المسرح ما بين الحضرة و الحصرة / منصف الإدريسي الخمليشي
المسرح فن حديث النشأة هنا في وطننا الحبيب، و كانت ثورة في بداية التأسيس، منهم من كان يبحث عن التأصيل، منهم من كان هدفه المتعة، كلهم، هؤلاء هم الرواد، كيف لا أننا نذكر المسرح المغربي و لا نذكر، الكنفاوي و برشيد و الصديق و لعلج، كتابة بحثا و تنظيرا، و نجحت هذه التجربة أو التجارب إن صح القول، عن طريق هؤلاء و غيرهم، أسست فرق و من أبرزها المعمورة، إلا أن هذا الدور الذي لعبه الرواد، و من بسطوا الطريق، بدأت الطريق تظهر من حين و تختفي في حين آخر، المسرح المغربي يبشر بالخير، بالنسبة للمشاركات المشرفة خارج المغرب، إلا أن كل هذا ضئيل أمام ما يمكننا تحقيقه، ارتباطا بالمسرح كفن و كأداة للتعبير عن الذات، و إحياء إنسانية الإنسان، التي تظهر من خلال الفن و أساسا المسرح. هناك حركة مسرحية شبابية محترفة أو إن أصح القول أنها بلغت درجة هواية الاحتراف، إلا أن ليس هناك دعم و لا مساندة ، البنيات التحتية ضئيلة، و برمتها لا تتوفر على تجهيزات تقنية من أجل ممارسة مسرحية مكتملة، قلة المهرجانات المختصة في المسرح فقط بالمقارنة مع الجيل السابق.
الممارسة المسرحية بالمغرب، يجب أن ترتبط بالتربية و التعليم الفني ، من روض الأطفال إلى حين الحصول على الباكالوريا و فتح جامعات لتدريس مراجع و تقارير مسرحية ممارسة وتطبيقا و تنظيرا.
بناء الشعوب لا ينبني على، أكتب الدرس، احفظ، أكتب السؤال، أجب، و عقاب، لا فليس هذه هي تربية الناشئة وتطوير المنظومة التعليمية .
الحل الكفيل لتطوير المنظومة التعليمية في المغرب هو جعل المسرح كمادة أساسية تدرس، تربية و تعليما الحل الكفيل لإفراغ السجون في أفق أربعين سنة هو تدريس المسرح و تعلمه الحل الكفيل للحفاظ على البيئة هو ممارسة مسرحية واعية وربطها بالثقافة والقراءة على وجه الخصوص.
مع تماطل وزارة الثقافة على المجال المسرحي، الذي هو مكون الطبيب و الأستاذ و المهندس، التنمية الذاتية أو الكوتشينك للإشارة فمن اختصاص المسرح، و علم النفس جزء من المسرح، إذن قبل تخرج يحتاجون خبير في التنمية الذاتية، لتدريس البيداغوجية و ما إلى ذلك، إذن فالمسرح عمود من أعمدة الإنارة الفكرية و الباطنية التي تتحكم في اللاواعي للإنسان، ذلك عن طريق الذاكرة الانفعالية بدرجاتها و بتشخيص النصوص، أمام الملأ.
إذن لماذا هذا الهجر بلا سبب و بالرغم من الحيرة لم أسإل، في المسرح تخلف بالمقارنة مع السابق، إن كنا نهتم بها اهتمامنا ببناء المعاهد الموسيقية، أكيد أننا سننجح في رهان التنمية البشرية، بالمسرح سيتغير منطلق التفكير لدى الغالبية.
المغرب في طور النمو منذ الاستقلال، يعني من حكومة الجيلالي مبارك البكاي إلى حكومة سعد الدين العثماني و من قيادة السلطان محمد الخامس إلى قيادة الملك محمد السادس، أعطني مسرحا أعطيك (…) أين هو هذا المسرح الذي كلما قلت لأحدهم بأنك فنان يجيبون و ماذا آخر، هل الفن المسرحي مهنة، نعم إنه مهنة النجارة و المحاماة و التعليم، لكن السياسة المتبعة هنا بهذا الوطن الجميل و الحبيب أنه المسرح يجب ممارسته كهواية ليس كمهنة .
المسرح و علاقته بالشباب حاليا وسط هذه الموجة أو الجيل الجديد أنه حبهم و عشقهم و مجموعة من الأمور، وسط هذا الكم الهائل العاشق قطعة ثوب أحمر و جزء من الخشب ربما لإرضاء رغباته و ربما حاجته تختلف الأهداف لكن يظل الطموح واحد، لكن حين يتقدم الشاب لاجتياز مباراة المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي يجد أن هناك بناية واحدة في بلد به 710 ألف كيلومتر، المعهد الذي ينتقي 20 تلميذ في السنة.
العمل الجمعوي هو الآخر سبيل للتكوين المسرحي لكن ليس هناك اعتراف به إلا القليل. مؤسسات الدولة انتقلت لمقر المكتبة الوطنية من أجل تدارس على الأقل التربية الفنية التي ارتبطت بشكل وثيق بوزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي ، إذن فهذه الندوة الوطنية للتربية على الفنون التي أقيمت هناك انطلقت بتدخل وزير الثقافة الذي تطرق إلى كلام بروتوكولي فقط، و مكتوب على الأوراق و يتلعثم في قراءته، لا يهم، في نظره أن المسرحيين يحاولون أن يتملكون وزارته، المسرحيين يريدون أن يتملكون فقط جزء من حقوق المغاربة، العيش بسلام و فن نظيف من أجل الفن، و امتهان هذه المهنة .
لكن ما شدني في هذه الندوة الوطنية هو تدخل الدكتور محمد أمين ابن يوب هو صياغة الوثيقة المرجعية ، التي ستكون من أجل المرافعة داخل البرلمان، كلام لا يسمعه أصحاب السياسة إلا من هم أهل اختصاص، من أجل ذلك يجب تأسيس حزب ثقافي ليست له خلفية سياسية أول حزب ثقافي أعضاؤه كتاب و فنانين و أدباء. مهمتهم هو الدفاع عن مشروع يهم الطبقة الشغيلة، كمثال في الفن المسرحي تفعيل قانون الفنان الممنهج بالطريقة الكندية، و أن تصير بطاقة الفنان لها قابلية و فاعلية ، و الخروج بحلول مطبقة، شخصيا لو رشحت لقيادة الثقافة بالمغرب حتما سأناضل و أضحي بكل ما لدي في الميزانية لإقرار التربية المسرحية و التعليم المسرحي من الروض إلى حين بلوغ الباكالوريا، نحن بحاجة إلى مراسيم و ليس لرسوم ، مراسيم يصادق عليها من قبل الحكومة و بالإجماع، لا النقابة و لا الفيدرالية و لا المنتدى استطاع أن يرغمهم على الصحيح، لكن مؤسسة رسمية أكثر كحزب خاص بالمثقفين خالي من الخلفية السياسية المباشرة ستكون ناجعة، و أهم شيء هو إضافة معاهد و بلوغ خمسين معهد في أفق سنة 2030 ، كما هو معمول بكل القطاعات، هناك مخطط 2015/2030 في جل القطاعات، و الثقافة ما هو مخططها، نعم نسيت إنها تمارس المسرح الارتجالي حتى في إقرار القوانين لكن ، تقوم بصياغة نصوص قانونية من أجل فرض رسوم و المراسيم هي ارتجالية. ؟ ؟