ايقاع الدهشة… المسرح الرحال….وتجاوز الامكنه…/ غادة كمال

شعور من الدهشه يراودني وانا اتابع الفنان المبدع غنام غنام….فبعد ايام من تقديمه لرائعته سأموت في المنفي في احدي المدارس المغربية…وتجاوب هؤلاء الاطفال مع العمل وتفاعلهم معه مع انة قد يبدو عملا صعبا … تجاوز اعمارهم… الا انه تخطي سنواتهم القليله…ورسخ في,اذهانهم وتعلقوا بة لانه خاطب قلوبهم الصغيره قبل ان يخاطب اعمارهم.. .

ها هو الان يقدم نفس,العمل لطلبه كليه الاداب قسم اللغة الانجليزية جامعة القاهره…والحقيقة ان تجاوب هؤلاء الطلبة مع العمل قد ادهشني…استطاع الفنان غنام غنام بلغتة ومفراداتة الخاصة ان يجعل الدموع تصعد الي عيونهم غي بعض المواقف…وما هي الا لحظات حتي تعلو البسمه شفاههم…في مقدره فائقة علي نقلهم من شعور لأخر ومن حاله لحالة مضاده بمنتهي السلاسة…
 

سأموت في المنفي…والتي تجاوزت المسافات…وجالت الامكنة…وذهبت الي المتلقي اينما كان…وحققت اكبر جوله عربيه و عالميه في عواصم العالم…ليست قصة انسانية لشخص وعائلة فلسطينية…ولكنها قصه وطن…قصة الارض التي انجبت محمود درويش…غسان كنفاني.. سميح القاسم…ناجي العلي…ادوارد سعيد…و غنام غنام…ارض مع كل ميلاد لمبدع جديد تزرع شوكه في ظهر الاحتلال….قصة انسانية…تحكي عن عائلة تتمسك بالارث الفلسطيني بدايه من الاب صابر والذي له نصيب من اسمة وكان خيطا رئيسيا في العمل الدرامي…الي الام التي تتغني بأغنية من التراث الفلسطيني تغيرت كلمات الأغنية بتغير احساس الام عندما فقدت ابنها البكر وتحولت الي انشودة حزينه…ومرورا بالابناء..ومعاناة الغربه والم الشوق الي الوطن… وانتهاء,بموت البطل…وتراجيديا الموقف والتي جمع فيها الفنان غنام بين تناقض المشاعر فتاره نشعر بحزن الفقد…وتاره نضحك من القلب في مشهد من المفروض ان نبكي فيه علي موت البطل ولكن براعة الفنان جعلتنا ننتقل من حالة الي حالة في نفس,اللحظة بمنتهي السلاسة ..وبمقدرة يحسد عليها. .
شاهدت العمل اكثر من مره…وفي كل مره اكتشف بعدا جماليا جديدا…يدفعني لأعاده المشاهدة مرات ومرات… ..وكأن البطل يضفي من روحة في كل مرة جزءا جديدا يجعلك تري جانبا لم تره من قبل.. غنام غنام الكاتب…المخرج..الفنان…الذي .. الذي حمل المسرح علي اكتافة….متخطيا المسافات…ومتجاوزا كل الجوانب المكملة للعرض من اضاءه وديكور…و اكتفي,

بالكوفية الفلسطينية…الرمز…وكرسي متنقل….لم يقدم فقط المونودراما التي تعتمد علي شخص واحد لنجاح العمل…ولم حمل علي عاتقه اختزال العمل في شخصة…ولكنة ايضا تجاوز المونودراما مستعينا بالحكي…وهو حكاء بارع ينقلك الي عالم سحري..تمنيت ان تبقي بة ولا تغادرة….
تجاوز الفنان غنام غنام المسافات…الامكنة…الاشكال التقليدية….ليقدم لنا عملا فريدا …تجاوز الفنان التقليدي…وذهب بأبداعة الي كل الامكنه لينشر ثقافه المسرح وليسهم بشكل مباشر في خلق جيل واعي بدور المسرح في الحياة…وهذا ما ادهشني في جمهور العرض من الطلبة والذين كانت تعليقاتهم تنم عن فهم للعمل وتجاوب لا محدود للرسالة….سأموت في المنفي…تجاوزت المسافات والامكنة…واستقرت في وجدان الجمهور وظلت عالقة في الاذهان وانا واثقة ان بعد هذا العرض اصبح لدينا مئات من المتابعين الجدد للمسرح العربي …سأموت في المنفي…ايقاع الدهشة.. مع كل عرض جديد..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت