نص مسرحي: " كلام …… مستورد" / تأليف: محمد رشيد الشمسي

مقدمة:
“بدأ كثير من الأدباء والكتاب المسرحيين بصفة خاصة, يدركون أن الأدب سلاح هام ينبغي أن يخوض المعركة ليدافع عن الديمقراطية والحرية, ويدعو إلى السلام, ويدين الفاشيين ودعاة الحروب”.*
ونحن كأدباء وكتاب عراقيين؛ ينبغي ان نأخذ بنظر الاعتبار هذا السلاح الذي بين أيدينا؛  لخوض المعركة ضد الفاسدين والمتملقين إلى الأجنبي من أجل بناء عراقنا الجديد, عراق كل العراقيين من زاخو حتى الفاو.” المؤلف
* مقدمة مسرحية: ثورة الموتى …  تأليف: الكاتب الأمريكي : اروين شو
 
شخصيات المسرحية :
سليم  … مدرس 30 سنة… في المشهد الأخير45 سنة
شيرين … محبوبة سليم….26 سنة
محمود …. صديق سليم 35 سنة… في المشهد الأخير 50 سنة
الوزير.
رئيس البرلمان.
رئيس اللجنة القانونية.
المقرر.
أعضاء البرلمان.
صاحب الحانوت الأول.
صاحب الحانوت الثاني.
حراس الوزير.
حراس البرلمان.
النادل.
امرأة  ( شابه في المشهد الأول … خمسينية في المشهد الأخير)
مجموعتان من الناس المتظاهرين.
 مجموعة من الفتيان والفتيات في المشاهد الأولى……ثم شباب و شابات في المشهد الأخير و قبل الأخير.
المكان:   العاصمة بغداد.
الزمان:   القرن الحالي.
 
           *** الفصل الأول ***
                               المشهد الأول:  
(الوقت الساعة التاسعة صباحاً, سوق شعبي لم يستأنف مشواره اليومي بعد, وجميع الحوانيت مغلقه؛ يسمع حديث ناس غير مفهوم كلامهم, ويأتي في جمل غير مرتبطة, وبعد ذلك يسمع صوت رجلين متحاورين أخذ يتضح شيئا فشيئا وقد تجلى)
الرجل 1: أم صالح تقول, هي قالت, هي بالأساس لم تقل شيئاً, ولكن هي قالت.
الرجل 2: دعك من أم صالح, أحدهم قال لي أنك قد مت.
الرجل 1: ( متعجباً ) أنا مت؟!!
الرجل 2 : نعم أنت.
الرجل 1: ( بحرقة ) ها أنا أمامك, لم أمت!!
الرجل2: ( بثقة ) الذي قال لي رجل صادق, أنا لا أستطيع أن أكذبه ابدآ.
(يتوقف هذا الحوار, وبعد دقيقة ونصف, يبدا أصحاب الحوانيت بالتوافد إلى حوانيتهم,” الحركات المعتادة عندما شخص ما يفتح حانوته, يلقي التحية الصباحية على صاحب الحانوت المجاور ولكن بإيماءة, ورش الماء أمام حوانيتهم  وغيرها  من الإعمال المعتادة”.  يتوقف الشابان (سليم و محمود) أمام حانوت لبيع الساعات الجدارية معلقة على بابهِ المغلق قطعة كارتونية مكتوب عليها (مغلق بعض الوقت), وهناك أصوات السيارات والدراجات النارية, وصفارة المرور ترن بصوت عالٍ, يهدأ الصوت رويداً رويدا, ليعلو حديث الشابين, حديث يغلب عليه الترميز ومقاطع  وحروف غير مفهومة, يتصاعد الحديث إلا أنه غير مفهوم البتة, تناقل الحديث فيما بينهم بطيء جداً, كما لو أنهم ينتظرون أحدا, كي يسرعوا في الكلام.
 
  حانوت معلق في أعلاه لافته كبيرة مكتوب عليها ( بيع وشراء الكلام)  مع بعض اللافتات الصغيرة في واجهة الحانوت مكتوب عليها ( كلام مستورد)   (كلام محلي). مكان الحانوت يكون إلى يمين حانوت الساعات الجدارية المغلق.
حانوت أخر معلق في أعلاه لافته كبيرة مكتوب عليها (شراء وبيع  الكلام) مع بعض اللافتات الصغيرة  في واجهة الحانوت مكتوب عليها (كلام شعراء)  (كلام فلاسفة) (كلام سياسين) ( كلام رجال دين). مكان الحانوت إلى شمال من حانوت بيع الساعات الجدارية المغلق.
 هناك قطعتان حديديتان مثبتتان على واجهة الحانوتين مكتوب عليهما: (مرخص من قبل الحكومة ) .
 أصحاب الحانوتان مهمتهم أو عملهم الإنصات إلى ( سليم ) و ( محمود)  والقيام بدور الموضح لكلام( كأنهم ظلهما) كل من سليم ومحمود لانهما؛ (سليم ومحمود) كما سلفنا كلامهم غير مفهوم البتة؛ وهذا يحدث بطريقة ساخرة وكوميدية.
صاحب الحانوت الأول يرتدي سترة حمراء و بنطال مخطط باللون الأسود والأبيض وقبعة سوداء, صاحب الحانوت الثاني يرتدي سترة سوداء و بنطال أسود .
 في الطرف الشمالي من السوق هناك امرأة شابة وعلى جانب بعيد من الرجلين المتحاورين (سليم ومحمود ), تطبخ شيئاً ما في قْدرِ متوسط الحجم ونار الطباخ تظهر للعيان؛ هي منهمكة بالطبخ ولا يهمها حديث الرجلين ولا حتى المارة ولا هم يهتمون بها.
  في زاوية أخرى من السوق, هناك مجموعة من الفتيان والفتيات؛ ينصتون لحوار سليم ومحمود المبهم و إلى صاحبي الحانوتين وكيف يقومان بتفسير وترجمة كلام سليم ومحمود؛ ليولد تساؤلات لدى هؤلاء الفتية؛ وأنبروا بالقول بصوتِ مسموعِ وكلمات قصيرة جدا  ( ما هذا؟!!… لماذا الكلام غير مفهوم؟!!… ولماذا هؤلاء يتحدثون بالنيابة عنهما؟!!…. لماذا؟!!)….ابتغوا التدخل ولكن يمنع بعضهم بعضا و يمنعوا ويصدوا من سليم ومحمود…. ثم يخرجوا.
(هذا يحدث في منتصف الحوار, ويخرج الفتية؛ قبل خروج سليم و محمود)
محمود: (يدور برأسه كأنه ينتظر أحداً, ثم يهز برأسه, ويتقدم خطوات ثم  ينظر إلى الحانوت الأول وصاحبه, ومرة أخرى يهز رأسه, وينظر إلى الجمهور  وكأنه يريد قول شيء ولكن يعجر )
 سليم: ( يدور برأسه كأنه ينتظر أحداً, ثم يهز برأسه ويتقدم خطوات ثم ينظر إلى صاحب الحانوت الثاني, يهز رأس, وينظر إلى الجمهور وكأنه يريد قول شيء ولكن يعجز.. ثم يلتقي سليم ومحمود مرة أخرى ويدور حوار  بينهما)
محمود: مممم ععععع  صصصصص؟!!
يتقدم صاحب الحانوت الأول و يقول: هل بدأت الحرب؟!!
سليم :  ببببب ييييي سسسسس ؟!!
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: أي حرب تقصد؟!!
محمود: هههه  !! ععععع   بببب  يييي؟
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: ها  !!  وهل هناك حرب غير هذه الحرب؟
سليم: (يتنهد)  هههه  ببببب  سسسسس؟!
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  أي حرب تقصد؟!
محمود: ىىىى   ررررر   ؤؤؤؤؤؤ .
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول:  الاثنان  معا  أقصد.
سليم: يييي   ؤؤؤؤؤؤ قققققق ؟!
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  أي حرب تقصد؟!
محمود: ىىىىى !… لالالالا   ؤؤؤؤ ؟
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: وهل هناك ثالثة غير تلك؟
سليم: قققق  ثثثث  صصصص ؟!
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: أي حرب تقصد؟!
محمود: تتتت لللل …  ببببب؟!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول:  آه ها آه ها  أي قرف هذا … أجبني؟!
سليم:  بببب  غغغغ  قققق  ثثثث.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  ربما بدأت عند هجوم جيش أبرهة على الكعبة.
محمود: (متعجباً) لللل  بببب يييييععع  ققق  بببب؟
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: لماذا ترجع إلى الوراء نحن في القرن الواحد و العشرين؟
سليم: ووووو   اااا  بببب.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: التاريخ يبدأ من الخلف إلى الخلف, هو لم يخطو إلى الأمام.
محمود:  خخخ  ففففف  سسسس؟!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: هل فقدنا التسلسل؟!
سليم: ممممم ككككك للللل.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  نحن في دوامة الدوران؛ لم نخطو, وربما ليس هناك حقيقة نبدأ منها.
محمود: تتتتت لللل  بببب (مستفسراً)  رررر  سسسس ؟!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: بل هناك حقائق كثيرة في هذه الحياة,  كيف لا تكون هناك حقيقة؟!
سليم: ننننن ففففف قققق؟!
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: أية حقائق  تقصد؟!
محمود : (باستهزاء) تتتتت ااااا   ببببب… ععععع!!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: مثلا: حقيقة أنا ولدت وحقيقة أنت ولدت!!
سليم: (يتنهد) ههههه !… ففففف قققق سسسس.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: أي حقيقة؟! نحن في عصر لا حقيقة تذكر دون زيف.
محمود: (بتعجب) فففف  قققق  ثثثثث؟!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: هل تقصد أن ولادتي  مثلاً  فيها زيف؟!
سليم:(بثقة)  ؤؤؤؤؤ  ىىىىى   رررررر.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  نعم حتى  ولادتك.
محمود: (تنهد)  ننننن !… لللل   ببببب؟!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: ها !…هل تقصد أنا ليس أبن أبي وأمي؟!
سليم: (بحرقة)  نننن   تتتتتتت   للللل.
يتقدم صاحب الحانوت ويقول: ربما الحقيقة الوحيدة  في هذا الأمر, أنت ابن أمك.
محمود: (بعصبية) ههههه ؟!… لللل ببببب ؟!… (يمسك سليم من قميصه)
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: ها!!  هل تقصد ….. هل  تقصد ؟!! ……
سليم: (يفلت قميصه من قبضة محمود ويصرخ) ههه !!  خخخ …. ببببب ييييي  سسسس.
 يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: ها !! تذكرت… ربما أنت ليس أبن أمك أيضاً.
محمود: (يطبق أسنانه بقوة ويعود يمسك سليم من قميصه) هههغغغغ؟  ففف ووووو؟
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول:  كيف؟….. كيف؟!! 
سليم: (يفلت قميصه من قبضة محمود؛ ويبتعد عنه ويقول)  هههه غغغغ قققققق.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: أمس في مستشفى المدينة ولدت زوجة أبن عمي  مولوداً ذكراً, وفي الصباح أستبدل بأنثى.
محمود: ( بهدوء ) تتتتتت لللل  بببب. ( يهز رأسه ).
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: ها …. نعم  ها …. نعم.
سليم: (يتنهد) مممم اااا  بببب؟
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  وهل هناك ذكر وأنثى  فقط؟
محمود: (يقاطعه) ههههه  فففف ققققق!!…
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: هذه حقيقة, لا  تقل لي أنها ليست حقيقة !!…..
سليم: (بألم )  ييي  ببببييي  سسسس.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: في هذا الزمان, هي ليست حقيقة.
محمود: (بصوت عالٍ وحرقةببببب   ررررر؟ ….. سس  فففف.
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول:  كيف؟…. لا تكون حقيقة.
سليم: هههه …  رررررر  سسسس!!….
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: أليس هناك  جنس ثالث؟!!…
محمود: (يتنهد) هههه سسس  لللل  بببب……..؟!!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: نعم صحيح  تقصد ……؟!!
سليم: ( بحرقة ) ششش   لالالا   بببب……
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  حتى كلامنا هذا….
محمود: (يقاطعه)  سسسس    لالالالا   رررر!!….
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: لا تقل لي ليس حقيقة هو الآخر!!…
سليم:  نننللل   ببب  يييي . ( ويشير إلى صاحب الحانوت )
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  )يقولها مجبر لان الكلام ضده)  كلامنا هذا هو ليس كلامنا الحقيقي؛ هؤلاء يزيفون كلامنا, هم ربما  يقولون كلام ليس كلامنا, والناس تعتقده كلامنا.
محمود: (بحرقة) عععع  غغغغ؟  فففف …. وووو؟!!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: أذن لماذا؟ لا نتكلم مباشرةً إلى الناس أو بيننا  بلغة مفهومة ,  ها …  لماذا؟!!
(يحدث عراك وتشابك بالأيدي بين صاحبي الحانوتين, ينتظر سليم ومحمود نهاية الشجار حتى يكملوا حوارهم)
سليم: (يكمل)ههههه  ععععع  سسس (يشير إلى الجمهور, ثم يتقدم خطوات لينظر إلى  صاحب الحانوت الثاني كي يتأكد من  قوله)
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: لا أحد يسمعنا, الناس لا تسمع إلا من هؤلاء, ونحن لم نبذل جهداً, ولم نتفاهم بيننا.
محمود: عععع  قققق  ثثثثث (يتسائل) شش  ببب؟!! (يتقدم خطوات لينظر إلى صاحب الحانوت , كي يتأكد من قوله )
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: ولكن نحن نملك أحقية التفكير والتأمل  ها ماذا تقول؟!!
سليم: ههههه غغغغ  قققققق!!
يتقدم صاحب الحانوت ويقول: ليس هناك فائدة من تفكيرنا وتأملنا ما دمنا لا نستطيع تحويله إلى كلام ثم إلى فعل!!
محمود: عععع بببب سسسس؟!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: دعنا نفكر في حل إذن……..؟!
سليم: خخخخ للللل سسسسسس!!
يتقدم صاحب الحانوت ويقول: نفكر ونفكر ومن ثم نفكر ونفكر, نحن فقط نفكر , ولكن دون فعل شيء!!
محمود:  اااا   للللل ييييييي سسسس …….!!   
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: (يفتح عيناها غضباً) التفكير هو البوابة إلى كل شيء.!!
سليم: (يقاطعه)  تتتتت بببب سسسسس
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  نعم …. ولكن بدون فعل  لا ينفع.
(يحدث عراك وتشابك بالأيدي مرة أخرى بين صاحبي الحانوتين؛ يتدخل سليم ومحمود لفك التشابك)
محمود: (يكمل) ببببب سسسسسس شششش؟
يتقدم صاحب الحانوت الأول  ويقول: إذن كيف يكون الحل؟
سليم: ههههه قققق صصصصص.   
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: الحل ان نتفاهم فيما بيننا.
محمود: سسسس شششش صصصص.
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: دعنا نتفاهم فيما بيننا, أنا مستعد للتفاهم.
سليم: يييي ششششش سسشسسس!!
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول : لا تفاهم بدون أن يكون هناك حوار حقيقي  فيما بيننا!!
محمود: لللل ييي سسسسسس تتت.
يتقدم صاحب الحانوت الأول  ويقول:  دعنا نتحاور فيما بيننا.
سليم: للللل سسسس ششششش للللللللل.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: نحن نعتمد على الآخرين في اطلاق كلامنا يشترى ويباع أو مستورد, بينما العالم يتفاهم بكلماته هو لا يعتمد على الآخرين في تفسير كلامه.
محمود : ههه لللل!!
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: هذه مشكلة!!
سليم : ممممم بببب سسسسس  بببب سسسسسققق.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: حتى طريقة تفكرينا تعتمد على الآخرين؛ تجردنا من الاعتماد عليهم, نكون في احسن حال.
محمود: ههه  لللل.
يتقدم صاحب الحانوت ويقول: نعم  تماماً.
سليم: ععععع ققققق صصصصص؟ يييي أأأأ (يؤشر على صاحب الحانوت)    
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: الذي ينقل كلامي يقال عنه ثقة, ولكن  إلى متى يبقى ثقه؟ .. الثقة أن يكون كلامك ملك وحدك وأنت مسؤول عنه.
محمود: فففف ققق ققققق؟ ييي ههههه قققق (ستدرك) فففف ققق هههه فففففغقق (يؤشر على القطعة الحديدية المعلق على الحانوت)
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: من يقول؟ بأن كلماتي أيضا تنقل بالصورة الصحيحة, ولكن لا تنس الحانوت مرخص من  الحكومة.
سليم: عععع قققق صصص .  
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  دعنا من هذا ومن ذاك ولنذهب.
محمود: بببب سسسسسس شششش.  
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: لا نذهب بدون أن نضع حلاً.
سليم : ببببب سسسسس ششششش.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: الحل أن نتكلم الحقيقة.
محمود: لللل يييسسسسس شششش , ببببب؟
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: لنتكلم الحقيقة, وماذا بعد؟
سليم : تتتت لللل يييي.
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول:  حقيقة مرصعة بالحب.
محمود: ححححح ييييي سسسس؟!!   
يتقدم صاحب الحانوت الأول : قلت الحب؟!!
سليم: لللل ييي سسسسس .    
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: الحب هو بلسم لكل جروحنا.
محمود : ححححح بببب يييي سسس .
يتقدم صاحب الحانوت الأول: الحب والحقيقة  والحقيقة والحب.
سليم : حححح يييي سسسس.   
يتقدم صاحب الحانوت الثاني ويقول: نعم  الحب هو عنوان تفاهمنا.
محمود: ححححح جججججج قققق. ( يرددها بصوت غنائي مع موسيقي نغمتها كلمات ” الحب جميل” )
يتقدم صاحب الحانوت الأول ويقول: (مكرهاً و ممتعضاً) الحب جميل  الحب جميل.
سليم : غغغغ ممممم سسس (يمسك بصاحب الحانوت الثاني ويرقص معه بفرح) صاحب الحانوت يردد: لا حب بينا……. لا حب بيننا
محمود: الحب جميل الحب جميل الحب هو الحل والحقيقة هو الحل. (يرقص فرحاً).
سليم: الحب هو الحل,  قول الحقيقة هو الحل, التفاهم هو الحل (يمسك بمحمود ويرقصا معا)
(ثم يتحدثون بكلام مفهوم ولكن بعصبية حادة فيما بينهم, ثم يبحثون عن صاحبي الحانوتين في داخل حانوتيهما ولكن لم يعثرا عليهم(لقد هربا) يرفعوا بغضب شديد اللافتات المعلقة على واجهة الحانوتين ويمزقونها).
محمود و سليم: (يصرخان معا بفرح ) الحب هو الحل؛ قول الحقيقة هو الحل؛ التفاهم بيننا هو الحل. (ثم يغادران المكان سويا)
                          الستــــــــار
* ملاحظة:  بعض المرات يتوقف الحوار بين سليم ومحمود ويتكلم نيابة عنهما صاحبي الحانوتين, وبعض المرات يتكلما بالإشارة والإيماء ويكون الاعتماد في إيصال صوتيهما على صاحبي الحانوتين. متى يكون صامت ومتى يكون إيماءه وأشاره؟؛ كل هذا يعتمد تقدير الموقف ونوعية الحوار الدائر, كذلك يحدث عراك بين فترة وأخرى بين صحابي الحانوتين, الكثير من المرات أراد سليم ومحمود التحدث بصورة مفهومة؛ ولكن يقطع  كلامهم  من قبل صاحبي الحانونين, وهذا يحدث بصورة كوميدي وسخرية.
                          المشهد الثاني:
(الوقت قبل الغروب, الخلفية نهر (دجلة) ممتد, وصوت موج النهر والريح, وعلى شاطئ النهر وفي مكان منزو بعيد عن عيون الناس, يلتقي الحبيبان (سليم ) و (شيرين ), يسود صمت عميق, لم يسمعا سوى تلاطم أمواج النهر, شيرين كادت أن تقول شيئاً, أرادت أن تفتح فمها المدور الصغير, غير أن سليم رفع يده ووضعها برقة عليه, ليمنعها من قول شيء).
سليم: لا تقولي شيئاً, دعي الأمواج تحكي لنا حكايتها.
شيرين: ( تمسك  يده , وتبتسم )هل الأمواج  تحكي؟!! وهل تعرف؟  ماذا تحكي؟!!
سليم: (يشاركها الابتسامة)لأني جليس هذا النهر منذ نعومة أظافري, لذلك أعرف ماذا تحكي.
شيرين: ها !! ….. كيف؟!!  فسر لنا.
سليم: عندما يجلس قرب نهر عاشقان, مثلما نجلس لا يضطرب كما ينبغي, يتمتم بهدوء مع نفسه, انزياح ماءه يغرق كل موجة تريد الارتفاع وتحاول أن تضرب بعنف ,أنظري ( يشير بيده إلى النهر ) ذلك الماء الصافي كأنه يمتطي فرساً, وفي يده لوح خشبي من سعف النخيل ينش بها تلك الأمواج من أن تتلاطم بعنف, يحرسنا حتى عودتنا .
شيرين: كل هذا تعلمته من نهر دجلة …. جليسك؟!!
سليم: ليس دجلة وحده علمني.
شيرين: ومن يكون الآخر؟!!
سليم: الحب الذي أعيشه معكِ, فهو ملهمي, أقول أشياء ربما تبدو خرافة, ولكن من يسمعها يصدقها, وربما يلمسها, هكذا علمني الحب والنهر أن أقول.
شيرين: كل يوم التقي بك, يضيُف شيئاً لي لم أسمع به من قبل, شيئاً رائعاً, لذته تشبه لذتي عندما كنت أتعلق برقبة أمي, وأضع شفتي في حلمتها وأرتشف.
سليم: أنتِ تقولين شيئاً يشبه حديث أمواج النهر الآن!!. ( يواصل النظر في أفق النهر).
شيرين: كيف ذلك؟
سليم: (يهز رأسه ) أمواج البحر أو النهر أعظم لذة تكسبها, عندما تقترب من الشاطئ……
شيرين: ( تقاطعه ) هل الشاطئ  أم النهر؟!
سليم: نعم الشاطئ أم النهر وأمواجه, هو البداية, بل منبع لهما.
شيرين: ولكن هو يابسة, وهما  ماء!!
سليم: لولا اليابسة لم يكن هناك نهر أو وبحر, ولولا البحر لم تكن هناك يابسة.
شيرين : من الأول؟!
سليم: الأول نحن.
شيرين: من نحن؟!!
سليم: نحن البشر.
شيرين: أكرر السؤال السابق … من الأول؟
سليم: الأول نحن, ونحن من وطئت أرجلنا اليابسة أولاً.
شيرين: إذن اليابسة قبل البحر.
سليم: ربما!
شيرين: ( بتعجب ) ولماذا ربما؟!!
سليم: أقول ربما, كي لا أغضب البحر.
شيرين: وهل هذا يغضب البحر؟!!
سليم: الكل يطالب أن يكون الأول, ولكن!!
شيرين: أنت تهرب من الجواب.
سليم: لم أهرب من الجواب, إلا أن كل واحد منهما يرغب أن يكون الأول.
شيرين: أنت أين في أي مرتبة تكون؟!!
سليم: أنا أول في حبكِ حبيبتي.
شيرين: نعم أنت الأول عندي, لقد حلّ الليل, دعنا نذهب.
سليم: نعم, نذهب, ولكن ينبغي أن أقرأ كلمات حب في حضرتك وحضرة دجلة.
شيرين: أقرأ  لي  ولدجلة بنغم صوتك الجميل.
سليم: ( يمسكَ يدها برقه متناهية ) أنتِ حبيبتي إلى الأبد.
شيرين: (تخفض رأسها , وتكرر ما قاله ) أنت حبيبي إلى الأبد.
 تتشابك أيديهم, سليم يقرأ كلمات حب بصوت غنائي مع الموسيقى:
اجدُ اسمكِ مكتوبا فوق أوراقي… 
فأنسخها* !!
فأجدُ اسمكِ مكتوب فوق أوراقي…
فأنسخها مرة أخرى…
فأجدُ اسمكِ مكتوب فوق أوراقي…..
أمزق أوراقي…
فاجدُ اسمكِ مكتوب فوق كل قطعةِ حرفاً حرفاً….
تأكدت الآن, تبينت الآن!!… ليس اسمكِ مكتوباً فوق أوراقي …
بل عيناي تكتبُ اسمكِ فوق كل الأوراق.
(انتهت كلمات سليم)
شيرين: عيونك تكتب؟!! …. هذا جميل !!
سليم: ( مبتسماً) نعم…عيناي تكتبُ ولكن!! … ليس كما يفعله الآخرون بنا, عندما يكتبون أو يقولون كلام وينسبونه لنا, ولا يدعونا نتكلم بما يجول في خواطرنا.
شيرين: ( تتنهد)  دعنا من هذا الألم … وقل لي … متى نلتقي؟
سليم:  ها !! غدا سوف ألتقي بشخص مهم في الدولة, وزير, وصديق قديم.
شيرين:  ( تنظر في وجهه و لم تتكلم بكلمة البتة ).
سليم: ها  ها !! … ولا  كلمة …. حتى ولو مكتوبة ( يضحك)…..
( يغادران ويدها في يده)
                        الســــــــــتار
*(يأتي بغيرها)
 
           *** الفصل الثانــــي ***
                           المشهد الاول:
(الوقت مساءً, بار فيهّ خمس طاولات مع كراسي, ونادل, وهناك شخصان جالسان هما (سليم و صديقه الوزير) وأربعة من العسكر حماية الوزير توزعوا في أركان البار, الوزير يشرب بإفراط  حتى لوحظ سكره خلال كلامه وحواره مع سليم, بينما سليم يلتقط بعض حبات الفستق  واللوز.
( يبدا الحوار بلغة الترميز كما في المشهد الأول, ولكن بعد سكر الوزير  ويبدا مفعول المشروب فيهّ, يكون كلامه واضح  في حواره مع صديقه سليم)
الوزير: (يشرب بإفراطههههه غغغغ  ققققق
سليم : نعم … ها……
الوزير:  فففف ققق صصصصص
 سليم: لماذا لم تكتب اسمك في المقالة المنشورة في جريدة اليوم؟!!
الوزير: (كلمات متقطعة وذلك لسكره) أري…د … أن… أنس….لخ  من الأ… حداث.
سليم: أي أحداث تقصد؟!!
الوزير: التي عملنا على صنعها, كي نحصد شيئاً.
سليم: أي شيء تقصد؟!!
الوزير: أشياء و أشياء كثيرة.
سليم:  لماذا لا توضح؟
الوزير: أريد أن أنسلخ منها.
سليم: (بتعجب) لماذا تنسلخ ؟ و ما الأمر؟!!
الوزير:  ( بحرقة ) وجدتها غير نحن.
سليم: ( يسأل ) من أنتم؟!
الوزير: ( بألم ) نحن……!!
سليم: ( يتسأل ) أين تريد أن تصل؟!!
الوزير: (بألم وعصبية) أريد أن أعيش كالآخرين وأتكلم مثلهم, لا برموز ممقوتة أو عندما افقد عقلي!!
سليم: ( بحدة) أحكي حقائق  تتخلص من تلك الرموز.
الوزير: ( يتنهد ) حاولت ولم أستطع.
سليم:  ( يرد بسرعة ) حاول مرة أخرى.
الوزير: (ينهض من كرسيه ويخطو خطوات وهو يتمايل شمالا ويمنيا) حاولت … وأفرطت  في الشرب  كي أنسلخ  من وضعي …..
سليم: (يضحك بصوت عالٍ ) عندما تصحو من السكر تعود إلى حقيقتك التي تحاول الهروب منها.
الوزير: ( بإصرار ) ربما أتشبث بها.
سليم: ( يرد بسرعة ) لا تستطيع.
الوزير: ( مستسلما ) نعم لا أستطيع… ولكن  ماذا  أعمل؟
سليم: أنا أملك حلاً ……..
الوزير: (يقاطعه) قل ما هو؟!!
سليم: عليك باعتناق الحب,  الحب جميل…( يغني)….. الحب جميل…..
الوزير: ( يقاطعه مرة أخرى ضاحكاً )  ها ! … أحب من؟!! ….  وكيف؟!!
سليم:  بأن تحب كالآخرين.
الوزير: ( تنهدأحب …  آه  … آه   ولكن لا أستطيع أن أحب.
سليم: ( متعجبا يسأل ) لماذا لا تستطيع؟!!
الوزير: ( بألم ) لأني أخذت من بلدي الكثير, ولم أعطهِ شيئاً.
سليم: ( متعجباً  يسأل ) وماذا تقصد؟!!
الوزير: ( يتنهد ) لقد أخذتُ ما لم أستحقه, حقيقة سرقت منه الكثير.
سليم:  ( يقاطعه) أُرجعْ ما أخذته أو ما سرقته كما تقول؟
الوزير: ( بألم ) لا يمكن أن أرجعه لأن……
سليم: (يقاطعه) لأن  ماذا؟!!
الوزير: ( يتنهد ) لقد فات الأوان …..  الآن  لدّي  ثلاثة أبناء ولدوا جميعا من الذي أخذته, أقصد  من الذي سرقته.
سليم: (متعجباً يسأل) لم أفهم ما تقصد؟!!
الوزير: ( يتنهد, ولم يقل كلمة البتة, يذهب ويترك صديقه ويتبعه الحرس ).
سليم:  ( ينظر إلى السقف, ثم ينظر إلى الإمام ويذهب من جهة أخرى ).
                             الستــــــــــــار
                            المشهد الثاني :
(الوقت صباحا, مكاتب برلمان, شاشة عرض كبيرة يكتب فيها الحوار الدائر داخل قبة البرلمان, وزر تحكم تلك الشاشة وما يطبع عليها من كلام المتحاورين داخل قبة البرلمان بيد رئيس البرلمان؛ حيث تكون هناك امرأة شابة تطبع على حاسبة إلكترونية(يسمع صوت الطباعة على الكيبورد)  وتكون هي قريب جدا؛ وتحت أمرة رئيس البرلمان.
رئيس البرلمان يرتدي السترة والقميص باللون الأبيض والبنطال مخطط باللون الأسود والأبيض, ومجموعة أولى من الأعضاء عددهم اكثر من عشرة يرتدون زيا واحدا السترة والقميص باللون الأسود بينما البنطال مخطط باللون الأسود والأبيض ويجلسون في جهة واحدة, ومجموعة ثانية وعددهم اكثر من عشرة يرتدون زيا واحدا السترة والقميص باللون الأبيض بينما البنطال مخطط باللون الأسود والأحمر ويجلسون في جهة واحدة, ومجموعة ثالثة وعددهم عشرة فقط يرتدون زيا واحدا  السترة والقميص والبنطال باللون الأسود ويجلسون في جهة واحدة, مجموعة رابعة وعددهم ثمان فقط يرتدون زيا واحدا السترة والقميص والبنطال باللون الأبيض ويجلسون في جهة واحدة مجموعة خامسة وعددهم اكثر من عشرة يرتدون زي واحد السترة والقميص والبنطال باللون واحد وهو الأصفر مع قبعة باللون الأسود ويجلسون في جهة واحدة.
 (تبدأ جلسة البرلمان باستجواب و محاكمة وزير)
رئيس البرلمان:  تتتت لللل  ييي.
(تطبع المرأة كلمة كلمة ويظهر على الشاشة) أعلن افتتاح الجلسة.
رئيس اللجنة القانوني: (يرتدي سترة وقميص وبنطال  باللون الأصفر مع قبعة باللون الأسود)  لللل  ييي  سسسس شششش لللل.
( تطبع المرأة ويظهر على الشاشة) سيادة رئيس البرلمان, جلسة اليوم مخصصة لمحاكمة الوزير التائب, الذي يريد أن يعود إلى الحقيقة أو حقيقته هو.
رئيس البرلمان: ( يرفع يده و يوجه كلامه للجميع ) عععع قققق ثثثثصص؟
(تطبع المرأة ويظهر على الشاشة ) أيها البرلمانيون: من منكم يصوت على استجواب الوزير ؟
(يرفع جميع الحضور أيديهم بالموافقة إلا المجموعة التي ترتدي سترة وقميص وبنطال باللون الاسود. يعلن رئيس البرلمان الموافقة على بدء استجواب محاكمة الوزير التائب, ويطلب باستدعائه( بواسطة الإشارة) يدخل الوزير, يرتدي سترة وقميص وبنطال باللون الأسود, ويجلس, ويبدا الاستجواب) .
رئيس اللجنة القانونية: ( يوجه كلامه إلى الوزير) تتتت  لللل ييييي؟ 
(تطبع المرأة ويظهر على الشاشة ) لماذا تريد التوبة, والعودة إلى حقيقتك؟
الوزير: ( يقف متعجباً يتسأل)  للل بببب سسسس؟!!
(تطبع المرأة ويظهر على الشاشة ) من قال أني أريد التوبة والعودة للحقيقة؟!!
رئيس اللجنة: ( بصوت عالٍ )  هههها    بببب ييييي.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) نحن نسأل, لا  أنت , ونريد  الإجابة.
الوزير: ( بصوت خافت ) ددددتت  ببب سسس.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) أنا لم أعلن التوبة.
رئيس اللجنة القانونية: ( بحدة ) غغغ قققق صصصص.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) بل أعلنت التوبة, وطلبت بأن تعود إلى حقيقيك.
الوزير: ( يتنهد )  هههه  غغغ قققق.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة )  بل هي هواجس ليس  إلا.
رئيس اللجنة القانونية :  ببببب يييي سسسس.
( تطبع المرأة ويظهر على الشاشة )  بل نطقت كلمات, وليس هاجس.
الوزير: ( يشرب جرعة ماء ويسأل )  تتتت سسسس  تتت؟!
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) هل التوبة جريمة؟!
رئيس البرلمان: ( بصوت عالٍ )  لالالا  يييي سسسس لالالا بببببب.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) عندما تعود إلى حقيقتك, هي تلك الجريمة, ويتبعك الكثيرون منا, ونعود إلى الصفر, كما كنا.
الوزير:  ( يتنهد )  تتتت للل ييييي.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة) الإنسان في طبيعته يتغير من حال إلى حال, ربما نحو الأحسن وربما نحو …….
رئيس اللجنة القانونية: ( يقاطعه لالالالا  بببب يييي.
(تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) الأحسن أن لا نعود, ونرجع كما كنا.
الوزير: ( بألم )  تتتت بببب ييي سسس ششش.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) الأجدى أن نعود إلى حب وطننا ويحبنا وطننا.
رئيس البرلمان: ( بحدة ) مممم بببب يييي.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) هذا الوطن و خيراته خلقت لنا نحن وحدنا, و لا يمكن أن نفرط بها أبداً.
الوزير: ( يتنهد ) تتتت بببب يييي وووو  لالالالا  سسسس ششش.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) بل خلق إلى كل الناس في هذا الوطن, فلولا هؤلاء الناس لما كان هذا الخير الذي نحن فيه, وقد سرقنا الناس, حتى بلغنا التخمة التي نحن فيها الآن, وهناك الكثير من الناس جياع.
 (رئيس اللجنة القانونية ينهض من مكانه ويسير بعض خطوات يقترب من رئيس البرلمان, ويهمس في أذنه, ثم يعود إلى مكانه, رئيس البرلمان يهمس في أذن المرأة التي تطبع).
رئيس اللجنة القانونية:  ( بحدة ) لالالالا  بببب سسسسس.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة) أنت لا تعرف مصالح الناس أكثر منا, نحن نعرف كيف نسير أمورهم, وهم يعرفون ذلك جيدا.
الوزير: ( يتنهد ) فففف  قققق صصصص.
( تطبع المرأة ويظهر على الشاشة) نعم أنتم تعرفون مصالح هؤلاء الناس ومصلحة الوطن, والوطن بحاجة لكم, وأنا ليس إلا متطفل عليكم.
رئيس اللجنة القانونية: ( ينظر إلى الشاشة وثم إلى الوزير ويبتسم ويقول) لالالا ببب سسس.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) اكمل, نحن بحاجة إلى هذا الكلام.
الوزير: ( متعجباً يسأل ) حححح ققق صصص؟!!
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) أي كلام تقصد؟!!
(رئيس اللجنة القانونية يشير بيده إلى رئيس البرلمان, وقد فهم رئيس البرلمان تلك الإشارة).
رئيس اللجنة القانونية: (يوجه كلامه إلى الوزير)  لالالا  رررر قققق؟
(  تطبع المرأة ويظهر على الشاشة ) إذن ماذا تريد؟
الوزير: (متعجباً وبحدة) للل  ييي سسسس ( ثم نظر إلى الشاشة, تنهد, عندما قرأ ما كتب على الشاشة, أخرج  قطعة كارتون كتب عليها …..هذا  ليس كلامي ).
(تطبع المرأة و يظهر على الشاشة) أنا لا أريد إلا مصلحتي الشخصية, ولا أفكر إلا في نفسي وعائلتي الغالية, وأعمل على خلق بلبلة في البلد, من أجل مصالحي, ومصلحتي فوق كل اعتبار.
رئيس اللجنة القانونية: ( بحدة )  لالالا  ببب يييي  سسس  ششش.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) هذا هو الوزير التائب, الذي يفضل مصلحته فوق كل اعتبار, وما علينا إلا طرده من سلك السياسة, لأنه يريد أن يخلق البلبلة في هذا الوطن, كما أعترف أمامكِ الآن.
(الوزير ينظر إلى الشاشة, ثم يرفع  مرة أخرى القطعة الكارتونية المكتوب عليها … هذا ليس كلامي, رئيس البرلمان يأمر الحرس بسحب تلك القطعة من الوزير, يتقدم أحد الحراس يسحب القطعة الكارتونية).
الوزير: ( بحرقة) هذا ليس كلامي, وأنا احب وطني, وأريد أن أتغير نحو الأحسن ( يتقدم الحرس نحو الوزير ليغلق فمه)
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة )  للللل  يييييييي  سسسسسسسسس؟؟ !!…..
  ( تكلم الوزير ببعض الكلمات المفهومة؛ وبدأ يدافع عن نفسه, ولكن رئيس البرلمان يأمر الحرس بغلق فم الوزير, يتقدم الحرس ليضع يديه على فم الوزير؛ يرجع الوزير إلى الترميز والكلام غير المفهوم)
الوزير: ععععع ففففف قققققق ثثثثثث.
( تطبع المرأة ويظهر على الشاشة)  كنت واهماً؛ انتم على حق وانا على باطل.
رئيس اللجنة القانونية : ( براحه تامة ) للل بببس  سسس ببببب ششش.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) أطلب الأذن من رئيس البرلمان المحترم بالتصويت على عزل الوزير من منصبه, لأن ما صرح به يسوء إلى بلدنا, ولقد سمعه جميع الشعب, ولذلك يكون هذا حكم الشعب عليه.
رئيس البرلمان: ( بصوت أجش ررر  سسس ششش.
( تطبع المرأة و يظهر على الشاشة ) أعلن التصويت على عزل الوزير من منصبهِ.
(جميع النواب يرفعون أيديهم للموافقة على عزله؛ إلا المجموعة التي ترتدي السترة والقميص والبنطال الاسود؛ ثم يخرج جميع النواب يتقدمهم رئيس البرلمان؛ وهم يطلقون القهقهات في وجه الوزير و هو كذلك يخرج أيضا).
                              الستــــــــــار
* ملاحظة: خلال الحوار أعلاه؛ تكون حركة الوجوه والعيون بالنسبة للجميع الحضور تنتقل ما بين المتكلم والشاشة وبحركة موحدة تثير الانتباه, وتكون بصورة كوميدية وبسخرية.
                                المشهد الثالث:
 (وسط ساحة لتجمع الناس؛ هناك أصوات رجال ونساء غير مفهومة أو بالترميز وهناك بعض الكلمات مفهومة, بعد ثلاث دقائق من ذلك, تتوافد جمهرة من الناس إلى الساحة بملابس تقليدية, ترفع لافتات مكتوب فيها كتابة غير مفهومة, وينادون بلغة غير مفهومة أيضا كما لو هم يطالبون الحكومة ببعض المطاليب, تتحرك المجموعة في الساحة بصورة منتظمة عددهم ( 47) شخصاً مع ثلاث من النساء أحداهن محجبة, بعدها تدخل جمهرة أخرى من الناس وعددهم كذلك (47) شخصاً مع ثلاث من النساء أحداهن محجبة, الجميع يرتدون ملابس متشابهة من حيث اللون والشكل لملابس المجموعة الأولى, ويحملون لافتات كتب عليها بلغة مفهومة وهي شعارات تأييد للحكومة, يتحركون نفس حركة المجموعة الأولى, تقف المجموعتان كلا على حده وتكونان متقابلتين, المجموعة الأولى يبدأ عليها الاستغراب والتعجب لظهور المجموعة الثانية, حيث ينظرون ويمسكون ملابسهم ويأشرون على ملابس المجموعة الثانية, ويتكلمون كلاما غير مفهوم, ثم يصل الساحة (سليم وزوجته شيرين التي تظهر بأنها حامل) ويتخذان مكانهم ما بين المجموعتين وهما في استغراب وتعجب مما يشاهدان, ثم يدور الحديث  بينهم).
شيرين: ( وتشير إلى كلا المجموعتين , مستغربةً) من هؤلاء ؟ ومن هؤلاء ؟!!
سليم: ( يتنهد) انهم متظاهرون.. ولهم مطالب مختلفة تماماً, فهذه المجموعة (ويشير لها ) تؤيد الحكومة, وهذه  المجموعة  (ويشير لها ) ضد الحكومة.
شيرين: ( باستغراب ) ولكنهم متشابهون في كل شيء إلا في اللافتات وما مكتوب عليها, الملابس نفس الملابس, العدد نفس العدد,  وهنا ثلاث نساء وهنا ثلاث, وأحداهن محجبة وهناك محجبة وحتى قصةّ شعرهن  متشابه, ماذا  يعني ذلك ؟!
سليم: تخطيط محكم من الحكومة, هؤلاء من المستفيدين من الحكومة وهؤلاء غير مستفيدين من الحكومة ( يشير على كل مجموعة على حده )
شيرين: هم نفس العدد , معقولة ,  50% مع الحكومة 50%  ضد الحكومة.
سليم: لا… لا …   ليس  هكذا!!
شيرين: أذن لماذا العدد  متساوي؟!!
سليم: ربما مغرر بهم,  أقول ربما.
شيرين: لماذا الشعارات ترميز هناك؟ (تشير عليها) و بلغة مفهومة هناك؟ ( تشير عليها ).
سليم: الحكومة تريد أن توهم الرأي العام, فأخرجت هؤلاء ( يشير عليهم ) كي يكون طبق الأصل…. ها!!  لماذا  نفس الملابس وقصةّ الشعر ….. ها  لماذا؟!! ( تسأل بستهزئا) 
شيرين: لماذا هؤلاء ( تشير عليهم , أصحاب اللافتات غير المفهومة) لماذا لا يهتفون  وينادون, كي يسمعهم الرأي العام, هناك فضائيات عالمية, دعنا نقول لهم بأن يهتفوا ….
سليم: (يقاطعها) لا يستطيعون الهتاف؛ لان  أمسكت ألسنتهم وأيديهم, ولغتهم غير مفهومة…
شيرين: (تقاطعه) ولكنهم خرجوا  ألا تراهم خرجوا, كيف؟!! أمسكت ألسنتهم…  كيف؟!
