نص مسرحي: " قرية السعادة" / تأليف: حبيب ظاهر حبيب
النص موجة للاطفال بعمر 9- 12 سنة
الشخصيات:
بهلول : الرجل القوي الذي يبادر دائما لمساعدة الآخرين مبتسم، ضخم، مع الاحداث يبدأ بمراقبة التلميذين الاخوين ويقدم لهما المساعدة والنصح، ملابسه فضفاضة، غطاء رأس مميز ،يحمل كيسا من قماش فيه منديل وقناع عيون النحلة وعيون الذبابة، خاتم في احد أصابعه.
الولد أنيس : صبي دون الثانية عشر من العمر (ممكن أن يكون الممثل كبيرا يتم تصغيره بالماكياج والسلوك الطفولي) شكل الولد أقرب إلى ملامح الدمية.
البنت أنيسة : أخت أنيس، دون الثانية عشر من العمر (ممكن أن تكون الممثلة كبيرة يتم تصغيرها بالماكياج والسلوك الطفولي) شكل البنت أقرب إلى ملامح الدمية.
عامل النظافة : (يتحدث بتهذيب عال، ملابسه أنيقة، يعمل بخطوات مدروسة )
رئيس القرية : متقدم بالعمر ، يتحدث بهدوء بعد تفكير.
ابنة رئيس القرية : فتاة مطيعة.
الطبيب : أحد سكان القرية ، لا تفارق الابتسامة شفتيه.
دمية أنيس : نسخة مصغرة من أنيس، تظهر كبديل عن أنيس، في حال انتقل التمثيل في مسرح الدمى.
دمية أنيسة: نسخة مصغرة من أنيسة، تظهر كبديل عن أنيسة، في حال انتقل التمثيل في مسرح الدمى.
المناظر :
اعلى وسط المسرح (في العمق) شاشة خيال الظل. وبنفس الوقت تستخدم لعرض المناظر المختلفة ، أسفل يمين المسرح، قصر الدمى يفضل أن يكون متحرك على عجلات.
حديقة : أشجار مثمرة في عمق المسرح ، ممكن الاستعانة بمنظر مصور متحرك والشيء الابرز في المنظر انتشار الزهور بأنواعها وألونها وأحجامها المختلفة.
واجهة بيت رئيس القرية.
موسيقى فتح الستارة ، يدخل بهلول.
بهلول: (للجمهور) مرحبا أصدقائنا الصغار، مرحبا أصدقائنا الكبار، نعرض لحضراتكم مسرحية نتمنى ان تعجبكم، وأن تنال رضاكم، وتستمتعوا بها أصدقائي الصغار (بصيغة اعلان عن الشخصية) اقدم لكم أنيس (موسيقى ترحيب) وأخته أنيسة (موسيقى ترحيب) صفقوا لهما (اضاءة على قصر الدمى،يحيي أنيس و أنيسة الجمهور) هما شخصيات المسرحية ومعهما شخصيات أخرى، ماذا يريد أنيس وأخته أنيسة؟ انهما يبحثان عن السعادة ويريدان التعرف على العالم. (للجمهور) هل تبحثون أنتم عن السعادة؟ الجميع يبحث عن السعادة، ويريد التعرف على جانب من العالم (موسيقى، ينسحب إلى الجانب الاخر من الخشبة ويراقب ما يحدث)
(المنظر الأول: في قصر الدمى، الشخصيتان أنيس وأنيسة دمى، المعلم البهلول يراقبهما ويسمع حوارهما، موسيقى).
الدمية أنيسة: سعادتي باستكشاف العالم، أحب الذهاب في رحلة لأتعرف على عالم الطبيعة النباتية (تعرض على الداتاشو أنواع من النباتات، ويفضل أن تكون بالتزامن مع كلمات أنيسة وضربات الموسيقى ) الورود والأشجار، الفواكه والخضروات. وأنت يا اخي ماذا تريد لتكون سعيدا ؟
الدمية أنيس: سعادتي هي أن يلعب معي والدي، أكثر مما يلعب بهاتفه النقال (الموبايل) (يبكي بطريقة مفتعلة وكوميدية)
الدمية أنيسة: وأنا أريد أن تنظر أمي في وجهي أكثر مما تنظر في هاتفها النقال، أو على الأقل تتحدث معي (تبكي بطريقة مفتعلة وكوميدية، بهلول يشاركها البكاء، يمسح دموعة بمنديل يخرجه من الكيس الذي يحمله ثم يعصر المنديل فيسقط منه ماء كثير، ويمكن تكرار الامر لأثارة الضحك بين الجمهور) أنا لست سعيدة، أنيس يا أخي كيف تكون سعيدا؟
الدمية أنيس: سعادتي… سعادتي الذهاب في نزهة لأستكشف العالم ..عالم الطبيعة، وابتعد عن هواتفهم النقالة.
بهلول: (مخاطبا الجمهور ، جمود الشخصيات في قصر الدمى) ما حكاية الهواتف النقالة ( الموبايلات ؟؟؟ ) سؤال بحاجة إلى جواب. والجواب متروك لكم جمهورنا العزيز.(تعرض على الداتا شو امهات وآباء يلعبون بهواتفهم وحواسيبهم مهملين لأطفالهم، ثم تعرض أمهات وآباء يلعبون مع أطفالهم ويعلمونهم بالكتب) الى أي المقاطع يميلون الاولى أم الثانية؟ أي الاباء والامهات تحبون؟
الدمية أنيس: (تعرض على الداتاشو بعض انواع من الحيوانات والطيور والحشرات) يوجد في الطبيعة الحيوانات والطيور والحشرات بأنواعها. أنا لست سعيدا هنا (أصوات رنين لهواتف نقالة كثيرة ومحركات سيارات وقطارات … ضجيج )
الدمية أنيسة: كيف ؟ هل يوجد شخص يحب الحيوانات ؟ (يتشاجران بطريقة كوميدية) بعض الحيوانات تأكل بعضها، وتهاجم بعضها وقد تهاجم الإنسان (تهجم على اخيها وتقلد أصوات حيوانات مفترسة بطريقة كوميدية) كلا … كلا… الحيوانات مؤذية.
الدمية أنيس: الحيوانات ليست مؤذية، انها تتودد للإنسان وتعطيه الكثير من الاشياء مثل اللحوم والبيض للأكل والجلود لصناعة لوازم عديدة.
الدمية أنيسة: أنيس، يا أخي ..يا أخي .. ماذا عن الافاعي والحيوانات المفترسة؟
الدمية أنيس: لا تقتربي منها يا اختي انيسة.
الدمية أنيسة: ماذا عن الحشرات المزعجة والقارصة؟ ( تضرب اخوها وتقرصه) انها تجعل الإنسان يتألم .. ويكون تعيسا.
الدمية أنيس: آه…آه…لا تقرصيني هكذا مثل البعوضة، ابتعدي عني، الحشرات أنواع منها المفيد، ومنها الضار، النحل مفيد، الذباب ضار، البعوض ينقل الامراض، الفراشات جميلة.
الدمية أنيسة: كن نباتيا يا أخي (تهدأ) ألا ترى النباتات (تعرض صور أو افلام لنباتات مع موسيقى) كم هي هادئة وجميلة ورقيقة فضلا عن كونها مفيدة. سعادتي في العيش مع النباتات والعناية بها.
الدمية أنيس: وسعادتي في العناية بالحيوانات، وانتاجها المفيد للإنسان.
بهلول: سعادتهم في العيش في الطبيعة ، يرون الطبيعة أجمل، يوجد تكامل في الطبيعة، خلق الله بين الانسان والحيوان والنبات، كلٌ يكمل بعضه.
الدمية أنيس: النباتات مفيدة وجميلة وكذلك الحيوانات والطيور والحشرات جميلة ومفيدة، وكما توجد حيوانات وحشرات ضارة، توجد نباتات ضارة. أحب التعرف على عالمها.
الدمية أنيسة: أنت تحب عالم الحيوانات والطيور والحشرات، وأنا احب عالم النباتات.
الدمية أنيس: نعم ولكني لا احب جميع انواع الحيوانات ،ولا جميع انواع الطيور والحشرات.
الدمية أنيسة: (بعناد) عليك ان تحب النباتات كلها.(بهلول يتمشى أمام قصر الدمى بطريقة كوميدية ويغني بصوت خافت، بقصد اثارة انتباه أنيس وأنيسة)
الدمية أنيس: (مناديا على البهلول) يا سيد … يا عم … يا عم
بهلول: نعم .. تفضل .. ماذا تريد؟
الدمية أنيس: حضرتك يا عم كنت تصغي لمحادثتنا انا وأختي، ما رأيك؟ هل يتوجب عليَّ ان احب جميع الحيوانات كما تقول أختي؟ وهل يجب عليها محبة جميع النباتات؟ أم ماذا؟
بهلول: قبل الاجابة على السؤال، يقترض أن نتعارف؟ (يغمز إلى الجمهور) أنا العم بهلول.(موسيقى، يؤدي حركات ايقاعية ) وأنتما من أنتما؟
الدمية أنيسة: أنا أنيسة وهذا أخي أنيس (موسيقى)
الدمية أنيس: لم تجب عن سؤالنا ايها المعلم بهلول، نحن نحب الطبيعة، ولكن هل يتوجب عليَّ ان احب جميع الحيوانات كما تقول أختي؟ وهل يجب عليها محبة جميع النباتات؟
بهلول: هذا يعتمد على ما نرى في الحيوانات والنباتات.كما هو حال حبنا للدروس والمعلمين والأصدقاء. علما انها ليست مسألة حب أو غيره، انتما تحبان الاستكشاف والتعرف، السعادة في الاستكشاف، والعيش بسلام، لنغني للطبيعة (يغني)
ما أحلى العيش في الطبيعة.
الطيور والازهار البديعة.
نقاء الهواء
والعيش بصفاء
مع أجمل الاصوات
البلابل وألوان الفراشات
ما أحلى العيش في الطبيعة
الطيور والازهار البديعة.(تنتهي الاغنية) انتما ترون السعادة في العيش في الطبيعة.
الدمية أنيسة: السعادة، وكيف ذلك؟
الدمية أنيس: السعادة، ماذا تقصد يا عم بهلول؟
(تبدأ أغنية يشارك فيها أنيس وانيسة، محور الاغنية عن حب الطبيعة والحيوانات والطيور واستكشافها سلوكها والتعرف على جمالها)
بهلول: (يغني، ومن الممكن أن يشاكه في الغناء أنيس وأنيسة) السعادة … السعادة
كل انسان يسعى للسعادة
في العمل في العبادة
يسعى الإنسان للسعادة
مع الاخوان مع الاصدقاء
ويحتاج للإرادة.
بهلول والدميتان أنيس وأنيسة: (يغنون سويا) يسعى الإنسان للسعادة.
بهلول: والآن تعالا لاستكشاف الطبيعة والحيوانات والنباتات (موسيقى، يخرج أنيس وأنيسة من قصر الدمى بهيئة بشرية وهما شبيهان للدميتين، المنظر: اشجار مثمرة وورود وأصوات عصافير وبلابل)
أنيسة: ما هذا الجمال ..أنظر يا أخي النخيل المنتشرة في هذه المزرعة (تدور حول نفسها راقصة) تعال يا أنيس وشاهد واستكشف النخيل وهي تلقي بضلالها على هذه الزهور … هذه لونها أحمر، وهذه لونها وردي وهذه لونها أصفر.
أنيس: ما أجمل العصافير والبلابل (يشير إلى خارج المسرح) ما أجمل تلك الحيوانات، هناك أرنب يقفز وغزال يركض…(يقترب من أحدى الورود)
أنيسة: انتبه أخي واحذر.
أنيس: مما أحذر؟
أنيسة: لا تقطع الورود، لأن جمالها في وجودها مزروعة.
أنيس: واحدة فقط، اقطع واحدة.
بهلول: مهلا .. مهلا .. لا تقطع أية وردة يا بني .. لكي يستمتع بجمالها وفائدتها الجميع (يشير إلى الجمهور) عندما تقطعها تحرم الاخرين منها. أحرصوا على احترام الاخرون يا أبنائي ومتعتهم بمشاهدة جمال والورد، المجتمع اهم من الفرد.
أنيس وأنيسة: نعم … نعم … أنت على حق يا عم المجتمع أهم من الفرد.
بهلول: والآن أود أن آخذكم في زيارة لقرية السعادة.
أنيس: نعم … نعم لنرى كيف هي السعادة. ( مع تأمل حدوث تغييرات في الإضاءة الوان متعددة، على أن يتكرر اللون الازرق والوردي، موسيقى تدل على الفرح والابتهاج ، المنظر يتغير إلى بوابة بيت في أعلى وسط المسرح )
بهلول: تعالوا يا أصدقائي لنتفق على بعض الامور قبل استكشاف قرية السعادة، أولا: علينا أن نحدد الهدف من هذه الزيارة: الهدف هو التعرف على سر سعادة اهلها. ثانيا: كيف تريدون النظر إلى هذه المدينة وأهلها؟ بعيونكم ام بعيون أخرى؟
أنيس وأنيسة: ماذا تقصد يا عم بعيون اخرى؟
بهلول: هناك عيون ترى الجمال، الجمال في الناس والحيوانات والنباتات والأشياء وتسعد بذلك، وعيون لا ترى في الناس الحيوانات والنباتات والأشياء إلا ما هو غير جميل ومن ثم لا تكون سعيدة.
أنيس: أين هي العيون التي ترى الجمال ؟ (بلهجة حادة) أريدها لأكون سعيدا.
أنيسة: لا أريد العيون التي لا ترى الجمال (بصوت عال) أريد رؤية الجمال.
بهلول: مهلا …مهلا… بالتأكيد الجميع يرغب بالعيون التي ترى الجمال ليكون سعيدا، لهذا ستكون العيون التي ترى الجمال لكَ يا أنيس أم لكِ يا أنيسة، والعيون التي لا ترى الجمال أيضا سأعطيها، لمن؟ لكَ (مشيرا إلى أنيس) أم لها (مشيرا إلى أنيسة)
أنيس وأنيسة: (سويا، تختلط أصواتهما وتعلو صيحاتهما، ويتدافعان للاقتراب من بهلول) أريد عيون الجمال أولا. أنا أولا، أنا أولا، لا… لا… لا… أنا أولا لا اريد العيون التي لا ترى الجمال.
بهلول: (يقاطعهما ويهدئهما) لنلعب لعبة الخاتم (اللعبة الشعبية المعروفة، أو أية لعبة اخرى لأجراء القرعة، على ان تكون واضحة. ينزع بهلول خاتما من اصبعه يضع يديه خلف ظهر لكي لا يتعرف أنيس وأنيسة في أي كف وضع الخاتم، ممكن ان يدير ظهره للجمهور ليريهم أين وضع الخاتم ومحاولة لمشاركة الجمهور في أن تخمين الكف التي تخفي الخاتم) أين الخاتم ؟ في أي كف وضعتُه؟ الذي يعرف منكم سيحصل على العيون التي ترى الجمال وتحظى بالسعادة.
انيسة: الخاتم في هذه اليد ( تشير إلى اليد التي فيها الخاتم)
بهلول: وما قولك يا أنيس؟
أنيس: ( بعد تردد وحركات كوميدية – كأن يدور حول بهلول ويفكر ويمسك بإحدى يدي بهلول -يختار اليد الاخرى ، تفوز أنيسة وتفرح)
بهلول: فازت أنيسة عندما خمنت اليد التي فيها الخاتم.(تفرح انيسة ويحزن أنيس ) لا تحزن يا أنيس الفرصة القادمة لك بالتأكيد. تعالي يا أنيسة لأعطيك عيون النحلة. وتعال يا أنيس لأعطيك عيون الذبابة. (يخرج بهلول من الكيس الذي يحمله الاقنعة، يضع على عيني كل منهما قناعا، الأقرب شبها بعيون النحلة لأنيسة والآخر شبها بعيون الذبابة لأنيس)
أنيسة: لماذا عيون النحلة يا سيد بهلول؟
بهلول: ستعرفين فيما بعد.
أنيسة: (باستغراب) بدأت رؤية اشياء ما كنت أراها (موسيقى) كيف ذلك؟ أنا نحلة (بفرح وسعادة) انا نحلة، ما أجمل الاشياء من حولي.
بهلول: من عجيب خلق الله سبحانه وتعالى، أن للنحل خمسة عيون، تنقسم إلى نوعين، عيون بسيطة، وعيون مركبة، أما العيون البسيطة، فيبلغ عددها ثلاثة عيون، تقع في أعلى الرأس، ويستخدم النحل عيونه البسيطة لرؤية الأشياء القريبة، وخصوصاً داخل الخلية. أما عدد العيون المركبة في النحل فعددها اثنين، وهي التي توجد على جانبي رأس النحلة، ويستخدمها النحل لرؤية الأشياء خارج الخلية، ولرؤية المسافات البعيدة، وتتميز عيون النحل المركبة بقدرتها على التفريق بين الألوان، ما عدا اللون الأحمر، وأهم ما تتميز به النحلة انها منتجة، ماذا تنتج النحلة؟ نعم … انها تمنح الانسان العسل اللذيذ وفيه شفاء لكثير من الامراض، النحلة تحب الورد
أنيس: وماذا عن عيوني هذه؟ (يشير إلى قناعه، يصدر اصوات تشبه صوت الذباب زززززز طنننن)
بهلول: ستعرف فيما بعد انت الان تملك عيون الذباب؟
أنيس: ارى اشياء لم اراها سابقا… ( بشيء من القرف)
بهلول: (يضحك، يخرج الجميع إلى خلف السايك الابيض، وتبدو حركتهم وهم يسيرون بصورة خيال ظل، يدلي بهلول بمعلومات عن الذبابة ) للذبابة خمسة عيون، اثنان منها مركبة، وهي تنظر حولها لكل حركة بدائرة كاملة أي 360 درجة، والذباب لا يرى اللون الأحمر فقط الإنسان هو من يميز اللون الاحمر (يدخلون إلى المسرح وقد تغيرت الاجواء – المنظر: ورود وأشجار، بيوت بألوان زاهية، موسيقى وإضاءة ملؤها الفرح ، عامل نظافة يعمل على تنظيف مساحة مزروعة بالورود من الاوراق المتساقطة على الأرض، بالقرب منه كيس نفايات بلاستيكي) والآن وصلنا إلى قرية السعادة، يا أنيس، يا انيسة اذهبوا واستكشفوا القرية بعيون نحلة وعيون ذبابة (يندفع أنيس وأنيسة الى الامام ويتجولون في المكان)
أنيسة: هذا الرجل (تتقدم إلى عامل النظافة) يعمل ونحن في ساعات الصباح الأولى، ما اجمل العمل. ما أجمل الورود.
انيس: (يذهب إلى كيس النفايات ويخرج بعضا مما فيه) هذه نفايات ها ها (يصدر صوت ذباب: زززز طننننننن ويدور حول الاشياء مثل الذباب)
بهلول: (مخاطبا الجمهور، أنيس وأنيسة وعامل النظافة يجمدون عن الحركة –ستوب كادر) انها البداية، أنيسة صاحبة عيون النحلة ذهبت إلى الورد، وأنيس صاحب عيون الذبابة ذهب إلى النفايات (للجمهور) هل عرفتم الفرق بين الاثنين اصدقائي؟
عامل النظافة: ( إلى أنيسة دون ان ينتبه إلى ما يفعله أنيس) اهلا بك صديقتي.
أنيسة: ما عملك؟ هل أنت بستاني أم عامل نظافة؟
عامل النظافة: الاثنان معا، أنظف المكان، وأعتني بالورد.
أنيس: لا …لا … عليك بعمل واحد فقط، إما أن تنظف أو تعني بالورد، الورد .. لا احبه، (لعامل النظافة) كن كسولا ولا تتعب نفسك.
عامل النظافة: (باستغراب … وقد انتبه لما يفعله أنيس من عبث بالنفايات) لماذا تنظر إلى الاشياء بهذه الطريقة؟ كيف تنصحني بالكسل؟ ما تفعل؟ ضع النفايات في الكيس يا ولد. (أنيس يأخذ شيئا من النفايات بيده ويبتعد قليلا)
أنيس: ارى النفايات جميلة، الورد لا لالالا زززززز طننننننن (أصوات وحركات الذباب)
بهلول: (للجمهور، أنيس وأنيسة وعامل النظافة يجمدون عن الحركة –ستوب كادر) أنيس يرى النفايات جميلة..؟!!! ولا يحب الورد. لماذا؟ ها نعم لأنه ينظر بعيون الذبابة.
عامل النظافة: كيف الورد ترى النفايات؟ وكيف لا اتعب نفسي؟ انا استمتع بعملي على كل منا أن يؤدي عمله بالصورة الافضل حينها يستمتع لأنه يقدم خدمة للناس ولنفسه ايضا.
أنيسة: انا أعرف سبب رؤيته للنفايات وإقباله عليها (انيس ما زال منشغلا بالنفايات، تضحك أنيسة وتتجه إلى الورد) كما اعرف سبب اقبالي على الورد.
عامل النظافة: اخبريني السبب يا بنت. اريد ان أعرف.(موسيقى ..تهمس أنيسة في أذن عامل النظافة بكلمات، مما يثير استغربه) أكاد لا أصدق !!!ينظر بعيون ذبابة؟
بهلول: (إلى الجمهور) وانتم هل عرفتم السبب؟ هيا هيا أولاد لنكمل جولتنا.(عامل النظافة يقدم وردة لأنيسة فتأخذها، ويقدم وردة لأنيس فيرفضها، ويتمسك بكيس النفايات، مما يضحك بهلول وعامل النظافة وأنيسة، عامل النظافة ينصرف لعمله ويخرج الجميع مع الموسيقى) لنذهب يا أنيس اترك النفايات ، هيا يا أنيسة ، تأملوا الاشجار (تظهر الاشجار والشخصيات خلف السايك –خيال الظل) هل ترون ذلك البيت، ثمة شخص كبير يخرج منه.(يظهر بهلول وأنيسة وأنيس، تظهر على خشبة المسرح بوابة البيت / القصر الجميلة، ليخرج منها رئيس القرية وابنته، موسيقى أغنية)
عامل النظافة: اسمحوا لي بالانصراف، انجزت عملي هنا، سأنتقل إلى مكان آخر لأعمل فيه، مع السلامة أصدقائي (للجمهور) مع السلامة اصدقائي.
بهلول وأنيسة وأنيس: نستكشف قرية السعادة.
بهلول: عيون أنيس … عيون ذبابة.. عيون أنيسة.. عيون نحلة..
بهلول وأنيسة وأنيس: نستكشف كوكب السعادة.
بهلول: هيا يا اولاد هيا يا بنات انظروا العالم بعين النحلات ابعدوا عنكم عيون الذبابات.(يصلون إلى رئيس القرية وابنته)
أنيسة: (للرئيس وابنته) مرحبا يا عم. (لابنة الرئيس) مرحبا صديقتي.
أنيس: (يقترب منهما يشم رائحتهما ثم يبتعد مسرعا، ويقول بصورة تدعو للضحك) رائحتهما جميلة أف أف.. أف.. أكره العطور والروائح الزكية.(يستغرب الرئيس وابنته)
الرئيس وأبنته: (لأنيسة ) اهلا بك، من أنت؟ وما به هذا الولد.
أنيسة: (بابتسامة) أنا أنيسة وهذا أخي أنيس، جئنا لزيارة قريتكم الجميلة.
أنيس: ماذا؟؟؟ (يتحدث بقرف واشمئزاز يثير الضحك ) لا احب هذا المكان، روائح طيبة وأناس انيقين، والنظافة والورد في كل مكان …ما هذا؟؟
الرئيس وابنته: (يضحكان مع ضحك الجمهور – إذ من المفترض ان يضحك الجمهور- ويشيران إلى أنيس) ما به غير راض.
أنيسة: (تقف بين الرئيس وابنته وتهمس لهما مما يجعلهما يتقبلان حالة أنيس) والآن اود التعرف اليكما.
الرئيس: أنا سعيد بالتعرف اليك يا أنيسة، أعرفك بنفسي، انا كبير موظفي هذه القرية، ويقولون عني رئيس القرية، وهذه ابنتي.
أنيس: إلى اين انت ذاهب يا رئيس؟ اجلس في مكتبك وأمر بما تشاء انت الرئيس. وأنت يا ابنته، ليس عليك الخروج من البيت، انت ابنة الرئيس، لا تذهبي إلى المدرسة، ولا تقرئين، ولا تعملين أي شيء عليك بالأكل هم هم هم واللعب ها ها ها والنوم خخخخخخخخخخخ فقط. العبي بالموبايل والآي باد العاب.. العاب.. العاب (الرئيس وابنته وأنيسة وبهلول يضحكون) وأنت يا عم اذهب للنوم وتمتع بما تريد انت رجل كبير.
ابنة الرئيس: كيف لا أذهب إلى المدرسة؟ يجب أن أتعلم وأعمل. سعادتي في العلم والعمل.
