نص مسرحي نثري: "القناع" / تأليف: محمد نبيل

يا إلهي أصبح العالم عبثيا وانعدمت فيه المعاني . الغبن يطاردني منذ أن بدأت أفكر بوعي . أنا امرأة بسيطة رمتها الأقدار خارج بيتها الدافىء. عملت في أم المؤسسات، و في أعرق الصحف، بل و في تلفزيون مشهور، لكن في كل مرة أطرد من العمل. يقال لي بأنني لا أجيد قواعد الركوع . رغباتي مكسورة . كنت لا أعلم أن الدفاع عن الحرية جريمة. كلامي كان مثار اهتمام كل زملائي.  كلهم يجاملونني . لا أحب من يقول لي : أنت جميلة . إنهم لا يرون في ذاتي إلا كومة لحم . آخر مرة طردت فيها كان سببها تلك الصور التي قال عنها رئيس التحرير، إنها تخدش الحياء و تثير الفتنة. الصور كانت عادية جدا ، وتعبر عن الفزع الذي تعيشه المرأة بعد اغتصابها . ما زلت أتذكر، في ذلك اليوم الذي سأغادر فيه عملي، قال لي رئيس التحرير:
– أنت عنيدة وأفكارك أكبر منك، لا نريد هنا معارضين .
أجبته بقليل من السخرية :
– يوما ما ستحيط بك غيوم الغباء و ستفقد لسانك حتى لو أردت أن تصرخ :” أنا إنسان ملعون”.
 
الآن أحمد الله وأشكره ، لا أحد ينتبه إلي . أعمل  في غرفة يسمونها “غرفة الأخبار” . من سينتبه إلى امرأة تنظف المكاتب و الكراسي و المرحاض. نعم، المرحاض هو مكان الأسرار . أنا المرأة الوحيدة وسط هؤلاء الرجال . هم يكتبون و أنا أمسح غبار يومهم، وغباء مخطوطاتهم الراقدة، و أزيل من أركان غرفتهم الكثير من الزوائد . في هذا المكان المغلق رفعت الستار و دخلت الأوكار. حين أدخل على هؤلاء الكتبة أسمعهم يتحدثون عن تفاهات الحياة، كغلاء المعيشة ، وفي بعض الأحيان، يقهقهون عندما يحكي زميل لزميله عن آلام البطن و تراكم الغازات في الأمعاء، و مشاكل عملية الهضم، والأكلات السريعة ، و التقاعد الهزيل، و مصير الانسان في “غرفة الأخبار” حين يكون خارج الأسوار، أو حين يصير يائسا و لا يقدر على الحركة أو الكلام .
 
عالم هذه الغرفة عجيب . ذلك المساء، كان أحمد يتحرك بطريقة مدهشة و كأنه يعاني من إسهال حاد . تتمزق أنفاسه وهو يتحدث إلى زملائه . يرقص كديك مذبوح . يلسع في كل مرة تشير فيه أصابعه إلى هذا الزميل أو ذاك . يداه تنطق لغة بلهاء، و عيون زملائه جاحظة تنظر اليه في جو مكفهر.
 
خمس سنوات وأنا أشتغل في هذا المكان . مرت الأعوام كمرور السحاب وأحمد ما زال ينهش نفسه . يتنكر لوصية أبيه : ” يا ولدي، لا تلعب وحدك، لأنك ستلعب ضد نفسك” . أول سحابة تمر فوق البناية، تجده يقول لنفسه :
– هذه غرفة الأشرار و ليس الأخبار . يحاربونني حتى أموت جوعا . لن أترك لهم الساحة فارغة. ضاع كل شيء و لم أحصل على الشهادة، و حتى نفسي بدأت لا أطيقها. عيادة الطبيب أضحت تعرفني، و الكلاب تنبح كلما لمحتني أتسكع وسط المدينة ليلا ، باحثا عن خبر أو فضيحة زميل أقدمها هدية صباحية للمدير الجديد . أعرف أن المدير يحب فقط لاعقي الأحذية و المنبطحين وبياعي الحروف.
 
الهزيمة تنطق في دواخل أحمد . انفصامه يتفتق كل يوم . يسترسل في كلامه ويخاطب صوتا جاثما فيه :
– لماذا ابتعدت عن نفسي ؟ لم أعد أظهر لنفسي كما كنت رغم خدعة الماكياج ولمسة الأضواء الحارقة.. أصبحت أدور في غيوم الظلام كطائر حزين .
 
معظم الأطباء و الوصفات فشلت في إخراج أحمد من نفق الويلات النفسية. سكنه الوسواس و حطم نصفه العلوي . زملاؤه ينظرون اليه كبطل مقرب من أصحاب القرار . مرة خاطبهم المدير وبصوت مرتفع :
–  اسمعوا ، أحمد هو زعيمنا في هذه الغرفة ..
 
كانت الساعة تشير الى العاشرة و النصف ليلا، موعد خروج عمال الغرفة . أنظر في صمت وأفرغ آلامي . أحمد هو الوحيد من ظل في مكتبه . يدور حول نفسه تارة، و تارة أخرى حول المدير . اقترب من رئيسه . همس في أذنه اليمنى ، فالأذن اليسرى لا يسمع فيها الكلام منذ أن نزلت قذيفة على بيته إبان الحرب الأهلية . قال للمدير بصوت خافت :
– عندي خبر جديد عن زميل معنا . الأمر خطير للغاية ..
– هذه الليلة أقيم سهرة  خاصة في بيتي، فلا تعكر صفوها..بسرعة، قل لي ماذا حدث ..؟
– زميلنا الجديد يتدخل في كل شيء له علاقة بأخبارنا..بل وحتى في القواعد اللغوية. صحيح نحن نرتكب كل أنواع الأخطاء لكن هو يستدل بمثال يكرره على مسامعنا ألف مرة في اليوم . يقول: لكي تفهموا قاعدة الحال عليكم بفهم الجملة التالية : ” أقبل الغريب مكسورا “.  أتصدق هذا الكلام ؟ أخونا اللغوي يريد أن يخلق الفرقة و البلبلة في صفوفنا، و نحن كما تعلم إخوة في العروبة و الدين ، هو يريد أن يحرمنا من كسرة الخبر.
– وما العمل ؟ أعرفك ، و كعادتك تفك الرموز و تجد الحلول لكل المطبات..
– نعم هي عملية واحدة  وسأفضحه.. لقد عثرت على كل أسراره..سأتدبر الأمر لو سمح لي سيدي طبعا . لا أريد أن أقوم بما لا ترضاه ..
– لا تنسى أن كل أثر تتركه خلف عملياتك يكلفني هذا الكرسي ..
 
خرج أحمد منشرحا مثل جواد خشبي يلعب دور البطولة . فجأة ، أحس بوجع شديد في بطنه . دخل المرحاض . أحس بالغثيان . تقيأ كسرة الخبز التي أكلها صباحا . حالة أحمد أضحت معروفة عند زملائه . كل مرة يدخل فيها الى المرحاض يلقي ما في بطنه ثم يبدأ في الكلام مع نفسه. لا يستطيع أن يبلع لسانه أو يوقفه عن النطق . هناك قوة أكبر منه تدفعه الى البوح . هلوسته يمتزج فيها الحرف بالبكاء. صوت حزين يتحدث:
– أعرفك ..يا ابن العاهرة . أتمنى لك الموت اليوم قبل غد.
 
في كل شهر ينفذ أحمد عملية ضد زميل . أنفاسه ملأها كبت رهيب. يرى في منامه أشباحا و أجساما غريبة و كوابيس . يعاني من فرط السهر و الأرق . رُهابه لم يجد له الطبيب مخرجا . أمس، وفي مثل كل الأوقات التي تنتهي فيها لعبة الشاشة الماكرة ، خرج المدير من مكتبه . كان مشغولا بقراءة رسالة فتاة تطلب عملا في الغرفة . كان فرحا جدا و كأن ذئبا عثر على فريسته . كانت الغرفة في شبه فوضى مرعبة . استدار المدير كي يعرف ما يحدث . تردد ثم قال :
– هل تعرفون أننا أصبحنا نتشابه في أمور شتى ، و هذا سر نجاحنا . الشبه مفخرة لنا جميعا.
 
كان أخونا اللغوي ينظر اليه باندهاش و يحرك شفتيه في صمت :
– آه منك يا حقير . قتلت طفلك و شردت أمه و هربت من الحرب . لم تتعلم إلا أبجديات المراوغة و النصب . متى تقرأ كتابك بصوت عال يا كلب ؟
 
المدير يضحك ثم يسترسل في الكلام :
– ستلتحق بنا زميلة جديدة لها كفاءة عالية في كل شيء، و ربما هي من سيقدم أخبارنا .
تقدم زميل يبحث منذ شهور عن فرصة تقربه من المدير . خاطب رئيسه وهو يطأطئ الرأس :
– سيدي ، هناك خبر عاجل التقطته على جهازي وسيكون سبقا صحفيا بالنسبة لنا ، و لم لا يكون عنوانا رئيسيا لنشرتنا الاخبارية : ” ضراط البقر أضحى دواء يعالج الإنسان “.
رد عليه المدير بسخرية مقيتة :
– اشتغل على الضراط ..ان شاء الله هذا خبر نشرتنا ..
 
يمر المدير فوق رؤوس الجميع ، يعبر ممرات المكاتب المفتوحة ، وفي كل مرة يفتش في جهاز كل واحد منهم ..ينظر اليهم بامتعاض ..و كأنه مدرس يراقب تلاميذه قبل أن يعلن نقطة اختبار تحدد مصير كل واحد منهم . و إذا لمح زميلا يتحدث إلى زميله، يركض مسرعا لمعرفة فحوى الحديث . تخونه أنفاسه و حركاته و عقله، فيظن أن الجميع يتحدث عن أسراره . عندما يريد أن يهاتف زميلته / معشوقته الجديدة يدخل لمكتبه . يتحدث بصوت رخيم و بعبارات كلها ألغاز حتى لا يفهم كلامه أحد . متيم يحكي مع مقهورة . هي تعبد المال و هو يعبد الفرج . كثيرا ما ينام على كرسي المكتب، يحلم بأنه وضع رأسه على ركبتيها ، وفجأة يأتي جاره عباس و يخبره بموت أمه . يستولي عليه الذعر فيستيقظ .  يسأل زميلا :
– كم الساعة الآن ؟
يجيب الزميل بصوت مضطرب :
– لقد مرت نشرة الأخبار يا سيدي ..
الزميل اللغوي يرد على السؤال متحدثا الى أنفاسه :
– إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ.
 
أحمد يسأل نفسه مرة أخرى :
– لماذا أسكت ؟ وهم، لماذا يسكتون ؟ لماذا أحتقر نفسي و أمقت زمني ؟ أنا رجل مخصي و ملعون . أصبحت مثل قرد يقفز فوق مكاتب هذه الغرفة. انتصار الجبناء يشبه الحبل القصير. أحس بنفسي تحاصرني.
 
أما أخونا اللغوي فتملكته الرعشة وكأنه في سجن كبير، تغمره الرطوبة القاتلة و صدأ الذاكرة . قال لنفسه متلعثما :
– لقد تزوجت و أنجبت و لم أعد أستحمل نظرات أبنائي إلي عندما أعود الى البيت . بنتي التي دخلت عقدها الثالث تسألني :
– لماذا كنت تقول لي بأن التكرار يعلم الحمار ؟ أتردد ثم أجيبها :
– التكرار يقتل الانسان و الحمار يا بنتي .
أولادي يسخرون من أخبارنا و يضحكون على حركاتنا الجامدة . ولدي الأصغر يسألني :
– ما الفرق بين الاذاعة و التلفزيون ؟
أجبته دون أن أفكر في الجواب :
– لا فرق بينهما يا ولدي سوى النكسة . التقنية لعبة زئبقية و غالبا ما تكون ماكرة.
 
طلع النهار . يبدو أن اليوم جميل . الساعة تشير الى الساعة التاسعة و النصف صباحا. المدير ينتظر أحمد في المكتب . ما أن دخل حتى ناداه إلى مكتبه ثم قال له :
– منذ مدة لم تقم بأية عملية ، هل تاب الله عليك ؟
– لا و الله . كنت مشغولا بمرض أمي . أبي هجرها و إخوتي ينامون عند عمي الذي يكره أمي .
– و هل أمك تعمل معنا في هذه الغرفة ؟
– لا يا سيدي ..
– اسمع جيدا. اليوم إجازتي الأسبوعية، لكن فضلت أن ألتقي بك . أنت عنصر مهم في هذه المجموعة . كلهم أغبياء وأنت أفضلهم . لدي مهمة جديدة لك . الزميلة الجديدة إسمها رانيا ، و ستلتحق بنا الاسبوع  المقبل ، هي أرملة قتيل في الحرب . تفهم في كل الأمور، و تعرفكم جميعا .لقد حكيت لها عن كل واحد منكم .أريدك أن تكون عيني التي لا تنام . أنا لا أثق في النساء . راقب تحركاتها ، و قل لي مع من تتحدث و ماذا تقول ..أريد أن تنقل لي كل التفاصيل.
يبتسم المدير ثم يخاطب أحمد مرة أخرى :
– هذه مهمة تحرير أخبار جديدة، ستخرجك من روتين عملنا ..هذا سر بيننا، سأسلمك برنامجا جديدا تقدمه أنت بنفسك . اخترت له اسم : ” أفكار طائشة “. سنتحدث فيه عن سيارات فخمة تنقل سمك السلمون الى المناطق الفقيرة في العالم..
 
بلع أحمد لسانه . حرك رأسه مشيرا إلى قبول المهمة الجديدة ثم انصرف مسرعا . دخل المرحاض . أخرج ما في بطنه ثم بدأ يحكي :
–  ماذا يمكن للجثة أن تفعل قبل مراسيم الدفن. ضاع مني مفتاح الحياة . أنا إنسان حقير . سأتابع حكاية رانيا إلى آخر فصل فيها و ليقع ما يقع . كل يوم يقتلون روحا جديدة . كل يوم يقتلون الكلمة و يجردون الصوت و الصورة من عمودهما الفقري . متى تنتهي لعبة هذه  الدمى الليلية ؟ آه ، لو كنت مسدسا لقتلت المدير دون أن يراني أحد. وجوه ممسوخة تحيط بي، وتعيد عقارب ساعتي الى الوراء . لحظات سقوط مقيتة . أصبح هذا المكان يعرف رائحتي و غثياني . كيف أدعو إلى صدق الأقوال و أنا مدنس بمآسي الأفعال ؟
 
سقط أحمد على الأرض غارقا في دموعه . صوت مجهول المصدروغريب يناديه:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ .
 
أخونا اللغوي جالس في زاويته الكئيبة، يتحدث لنفسه مخاطبا المدير:
– أنت لا تفهم في حيوات الأطفال و روح النساء المعلقة في سموات الخير و الجمال . حرمت من بصيرتك . أنت لا تعرف إلا لغة العفاريت . لن تسهر أيها الصياد ، بل ستتحدث عن سجنك الأبدي ثم ترفع الحجاب على دموعك المطمورة.
 
المدير يكره السؤال و يتجنب علامات الاستفهام، و يخطب دوما أمام عمال الغرفة : “استعملوا الاسلوب التقريري فهو الأفضل “. المدير مهووس باليقين .. أخونا اللغوي تحرك من مكتبه . انزوى في مكان لا يسمعه أحد ثم بدأ يحاور شيئا في داخله :
–  السجان لا ينتفض و السجين قابع في سكونه و صمته . يلعب بالكلمات الطائشة و يركب الجمل التي لا تقول شيئا . يتحرك في عالم العدم و ينطق لغة الببغاوات . سيصير زمان السجان و السجين في هذه الغرفة خالدا، تتحدث عنه الأساطير و تقدمه كتمثال النكسة . كم كانت لوعتي شديدة . أريد أن أصرخ، لكنني أفكر في مستقبل أولادي و زوجتي التي أصيبت بعد الإنجاب بشلل نصفي . أريد أن أصرخ : يا سيدي المدير ، أنظر الى سحنة وجهك و حركاتك البهلوانية . لن تخرج من هذه الغرفة الكئيبة حتى تموت من شدة التكرار . أليس كذلك يا سيدي ؟
 
هذه الغرفة تشبه لعبة شطرنج و في كل يوم يموت ملك جديد . أحمد يحس بخوف مفرط عندما يمر بجانب سيده . لكن سرعان ما يتحول إحساسه إلى ذهول حين يسمع صوت زميل يشبه صوت امرأة يسكنها الأنين . المدير يتحيز لهذا الزميل الهجين . أحمد و زملائه لا يعرفون سر هذه العلاقة . الأهم في الأمر هو أن الحس الانساني لا أثر له في نفس السيد، فهو يفعل ما لا يفعله الشيطان ، و يعيش ازدواجية لا نهاية لها . لا يمكن التنبؤ بردات أفعاله . إنسان غير مستقر، غادر وطنه و لم يلمس حضن أمه منذ أكثر من عشرين عاما . لا تهمه الأسماء بقدر ما تهمه الألقاب .
 
في تلك الصبيحة، طلب المدير شايا بالنعناع . أحمد هو من يقوم بهذه المهمة . إنه رجل كل مهمات رئيسه . لم ينتبه أحمد حين عودته من المقهى. كأس الشاي غير نظيفة وفيها أثر الأوساخ . سلم المدير كأسه دون أن ينظر في وجهه، فوقع ما لم يكن في بال أحمد . ضربه المدير بالشاي الساخن جدا حتى احترق نصف وجهه . تهشم الكأس . غضب المدير ثم غادر الغرفة . أما أحمد فعاد الى بيته . يكاد رأسه ينفجر من كثرة الأسئلة : هل سأعود الى عملي؟ ومن سيتولى مهمة مراقبة رانيا عندما تبدأ عملها في غرفتنا؟
 
أما أنا، فقد قررت أن أكتب روايتي الجديدة : يوميات منظفة .
 
* محمد نبيل/ كاتب ومخرج سينمائي مقيم في برلين- ألمانيا .
 
Mohamed Nabil
Journalist & Filmmaker

Mia Paradies Productions
Berlin – Germany 
TEL : +4917624809109
 
Email :falsafa71@yahoo.fr
 
http://miaparadiesproductions.weebly.com/index.html
http://www.youtube.com/profile_videos?user=philosophie71&p=r
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت