نص مسرحي: "محطة…" / تأليف: هشام شبر

الشخوص….
قاطع التذاكر
سائق القطار
مسافر 1
مسافر 2
مسافر 3
بائعة الحليب
الاعمى
المكان:  محطة مهجوره في مدينة مهنتهم التسول .. الوقت منتصف الليل .. الجو ممطر وبارد
قاطع التذاكر : كل التذاكر التي قطعتها اتذكر وجهها وهي ترسم لنفسها رحيل كذب
سائق القطار : كانت ترتعش وهي تحن الى جسد مسافر كانت تبحث عن حقيقة
بائعة الحليب : حين ابيع الحليب ابيع جيلا كاملا بكامل شرفه وكرامته بعت وبعت وبعت والكل يشرب ويبصق
مسافر 1: المطر يحاول ان يغسل الدفء الباقي في ارواحنا
مسافر 2: في كل مرة اسمع اصوات القطارات وهي تلطم وجه السكه ولا شيء يأتي لا شيء
مسافر 3: نحاول ان نعبر خطوط حمراء الى حيث اخضرار وهمنا عسى ان ينبت صدقة
الاعمى : (يغني) حد التراجي برد والكنطره بعيده امشي وكول وصلت والكنطره بعيده..من حسن حظي اني حين ولدت بقيت عيوني في بطن امي ولهذا لم استطع رؤية ما انا فيه رغم احساسي بالغربه لكن غربتي مع عيوني كانت ستكون اكثر جحيم
مسافر 1: تركنا وراءنا لاشيء واتجهنا الى لاشيء
مسافر 2: وهل نحن شيء حتى نوازن الاشياء
مسافر 3: الهث حد انقطاع الحلم وتراكم يقظتي تسد اشتهائي للاتي
قاطع التذاكر : تعطي خطوتك اكثر مما تستحق من مسافه ولهذا تتقيء وجهتها
سائق القطار : ساقني القدر الى حيث هنا وجعلني قائد بلا مقود ادور كالطفل وانا ارهق صوتي ببوق قطار كذب
بائعة الحليب: حليبي يحن لفم طفل يعيد له امومته مللت شياطين ثمله ترحل وهي تركلني ببعض نقود
(صوت ايقاع البحر البصري ومعه صوت النهام وهو يصيح اوه يامال اوه يامال )
الاعمى :اجتمعنا هنا صدفة وصدفة سنفترق .. فالصمت يرتدينا رغم حوراتنا والحلم رداء تمزق ولابد من مجيء القطار والا اكلنا بعضنا من وحدة تفتح شهيتنا على الانشطار
مسافر 1: ما رايكم ان نصلي ربما ب صلاتنا ياتي
مسافر2: وهل لصلاتنا من خطوة كي تذهب بنا الى حيث الرب
مسافر 3: لم نفعل شيء لازالت في صفحاتنا شيء من البياض
بائعة الحليب : لا تذكروا كلمة بياض فبياضي تعفن بعفونتكم
قاطع التذاكر : لا تتخاصموا لا يفيدنا تناحرنا الان
سائق القطار: كيف لصلاتنا ان تتوحد وكل له رب
مسافر 2: انت تكفر
سائق القطار : بمن
مسافر 1: تكفر ب ما نعتقد
سائق القطار : وبماذا تعتقدون
مسافر 3: نعتقد نعتقد …
بائعة الحليب: اعتقد بالالم الذي يوصلني الى الرب ..بالجرح اعتقد والجوع ..بانطفائي بين ايادي غرباء بقهري ووجعي
قاطع التذاكر : اذكري ال …
بائعة الحليب : من اذكر وبمن الوذ اعوامي كاعواد ثقاب احترقت وحرقت ثوب عفتي
الاعمى: (يغني) على الراح اريد ابجي واريد اصرخ على الراح واريد اصفك الراح بالراح …اعتقد انني محظوظ كوني لم ارى الرب
( صوت قطار )
بائعة الحليب: انت …انت ….الا تشتهي الحليب اريد بيعك بعضا منه ..
مسافر 1: اسف انا لا اشرب الحليب الا في بيتي
بائعة الحليب : وهل ستعود…انا ابيت دائما في احضان الغرباء واحلم واحلم واحلم وحين استيقظ ابكي احلامي
مسافر 1: احمدي ربك انك لازلت تحلمين .. انا فطمت الحلم
بائعة الحليب : وهل يستحق الحلم الشكر
مسافر 1 : الحلم يجعلك تشعرين ولو وهم انك لازلت انسان فحتى كوع ارجلنا لم تعد ترسم اثرا لوجودنا…
بائعة الحليب : سكبت بعض من حليبي في اتون حرب فازدادت اشتعال
قاطع التذاكر : كل من ارتاد الحرب عقيم حتى وان انجب مئات الصرخات
الاعمى : (يغني)عيوني عقرت رؤية الاماكن فاحتضنت جفوني شكل خطوه
( ضربات ايقاع طقسيه )
مسافر1: نبيع ارواحنا خردة في كل حرب وحتى لو عدنا نعود اوراق او بعض فكه
مسافر2: كأنك تغني ولا تغني فممارسة الحب مع الموت نغم حزين
مسافر 3: نغم دنيء ينجب اكفان وتوابيت
الاعمى : اشم رائحة كافور في كل خطوة اسمعها فالاتي سيحيل الاماكن الى مغتسل
قاطع التذاكر : تعبت من قطع تذاكر لا تاتي بالرحيل لازلنا في فم بندقية صدأه
سائق القطار: في الحلم اقود وسادتي وتقودني وارحل كذب وحين استيقظ اجدني في مكاني
بائعة الحليب : جف ريق الطريق فابتلعنا اختناق
( موسيقى )
الاعمى : صرت كحكم ساحة احسب الخطوات واصفر حزن في كل خطوة
بائعة الحليب : كل الاهداف التي جاءت كانت بفعل خيانة وما كانت لهزيمتنا ان تكون لولا ارتجاف اقنعتنا
مسافر 1: الانتظار لحظة احتضار لاهي تفضي الى موت ولا تعلن بقاء
قاطع التذاكر : الخطوة اتسخت ب ذاكرة الاشياء ولم تعد قادرة على فضح نفسها ..هي تركل بطن المسافة
مسافر 2: لابد من مغيب كي نظهر
مسافر 3: ما عاد لظهورنا اثر في خارطة البقاء علينا الرحيل دوننا او بنا
بائعة الحليب: سيجف الحليب قريبا وساركل باقدام خريف
سائق القطار : لابد من ….
الاعمى : (يغني) ثاري العمر محطات عديتهن مالهن عد …..
بائعة الحليب: اشتاق لظلي لقد مات من ضربة شمس كنت احادثه ويحادثني ( تبتسم ) طمنني كثيرا على المستقبل قال لا تخافي سيكون لك مكان … اين مكاني يا ظلي اين مكاني وسط خارطة لم ارسمها انا
سائق القطار: الحلم في مدينتنا يباع خلسه ويتداوله الناس خلسه ملعون فيها من يحلم او يتمرد …
مسافر 2: جعلت جرحي علامة استفهام وطفت وانا احمله على كتفي في بلاد الغرب مسيح جديد يطوف يشق بطن الاذان
مسافر 1: الف قافلة للاكفان بيعت في بلادي وتطلب المزيد يا بلد ينبت فيه الموت كالحناء اما ان لك ان تهدأ .. فجنونك يرعب الاطفال يرعبنا ونحن نخاف ان نموت مرات ومرات
مسافر 3: ربي ارزق ساستنا بأرصفة على مقاسهم .. اجعلهم يرتعشون خوفا من الظلام والبرد ابكيهم حد احمرار عيونهم ..( اكلبهه بينه يارب)
سائق القطار: ابحرنا في بحر وربما ابحر فينا وكلنا امل رغم حزن الحنين الذي يعترينا للرصيف
مسافر 1: قالت لي امي يوم وانا انظر الى نفسي في المراة ( يمثل صوت امه) يا ولدي لا تخدعك المراة فملامحها غير ملامحنا وفيها كل خدع السحر ..ان كنت تريد ان ترى نفسك فانظر الى الاخر (يصرخ) نظرت الى الاخر ووجدت نفسي قبيح جدا قسمتنا حظوظنا وفرشة الاحزاب مزقتنا حروب صنعت خصيص لنا كي نموت ونحن لا نفهم لا نعي امي اعيدي لي مراتي عسى ان ارى نفسي فيها حتى لو خداعه
مسافر2: اتحرك الى حيث هناك حيث صوت ابي الذي علمني ان الحلم ياتينا ولا ناتيه ابي اود اخبارك اني وصلت نهاية العمر ولم ياتني الحلم بعد
مسافر3: منذ كنت صغيرا تسلقت حبال صوتي وانا احتج من تغير المكان ونمو الزمان رحت احبو واحبو الى حيث حضن امي كي احلم ولكن مطرا تساقط من عيونها منعني من الحلم
بائعة الحليب: من بدء التاريخ قارعنا الاخرين ونسينا ان نقارع انفسنا وارتحلنا ننشد حلم هرب منا جزع معدمون نحن تشرب تاريخنا خمرا ليسكرنا نشوه مللنا من امنيات تراكمت كالنفايات حولنا حتى انتهكت فينا الامل
الاعمى : ثاري العمر محطات عديتهن مالهن عد
( صوت قطار وانفجار قوي يصاحبه اظلام المكان )
( (موسيقى مع صوت الاعمى وهو يردد ثاري العمر محطات عديتهن مالهن عد) …..)