أنيس: (بصوت عال وحركة فوضوية) أنت ابنة الرئيس، كل شيء متاح لك.. ماذا تريدين غير ذلك. اجمل ما في الحياة هو اللعب والأكل والنوم. هل لديك جهار هاتف نقال (موبايل) وآي باد؟ تعلبين بهما وتشاهدين افلاما على الـ (يو تيوب) وتقضين أوقاتا على الفيسبوك والـ…
ابنة الرئيس: لست بحاجة إلى الهاتف النقال، عمري لا يسمح بذلك، أنا العب وآكل وأنام هذا طبيعي, وأتواصل مع اصدقائي، في أوقات محددة، وأتعلم، كل دروسي موجودة على الحاسوب، وأعمل.
الرئيس: لا نسمح للأطفال باستخدام الهاتف النقال في قريتنا، والكبار يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي في أوقات محددة، لا تزيد على الساعة الواحدة يوميا، هذا قانون.
أنيسة: (لابنة الرئيس) تعملين ؟ ماذا تعملين؟
أنيس: (ساخرا) تعمل ابنة الرئيس تعمل (يصيح) هذا وضع لا يطاق.
ابنة الرئيس: أساعد ابي, واعمل على تهيئة وسائل الراحة له، وأتجول معه صباحا ليتفقد الوطن والمواطنين، وأعمل على تنظيف بيتنا والشارع والساحة المقابلة له بالتعاون مع أصدقائي (يعرض على الداتاشو مقطع فيديو لمجموعة أطفال يعملون على تنظيف الشارع والمدرسة) كما اني اعمل مع زملائي في المدرسة على تنظيف المدرسة وترتيب أثاثها.
أنيس: (يقاطعها) كفى … كفى … ما علاقتك بالتنظيف؟ تنظيف المدرسة؟
الرئيس: تلامذتنا هم من ينظف المدرسة بالتعاون مع معلميهم، ليس لدينا عمال نظافة في المدارس.
أنيس: أكره النظافة …(يضحك الجميع منه) هذا جهد كبير يتحمله التلاميذ.
ابنة الرئيس: لا… لا …ليس جهدا… مدارسنا نظيفة دائما ، لا توجد أوساخ وأتربة بل نرفع من الارض ما قد يسقط منا سهوا فقط ، ونضع النفايات في مكانها.
أنيس: لماذا التركيز على النظافة، لا أحبها ، أحب هذا (يشير إلى كيس النفايات الذي لم يتخل عنه )
أنيسة: أنيس يا اخي العزيز ما دام الناس ينظفون مدارسهم وبيوتهم وربما حتى شوارعهم (يمكن أن تعاد العبارة الاخيرة على لسان المجموعة بقصد التأكيد)، فهم لا يعملون على اتساخها أبدا. هل فهمت وهم يتمتعون عندما يقدمون خدمة (يصفق لها كل من رئيس الكوكب وابنته وبهلول، أما أنيس فيبدو عليه الانزعاج)
أنيس: ( بصوت عال ويضرب الارض بقدمه محتضنا كيس النفايات طريقة كوميدية ) انا لا احب المديح والتصفيق، وأحب ما هو عكس ذلك. (يضحك الجميع) ( يدخل الطبيب مسرعا ، انيس يستوقفه) انظروا لهذا الرجل الذي يسير مسرعا، يبدو انيقا جدا ونظيفا جدا ورائحته عطرة (يتأفف من الرائحة) أف.. أف.. أف، لماذا أنت مسرع جدا .. إلى اين انت ذاهب.. من أنت؟ ألا تناصرني ضد هؤلاء ؟ من أنت ؟ لا تسرع ، لا شيء يستحق السرعة ، السرعة تتعب.
الطبيب: لست مسرعا ، اسير بهذه السرعة كنوع من الرياضة ، فضلا عن وجود مريض ينتظرني ، أنا طبيب ، عليَّ متابعة حالة أحد مرضاي ، علما ان حالته غير حرجة .
الرئيس: مرحبا أيها الطبيب، إذا كان بيت مريضك بعيدا ، استطيع مساعدتك بتوفير سيارة توصلك.
الطبيب: أهلا سيادة الرئيس، حالة غير حرجة، مجرد متابعة ، استطيع الوصول (ينظر إلى ساعته) بأقل من عشر دقائق (يلاحظ وجود ابنة الرئيس) مرحبا يا ابنة الرئيس.
ابنة الرئيس: مرحبا ايها الطبيب (تخاطب الرئيس) والدي هل استطيع الذهاب إلى المدرسة حان وقت الدوام ، لا اريد التأخر (الرئيس يومئ اليها بالذهاب ، تهم بالمغادرة)
بهلول: انتظري يا ابنة الرئيس … هل أنت سعيدة ؟
ابنة الرئيس : ( تغني وترقص ومعها الجميع ، وممكن أن يشاركوها الغناء ، عدا أنيس) سعيدة.. سعيدة..انا سعيدة.. ما دمت اتعلم ما دمت أعمل.. فأنا عن السعادة لست بعيدة
أنيس: (يغني ويشير إلى ابنة الرئيس) تتعلم وتعمل… هذا قرف هذا ملل.
ابنة الرئيس: أنا سعيدة.. سعيدة.. سعيدة.. ما دمت احسب اوقاتي.. وأقوم بواجباتي
أنيس: تحسب الاوقات.. تقوم بالواجبات.. النوم أجمل الاوقات.. الاكل أحلى الواجبات
ابنة الرئيس: سعيدة … أنا سعيدة ( تنتهي الاغنية، تومئ للجميع بإشارة الوداع)
أنيسة: هل تذهب ابنتك سيدي الرئيس مشيا على اقدامها إلى المدرسة… ام يوصلها سائق وسيارة.
أنيس: وأنت ايها الطبيب، تذهب إلى المريض أم المريض يأتي اليك؟ وتسير إلى المريض على قدميك؟ لا … لا … لا اصدق ذلك.
الطبيب: ولم لا يذهب الطبيب إلى المريض؟ هذا امر طبيعي في قرية السعادة.
الرئيس: ولم لا تذهب ابنتي إلى المدرسة مشيا؟ هذا أمر طبيعي في قرية السعادة.
الطبيب: من الافضل أن يبقى المريض في البيت لأنه مريض، الطبيب يذهب اليه، لأن الطبيب ليس مريض (يضحك) ومن واجبه عيادة مرضاه.
أنيس: ألا تجلس في عيادتك ويتزاحم عليك المرضى.
الطبيب: (يبتسم ) نعم أجلس في عيادتي، ولكن لا يتزاحم علي المرضى، كل له دوره وبالوقت المحدد.
الرئيس: كل شيء بنظام. النظام يجعلنا راضين وسعداء.
أنيسة: سعداء … ما أجملكم.
بهلول: أنيسة ترى الاخرين بعيون نحلة، لذا هي ترى جمال الاخرين.
أنيس: (متذمرا) أين الجمال، نظام، الطبيب يذهب إلى المرضى مشيا على الاقدام هههههه ابنة الرئيس تذهب إلى المدرسة هههههه، لو كنت ابن الرئيس لا أذهب إلى المدرسة أبدا، وإن اردت التعلم، وهذا أمر مستبعد، فالمعلمون يأتون لتعليمي، هذه هي السعادة، أما أنتم (يشير الى الرئيس والطبيب) أين سعادتكم في ما تفعلون؟ (ساخرا) الرئيس يتجول سيرا على قدميه والطبيب …
الطبيب: نعم أذهب إلى المرضى .. السعادة .. تسأل عن السعادة، سعادتي في مساعدة الاخرين، سعادتي في شفاء المرضى، السعادة في تقديم المساعدة للآخرين.
بهلول: (معلقا مخاطبا الجمهور) أنيس يرى بعيون ذبابة ، ويفكر بعقل الذبابة.
بهلول: (يغني) الفرق بين الذبابة والنحلة .. كالفرق بين الشوك والنخلة.. النخلة والنحلة منتجة.. والذبابة مزعجة
أنيس: لا اتحمل هذا الوضع …اريد مغادرة هذه القرية.
أنيسة: اريد البقاء في هذه القرية.
أنيس: علينا مغادرة هذه القرية، وضعهم لا يعجبني.
أنيسة: وضعهم أجمل ما يكون الطبيعة تحيط بهم والنظام أساس عملهم، سأجعل قريتنا مثلهم.
الرئيس: نحن نرحب بكم في قريتنا، ويسعدنا ضيافتكم.
الطبيب: سأغادركم سيدي الرئيس، المريض بانتظاري، مع السلامة اصدقائي.(يغادر)
أنيس: (يبدأ برمي النفايات من الكيس الذي يحمله هنا وهناك، تتبعه أنيسة لتجمعها) اريد المغادرة أو أجعل هذه القرية غير نظيفة، لا احتمل هذه النظافة، وهذا النظام، وهؤلاء الناس السعداء، اريد نقل الامراض اليهم، وهذا غير ممكن بدون النفايات والفوضى والتعاسة (يخرج من جهة يمين خشبة المسرح، ويسمع صوته) هذه القرية غير سعيدة وغير منظمة ، اطفالهم لا يمتلكون هواتف نقالة يلعبون بها، اطفالهم يعملون و…
أنيسة: اعتذر منكم سيدي الرئيس، أخي أنيس لا يقصد ذلك، انه ليس على ما يرام.
الرئيس: اتفهم ذلك.
أنيسة : اخي ليس على طبيعته.(يدخل أنيس راكضا ويرمي النفايات على الارض، يتبعه الطبيب يجمع النفايات – يفضل أن يلقى الحوار التالي بطريقة القاء السجع المنغم ويتجلى صراع الشخصيات على اقصاه: أنيس من جهة والآخرين من جهة ثانية)
الطبيب: يا ولد لا ترمي النفايات.(يخرج أنيس من جهة يسار الخشبة ويبقى يردد الجمل السابقة من حواره ، في حال أي خروج لأنيس من خشبة المسرح، يعرض على الداتا شو مقطع فيديو يظهر أنيس وهو يقطع الورد ويعبث بالنباتات ويرمي النفايات، مع الموسيقى، تشاهده الشخصيات الموجودة على المسرح ) ما الذي يفعله هذا الولد؟ انه يقطع الورد، يتلف الزهرات.
أنيس: (يدخل راكضا يتبعه عامل النظافة ويجمع ما يرميه على الارض من نفايات) سأرمي النفايات في كل مكان من قريتكم. لن تستطيعوا الامساك بي.
عامل النظافة: عليك ان تنظر إلى الاشياء بطريقة أجمل، رمي النفايات في الشوارع أمر لا يقبل .
أنيس: وماذا عن الطبيب الذي يذهب إلى مرضاه؟ أهذا مقبول؟ اليس المفروض ان يأتي المريض إلى الطبيب؟ أهذا معقول.
الطبيب: (يذهب باتجاه أنيس، ويهرب منه أنيس) من الافضل عيادة الطبيب لمرضاه، ما دام يرضي ضميره ويرضي ربه.
أنيس: (يصيح بصوت عال) اريد مغادرة هذه القرية النظيفة، بطريقة سهلة، ليست عنيفة.
الرئيس: (يذهب باتجاه أنيس، ويهرب منه أنيس) اسمع يا ولد، لا تعبث بالبلد، كن نظيفا، كن لطيفا.
بهلول: سأحل المشكلة، انها ليس معضلة، تعال يا أنيس، الجميع يناديك (مشيرا إلى رئيس القرية) حتى الرئيس، تعال لأنزع عنك عيون الذبابة، لتعود أكثر حبا وصلابة (يمسك بأنيس والجميع يحيطون به)
أنيسة: اريد البقاء بعيون النحل، لأكون أكثر انتاجا وأجمل.
بهلول: (يتدخل) تعالا معي يا أنيسة ويا أنيس، لنغادر قرية السعادة … سيدي (للرئيس) زيارتنا لقريتكم فيها الكثير من الافادة (ما زال أنيس يعبث ويحاول الافلات بعيدا، يتعاون الجميع على الاحاطة به)
أنيسة: لقد اطلعنا على أسباب سعادتكم، وسنعمل على تحقيقها عندنا كما في قريتكم.
بهلول: ارجو ان تأذن لنا بالمغادرة سيدي الرئيس، شكرا لكم، هيا أنيسة هيا أنيس، مع السلامة سيدي الرئيس، نراكم بخير (يغادرون ، يسيرون عائدون خلف السايك الابيض بصورة خيال الظل)
بهلول وأنيس وأنيسة: (يغادرون خشبة المسرح إلى خلف السايك الابيض، يظهرون خيال ظل ويغنون) زرنا قرية السعادة – زيارة فيها افادة.. عامل النظافة رجل أنيق – للحدائق صديق.. الطبيب يعود المريض – بعمله سعيد.. الرئيس يتجول في الشارع – يقدم المساعدة بلا مانع (يظهرون على المسرح، وقد تبدل المنظر إلى ما كان عليه في المشهد الاول)
بهلول: (مع الموسيقى) والآن لننزع عنكم عيونكم المستعارة ولترجعوا الى طبيعتكم.
أنيسة: عيون النحلة جميلة وترى الاشياء أجمل ( ينزع بهلول عيون النحلة عن أنيسة ) تبدو الاشياء أجمل بعيوني الآن.
أنيس: اريد ابقاء عيون الذبابة (ينزع بهلول عيون الذبابة عن أنيس، بينما هو يصيح) لا … لا (تم نزع عيون الذبابة، يعود أنيس مشرقا ولكنه يصحو كمن كان في غيبوبة) ما هذا أين كنت أنا؟ الآن ارى الاشياء على حقيقتها،لا اريد العودة إلى ما كنت عليه، عيون الذبابة لا ترى جمال الاشياء.
بهلول: لا لعيون الذبابة، لا لعيون النحلة.. عيون الإنسان هي الاجمل. أنيس، أنيسة، هيا عودوا إلى بيتكم. (يتجهان إلى قصر الدمى ويظهران دميتين كما كانوا في المشهد الاول) ما رأيكم بما شاهدتموه في قرية السعادة.
الدمية أنيسة: هنيئا لهم، لديهم نظام وطبيعة جميلة، ان احب الطبيعة بأشجارها وطيورها وزهورها وحيواناتها. في قرية السعادة الناس طيبون ورائعون.
الدمية أنيس: نعم انهم رائعون، ولأنهم طيبون تمكنوا من تحمل مضايقاتي، وما فعلته عندما كنت أنظر إلى العالم بعيون الذبابة في قرية السعادة (يغني مع الموسيقى والاضاءة الملونة ومناظر الطبيعة تعرض على الداتا شو ) الجميع يعمل – لا للنوم لا للكسل.
بهلول: (يغني) وأين السعادة (لأنيس وأنيسة) قولوا يا سادة (للجمهور) قولوا يا سادة – أين السعادة
الدمية أنيسة: السعادة مساعدة الناس – والعمل بحماس.
الدمية أنيس: السعادة بالعلم والعمل – هكذا يصنع الامل.
أنيس وأنيسة: السعادة بالعطاء وليس بالأخذ والرجاء.
الجميع: الجميع يعمل – لا للنوم لا للكسل.. هكذا يصنع الامل – ويكون الغد أفضل وأجمل.. السعادة بالعمل والأمل والآتي أروع وأجمل (يستمر الغناء مع الموسيقى، من الممكن أن تعرض كلمات الاغنية الاخير على الداتاشو وفي النهاية أسماء الممثلين الفنيين وينزل الستار )
** حبيب ظاهر حبيب (بغداد – 2018)
للتواصل: dr_habibhabib@yahoo.com
habib1962habib@gmail.com