بالصور..اليوم الثاني من فعاليات مهرجان لبساط العربي للمسرح الاحترافي.. بين اشكالية الصمود و الانهيار في حضرة لعبة الشطرندلس بمقهى الشعب/ الفرجة
احتضنت بنسليمان ثاني أيام مهرجان لبساط العربي للمسرح الاحترافي في دورته الثالثة، حيث التقى الجمهور مع عدة أنشطة افتتحتها الورشات الثلاثة بدار الثقافة بالفترة الصباحية: (الممثل والشخصية) التي يؤطرها الممثل و المخرج المسرحي المغربي خريج المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي أيوب أبو النصر، و (الكتابة الدرامية) التي تشرف عليها رئيسة فريق التكوين الخاص بمذكرات التخرج الليسانس و الماستر بجامعة الجيلالي ليابس بسيدي بلعباس ـ الجزائر د. سامية برمانة، و (خيال الظل) تأطير رئيس مكتب الأنشطة بالنيابة الإقليمية ببسليمان و مدير الركح في المهرجان الوطني ذ. عم بلمير .
أما النصف الثاني من ذات اليوم توزع بين ثلاثة فضاءات: دار الشباب الزيايدة التي احتضنت ندوة: “المسرح العربي بين الصمود و الإنهيار” بمشاركة د. عبد الفتاتح أبطاني من المغرب، والمخرج المسرحي الإماراتي عبد الله الجابري، و الباحثة المسرحية الجزائرية د. سامية برمانة. حيث تم طرح مجموعة من الإكراهات و العراقيل و كذا التحديات التي عرفها المسرح العربي عبر مراحل وأزمنة و تجارب تتماوج بين النجاح و الإخفاق بحثا عن ملامح تحدد هويته ومساره كفن أزلي. وقد أغنى هذه الندوة مداخلات التي ترجمت استفزاز وتساؤلات الحضور الذي تراوح بين مؤيدين و معارضين لهذا العنوان الذي سمي من البعض بالصادم تارة و بالجحود طورا. لأن منهم من يرى المسرح العربي بخير وأنه حقق مكتسبات ورسخ تجارب واستطاع أن يعبر عن ذواتنا بكل تجلياتها.
أيضا شهد نفس الفضاء حفل توقيع مسرحية:”لعبة الشطر ندلس” للفنان حسن الفايز .
بعدها انتقلت الفعاليات إلى فضاء مفتوح احتضنته ساحة أمام ثانوية الحسن الثاني وهو:” السطل و الحبل” لنادي خشبة الحي مراكش والذي يدخل في تيمة مسرح الشارع.
ختام اليوم الثاني كان مع فرقة المركب الفلسطيني التي تجاوب الجمهور مع عملها المسرحي “مقهى الشعب” التي انفتحت على روح التعايش بين الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية عموما و الشعب المغرب خاصة. رغم مظاهر الانحصار الذي يتعرض له.
فالعمل تخلله مشاهد و لوحات تعرض جوانب من التراث الفني الفلسطيني، وسط تفاعل لافت من الجمهور الوجدي الذي تابع فعاليات هذا الحفل الفني. ووظف مبدعو هذا المنجز الفني، وهم شباب فلسطينيون بمشاركة شباب مغاربة، فضاء المقهى – باعتباره مكانا للقاء والتواصل – لعرض فقرات غنائية تراثية، فلسطينية ومغربية، على شاكلة فن الأوبريت.
وتخللت هذا العرض الفني حوارات ارتجالية، توخت إشراك الجمهور في العرض المسرحي من خلال تقنية كسر “الجدار الرابع”، الذي يفصل الممثلين عن الجمهور. وشارك في هذه المشاهد الفنان المغربي هشام البهلول، في أجواء تفاعلية بات معها الجمهور شريكا في صناعة الفرجة المسرحية.