة في أن جمهورها محب للثقافة عمومًا وللمسرح بصفة خاصة، متوقعة أن تشهد فعاليات المهرجان حضورًا جماهيريًا واهتمامًا إعلاميًا كبيرًا نظرًا لمكانته وأهميته.
من جانبه قال الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله ، أمين عام الهيئة العربية للمسرح: نحن اليوم ندشن الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي، في القاهرة، القاهرة التي منحت لهذا المهرجان شهادة ميلاده عام 2009، و راح بالأمل و العمل يطوف الأقطار العربية، و يراكم النجاحات، يعود من جديد ليشرب من نيلها العظيم (ألم يقولوا من يشرب من نيلها لا بد أن يعود؟!!) أضاف إنها الدورة الحادية عشرة من المهرجان الذي تجاوز ما تفرضه مفردة مهرجان من شكل ومضمون لأن الحلم كبير، والنظرة بعيدة، ولأننا “لا نرضى بغير النجوم بديلاً. وجه كلامه إلى المسرحيين قائلًا: يا أهل المسرح. لم يكن “بتاح” إله الفن ينحت كل ما أبدع في مصر الفرعونية إلا ليسجل للتاريخ أن الفن هو اللغة الباقية والشواهد المؤبدة على حضارة أهدت العالم روائع العمارة والموسيقى والرسم وفنون التعبير، وها نحن اليوم بين أحفاد “بتاح”، في مصر العروبة وقلبها النابض، حجيجاً مسرحياً من كل حدب وصوب، جئنا لنرفع في نيلها شراع المسرح، لنوقد في ليلها أنواره، ونرفع على خشباتها ستاره.
قال عبدالله إنه اليوم العربي للمسرح، هذا اليوم الذي ندشن فيه دورتنا الحادية عشرة من مهرجان المسرح العربي، ندشن فيه فعاليات تقدح زناد العقل، وتفتح نوافذ القلب وتدوزن أوتار الروح، وتنصِّب المسرح سيداً في سبعة أيام وسبع ليالٍ يواصل فيها مئات المسرحيين تفاعلهم ويظهرون إقْدَامَهم في اجتراح الجديد والمتجدد، يبنون صرحاً للجمال ويحلقون نحو ذرى الخيال ليبشروا بالذي لا بد أن يأتي. وهنا أعبر عن اعتزازنا بسيد رسالة هذا اليوم في هذا اليوم، الفنان الجزائري الكبير سيد أحمد أقومي، والذي ينضم إلى موكب العلامات المسرحية العربية، نصغي لخطابه النابع من تجربته الفنية والإنسانية التي نحترم.
أضاف عبدالله طوبى للنقّاش والريحاني، لفاطمة رشدي ويوسف وهبي، طوبى لمنيرة المهدية وسيد درويش وبيرم التونسي، للإبياري والكسار، طوبى لزكي طليمات وجورج أبيض، طوبى لكل أولئك الذين لولا جهودهم لما كنا نقف الآن هنا، نقف لأن لهم دينَ الاعتراف في أعناقنا، و “الكلمة دين من غير إيدين.. بس الوفا ع الحر” والوفاء لغتنا وجسر محبتنا لخمس وعشرين قامة مسرحية نكرمهم اليوم لنكرم من خلالهم تاريخ المسرح المصري وكل حبة عرق لمسرحي ولنكرم أنفسنا بتكريمهم. قال إننا نمد نهمة الشوق على مراكب الحب من الشارقة التي تشرق شمس وطننا العربي من بحرها، لتنتهي النهمة في “الأولة بلدي” على ضفاف النيل، و يتردد الصدى من أطراف وطننا الممتد من الماء إلى الماء، أسراباً من طيور تحلق، و قلوباً من الألماس تخفق، و قامات نخيل “تشرح الحب للخميل”. تصل قوافل المسرحيين العرب إلى أرض الكنانة محملة بسحر المسرح وخوابي ما اعتصرت أرواحهم من الجمال، وها أنا آتي بينهم ومعهم محملاً بمحامل الحب والتحايا التي يزجيها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، والذي يتابع كل تفاصيل هذا الحدث الكبير، وأصدر توجيهاته بنقل وقائع الاحتفال على الهواء مباشرة على قناة الشارقة، ليحتفي الناس هناك وفي كل مكان بمصر وبالمسرح. قال لا يسعني إلا أن أعبر عن خالص امتناني وشكري لفخامة رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة لهذه الدورة، الأمر الذي يؤشر إلى وعي القيادة بأهمية الفنون في حياة شعوبنا، وتقديرٍ للمهرجان كمنبر لإشاعة الثقافة في أوصال الأمة. كما اسمحوا لي بتقديم الشكر لوزيرة الثقافة الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم ومن خلالها أشكر كافة اللجان العليا والتنفيذية والمنظمة والفنية للمهرجان. كما أتقدم بالتهنئة والترحيب بكافة المشاركين في فعاليات هذا المهرجان.
وألقى الفنان الجزائري سيد أحمد أقومي كلمة اليوم العربي للمسرح قائلًا: جئت إلى المسرح لأنه كلن حلمي، المسرح هو فن الوهم الذي يؤازر الحقيقة ويقف في وجه الأكاذيب، جئت إلى المسرح حين أدركت أن الخيال يستطيع أن يغير الواقع، وحين كان التاريخ دجلًا، أردت أن اعتلى خشبة المسرح لأقول الحقيقة، لم يكن المسرح بالنسبة لي قناعة فكرية فقط ، بل كان إيمانًا يلامس الروح. أضاف أن المسرح المسكون بالتمرد هو دائم الانخراط في القضايا الإنسانية، إنه اللامنتمي بامتياز، والمنتمي بامتياز أيضًا للحق والخير والجمال، ذلك أن المسرح ليس بيانات سياسية أو شعارات فارغة أوخطب جوفاء. توجه أقومي بالشكر للهيئة العربية للمسرح على تكريمه ، كما توجه بالشكر للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لدعمه المستمر للمسرح، ذلك لأنه يدرك أن المسرح يبني مايعجز عنه السياسيون” وسيبقى المسرح مابقيت الحياة”