مسرحيات كرنفال والساروت وشجرمر…حينما يوثق المنجز المسرحي بوعي نقدي أزمنة سنوات الرصاص والإستبداد…/ ذ. محمد أمين بنيوب

كما يتساقط الجير من السقف
لاتحاول أن توقفه
سينهارسور البطش
الذي أقاموه على الحدود
ضد العدالة. خواطر المنفى برتولت بريشت.
 
الدراما  المغربية :أزمنة الرصاص ورهان المصالحة مع الذاكرة الوطنية
كتب لنص الكرنفال أن يحيا ثلاث مرات وأن يقدم في الخشبات الوطنية برؤى فنية مختلفة.أول عرض لمسرحية الكرنفال أنجز من طرف مركز القصبة المتوسطي لفنون العرض سنة 2005 . في سنة 2015،قدم كرنفال من طرف فرقة مناجم  جرادة. مع موسم 2019،اختارت  فرقة النورس للفن والثقافة أن تغامر من جديد مع رحلة كرنفال ومن توقيع المبدع محمد الصوفي.كما استلهمت فرقتين مسرحيتن موضوع سنوات الجمر والرصاص.الأولى فرقة نادي المرآة من فاس واشتغلت على  مسرحية الساروت للكاتب المسرحي الحسين الشعبي وإخراج المبدع لمراني العلوي. والثانية فرقة آفروديت بمنجز فني أسمته شجرمر،من تأليف وإخراج المبدع عبد المجيد الهواس.
كانت الكرنفال أول تجربة مسرحية تقارب سنوات الرصاص والإستبداد من الداخل عبر تجربة عائلية أليمة.مع حلول الألفية الثالثة، كان السجال المجتمعي على أشده بين خطاب يرنو طي صفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان مع اعتراف الدولة بمسؤولياتها في تلك المرحلة و بين خطاب يدعو تجريم كل الأفعال التي مست كرامة الإنسان وعدم الإفلات من العقاب. صراع خطاب طي الماضي وخطاب تجريم الأفعال،عرفه فكر العدالة الانتقالية وقرأت تجاربه ونفذت معاييره حسب موازين القوى الفاعلة في حقلي العمل السياسي والعمل الحقوقي.
جرت مياه كثيرة فوق الجسور وتحتها،ولازال فكر حقوق الإنسان وأسسه المتعارف عليها كونيا، يثير الصراع  بين كل الفاعلين من مختلف مواقعهم ومذاهبهم ، بغاية تجسير فكرة الحقوق، في بلد اختار أن ينتقل من سلطة الدولة اليعقوبية الممتدة في التاريخ والأسوار والجغرافيا والمبنية على ثنائيتي السلطة والرهبة، نحودولة الحق والقانون، تضحى فيه السلط مبنية على الحقوق والمشاركة والدمقرطة والمحاسبة..(دستور2011.)
ـ هل تم القطع مع حفريات الماضي الجريحة؟؟
ـ هل اكتملت المصالحة مع الذاكرة الجمعية وجبر الأضرار واستوفت شروطها التاريخية والثقافية؟
ـ ما العمل اليوم لخلق نضال حقيقي،سواء من داخل المؤسسات أو من خارجها لتشريح أوضاع حقوق الانسان والوقوف عند كل الاختلالات البنيوية التي تعيق انتشارها وتقدمها وتخلق في آحايين كثيرة مواقف ومواقف مضادة من طرف الفاعل السياسي والحقوقي والمدني.
أتحدث كمبدع وفاعل مدني عن ثقافة حقوق الانسان في بعديها الفكري والابداعي والفني ولا تعنيني كوصفة سياسوية أوانتخابوية أوإشهارية أوتعصبية أونزعة إثنية.فكر حقوق الانسان وأ سسه الحضارية،تولد  من رحم الفلسفة والتاريخ وعلوم الثقافة وفنون الشعوب والأمم.صناع الفكر والإبداع وملهمي الخيال المسرحي والملحمي والموسيقي والسينمائي والتشكيلي،هم من وثقوا لمدونة الحقوق وجوهر العدالة عبر مسارات التاريخ وتقاطعاته ومنعرجاته.
ظل اسم صانع الثقافة والإبداع  حيا موشوما في ذاكرة التاريخ. توارى رجل السياسة واقترن اسمه بالسلطة.تارة وضعته في مصاف الكبار،تارة أخرى رمته في المنحدرات المظلمة. لازلنا حتى يوم هذا الناس،نذكر ابن رشد وابن خلدون  والحلاج وكل من تبعهم إلى يوم الدين ولاأحد يتذكر من كان يتولى حاكميتهم وسلطانهم. التاريخ يذكر ويزعج كما فكر أستاذي المفكر عبد الله العروي.
في المقدمة التي وضعتها لمسرحية فدان عبد الرحمان ـ الذاكرة السياسية المعطوبة ـ ومسرحية حمام النسا ـ ذاكرة العنف والعبودية ــ عنوت المقدمة، المسرح المغربي،ثلاثية  الحرية والمدنية والديمقراطية،حيث اعتبرت أن المسرح أسس لوعي تاريخي ونقدي للعلاقات الإجتماعية والسياسية والاقتصادية  والثقافية بواسطة الدرما بمختلف أجناسها وأنواعها،وشكل بذلك وعيا معرفيا ومختبرا علميا وعمليا لتحليل وتعرية وتجريب السلوكات الإنسانية في أقسى تجلياتها.
ظلت فنون الدراما عبركل الحقب والأزمنة في معترك جدلية السلطة والمجتمع وروح حركيتهما المستمرة. هذا ماأكده الباحث خالد الغربي عندما آعتبر المسرح )فن الحركة واللغة والجسد وهوأحد الفنون الأساسية التي عبرت منذ العصر الإغريقي عن أسئلة في الوجود والحرية  ومقاومة القمع وفضحه والانقلات من قيد السائد عن طريق الحوار والذي هو الشكل الرمزي المعبر عن روح المجتمع المدني المومن بالتعدد والاختلاف (1
ضمن هذا السياق،تاريخ الدراما هو تاريخ  صراع مؤسسة المسرح مع نواميس السلطة وثوابتها.بسطت ذهاء السلطة وشرحت أساليب تسلطها وقاومت كينونتها ومكانتها المدنية والرمزية، متسلحة بالصراع وأضداده ومتفردة بمبدأ قانون الحوار.
ـ أليس  الحوارالمسرحي مؤسس لجوهرالحقوق المدنية والوعي بجدوى الديمقراطية؟؟؟
ـ أليس المسرح بمؤسسة مدنية  ناقلة لجوهرحرية الإنسان وحقوقه وقيمه الكونية ؟؟؟؟؟
 
تمثل مسرحيات كرنفال والساروت وشجرمر لزمن الرصاص والمصالحة.
مع عشية الثورة الفرنسية، سيتم  إقرار أول إعلان  لحقوق الإنسان والمواطن بتاريخ 28 غشت 1779 ومنذ ذلك التاريخ حتى لحظة المجتمع الكوكبي في الألفية الثالثة،لازال الصراع قائما حول فكر حقوق الإنسان وغرسه في الحياة السياسية والمدنية للمجتمع.فالكل متفق على أن السمات الكبرى المميزة لحقوق الإنسان مركبة ومتداخلة.تشير الباحثة الأمريكية لين هانت،) لابد أن تتوافر في حقوق الإنسان ثلاث سمات متداخلة،لابد أن تكون الحقوق  “طبيعية ” (أصيلة في الانسان) “متساوية” (واحدة للجميع)  “وعالمية”  (قابلة للتطبيق في كل مكان)  ولكي تصبح الحقوق حقوقا للإنسان،لابد أن يحوزها جميع البشرعلى قدم المساواة في كل  على وجه البسيطة لالسبب آخرسوى أنهم بشر(.2
عبرمسارات التاريخ الحضاري وتقاطعاته السياسية والإجتماعية والفكرية،ظل العقل الإنساني  يدافع عن فكرة الحقوق في مواجهة عنف الدولة وأجهزة السلطة القمعية. لقد جند المفكرون والفلاسفة والكتاب والفنانون جل معاركهم وأقلامهم ونضالهم، بغاية الحد من جنون الأكورا السياسية ونواميسها وتعرية هويتها الإستبدادية وكشف زيف خطابها ورموزها المغلفة بصنمية القدسية والألوهية. بفضل العقل التنويري وسجالاته حول ماهية الإنسان والجدوى من حقوقه، رسخ المجتمع الانساني الحرالحقوق البشرية واعتبرها أصيلة وليست ملكية فردية أوملكية قطيع مسيرمن لدن يد الله المقدسة. فالحقوق هي وعاء مشترك، يتحقق جوهرفلسفته في المجتمع السياسي الديمقراطي العلماني ولايمكن أن يتكبل بقيود ذات نزوعات غارقة في التقليدانية.لذا فحقوق الإنسان،لايمكن لها أن تفرض كينونتها وأن تصبح ذات معنى في الحياة المدنية، إلا بمضامين سياسية وبمرجعيات فكرية وثقافية وفنية.لقد  شيد صرح ثقافة المواطنة وحقوق المواطن عبر مؤسسة القانون كأداة ناجعة مسندة لحقوق وحريات الأفراد والجماعات.لاوجود لقمة عليا مقدسة تطغى وتحتكر الحقوق باسم إرادة الأمة.هذا غير بعيد عن قولة المؤرخ اليوناني هيرودوت،عندما صرح علانية،ليس لنا من سيد غير القانون.
في خضم هذا الصراع التاريخي المستمر، سجلت الثقافة والفنون،حركية المجتمع وتناقضاته وعبرت عن قضاياه المصيرية في الحرية والمساواة والعدالة،بل شكلت بلا منازع مؤسسة حرة لكتابة تاريخ البشرية وجعلت من الإنسان محورها الرئيس لهويتها. الإنسان هو المنشأ. هو القضية. هو الصراع.إنه الإمتداد والإستمرارية.
من المؤكد أن الفن الوحيد الذي رافق البشرية وشخص آلامها وأفراحها وشرح منعطفاتها التاريخية والإنسانية،هو فن الدراما بمختلف أجناسه وأنواعه وتعدد منجزاته الركحية.لقد انخرطت الفنون المسرحية كمؤسسات فكرية وجمالية، بهدف تأجيج خيال الأمم والشعوب وصناعة معنى لوجودها وبناء روح إنسانية متسامحة.ففن الدراما هو فن مباشر بامتياز،حيث يتجاور المبدع الصانع والمتلقي الحي.كلاهما يحكيان للعالم ،تفاصيل حمق ودهاء سلطه المادية والرمزية وتفاهة قراراته العمياء. يذهب بول راي في بحثه حول المسرح وحقوق الإنسان (لقد احتل المسرح موقعه المتميز بين ألوان متنوعة من فنون الآداء،مما أدى إلى ربطها بالقوى الأكثرشمولا للطقوس والثورة،والتي تتداخل مع العديد من مجالات الثقافة الإنسانية.ولقد ساعد ذلك بدوره على إيجاد صلات عبر مختلف التخصصات،فعلى مدارالخمسين عاما الماضية،انتشراستخدام المسرح والعروض الآدائية باعتبارها استعارات وممارسات رئيسية يمكن من خلالها إعادة التفكيرفي قضايا النوع، والاقتصاد والحرب،واللغة والفنون الجميلة، والثقافة،وإدراك المرء لذاته،)3.
لقد شكلت أنظمة المسرح ومؤسساته الفنية والابداعية،كتابا ومبدعين،أسسا لأرقى نظام ديمقراطي إبداعي، لاهو بالجمهوري ولا بالملكي،إنما هو بنية مدنية إبداعية واقعية و متخيلة،منحت للشخصيات حق الكلام وحرية التعبير وتأجيج الصراع ومقارعة الرأي  والدفاع عنه والموت من أجله،بذلك جعل من المسرح وخشباته، المكان الوحيد والأوحد لتقديم حقيقة الإنسان واختبارمكنوناته من زوايا متعددة.فالدراما اليونانية والشكسبيرية والموليرية والبرشتية والتشيكوفية والعبثية وثقت بسحر خلاق مآل ومنحدرات الإنسانية ولازالت حتى اليوم  الفنون  المشهدية والفرجوية تصارع لتعرية وكشف العودة الجديدة لاستعباد الإنسانية  وطمس حقوقها تحت ذريعة الدمقرطة الكوكبية،أومااصطلح عليه فكر الألفية الثالثة بعصر الرفاهية والمعرفة والدفاع عن حقوق الإنسان ودمقرطة وأنسنة السلطة. كان  المفكر الراحل المهدي المنجرة على بينة، عندما سماها الحرب الحضارية مع بداية التسعينات من القرن العشرين. لازال دهاقنة هذه الحروب ينظرون لبربريتها الحضارية. إنها أصوات شخصيات مسرحيات الطروديات ليوربيديس أو الأم الشجاعة لبرتولت بريخت أو الذباب لجون بول سارتر أوقصة حديقة الحيوان لإدوارد ألبي. ربما هي منمنمات تاريخية للكاتب الراحل سعد الله ونوس.
لم يكن المغرب منعزلا عما  عاشته أمم أخرى  في سبيل إقرار حقوق الإنسان والمواطنة والمشاركة ، عرف بدوره تسلط الدولة وأجهزتها لأزيد من ثلاثة عقود. لقد وثقت تجارب الإعتقال السياسي بالمغرب،سيرا وروايات ومحكيات ودواوين ورسومات،كما اسلهمت مادتها الحكائية  سينمائيا . وما أعمال المبدعين السينمائيين المغاربة  الذين أعادوا تقديم جزء صغير لذاكرة سنوات الرصاص، إلا شاهد حي على ذلك.نذكرذاكرة معتقلة لجيلالي فرحاتي وجوهرة بنت الحبس لسعد الشرايبي ودرب مولاي الشريف لحسن بنجلون ومنى صابر لعبد الحق العراقي وطيف نزار لكمال كمال.
على مستوى المنجز المسرحي تفاعل كتاب ومبدعون مسرحيون مع تاريخ المغرب الحديث والراهن وأنجزوا أعمالا مسرحية قاربت دراماتورجيا وفنيا أزمنة الرماد والرصاص. يحضر هنا نص الساروت للكاتب والمبدع المسرحي الحسين الشعبي. يقوم على حكي ملغوم عبثي بين شخصيتي الطبيب النفساني والساروت الضحية. يبدوان في حالة اعتقال.ربما هو سجن .. دهليزمظلم..على الأصح مستشفى مجانين. أحيانا يصبح الساروت طبيبا والطبيب ساروتا..بينما تضيع مفاتيح استيعاب فهم الحقيقة وسط أجواء مغيمة بسحنات عبثية ولامنطقية.فشخصية الساروت تحاكم وتسخر من السلطة وشخصية الطبيب مقنعة في جلباب السلطة. نص الساروت ،استعادة لمرحلة من تاريخ المغرب وإدانة صريحة لمن كان يعتبر الإنسان مجرد حالات نفسية مريضة متهالكة مكانها الطبيعي سجون واسعة.هم هناك للاستشفاء تحت مراقبة خالي الطبيب حتى يعودون لرشدهم و بنظفون صفاء طويتهم.
غير بعيد عن الساروت،اشتغل المبدع المسرحي عبد المجيد الهواس على تركيب مسرحي لكتابة الذاكرة والشهادة وعنونه بشجر مر.يوثق هذا العمل لسنوات الستينات والثمانينات من القرن العشرين، حيث كان عنف الدولة قويا وداميا.اعتمد النص دراماتورجيا على نصوص متشضية،سردية وشعرية ومحكيات، تروي حكايا سجناء وجدوا أنفسهم في أقبية ودهاليزمظلمة. نص شجرمر،نص مركب عنيف، حيث الموت والوحدة والمتاهة والبرد والقسوة هم أسياد كل الأمكنة والأزمنة.ويبقى البوح المجروح والغناء الحالم والأصوات المتدحرجة وسط المتاهات هي ماتبقى لتعرية فضاعات السلطة ….
وأخيرا نص كرنفال، كتبته انطلاقا من رسائل السجن التي كان يدونها أخوايا ذ.أحمد شوقي وجمال وهما رهن الاعتقال السياسي.أزيد من مائتي رسالة.مع بداية الألفية الثالثة،فتح السجال حول تاريخ البلد الأليم وماعرف بسنوات الرصاص.
كان علي أن أساهم من موقعي كفاعل ثقافي و كمبدع مسرحي في أسئلة الانصاف والمصالحة.لازلت أعتبر حتى الآن، أن مرحلة سنوات الرصاص،تمت مقاربتها سياسيا وقانونيا،في حين لازالت حقول الثقافة ومؤسساتها،لم تقارب تاريخ المغرب المعاصر والراهن، من زوايا الأحداث والوقائع التي مست جوهر حقوق الإنسان في علاقاتها بالدولة وأجهزتها(1956ـ1999)
يمكن اعتبار مسرحية كرنفال ـ ذاكرة سنوات الرصاص والإستبداد ـ شهادة تاريخية وإبداعية وفنية،تقدم توصيفا لمرحلة مؤلمة من تاريخ المغرب ونوعا من الاعتراف لكل من عاش وعايش تفاصيلها.وماعودة الكرنفال عبر المسرح مع نهاية العقد الثاني من الألفية الثالثة،إلا شهادة حية ومعبرة على أن الإبداع المسرحي له قوة مؤثرة  وتفاعل حي ،يدفع  المتلقي للإنخراط في فهم واستيعاب تاريخ بلده،في مآسيه وأفراحه وأيضا في جوهر تطوره وتقدمه وترسيخه لمدونة حقوق الإنسان وإشاعة قيمها ونشر خطاباتها وتدوين فكرها وفلسفتها. فالثقافة والفنون والكتابة،رموزتحرس الذاكرة الجمعية و تنيربوصلة الفكر الحداثي الذي يقف سدا منيعا أمام كل الإنهيارات ويفتح الطريق نحو التعايش ونبذ العنف وبناء مجتمع العدالة والمساواة والحقوق.
هوامش.
1.محمدأمين بنيوب،فدان عبد الرحمان منتوج الضيعة الممتاز،منشورات مركز القصبة المتوسطي لفنون العرض،الرباط،2016،ص.9.
2.لين هارت،نشأة حقوق الإنسان،ترجمة فايقة جرجس حنا،كلمات عربية للترجمة والنشر،القاهرة،2012،ص.21.20
3.بول راي،المسرح وحقوق الإنسان،ترجمة أريج إبراهيم،المركز القومي للترجمة،القاهرة، 2016،ص،7.
 
**ذ. محمد أمين بنيوب.ناقد وكاتب مسرحي

 


 

 
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت