بالمغرب: مسرحية: "حب لمزاح" صراع فكري يفرز أسئلة للامنتهية/ إبرهيم اقلل

تستطيع ان تحلم، وليكن حلمك مخيفا مرعبا يقض مضجعك، يجعلك ساعات طويلة من الليل تحارب وتصارع شيئا مخيفا في تناسخ دائم وتحول جسماني رهيب ..ليكن غولا ، ليكن ثعبانا متعدد الرؤوس ليكن تنينا ..وفي الحلم يرتسم لك ذاك المكان، غابة مجهولة تتردد فيها تشنجات وتاوهات ، ويتجلى الزمان في ليلة انسحب منها القمر وتعانقت السحب الكثيفة ..انك قررت ان تهرب بعيدا بعيدا ..تبلل غطاءك بالعرق وعلقت صرختك في متاهات صدرك وتاهت في حلقك ..وحدك انت والليل والغابةوالخوف ..تبكي ..تطلب النجدة ..تعطش ..تجوع تسقط ..تستيقظ لتأخذ قلما وتكتب جنونك الليلي قبل ان يجف عرق السرير ..وتعود لتستنجد بحلمك لايقاف نزيفك اليومي ، فتضعهم جميعا كما رأيت في حلمك ..تسافر اليك الذاكرة من الحلم لتشاطرها همها ، والاشباح التي تراءت لك في كهوف الغابة تستحضرها لتناقشها وضعا اصبحت انت طرفا فيه بحكم هواجس الليل والانتماء الوراثي ..تذكرت.. في حلمك رايت امراة وحيدة تقرا كتابا ، قبلك حين سقطت وبشرك بالصباح ..ترسل الخيال والفن واليراع في طلبه ، ياتيك لتكتشف انه الزمن في كامل وعيه..وتكتشف اخيرا انك تركت وراءك في الغابة الامل ، الكرامة ، ..فقررت ان تعود لتأخذها ..فيسكن مجنون قلبك ..لكن الحلم يتمرد عليك ..لن تستطيع رؤيتها مرة اخرى لانك لن تحلم ابدا..
فمسرحية “حب لمزاح ” هي حتما ماساة .ماساة الفكر الانساني ، فالفكر اصبح حدثا ، والحدث ادى الى الصراع ، والصراع يؤدي الى طرح الاسئلة : مع من الصراع ، انه صراع مزدوج ..صراع الذات والفكر ، وصراع الفكر والفكر ..
إن المؤلف يكتب بدمه في واقع جميل يؤثت..افكار تتصارع وقد تلتقي ..الموضوع لايحصره الزمكان ، لان الزمكان مجهول رغم ان مخيلة الكاتب حددته بالانطباعية ..
واخيرا فالمسرحية تظل نفسها قضية لانها شكلا وفنا تدفع الى التفكير في حالة المسرح ، ومضمونا تظل اشكالية : فهي تدفع الى التفكير في التفكير لدمج كل شيء بالمسرح ، فيصبح الكرسي في القاعة والابواب والجمهور ضمن ادوات العرض المسرحي * أن تصور وخيال المؤلف وثقته بالممثلين الأكفاء جعله يحمل ثقلا آخر وأخرج ما كتب من واقع نعيشه من نص أدبي إلى عرض مسرحي بكل تجلياته سواء على مستوى الديكور أو السينوغرافيا أو التقنيات الحديثة المستعملة في العرض المسرحي .
مسرحية “حب لمزاح” لفرقة محترف 21 للمسرح  إنتاج: موسم 2019 ، تاليف وإخراج: سعد الله عبد المجيد،، تشخيص: سميرة هيشيكة ، جميلة مصلوحي، مصطفى اهنيني، حميد مرشد، عبد الحق الزوهري و سعيد مزوار. سينوغرافيا : مبارك محمودي، تقنيات: أيوب بنهباش، مساعد المخرج : سامي سعد الله، المحافظة العامة : إبراهيم إقلل
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت