طفلة بالت في سروالها فعلقها المعلم.. سيلفي :مسرح” داها واسا ” يتمرد بكوميديا ساخرة ../ عمر أوشن – كود

فرقة مسرح” داها واسا ” تعود بعرض “سيلفي “.

 
سيلفي مسرحية من 55 دقيقة تلعب فيها الفنانة نعيمة أولمكي شخصية إمرأة ضجرت  وتعبت من العالم  و نفاقه و كذبه و مفارقاته وعقده النفسية والإجتماعية فتكسر الصمت  و تتحدث تحكي ببوح غاضب ساخر..
المسرحية  التي كتب نصها أنس العاقل تروي  حكاية إمرأة  في مجتمع  ينخره الجهل و الأسطورة و العنف و الحرمان..مجتمع يتصالح مع الوهم و التملق و الجهل و الذكورية الكسيحة و الإستبداد ضد كل معاني الحرية و التعبير و الحب و الحياة الكريمة..
الشخصية تبدأ بوحها من يوم نطقت.. نطقت: ما..ما..ما..ماما..ماماااا..
ثم  في دهشة الإكتشاف و هي تجرب الأصوات نطقت : با .باا.. باااا ..بابا.. بابا ..ووااو رائع ..
يا لها من لعبة مسلية؟ كيف تكتشف ماما  و بابا و ننطق بها..
المدرسة والمعلم والبولة مكبوتة محاصرة والطفلة تطلب وتتوسل الذهاب للمرحاض والفقيه لا يبالي.
ثم يقع ما هو منتظر طبعا فتطلقها في سروالها..
لا أحد سيرحم التلميذة  من العقاب والعصا والفلقة..
تفووو  على دين وأصل المدرسة لو كانت مجرد ضرب الأطفال لأنهم بالوا في سراويلهم.
و يستمر البوح والتمرد والانتفاضة على الذات والمجتمع المتحجر المتزمت والقوالب الجاهزة و البوبينات الموضوعة .
ثورة على النفاق في جميع تجلياته من المدرسة التي تمارس التعذيب على  طفلة بالت في سروالها إلى الأسرة والأخ والزواج والرجل المفقود والشغل وأصنام منحوتة في عقليات المسؤولين.
تبوح المرأة  التي تضع على وجهها مرة مرة أنف مهرج كلون : الرجل فين هو الرجل.؟
ما كاين غير الذكور فقط..ماشي الذكر لي كيتباع  ..
تسخر من نفسها ومصيرها و مسارات الحياة وتقلبات الزمن من الإنتهازيين .. من الإدارة ومن رداءة الدراسة والجامعة ..

المسرحية تعبر فنيا  وبمسحة كوميدية  عن التيه الذي قد يصادف الإنسان و المرأة خاصة ومصاعب الانصياع والاندماج  في مجتمع النفاق والبؤس والزيف..
كلما قدمت داها واسا عرضا جديدا يثير الإعجاب والمتعة كما قد يثير السؤال : لماذا تدق” داها واسا” كل مرة على الخزان بطريقتها المعهودة. بحث وجرأة في التعبير و سخرية كوميديا متجاوزة للمكرر المستهلك و تمرد ” دراويش” على عالم ينخره النمطي والمسكوك والمقولب و البضاعة الجاهزة للبيع في سوق البشرية .
العرض إشتغل فيه أحمد حمود مخرجا  و الممثل  دابشا مساعدا و في الفيديو أمين أولمكي و فيصل بن و صلاح بعبدالسلام في المحافظة العامة .
ترغب المرأة  في أن تفرح بنفسها ولنفسها ..باغية تفوج ..
ترغب في أن تلعب وتصرخ وتبوح وتضحك وتعري المستور: ليلة الدخلة تساوي يوم الحساب والعقاب في الآخرة و بئس المصير ..
و مع توالي القمع  تمزق وترمي أوراق دروس مقرفة لا تصلح ثم تبحث عن لحظة فرح و سعادة من الذات وإلى الذات..
على الجسد أن يفرح ..ستلبس فستان العروسة الابيض وتضع الماكياج والكعب العالي وتتبرع مع سيلفي يعيد  الحياة والروح لأنثى محطمة .
السيلفي سينتهي بلعبة  فيديو سينمائية  متقنة مسلية ذكية  بعد أن تغادر الخشبة  وتخرج من القاعة و يتابع المشاهد المتفرج المشهد سينمائيا على الشاشة وهي تمشي في باب المركز السينمائي الفرنسي..  تصادف رجلا في سيارة كأنه كان ينتظرها..
هل وجدت الرجل الذي بحثت عنه؟ هل هي مغامرة مع شخص مجهول.؟.
تنتهي المسرحية بسؤال مفتوح..إلى أين ستمضي المرأة المتمردة؟
نديرو شي دويرة..
اييه.. واخا نديرو دويرة..
أليست الحياة  سوى  دويرة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت