الاحتفاء باليوم الوطني للمسرح بالمغرب/ بقلم : منصف الإدريسي الخمليشي
قبل سنوات أعطى الملك الحسن الثاني انطلاقة الاحتفال باليوم الوطني للمسرح, و اختار يوم 14 ماي, هو عيد المسرحيين الذي يحتفلون بهذا الفن, فتتعالى الأصوات فرق, جمعيات و دور الشباب للاحتفال هذا اليوم . لكن الإشكال الذي يطرح نفسه هو: ” كيف للمسرح لا زال يعاني الاقصاء”؟ بالرغم من أن أعلى سلطة في البلد تعترف به و تجعل له عيد وطني, علما أن المسرح, هو عملية فضح للمشاعر الذاتية لمعالجة المشاكل المجتمعية و الكونية و صناعة قيم نبيلة, منذ و قبل ذاك الحين, تأسست مذاهب و تيارات كثيرة لا تعد و تحصى, لكن الذي ظل معمول به إلا القليل, لتطوير منظومتنا المسرحية, نعم منظومة و حسب رأيي الخاص يجب تظافر الجهود, و يجب على الكل أن يكون فاعل, فهذا اليوم هو دلالة حقيقية تدلنا على أن المسرح معترف به, لكن هذا الاعتراف سكيزوفريني في طبعه, كيف لا أن المحسوبية و الزبونية و الطبقية و الصراع من أجل جني محصول راق, و كيف لا أن صراع الدعم المسرحي لموسمه الآني, قيل و قيل, و مازال القائلون يقولون, و المقاتلون ينهبون, والمبدعون يذوبون, و الأدباء معذبون, و المبدعون عينه مقيدون, يا ترى ما هو الابداع؟ أ هو جمع شتات و تشخيص جزء من الكل أو الكل من الجزء, و هل ذلك الجزء من الأسلحة الفتاكة؟ كلها أسئلة تتبادر إلى أذهان المثقفين, سؤالي الوحيد الذي أكرره هو لماذا ليس هناك صراع في بعض الدول العربية, أ هي الساسة التي فعلت أم الشاشة التي أخذت, مبدعون صامدون حامدون و راضون على الانتهاكات الجسيمة في حق إبداعاتهم, فمنهم من اشتغل لنصف قرن و ما يزيد, و رحل أو ربما لا زال يقاوم جبروت المؤسسة المخزنية المعنية .
المسرح في وطننا الغالي هو فن كما أقول و وسيلة لفضح الذات لعلاج المجتمع, كما أنه طريقة للوعي, و التنمية الذاتية التي ظهرت بقدرة قادر في هذا الزمن الغابر, فهدف الدولة الجميلة هو صمود الناس, الشعب, لأن إذا ما ارتقى الشعب ثار ضد القرارات الديموكتاتورية (الديموقراطية_الديكتاتورية) و هذا ليس في صالحهم أبدا . لماذا لا نجعل المسرح أولى اهتماماتنا, كالغرب الذين تقدموا و بفعل مخططهم التنموي نجحوا و كدوا, لأن لهم إحساس بالغير, الغير الذي صنع تاريخه, الغير الذي حقق طموحاته, الغير الذي غير, الغير الذي غير فكان فاعل و نحن مفعول به.
هناك تجارب. كانت نجحت هنا بالمغرب و الوطن العربي للتخلص من القيود و استطاعوا الهجرة إلى معالم بعيدة زمكانيا لتبلغ رسالة في الزمن الحالي, لكن الآخرون الذين يخافون و يصيبهم الهلع و يظنون أن الفن مهلكة و مضيعة للوقت استطاعوا أن يقنعوا طبقة الشعب التي لا تعي مدى أهميته على الفرد و المجتمع و الدولة و النظام و المخزن و التشريع.
إنه الفن المسرحي الذي إذا ما تم رفع القيود عنه, إعطائه حقه, تقنينه, سيتم تفعيل كافة القيم التي جاء بها, أ تعلمون يا ذوات و يا شخوص هذه المسرحية بأنه قد أتت جماعات تكفيرية و أخرى تنويرية, التكفيرية للعرب, التنويرية للغرب, إنهم يكفروننا نحن المسرحيين, ينورونهم هم المسرحيين, في وطن في أوطان كانت لا ترى بالعين المجردة, بفعل المسرح و الثقافة و الأدب أصيبوا الآخرين بداء الحضارة الذي نريده نحن مرضا لنا لنخرج من سباتنا, علتنا في هي علتنا, لماذا لا, علينا تعلم قول كلمة نعم, نعم التغيير, لا للقمع, نعم للسمع والطاعة و الولاء لأبينا المسرح, لأن فيه ننشرح و نتدفق و كأننا سوائل خلقت, من نحن ؟ نحن السباع نحن الأسود نحن التغيير, لا بالعنف, لا بالقمع, لكن بالفن بالفن بالفن بالمسرح,الساكن في الوجدان الفاضح بالواضح, العميل السري, لكل مسرحي حتى النخاع, إن اجتمعنا نحن الشباب رفقة الرواد بالكاد سنهزمهم , هم الذين قاموا وأقاموا, نوموا, و ذهبوا, إنك أنت المحبوب, هجرت لكن لك عودة.