بالاردن: المسرحية السويسرية “تحيا الحياة” تحصد ذهبية الدورة 14 لمهرجان ليالي المسرح الحر الدولي/ بشرى عمور
أسدل الستار مساء الأمس الخميس02 مايو 2019 على فعاليات الدورة الرابعة عشر لمهرجان ليالي المسرح الحر الدولي، بتتويج العرض السويسري “تحيا الحياة” بالجائزة الذهبية لمسرح الحر لأحسن عرض مسرحي متكامل، وهي الجائزة الكبرى للمهرجان، إضافة إلى جائزة أحسن ممثلة والتي حصلت عليها الممثلة (جوانا ريتنير سيرمير) مناصفة مع الممثلة المصري (ياسمين سمير) عن دورها بمسرحية: “بهية”. كما قررت لجنة التحكيم التي ترأستها د. سوسن دروزة (الأردن) وضمت كل من: الفنان المسرحي اللبناني ( عببدو باشا)، و الممثلة و المخرجة التونسية (سيرين قنون)، والممثل السوري (قاسم ملحو) و الممثلة و المخرجة المغربية ( بشرى إيجورك) أن تمنح جائزتها الخاصة بحضور (إبراهيم العسيري)،باسم الهيئة العالمية للمسرح (I.T.I)، للمخرج السويسري (أندري يجنات) عن مسرحية:”تحيا الحياة”.
وآلت الجائزة الفضية للعرض الإيطالي “الوهم” بينما تقاسم الجائزة البرونزية كل من: العرض المصري “بهية” إخراج: (كريمة بدير) و العرض الكويتي: “ريا وسكينة” للمخرج: (احمد العوضي). وذهبت جائزة ذهبية الفنان ياسر المصري- المسرح الحر لأفضل ممثل مناصفة بين الممثل الفلسطيني (شبلي البو) عن مسرحية “مثل ما سقطت الشمس”، والممثل الكويتي (علي الحسيني) عن مسرحية:” ريا وسكينة”. أما الجائزة الذهبية لأحسن السينوغرافيا كانت من نصيب مسرحية:”بيروسماني” من جورجيا.
وتبارى على جوائز الدورة التي شاركت فيها سبع مسرحيات، من: العراق، مصر، الكويت، فلسطين، إيطاليا، جورجيا، وسويسرا,
وشهدت الدورة، التي تميزت بتنظيم محكم وحضور غفير للجمهور ، احتفاء بالمرأة العربية حيت تم تكريم كل من الفنانة الكويتية المقتدر ة (سعاد عبد الله) و الممثلات و المخرجات الأردنيات: د. مجد القصص، و رانيا فهد، و مرام أبو الهيجاء في الافتتاح، فضلا عن انعقاد ملتقى تحت عنوان:”الشهادات الإبداعية” ترأسها الفنان السوري (مازن الناطور). بمشاركة: شادية زيتون (لبنان)، سيرين قنون (تونس)، بشرى عمور (المغرب) و نادرة عمران (الأردن).
كما شهدت الدورة تأطير ورشة مسرحية في”البانتومايم” أطرها المخرج المسرحي الفلسطيني (سعيد سلامة)، لصقل مواهب الشباب في اكتشاف لغة الجسد عند الممثل. والتي قدم خلصتها خلال عرض مسرحي مدته 15 دقيقة بحفل الختام.
يشار إلى أن الدورة الرابعة عشر نظمها مسرح الحر من 27 أبريل 2019 الى 02 مايو الجاري، تحت شعار “المسرح الحر مفتاح لقلب المدينة” تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الأفخم الدكتور عمر الرزاز .
وقد أعلن الفنان”علي عليان” مدير المهرجان عن موعد الدورة الخامسة عشر الذي حدد بتاريخ: 06 يونيو 2020.
وقد جاء في كلمة لجنة التحكيم التي القاها لفنان المسرحي اللبناني ( عببدو باشا) ما يلي:
“واحدة من الصور المؤلمة أن نرى المسرح كشجرة خريف تغطي أوراقه الصفراء جنبات الطرقات. ذلك أنك أينما وليت وجهك تجد المسرحيين يحاولون إخراج المسرح من وادي العزلات . ما علينا. المهرجان آخر المساحات المشتركة للمسرحيين الساعين إلى إخراج طعنات الأزمنة من صدور المسرح. نثمن الجهود الكبيرة لمن حاول أن يمسح الطرقات بالنظرات الحارة لا الباردة ، بدون تعجل، لكي يكتشف ويقدم ما تبقى من ذخيرة الجسد على المساء ، صديق المسرح والمسرحيين. مهرجان المسرح الحر ليس ضربة سيف بالماء. المهرجان يد واسعة هجعت بكفها أوسع الأحلام. سفينة بقلب الطوفان بالمنطقة، لا يرغب ربابنتها بأن تصطدم بجبال نار المنطقة، نار أثرت على حضور المسرح في جناته القديمة. موسيقى المهرجان تضيء المسارح وسط النيران الخافقة والضباب المنتشر على مساحات المنطقة. شيء من معجزة. ثمة معجزة أخرى. أن يسرق المسرح كلامه من المخلوقات الحاكمة العالم. مخلوقات غير مرئية في نظام لا يلائم لا المسرح ولا المسرحيين. الختم على أبواب المسرح بالشمع الأحمر من سقوط التعدد والتنوع أمام الآحادية الحاكمة العالم اليوم. عولمة تريف العالم ، ترغب بأن تحوله إلى ريف واسع لا يشق له حائط لأن لا حائط له. ثمة معجزة ثالثة أن يبني المسرح منصاته على غياب المفكرين والأفكار . فترة إشتعال المسرح بالعالم فترة أسرار تضوع لا فترة أسرار ضائعة. فترة الخروج من وقفة الشمعة العمياء إلى وقفة القنديل . هناك أموات على الدوام . حين مات المفكرون مات الفكر . وحين مات الفكر مات المسرح. لأن غياب الفكر غياب الشكل . بدون أفكار لا أشكال .هذا كتاب المسرح الجديد. هكذا ينصت المسرح إلى حركة الطبقات الجديدة ، هكذا ينصت المسرحيون وهم في صمتهم يتبادلون الخوف والأمل بالوقت ذاته. هذه مقدمة ، تؤكد أن لجان التحكيم ليست لجان وصاية . لجان التحكيم لجان قراءات للعناصر على الأرض، للوصول إلى الحياة الأخرى للمسرح والدفع بها إلى مقدم العالم المسرحي. واحدة من علامات امتلاء المسرح بالحيرة في برية آدم المسرح، إخراج العناصر من الصناديق ووضعها على خشبة واحدة: الرقص والآداء، الآداء والغناء، وضع المسرح في منعرجات لا تفتقد الحنان ، غير أنها تغرس ما لا يشرف على حيوات مقبلة. الثنائيات حل. الدمى حل. الرقص، الغناء، الأتمتة. كسوة المسرح مصنوعة من كل شيء. كل شيء ، كل الأشياء ولا شيء بالوقت ذاته.
يفتح المسرحي أوراق المسرح ليعيش ويعيش المسرح. التقاط المسرح بالأيدي المجروحة بالأحداث والمشققة بفعل الزمن ، لا تعني صداقة المسرحي للمسرح. لأن المسرح حين يخاف الموت يحول أدواته إلى تراب وحضوره إلى غبار. لا يزال الجميع يبحث عن نار الشمعة المطفأة. إنها بعيدة وقريبة. إنها بالعيد أولاً ، ثم بالجوهرة. العيد هو المهرجان . والجوهرة هي المسرحية. العيد موجود والجواهر نادرة. لذا ننتظر الجواهر في يوم آخر.
وسط دخان العروض، لم ترقد لجنة التحكيم أمام الأصابع المهملة بالمسرح. وجدت أن عليها أن تتعاطى مع المسرح كما يتعاطى العمال مع معمل مفتوح. هكذا دخلت المصنع من أبوابه لا من أبوابها، غير أنها لم تختفي في أبخرة الآته.
تشكر اللجنة إدارة المسرح الحر من فتحت الطريق أمام الجميع في مهرجانها. بالأخص السيدة أمل الدباس رئيسة اللجنة العليا والسيد علي عليان مدير المهرجان ، من يمتلكون أحلام القصائد. وهي تشكر كل من فتح حقائب مسرحياته بالمهرجان. لا لأن بالشكر تدوم النعم، لأن الشكر من اللطائف اللازمة ولحظ لمن يقفون على رؤوس الأصابع وهم يبنون أعشاش المسرح على أشجار المدينة. كل مسرحية طير. ثمة من يطير ولا يزال إلى لغته الجديدة . وثمة من تواجههه صعوبات الطيران. لا معركة هنا. هنا ورش ناجحة وورش يعوزها النجاح. هكذا اختارت اللجنة من موقد المسرح من يمتلك المشاعر ومن يقدر أن يخرج المشاعر من النسيان إلى الأهداف.