نص مسرحي: "انها تمطر " / تأليف: محمد غباشي
الزمان : لازمان يحدد مسار المسرحيه
المكان: لامكان يحدد جغرافيتها
مكان العرض : العلبه الايطاليه أو ماشابه
الديكور : الشكل يبدو كمنزل عادي بديكوراته المعهوده ويمكن تغييره بسرعه حسب طبيعه المشاهد المسرحيه يتوسط الخشبه عمود خشبي (حسب رؤيه السينوغرافي) علي أن تكون بالخلفيه نافذه كبيره عباره عن شاشه تصلح لعمل الخلفيات المدرجه بالعمل سواء أكانت ماده فيلميه أو سلوييت أو غيرها
الاضاءه: تلعب دورا كبيرا في اثراء الحدث وتقديمه في عمق المسرح تبدو نافذه” تمدنا باختلاف الطقس من الفصول الاربعه الجو العام مزيج من الرفاهيه المشوبه ببعض الفوضي
الشخصيات:
1- نبيل…مؤلف مسرحي في الخمسينات
2- هناء زوجه نبيل تصغره بحوالي 10 سنوات
3- سوزي الممثله –الفراشه –المذيعه …
4- عصام ..السيد المنتج –الممثل النجم -الصرصار
5- عريف الحفل.. السيد الفأر
6- مجموعه رجال ونساء راقصيين وراقصات يتشكلون في اشكال حيوانيه مختلفه
(تفتح الستار.. الاضاءه خافته في بدايه الحدث بحيث لانتبين ملامح الديكور والاشخاص المتواجديين ورويدا رويدا تتدرج الاضاءه لتكشف عن وجود نبيل جالسا منكبا علي جهاز الكمبيوتر الخاص به “اللاب توب ” يبدو منهمكا بالبحث والكتابه بينما نري هناء مسترخيه علي الكرسي الهزاز تقرأ في كتاب يخفي معظم وجهها يصحب المشهد موسيقي أغنيه فيروز ” لاتندهي مافي حدا ” حتي تختفي تدريجيا ويسمع صوت طنين ذبابه خفيفا ثم يتصاعد عند سماع رنه جرس التلفون الارضي)
هناء : (بعد فتره) ألا ترد (دون أن ترفع الكتاب الذي تقرأ به عن وجهها )
نبيل: ( دون أن ينظر لها ) حسنا (يترك ما بيده متأففا ويرد علي التلفون)
الصوت: (أجش يأتي عبر الهاتف) المؤلف الجميل السيد نبيل
نبيل: (بعدم اكتراث) نعم
الصوت : يشرفنا حضوركم سيدي لتكريمكم في الحفل السنوي للمبدعيين العرب الليله
نبيل : الليله ؟؟؟؟
الصوت: نعم سيدي ….لم تأتنا الاسماء المرشحه من الوزاره الموقره الا الان …بانتظارك سيدي في الثامنه في قاعه اتحاد المبدعيين
نبيل: شكرا …(.يغلق الخط.. مازال مدهوشا ممسكا سماعه الهاتف بتجمد حتي بعد اغلاق الخط)
هناء: (والتي كانت تراقب الموقف من بعيد بطرف عينها تنزل الكتاب وتتجه نحوه) مابك ….
نبيل: (يرفع راسه قليلا وينظر لها دون أن ينطق )
هناء : قال …الليله ؟
نبيل : الليله في الثامنه
( يسمع صوت طنين ذبابه )
هناء: (تحاول ابعاد الذبابه عن وجهها) يعني ليس هناك وقت هيا فلنسرع لتجهيزك ؟
نبيل: أنا جاهز منذ عشرين عاما
هناء: (تتحرك بسرعه وهي تردد) ليس لدينا الوقت الكافي لابد أن تكون اهم واشيك مبدع في وسط المبدعيين
نبيل: (يكتفي بالنظر اليها وهز رأسه..صوت الذبابه يجعله ينتبه لها)
هناء: ماذا دهاك ….أولم تنتظر هذا التكريم منذ زمن بعيد ؟
نبيل: (سارحا يحاول تتبع الذبابه) هاه …نعم ذبابه حقيره
هناء: (وهي تخرج مسرعه) وهل هذا وقته..هيا ساعدني في اختيار اي بدله سترتديها الليله ..للاسف لم يتبق لك الا بدلتيين وكل واحده اسوأ من الاخري ؟
نبيل : لم نستعد كفايه (يتوقف عند سماع جرس الباب الخارجي) حسنا (يذهب لفتح الباب)
(تدخل سوزي علي شكل فراشه حيث الالوان والحركه و حسب رؤيه السينوغرافي.. وهي شخصيه سريعه الايقاع في كل شيء الحركه – الكلام – التصرفات)
سوزي: (داخله) لا هذا لا يعقل ابدا …انها تمطر هكذا فجأه وبدون مقدمات (تتحرك بالمكان وكأنها تعرفه تماما وبدون قيود تتجه حسبما يروق لها بينما تظهر الزوجه وبيدها البدلتيين) علي فكره ..جئت قبل قليل وقرعت الجرس ولم أجد اجابه .. قلت لنفسي ربما لا أحد وربما هم نائمون وربما لايريدون ايه ازعاجات.. لكن لابأس لم أستطع العوده للسياره مره اخري فلم استطع ..انها تمطر بغزاره وأنت (ملتفته اليه) الم تستعد للتكريم بعد.. هاه هل كتبت كلمه بهذه المناسبه وتمرنت عليها جيدا أم لا.. لا تقل شيئا أنا أعرف انك تاخذ وقتا طويلا في الكتابه.. علي كل حال ليست مشكله لديك الوقت.. لاباس.. ساسبقك ان لم تكن جاهزا.. وربما قد اشرب شيئا هه.. ماذا لدينا هنا؟؟ ربما كاسا سريعا من الفودكا أنا أعلم انكم تحتفظون بهذا النوع الفاخر ( الزوجان في حاله جمود تام ازاء تصرفاتها وحديثها) أه حسنا لقد وجدتها (بعد أن عادت من مكان المفترض أن يكون به المطبخ –تحمل زجاجه وكاسا صغيره ) يا سلام ما اروع الفودكا البارده في هذا الطقس البارد (تصب تشرب) بصحتكما.. بالمناسبه أعجبني ذوقك سيدتي في ترتيب المنزل واللمسات الجميله التي اضفتها (تنظر ساعتها) ياه لقد مر الوقت سريعا ولا أريد أن أتأخر عن موعد الكوافير (تتجهز) ساسبقك لهناك .. هيا تنشط ولا تتاخر (تسارع في الخروج) سلام (تخرج وسط دهشه الاثنيين)
هناء: (بعد فتره وهي تشير الي الباب الذي خرجت منه المراه) ما…. ماذا .. كيف …؟؟
نبيل: (مازال ناظرا للباب الذي خرجت منه المرأه، يضحك فجأه) هي … هي لا أعرف .. ماذا أيضا ؟؟
هناء : ألا يكفيها وجودك معها طوال فتره البروفات والتمرينات والذي منه حتي تتجرأ وتأتي الي هنا.. ماذا تريد.. هه ؟؟ قل لي ؟؟
نبيل: (رافعا كتفيه مبتسما للحاله) لا أعرف .. هي مجنونه بكل تصرفاتها ولا يتكهن أحد بما ستفعله
هناء : نعم؟ وانت حضرتك ما شأنك بها حتي تقتحمك بهذا الشكل بل.. تقتحمني انا ومنزلي (تستدرك) منزلنا.. يالها من وقحه لا تعرف العيب ولا الخجل
نبيل: هي هكذا دائما.. لا تتغير.. تصرفاتها طبيعيه.. غريبه مفاجئه لكنها هكذا لا تقصد ايذاء أحد.. الكل يعرفها هكذا
هناء : طبعا تدافع عنها وتجد لها مبرررات لم لا فانت تعرفها قبلي وبالتالي …
نبيل : يا الهي.. ألا تكفي.. حاولي أن تفهمي ولو لمره واحده.. هي ليست الا زميله عمل ونعرف بعضنا من زمن بعيد قبل أن تظهري أنت في حياتي ولو أردت الزواج بها لتزوجتها قبلك
هناء: ولما لم تفعلها..علي الاقل انتما من طينه واحده.. تطلقون علي ما تفعلونه حريه وحضاره وعصرنه.. أف لقد فاض الكيل
(المشهد كالتالي الزوجه تختفي من المشهد ثم تعود لتقي جملتها وتختفي وهكذا )
نبيل: يووووه سنعود لنفس الاسطوانه المشروخه.. اسمعي.. لقد وافقت علي نمط حياتي منذ أن تزوجنا.. فلا تتذمري الان
هناء : لا لا لا كفي لم أعد التحمل.. ساذهب لأي مكان عدا هذا البيت المقرف بكل ما فيه
الزوج: (بعدم أكتراث.. يحاول أن يقول شيئا فيكتفي بهزه من كتفه واشاره من يده)
الزوجه: (تاتي من الداخل وتحمل حقيبه ملاي ببعض الحاجيات وتستمر بجمع حاجياتها المتناثره هنا وهناك أغلبها مقتنياتها الشخصيه.. تتوقف فجأه لتتأكد من جمعها لاغراضها ثم تعاود البحث والتجميع..يسمع صوت جرس الباب الخارجي فتتوقف هي والزوج ينظران للباب معا ومن ثم ينظران لبعضهما.. لحظات بسيطه ثم تبادر بالقول)
هناء : أه عادت ثانيه ….
نبيل: (لا يتحرك من مكانه)
هناء: (تستعد للمعركه فتبادر وتفتح الباب) اسمعي يا……….
عصام: (علي هيئه صرصار من الحجم الكبير داخلا يغلب علي ايقاعه البرود الهادئ) يا الهي انها تمطر بغزاره.. والبروده بدأت تسري في الاجواء (ناظرا اليهما) هاه مابكما.. وكأنما عادتكما ألا ترحبوا بالضيف ؟؟؟
نبيل: (يحاول أن يبتلع دهشته) ك….. كيف تجرأت وأتيت الي هنا ؟؟
عصام: (ضاحكا) يا رجل.. ما بك؟؟ (يجلس بالمكان الذي يراه مناسبا لفرض وجوده)انه أنا.. لا لم أعلم انك في منتهي الجلافه.. أهي حجتك كي لا تكرم ضيوفك؟. لالالا لم أعهدك هكذا
نبيل: ضيوف من (يبحث بعصبيه عن شيء ما) انت شخص غير مرغوب به هنا..هيا.. هيا تفضل.. اذهب الي حال سبيلك ( يتجه للباب ليفتح له ليجد ضالته بجانب الباب وهي عباره عن علبه تستخدم لرش الحشرات لكنها هنا كبيره نوعا ما) هيا تفضل
عصام : لالالا لم أعتقد أن مزاحك لهذه الدرجه … ما بك ياصديقي .. كيف تسمح لنفسك أن …
نبيل: (يقاطعه بغيظ) لا تقل صديقي يا هذا (يعود اليه) انت تعرف تماما اننا لم نكن أصدقاء في يوم من الايام.. تكفي خستك ونذالتك.. هيا.. هيا من هنا والا طردتك بالقوه (يستعد للعراك ممسكا بعلبه الرش)
عصام: حسن حسنا (يقف كمن يتهيأ للخروج..ومن ثم يتوجه للزوجه) ان كنت لا تفهم باصول الضيافه فهناك من يراعيها.. اليس هكذا يا مدام …؟
هناء : (حائره مدهوشه) في الحقيقه أنا.. لا. لا أفهم مالذي (تنظر لزوجها متسائلة فلا تجد جوابا نظرا لعصبيته وغضبه). أنا لا أدري أن هناك سوء تفاهم بينكما و(تتلعثم)وو وأنه يجب أن …
نبيل: ( بغضب ) يجب ماذا ؟؟؟
هناء: (بخوف من غضبه) يجب أن نراعي أأأصول الضيافه …يعني … ما أريد قوله …
نبيل: (مقاطعا بنبره أعلي) ماذا.. ماذا تريدين أن تقولي.. هاه ماذا؟؟ (ممسكا يدها بعنف) اجيبي ماذا تريدين قوله هاه؟؟
هناء : كنت أريد أن اقول بأننا يجب أن نحترم ضيفنا علي الاقل وأنه ..
نبيل : أي ضيف وأي زفت؟؟ أتسمين هذه الحشره المعتوهه ضيفا؟؟ ربما لم تتذكري أنت الاخري مافعل بنا ؟؟؟ وكيف أراد أن يجعل حياتنا جحيما (تزداد نبره غضبه بالارتفاع حتي توقفه الزوجه مقاطعه فلا يهتم لكلامها ويستمر بكلام غير مفهوم وهي تحاول مناقشته فيصلا لمرحله تداخل الاصوات حتي يستوقفهما الرجل الصرصار فيكفا وينظران اليه)
عصام: (ببرود شديد) يا جماعه الخير.. لاداعي للعراك.. كل الامور يمكن أن تحل بهدوء.. الحلم سيد الاخلاق أنت معك حق وأنت صاحبه الرأي الاول والاخير.. نعم فهو بيتك.. مملكتك الخاصه ولا يجوز لاأحد بالتحكم في مملكتك دون اذنك.. وعلي كل حال (لا يتم جملته فقد جاءه الزوج منطلقا كالصاروخ ليمسك بتلابيبه مهددا ومتوعدا ومن ثم بقرف يجره من ملابسه نحو الباب ويقذف به محاولا دفعه للخارج بينما يرفض الرجل بابتسامه باهته متحديا يحاول الهرب والاختباء تماما كما تفعل الحشره حين تهاجمها مما يجعل الزوج يطارده مستخدما رزاز علبه الرش كسلاح تدور المطارده في كل أرجاء المكان مابين كر وفر واختباء مصحوبه بالموسيقي المناسبه حتي ينجح الزوج وبحركه مفاجئه في الانقضاض علي الرجل الصرصار ورش الماده القاتله عليه ومن ثم يتهاوي الصرصار يتلفت حوله فيسقط مغشيا عليه والدماء تعلو جبهته يتفاجا الزوج من فعلته وتصدر من الزوجه صرخه سريعه جراء الموقف ( يتجمد المشهد للحظات الي أن يستدرك نبيل فيبادر الي جثه الرجل الصرصار فيدفعها حتي باب المنزل ويعود لاهثا )
نبيل: (بانفاس متقطعه) من سمح له بالمجيء الي هنا أصلا ؟؟
هناء: (في مكانها مرتعبه ومرتعده من الموقف) … لا أدري …
نبيل: (متحركا من مكانه.. متجها اليها) كيف تجرأ وجاء الي هنا أصلا ؟؟؟ كيف ؟؟
هناء: (محاوله الابتعاد عنه) اسمع ؟؟؟ أنا لا دخل لي اصلا بما يربطكما معا.. مره اصدقاء ومره أعداء لم أعد أفهم …
الزوج: (بهدوء غاضب مشوب بالقلق وهو لازال يتسائل) كيف تجرأ.. كيف؟؟؟ وقد نال جزاءه مني أمام العالم وبعد تلقيه ركله من قدمي لما بين فخذيه.. والذي جعلته يركع علي ركبتيه شاكيا لمن تواجد في هذه اللحظه
(يمثل المشهد راقص وراقصه مع موسيقي مناسبه للحدث ليصبح مسرح بمسرح فنجد الرجل الصرصار متوسلا باكيا يخاطب مجموعه وهميه من الناس..تعلو الموسيقي ويتم تكمله المشهد دون حوار لنري الرجل الصرصار مترنحا متقدما من خلف الزوجه التي تجهز شيئا بالمطبخ لوفاده ضيوف زوجها واذا به يطوقها من الخلف محاولا احتضانها وتقبيلها .. فتلفت بسرعه وغضب وتلطمه كفا علي وجهه … تنقطع الموسيقي ويتجمد كل شيء بالمشهد للحظات يقطعها الرجل واضعا كفه علي خده مكان اللطمه ويتحرك بافعوانيه منسحبا مخذولا لينكمش في زاويه مظلمه … ليعود المشهد كما كان الزوج يصفه ويجسده)
نبيل: (مكملا) يعني لولا تصريحك لي بما فعل بعد انتهاء السهره بيوم لكنت قتلته وقتها وأمام العالم
هناء: (تبتسم مقتربه منه في حنان مشوب بالخوف الواضح) أعرف أنك تغار علي …
نبيل: (يخاطب نفسه في مونولوج داخلي متحركا بالمكان) والان ماذا أفعل؟..و كيف لي أن أتخلص من مصيبه قتل هذا الصرصار الحقير..ثم كيف لي أن أترك الجثه هكذا لا أدري (يتحرك نحو الباب متحسسا طريقه ومتحفزا لاي مفاجأت فيتفاجأ بوجود اللاشيء في المكان الذي ترك فيه جثه الصرصار يبحث بهروله هنا وهناك يخرج فلا يجد شيئا فيعود قلقا متلفتا بين الحين والاخر خارج الباب عله يجد شيئا ما فيغلق الباب علي مضض)أين..ذهبت الجثه.. أقصد ان كان هنا.. هناك جثه صرصار..أو .. ربما .. لا ادري ؟؟
هناء: (بهدوء) حبيبي.. ربما لم يمت وربما مجرد جرح بسيط هرب علي اثره..علي كل حال ما حدث قد حدث.. دعنا ننسي.. ولنعش حياتنا دون منغصات ولا اجترار سخيف للماضي.. اسمع.. ما رأيك بعد أن ننتهي من حفل تكريمك نذهب في نهايه الاسبوع لذاك المنتجع الذي جمعنا ؟؟
الزوج : أي منتجع ؟؟
هناء: لا لا أظن انك قد نسيت ؟ ذاك …….
نبيل: (صامت للحظات ثم يستدرك مخاطبا نفسه) لا أدري الي متي سيظل حال الدنيا هكذا.. حال البشر الحثاله والحشرات و الحال المقلوب أهذه هي الحياه التي نراها أم لها شكل أخر لا نعرفه في زماننا هذاوهل كانت الناس منذ الاف السنين..ناس وهل كانت الحشرات حشرات والحثاله حثاله اما ان الامور قد اختلطت بعضها ببعض واصبحت علي عكس مانراها مهزله (يظهر من جديد صوت الذبابه) وايه مهزله ..أقسم أن مهزله يوسف ادريس كانت أرحم لادري كيف يستطيعون خداع انفسهم ..لا أدري …..
(يتلاشي صوته حتي يبدأ تجهيز المشهد التالي والذي يوحي بمكان ما للاحتفال بشيء ما وقد علت اصوات تجربه المايكرفونات والموسيقي المصاحبه ونحنحه اصوات بعض الشخصيات المتواجده وكثير من الحشرات المختلفه والحيونات التي تتسم بروح الخبث والدهاء كالذئاب والثعالب والافاعي والصراصير .. الخ ..بينما نري عريف الحفل الذي يشبه الفأر وهو يستعرض بعباراته المتشدقه )
(طنين الذباب يشارك في الاحتفاليه المهزله )
العريف الفأر: (محاولا مد الحروف والكلمات ومطها قدر المستطاع) وانه لشرف لنا يا ساده أن يكووون بين ظهرانيييينا هذه الكوكبه الجميله من الميدعيين والمتميزيين انهم من نفخر بهم في كل المحافل والمناسبات (يستمر في خطابه المتشدق حتي يدخل نبيل وهناء ويجدا لنفسيهما مكانيين وسط هذا المستنقع .. يستكمل) وهنا يقف الزمان مطولا أمام هذا المبدع العبقري.. هذا الفنان المتمكن والمتفرد في كل أعماله التي تصل الي أفااااق ارحب و لاهم له الا الارتقاء بفننا وفننووووونا التي لايضاهينا فيها أحد لا علي كوكب الارض ولا علي كوكب المريخ (تصفيق) ولم لا وهو الذي قام بزراعه صحرررراءنا وبذر لنا بذوررررر الفن الاوليه لتبنت لنا أجيااااالا من الفنانيييين العظماااء والذيين مثلونا ومثلوا بلادهم العزيزه في بلالالالاد الفرنجه شرقا وغربا ليثبتوااااا للعالم أجمممع أن العرب أسيااااد الادب والفففنووون و..كل شيء وها نحن الليله اذ نكرم فنننانا الذي جاءنا ومكث عندنا ليقدم عصاااره جهده وعبقريته الفذه فاننا نكرم أنفسنا قبل كل شيء (تصفيق) والالان فليتفضل الفنان العبقري لاستلام صك تكريمه في مجال الفنوون المختلفه
(يتقدم عصام الرجل الصرصور من بين الحاضريين مصحوبا بتصفيق وصيحات وصفارات اعجاب مختلفه زاحفا بتواضع مبالغا فيه جدا ليصعد للمنصه ويسلم علي العريف الفار ويتسلم منه صك التكريم بشكل كاريكاتوري وبتمثيل غايه في الرداءه محاولا اضافه شيء من التواضع علي الموقف حتي يصل للمايكرفوون ويبدا خطبته العصماء)
الصرصور: (بتاثر) في الحقيقه.. وفي الواقع..شكرا.. شكرا (يبدا صوته بالتأثر حتي يصل للبكاء المصطنع فينسحب ممثلا شده التأثر بالموقف بينما تتعالي أصوات وصيحات الاعجاب المصحوبه بالتصفيق من قبل الحشرات والحيوانات المختلفه)
نبيل: (محادثا زوجته في همس مسموع)هاه ما رايك ؟؟
هناء: (تضحك)فعلا مشهد كوميدي اسود من الطراز الاول
نبيل: وأيه كوميديا في هذا السخف الممزوج بالعطن المقرف
الزوجه :اششش … انتبه قد يسمعك أحدهم
نبيل :وماذا يعني .. لقد نفذ صبري وأوشكت علي الانفجار..أوووف
هناء : امسك أعصابك يا عزيزي لو سمحت وهديء من روعك ماهي الا لحظات حتي تحظي بالتكريم أنت الاخر عليك بالابتساام فقط ولا تظهر وجهه نظرك الان بليييز وانتبه ان يسمعنا أحد
(بينما يلتف حولهما ومن خلفهما أغلب الحيوانات والحشرات الموجوده متابعيين بشغف للموقف.. العريف الفأر يعود ثانيه ليقدم شخصيه أخري وبنفس طريقه التقديم الاولي )
الفار: ويأتي دور المراه ايضا ايها الحضور الكريم ليؤكد وبشكل قاطع أنه ليست نصف المجتمع فقط بل هي المجتمع كله حين تمثلنا وتظهر صورتنا المتحضره في الاوساط المختلفه كي نثبت للعالم أجمع أن المراه هي المراه في كل عصر وأوان (تصفيق)والان فلتتفضل نجمتنا التي لا يشق لها غبار لاستلام صك تكريمها
(تتقدم المراه الفراشه من خلال الحاضريين مصحوبه بنفس الصيحات واهات الاعجاب المختلفه لتصل المنصه في ايقاعها السريع وبسرعه تذهب الي المايكروفوون وتتحدث بنفس سرعه ايقاعها)
الفراشه: اممم مساء الخير أنا سعيده جدا الليله ليس كوني مكرمه بل لأن هناك أخيرا من بدأ يعي ويقدر دور المراه في الفن .. مرسيييه جدا (تلوح بالصك) باي باي (تنسحب مشفوعه بنفس المؤثرات الحضوريه)
العريف الفأر: (يعود للتقديم)ولاننا سيداتي لا ننسي الفضل ابدا بل نرده بافضل منه فقد قررت اللجنه الخاصه للتكريم أن تكرم واحدا من اصحاب الافضال علي فننا وثقافتنا التي فاقت شهرتها كل الحدود (نبيل وهناء يستعدان للحدث) وليتفضل السيد… عصام لاعتلاء المسرح لتكريمه (تتعالي اصوات التصفيق والاعجاب والطنين من جديد ليتقدم نفس الرجل الصرصور للمسرح)
الصرصور: (يبدأ بالتمثيل المعتاد وبالتالي يصل للمايكرفون ويكرر نفس الحركات والكلمات.. بتاثر) في الحقيقه.. وفي الواقع ..شكرا.. شكرا (يبدا صوته بالتأثر حتي يصل للبكاء المصطنع فينسحب ممثلا شده التأثر بالموقف بينما تتعالي أصوات وصيحات الاعجاب المصحوبه بالتصفيق من قبل الحشرات والحيوانات المختلفه )
العريف :(يصعد مره اخري ليقدم) وكيف يمر حفل تكريمنا هذا سيداتي وسادتي دون أن نتوجه بالشكر والتكريم لنصفنا الثاني والذي تحلو به الدنيا وتزهو فتأتينا بثمار احلي وبريق أجمل لحياتنا الفنيه والثقافيه اسمحوا لي أن أرحب باسمكم بالاستاذه سوزي التي تستحق تكريم هذا العام
(تتقدم المرأه الفراشه وبنفس الطريقه تصل للمسرح مصحوبه بنفس المؤثرات والصيحات والطنين وتصافح الموجوديين وتأخذ المايكرفوون وتستعد لالقاء كلمه للجمهور الذي يتابعها بشغف فتتنحنح وتأخذ نفسا طويلا وتحاول أن تتحدث فينحشر صوتها فاذا بكل الحضور يسعي لجلب الماء لها فتشرب قليلا وتعيد المحاوله مره ثانيه حتي يسود الهدوء واذا بها تلقي درتها الثمينه بقولها كلمه واحده تختصر بها كل خطبتها العصماء)
الفراشة: (اذ قالت) ميرسيييه (تنزل من المسرح لتعود مكانها مصحوبه بكل المؤثرات المذكوره بينما يصعد العريف ليكمل التقديم )
العريف: والان جاء الوقت المناسب وهي الفقره الاهم في حفلنا هذا.. اتفضلوا علي العشاء (يتصارع كل من الحيوانات والحشرات في الذهاب مسرعيين الي البوفيه الوهمي في ركن ما من أركان الاحتفال بينما نجد نبيل وهناء في مكانهما تبدو عليهما الدهشه والاستغراب مما يحدث)
( صوت الذبابه )
نبيل : ( في هدوء ) أليس من المفترض أن ….
هناء: (بنفس الهدوء) نعم… المفروض أن …
نبيل: قالوا لي بأنه سيتم تكريمي
هناء: نعم
نبيل : لو علمت أن هذا سيحدث ما حضرت
هناء : ربما …سهوا ..سقط اسمك
نبيل: (منفجرا) سهوا ؟؟… الي متي هذا السهو الذي يلازمني في كل حين هذا سهو متعمد لااقبل به ابدا
هناء: اهدا حبيبي لم يحدث شيء من المؤكد أن هناك خطا ما…. لحظه .. سأعود اليك
الزوج: (ناظرا اليها في شرووود ثم يردد لنفسه) بدأ الامر بذبابه.. ذبابه صغيره قد لا تشكل شيئا لدي البعض لكن ان تركناها تسرح وتمرح ولم نقتلها منذ البدايه فيستفحل الامر ليصل الي حشرات أكبر وحيوانات لاهم لها الا التهام خيرات الاخريين والتسلق علي اكتافهم… حيوانات وحشرات متسلقه وخبيثه وو (يقطع حديثه وصول زوجته مع عريف الحفل الفار)
العريف الفار: (يتحدث بسرعه ويردد ما حفظه وردده عشرات المرات) استاذنا الكبيييير المعذره يبدو ان هناك لبسا بالموضوع وغلطه من احدي الزميلات حديثه العهد بالتعامل مع اساتذتنا وكبراءنا العفو العفو يا سيدي فأنت اكبر من اي تكريم ويبدو أن الامر التبس علي الزميله الموظفه الصغيره السن لعنه الله علي موظفي الواسطه. المعذره مره اخري.. أرجوك استمتع وعش حياتك وتكريمك في قلوبنا اكبر واسمي .. ارجوك سامحنا وتفضل علي البوفيه أنت وزوجتك الكريمه
نبيل: (لا يرد بل يسحب يد زوجته وينصرف حانقا مسرعا من ذلك الجو الموبوء )
(ينتهي المشهد بمؤثرات خاصه بطنين الذباب وزحف الحشرات.. نبيل وهناء في زاويه من زوايا المسرح)
نبيل: أنا استحق ما صار فقد اخطأت بذهابي اصلا
هناء : لابأس يا عزيزي…..هيا الي البيت
الزوج: (يوافق بيأس واضح وهو يتمتم) لم اعد اصدق كيف تصل الامور الي هذا الحد من التفاهه والسخافه
الزوجه: (تتوقف) انتظر ( تسمع صوت المطر فتبتهج وتصرخ) انها تمطر ….تمطر انظر
الزوج: (يسرع الي النافذه) تمطر.. نعم تمطر هاهاهااه (يشعران بالسعاده ويضحكان بهستيريه ويبدأن برقصه مناسبه علي ايقاعات تشبه الايقاعات الافريقيه القديمه الفرحه بالمطر )
(العبارات التاليه متداخله أثناء الرقص )
الزوج : مطر … مطر حقيقي ….
الزوجه : نعم مطر حقيقي…لم نشعر به منذ فتره طويله
الزوج : أخيرا سيغسل المطر أدراننا وقذارتنا الاجتماعيه
الزوجه : المطر أفضل الاشياء المطهره في العالم
الزوج : ليتها تمطر دوما حتي نعيش بسعاده دائمه
الزوجه : فعلا السعاده الدائمه في مطر دائم
(ينتهيا ويدخلان البيت في سعاده غامره.. فجأه وبدون مقدمات نسمع طرقا علي الباب.. الزوج والزوجه يجمدان للحظات ومن ثم يتوجه الزوج لفتح الباب.. يفتح الباب لنجد كل الشخصيات التي مرت بنا بالاحداث السابقه قد حضرت.. الزوج والزوجه في غايه الغرابه والجمود حتي تدلف كل الشخصيات وتنتشر بالمكان.. يتقدم الجميع المراه الفراشه وبعدها الصرصور والفأر وكافه المخلوقات)
الفراشه :هيا يا أصدقاء كونوا علي راحتكم … فهي تمطر بالخارج
الصرصور : نعم تمطر بغذاره هذه المره ولا مكان يأوينا الا هنا
الفأر : قلت لكم انه أفضل مكان للاحتماء من المطر السخيف
الفراشه : كرم هذا المكان وأهله يجعلانا في غايه الدفء الحقيقه
الصرصور : أرجوكم لا تشرحوا لي أكثر عن كرمهما فقد جربته قبلكم
الفأر: يبدو أننا لم نعرفهما جيدا من قبل.. لذا فاسمحوا لنا أن نبدأ علي الاقل بتعريفهما الي باقي المخلوقات التي تحب وتكره في نفس الوقت (يضحك وكأنها نكته بلهاء )
الصرصور: (مجاملا يضحك ويشير للجميع بالضحك)
( الجميع يضحك علي النكته الخائبه بشكل مبالغ فيه حتي يتحرك الزوج من مكانه ويبدأ بالصراخ )
الزوج : كفي …. كفي … من سمح لكم اصلا بالحضور الي هنا
(الجميع لازال يحسبها استمرارا للنكته السخيفه فتختلط الضحكات بالهمهمات المعربه عن خفه ظل المضيف)
الزوج: (أكثر غضبا) قلت كفي.. ألا تفهمون.. هذه حياتنا الخاصه وانتم تقتحمونها كالطاعون.. ما بكم ألا تحسون بالخجل ألا تستوعبون كلمه خصوصيه
الفراشه: (محاوله تهدئته) أوووه ياعزيزي .. لا تكن سخيفا .. الكل يعلم مدي كرمك ولطفك خصوصا …
الزوجه: (مقاطعه) خصوصا ماذا أيتها الحقيره ؟؟ ألا يكفي ما فعلتيه بنا وبحياتنا أنت وأمثالك من الحشرات الضاره تلك
الصرصوور: (يعترض بخبث شديد) لالالالالا… لا يا مدام كنت أعتقد انك أذكي وأعقل منه بكثير
الزوج: (حانقا جدا) أنت.. أيها الصرصور الحقير.. يا حشره نتنه.. ما جاء بك ثانيه بعد أن قتلتك ورميت بجثتك خارج بيتنا ما جاء بك ثانيه يا أحقر مخلوقات الارض
الصرصور: (ينتهز الفرصه كعادته وباكيا) أرأيتم.. ألم أقل لكم.. لقد قام بقتلي والقاء جثتي خارج المنزل.. ولم يعرف بغباءه أننا لا نموت (موجها كلامه الان للزوج) يا عزيز صنفنا وجنسنا لا يموت بل يموت أمثالك.. أصحاب المبادئ الخائبه والقيم الساذجه.. نحن مخلدون بالارض نرثها ونرث كل ما تمقوتنه من عيوب وامراض وفتن وحروب وووووو.. وكل ما لا يعجبكم فيها. هي حياتنا التي نحيا بها.. كلما توغلتم في غابات حقدنا وكلما اكتشفتم مدي سوءنا كلما خلدنا وعشنا أكثر.. لا نحتاج منكم الا أن تكرهوننا حتي نحيا بكرهكم لنا ابد الدهر …هاه هل فهمت يا صاحب الاخلاق الحميده والمبادئ النبيله
الفأر : يبدو أن المطر سيستمر قليلا يا اصدقاء
الزوجه : أصدقاء …من هم الاصدقاء … أهؤلاء من تنطبق عليهم صفه الصداقه أيها الفأر السقيم
الفأر: (يضحك) سقييم؟؟؟؟ فعلا لقد استفدت من لغه زوجك حقا.. السقيم يا سيدتي من لا يستفد مما يراه أمامه وحتي قبل أن يره.. كانت أمامكما الفرصه أنت وزوجك المعتوه هذا أن تكونا في صفنا.. لكنكما للاسف لم تسفيدا من بعض الذكاء الاجتماعي الذي نحيا به .. هه…. راحت عليكما
الزوج : ايها الفأر الاجرب الا تشعر بالتعاسه كونك تعيش وجماعتك هذه الحياه الرخيصه التي تخلو من الكرامه والنزاه والاخلاق (يضحك فجأه) الاخلاق؟؟؟؟..بم أهذي..عن ايه اخلاق أتحدث؟؟؟ ومع من؟؟؟ وهل لمن يعيش بالعفن الممقوت والممزوج بالخسه والنذاله ايه اخلاق..ثم.. ما هي الاخلاق اصلا؟ ان كانوا لم يعرفوها.. أشك اصلا أنهم قد سمعوا بها من قبل أفلاطون وارسطو.. وقل كل الاعراف والعقائد
الفراشه : أوووه ياعزيزي .. لاتكن سخيفا نحن لسنا بمحاضره هنا .. مارايك ان تدعونا علي شراب ما احتفالا بهذه المناسبه الجميله
الزوج: ايه مناسبه يا بلهاء..أتسمي اقتحامكم الغير مبرر هذا مناسبه؟ أو تعتقدي أن الدخيل ضيفا طالما جاء بيتي واقتحمه؟؟
الزوجه: (متحمسه) دعنا نلقي بهم خارجا وبسرعه
الزوج : نعم معك حق.. هيا هيا أيتها الحشرات العفنه.. أخرجوا علي الفور من حيث أتيتم هيا لا داعي لاطاله الحديث ولا الحوار معكم هيا هيا …
الفأر : سيدي الكريم.. فهمنا رسالتك لكنك تري أن المطر ينهمر بالخارج ولا يستطيع أي منا الخروج في هذه الظروف
الفراشه : ان كان ولابد من خروجنا بهذه الطريقه الغريبه فلتنتظر حتي يكف المطر عن الهطول
الصرصور : عليك أن تتحلي بالصبر يا صديقي.. لاشك بأن المطر سيتوقف في لحظه ما.. عنده سنشرع بالخروج غير اسفيين علي عدم استقبالك لنا
الزوج :عن أي استقبال يا حشره مريضه تتحدث انت اصلا مرفوض من قبلي في كل الاحوال هيا.. هيا والا لقيت نفس المصير السابق ( يحاول أن يدفع به كالمره السابقه فلا يفلح فقد تجمعت أغلب الحشرات مسانده للصرصور متكاتفه معه )
الزوج : أأأه لقد تجمعت هنا ايضا.. حسنا (يذهب للبحث عن الماده التي يستخدمها في هذه الحالات..يبحث.. يجدها.. يعود متأهبا ويحذر) للمره الاخيره أحذركم وأنا في غايه اللطف الي الان مع أمثالكم.. هيا انصرفوا قبل أن أبيدكم ..هيا (لا يجد اي رده فعل سوي تكاتفهم أكثر) حسنا (يبدأ بالرش..يتوقف ينتظر النتيجه لا توجد أي رده فعل لدي الحشرات سوي الضحكات والهمهمات الساخره.. يعيد الكره مره وثانيه … ولا أثر )
الصرصور: (ضاحكا ساخرا) قلت لك يا سيد..وشرحت لك عن وضعنا وخلودنا لكنك لم تستوعب الامر.. كلما استخدمت سلاحا ضدنا كلما طورنا مناعتنا.. وكلما سخرنا من دفاعتكم الحمقي..لا فائده.. اما تقبل بالامر الواقع أ, .. وهذا ما سنقرره نحن لا أنت ….أن تنضم لنا …
( تبدأ مجموعه من الحشرات بالالتفاف حول الزوج )
الزوج : (مفكرا متجمدا لا يصدر عنه سوي صوت أنفاسه المتصاعده وكذلك الزوجه والتي احاط بها مجموعه أخري من الحشرات.. يبدأ الموقف بالتصاعد المصحوب بالحركه الايقاعيه والمؤثرات الكامله من اضاءه وصوت وموسيقي وهمهماات وخلافه) أنا أـرفضكم بكل الحالات فكيف لي أن أنضم لكم ياحثاله الحشرات والنفايات بالارض
الزوجه : لا تتنازل ولو ساوموك علي كنوز الدنيا
الزوج : لو كنت أرنو الي الكنوز يوما ما وصلت لهذه الحال
الزوجه : يكفيني فخرا أنك زوجي وحبيبي وان تكالبت عليك الدنيا
الزوج : حبيبيتي أنت ..
الزوجه : حبيبي أنت.. لا تبتاس ..ستمر كعادتها وبعدها يأتي الرخاء
الزوج : الرخاء أن تكوني معي
الزوجه : أنا معك … فأنت الاقوي والافضل في نظري
الزوج: كوني معي فأنت من استقرت بها حياتي
الزوجه :معك ..دائما
(يشتد الصراع ويتمحور في جهتيين الجهه الاولي الزوج والزوجه والثانيه الحشرات مجتمعه وتدور المعركه بين كر وفر وسجال حتي تميل الكفه الراجحه في صف الحشرات بعد أن أخذوا الزوجه كرهينه وفصلوها عن الزوج الذي يحارب بأخر ما يتبقي من أسلحه دفاعيه تاره وهجوميه تاره أخري وحتي يتم استخدام كل الاشياء والاثاث الموجود للهجوم والفاع ولم يتبق الا العامود الخشبي الديكوري الفاصل بالبناء فيقوم الزوج باستخدامه كأخر سبل الدفاع ..فاذا بالسقف ينهار من سطح البيت فينهمر المطر بغزاره علي المسرح فتنسحب الحشرات أو ما تبقي منها بالاختفاء و بالاختباء في زوايا عديده ليصبح الزوج المنتصر الوحيد فوق كومه الرماد المتبقيه من البيت تصحبه اضاءه خاصه بينما تشمل العتمه كل المكان ماعدا مكانه كأحد ابطال الاساطير معلنا عن انتصاره بصرخه مدويه في أرجاء المكان)
الزوج : قلت لك سابقا علينا البدء بقتل الذباب أولا حتي لا يتفاقم الوضع
الزوجه: أعلم يا عزيزي ولكن (تصغي ..)
(تبدأ المؤثرات بالخفوت تدريجيا لتنبعث مكانها نفس اللحن الذي بدات به المسرحيه موسيقي أغنيه فيروز ” لاتندهي مافي حدا ” حتي تخفت قليلا لنري المشهد الاخير من المسرحيه..الزوج وحيدا في مكانه.. يبدأ في رفع راسه من علي جهاز الكمبيوتر ويتجه بنظره الي مكان الاحداث السابقه الذي اصبح فارغا.. ومن ثم يتحرك الرجل من مكانه يبحث عن اشخاص أو أحداث لا يجدها وكأنه كان في حلم يقظه أو سارحا بخيالاته التي يقطعها صوت الباااب وهو يفتح لنري الزوجه قادمه من الخارج تطوي مظلتها المبلله من المطر)
الزوجه : (سعيده مبتسمه) أوووه انها تمطر هاه حبيبي.. هل أنهيت كتابه الروايه التي بدأت..ها ؟؟ ماذا اسميتها؟؟؟
الزوج : (ناظرا بشرود اليها ومن ثم …) اسميتها ……انها تمطر
(يتجمد المشهد مع نزول الستار أو الاطفاء التام)
** محمد غباشي / الشارقه (26-10-2012)
تم التعديل الاول في 22-04-2013
تم التعديل الاخير في 27- فيراير -2016