سليم: ( بحرقة) هم خرجوا كي يضيفوا صبغة على الحكومة بأنها ديمقراطية وأن هناك حرية التعبير عن الرأي.
شيرين: هل تقصد الحكومة جندّتهم لذلك؟!!
سليم: لا..  لم تجندهم, ولكنها ترغب فيها؛ لتتظاهر بالديمقراطية, هي تقلد الديمقراطيات (يضحك)… ولكن ليس الديمقراطية الحقيقة التي تتمناها الشعوب.
شيرين: ( باستغراب )  لم أفهم؟!!
سليم: اسمعي ما أقول لك.
شيرين: قل؟!!
سليم: في زمن الدكتاتورية كانت الأفواه مغلقة والآذان مفتوحة, وفي زمن الديمقراطية الأفواه مفتوحة والآذان مغلقة.
شيرين: لم يتغير  شيء.
سليم: نعم لم يتغير شيء, هذه ليس ديمقراطية. الديمقراطية الحقة؛ أن تكون الأفواه تطالب, والأذان مفتوحة تلبي تلك المطالب.
( تعلو أصوات المجموعتين وبلغة غير مفهومة من كلا الجانبين, وهم يرفعون لافتتهم  بقوة ومنهم من يصفق ومنهم  من يصرخ دون كلمة تفهم, النساء في كلا الجانبين تطلق الزغاريد, يقترب بعضهم من بعض, يتبادلون المناوشات  بالأيدي, تدخل مجموعة من العسكر لتفريقهم, يرجعون إلى أماكنهم, وأصواتهم لم تهدأ ويستمر اطلاق الزغاريد, تتصاعد المناوشات بين الطرفين.
 بعد ذلك يصل رئيس البرلمان وأعضاء البرلمان البقية وهم موثقين بالحبال الغليظة, والجماهير الغاضبة تمسك بهم, وتظهر الصورة كما لو أن التظاهرات نجحت بتحقيق شيء ما, حيث اتفقت واجتمعت المجموعتين في ذلك الحدث( ثم يخرج الجميع).
ثم تدخل مجموعة كبيرة من الفتيان والفتيات يرفعون لافتات تدعوا الحكومة لتحقيق مطالبهم في مجال والخدمات والقضاء على البطالة والحريات العامة وعدم تكميم الأفواه والتكلم بالنيابة, وتكون هذه المظاهرات منتظمة وهناك صرخات مدوية من قبل الفتيان في اطلاق شعاراتهم وأهازيجهم من أجل الحرية والعيش الرغيد, وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلاد.
                                    الستــــــــــار
* ملاحظة: بالنسبة لعدد المتظاهرين ممكن الزيادة والنقصان؛ حسب حجم المسرح ومتطلبات العمل.
           *** الفصل الثالــث ***
                              المشهد الأول:
(جلسة البرلمان بنفس أعضائها ورئيسها, كأن لم يحدث شيئاً, والجميع يرتدون زيا واحدا؛ السترة والقميص مخططة باللون الأسود والأحمر (الخطوط رفيعة ) والبنطال باللون الأسود مع قبعة باللون الأصفر)
 رئيس البرلمان: عععع  بببب  ييييي  ااااا ببببب سسسسس سسس.
(يظهر على الشاشة) أعلن بدء الجلسة التشريعية السابع والخمسون, ولابد أولا من نقل شكرنا وشكر الحكومة إلى الجماهير التي خرجت لتأييد الديمقراطية في بلدنا مساء أمس, شكراً لهم.
مقرر الجلسة: فففف قققق ثثثث لالالالا ؤؤؤؤ.
( يظهر على الشاشة ) سيادة الرئيس, لدينا مجموعة قوانين, تحتاج إلى التصويت.
رئيس البرلمان: (ينزع قبعته ويضعها على المنضدة جميع الأعضاء يفعلون كما فعل وبتوقيت واحد)  بببب سسسس شششش.
( يظهر على الشاشة ) ما هو أهم تلك القرارات والقوانين؟
المقرر: صصصص ضضضض فففف.
(يظهر على الشاشة) أهم القرارات التي يجب التصويت عليها الآن هي تسمية بعض الشوارع وبعض الساحات العامة في العاصمة بأسماء الشهداء الذين سقطوا أمس في التظاهرات.
رئيس البرلمان:  حححححححح  ببببب .
( يظهر على الشاشة ) دعونا نصوت عليه حالاً (جميع أعضاء البرلمان يرفعون أيدهم بالموافقة).
رئيس البرلمان: ككككك بببببب سسسس.
( يظهر على الشاشة ) هل هناك قرار أو قانون أخر يحتاج التصويت؟
المقرر: للللل ييييي سسسسس.
( يظهر على الشاشة ) نعم .. هناك قرار مهم أخر حول حماية الحدود وإنشاء قوة لحمايتها.
رئيس البرلمان: (يرتدي قبعته, جميع الأعضاء يفعلون كما فعل) لالالا   قققق  ثثثثث وووو.
( يظهر على الشاشة ) يؤجل التصويت على هذا القانون إلى الدورة البرلمانية المقبلة, رفعت الجلسة.
(خروج رئيس البرلمان و بقية الأعضاء, هناك تزاحم بسيط أمام الباب عند خروجهم).
                             الستــــــــــار
* ملاحظة: حركة وجوه وعيون جميع الحضور؛ تنتقل ما بين المتكلم والشاشة وبصورة موحدة؛ وتكون بخوف وتوجس بعض الشيء.
                             المشهد الثاني:
(وسط ساحة عامة؛ تظاهرات شبابية منتظمة, يعكر أجوائها حرق لدكاكين ولبنايات ولسفارات ولقنصليات؛ يقوم بهذا الحرق كل من صاحب الحانوت الأول و صاحب الحانوت الثاني ومعهم زمرة يرتدون نفس ملابس صاحبي الحانوتيين؛ وكل على شاكلته.يتدخل الشباب المتظاهرة؛ لمنع هؤلاء من القيام بالحرق و ثم طردهم أو تسلميهم إلى القوات الأمنية.. تستمر التظاهرات لمدة 3 أيام متتالية (يمكن توضيح تلك المدة خلال حوار ثنائي أو ثلاثي بين المتظاهرين)  وتكون بانتظام و سلمية و بتعاون من الشرطة التي تقوم بتنظيم تلك التظاهرات, ويحمل المتظاهرين شعارات تطالب الحكومة بتقديم الخدمات والقضاء على الفساد والبطالة وكذلك منع تدخلات الدول الأخرى في الشؤون الداخلية والمطالبة بتحقيق الحريات على كافة الأصعدة. يظهر وسط المتظاهرين سليم وزوجته و هي تحمل طفل( بعمر 5 أو 4 سنوات).
                           الستــــــــار
*ملاحظة: استخدام جهاز عرض ( داتا شو ) لعرض أفلام لمظاهرات حقيقية  تكون منتظمة؛ حتى لو تظاهرات قديمة حدثت في نفس بغداد وبعض المحافظات وفي دول و شعوب تؤمن بالمظاهرات وتعتبرها أحد الوسائل السلمية لحل المشاكل بين الموطنين وحكوماتهم؛ ولابد أن تتوافق تلك الأفلام مع حركات الممثلين والممثلات الذين هم يجسدون دور المتظاهرين الشباب.
                          المشهد  الثالث (الاخير)
(وسط السوق الشعبي, رجلان خمسينيان متوقفان (سليم ومحمود) أمام حانوت لبيع الساعات الجدارية وهناك قطعة كارتونية معلقة على باب المحل مكتوب عليه (مغلق المحل بعض الوقت),(مع وجود الحانوتين المشار لهم في المشهد الأول من الفصل الأول وهما لبيع وشراء الكلام؛ ولكن اللافتات تكون اقل وضوح وليس هناك ترخيص من قبل الحكومة كما في المشهد الأول, وأصحاب الحانوتين تكون وجوهم بائسة وحركتهم غير نشيطة؛ اذ يرفعوا قطع كارتونية لترجمة كلام سليم ومحمود؛ دون أن يتكلموا كما  كانوا في المشهد الأول)
أصوات السيارات والدراجات النارية, وصفارة المرور ترن بصوت عالٍ, يهدأ الصوت رويداً رويدا, ليعلو حديث الرجلين, حديث يغلب عليه الترميز ومقاطع من حروف غير مفهومة, يتصاعد الحديث إلا أنه غير مفهوم البتة, تناقل الحديث فيما بينهم بطيء جداً, كما لو أنهم ينتظرون أحداً, كي يسرعوا في الكلام .
هناك امرأة خمسينية على جانب بعيد من الرجلين المتحاورين؛ تطبخ شيئاً ما في قدرِ متوسط الحجم ونار الطباخ تظهر للعيان, هي منهمكة بالطبخ ولا يهما حديث الرجلين ولا المارة ولا هم يهتمون بها.
سليم: بببب  اااا    بببببب؟
(يتقدم صاحب الحانوت الأول يحمل  قطعة كارتون مكتوب عليه) هل بدأت الحرب؟
محمود: مممممم   للللل ؟! ( يدور برأسه كأنه ينتظر أحداً ).
 (يتقدم صاحب الحانوت الثاني  يحمل  قطعة كارتون مكتوب عليها ) أي حرب تقصد؟
سليم: ههه ! ععععع   بببب  يييي؟  ( يدور برأسه كأنه ينتظر أحداً ).
(يتقدم صاحب الحانوت الأول يحمل قطعة كارتون مكتوب عليها ) وهل هناك حرب غير هذه الحرب ؟
محمود: (يتنهد)  هههه  ببببب  سسسسس؟
(يتقدم صاحب الحانوت الثاني يحمل قطعة كارتون مكتوب عليها ) أي حرب تقصد؟
سليم:  ىىىى   ررررر   ؤؤؤؤؤؤ.
(يتقدم صاحب الحانوت الأول يحمل قطعة كارتون مكتوب عليهاالاثنان معا.
محمود: ( يضحك بصوت عال ٍ )  يييي   ؤؤؤؤؤؤ قققققق !!
(يتقدم صاحب الحانوت الثاني يحمل قطعة كارتون مكتوب عليها ) نحن نكرر… ما تحدثنا به  سابقا ولكن بالمقلوب!!
سليم: ىىىىى  ! لالالالا   ؤؤؤؤ.
(يتقدم صاحب الحانوت الأول يحمل قطعة كارتون مكتوب عليها ) لا أفهم ما قلت.
محمود: قققق  ثثثث  صصصص؟
 (يتقدم صاحب الحانوت الثاني يحمل قطعة كارتون مكتوب عليهاماذا  تقول؟ 
سليم:  تتتت لللل  ببببب؟!
(يتقدم صاحب الحانوت الأول يحمل قطعة كارتون مكتوب عليها ) أي قرف هذا . أجبني؟!
محمود: ههههغغغغ  قققق  ثثثث.
(يتقدم صاحب الحانوت الثاني يحمل قطعة كارتون مكتوب عليها ) عندما نفهم بعضنا بعضا.
(يحدث عراك بين صاحبي الحانوتين وعلى اثرها؛ يسمع دوي انفجارات وصوت ضرب طائرات مقاتلة و صوت ضرب مدفعية وقنابل مع دخان)
سليم : )بفرح) متى نتفاهم بيننا؟!!
محمود: (بفرح وغبطة) يأتي يوم نتفق ونتفاهم وهو قريب جدا.
(يتكرر العراك بين أصحاب الحانوتين, ويسمع دوي تفجيرات وصوت طائرات مقاتلة ودخان, يسقط سليم وثم محمود مضرجان بدمائهما, أصحاب الحانوتين يبقيان سالمين معافين. 
تدخل مجموعة من الشباب والشابات, وكذلك شيرين ومعها الطفل الذي  يكون هذه المرة بعمر (8 إلى 10 سنوات), وتتجه إلى زوجها وهي برفقة الطفل تحاول على أعانته على السير, والاشتراك مع المتظاهرين.
تطفأ المرأة (الخمسينية) النار وتغمس ملعقة كبيرة في القْدرِ وتخرج كمية من الحصى, تضعها في عدد من الأواني المعدنية, وتقدمها إلى الجمهور كي يشاهد ويتعرفوا على تلك الطبخة.
يدخل الشباب والشابات وهم يحملون العلم العراقي ويطردون صاحبي الحانوتين, ويمزقوا لافتاتهم ويغلقوا حانوتيهما, ثم يفتح محل الساعات المغلق من قبل صاحبه, وتبدا الساعات المعلقة على جدار الحانوت بالعمل.
الشباب و الشابات: (يغنون ويرقصون بفرح؛ يتقدم أحدهم بالقول) نحن سوف نبني ونأسس الدولة الحقيقة التي تخدم مواطنيها وأهلها؛ أذ نعتمد على انفسنا.
ثم انبرى أخر وقال: لا نسمح لأي أحد بالتحدث بالنيابة عنا.
ثم نادت شابة بصوت عالٍ: نتكلم بما يحلو لنا, ونعمل ما يخدمنا ويخدم أهلنا وبلدنا؛ دون الاستماع  إلى نصائح أو كلام الأخرين.
(يردد البقية مع المتحدثين و بصوت غنائي مرة ومرات أخرى بحدةٍ, ثم يتقدموا إلى سليم ومحمود ويقوموا بعلاجهما…و بعد ذلك يتعانقون جميعاً, ثم يقوم محمود و سليم  و كذلك زوجة سليم ومعهم أبنهما برفع أيدي الشباب والشابات ليعلنا تأييدهم لخطواتها؛ لبناء الدولة.
تقدم شيرين  إلى المرأة التي توقفت عن الطبخ؛ لتوقد النار؛ بعد أن أنطفأت سابقا من قبل المرأة, ثم تصنع كيكة (جاهزة) وتدفع بعيدا أناء الحصى.
يقام احتفال لتأسيس دولتهم, بشعل الشموع والبخور ونثروا الورود وتقطع الكيكة أو مجموعة من الكيك ليوزع بينهم وكذلك يعطوا الجمهور القريب عليهم.
يدخل البرلمانيون مع رئيسهم ويخلعوا ملابسهم الأجنبية وتداس بأقدامهم وأقدام الشباب… ويرتدوا ملابس شعبية عراقية العقال والشماغ (والغترة), (والسدارة) البغدادي مع البنطال والسترة, وكذلك البنطال والسترة مع (الرباط)… والزي الكردي؛ و يقام الاحتفال.
يحمل الشباب والشابات علم العراق؛ ويلوحوا به؛ وينشد الجميع النشيد الوطني.
                        ستــــــار الختـــــــــام.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت