بالمغرب: مسرح أكون يعرض انتاجه الجديد " سماء أخرى" بعد الغد بقاعة اباحنيني بالرباط
في إطار إقامة مسرح أكون بقاعة اباحنيني بالرباط، بدعم من وزارة الثقافة و الاتصال و بتعاون مع المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي بالرباطـ يعرض مسرح أكون انتاجه المسرحي الجديد “سماء أخرى” المستلهمة بكل حرية من مسرحية “يرما” للكاتب الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا و ذلك يوم الجمعة 06 سبتمبر 2019 على الساعة الثامنة مساءا بقاعة اباحنيني – الرباط
“سماء أخرى” دراماتورجيا وإضاءة و اخراج محمد الحر، تشخيص: جليلة التلمسي، هاجر الحامدي،سعيد الهراسي و هاشم بسطاوي, سينوغرافيا:مصطفى العلوي، ملابس: اسلام نبيل، تصميم الصوتيات و المرئيات:يوسف المكي، ادارة الخشبة:مصطفى العلوي، المحافظة العامة: عمر زاهيد، تقني صوت و فيديو: سفيان واكريم
وفي اتصالنا بالمخرج (الحر) لاطلعنا على أحداث العمل، فصرح قائلا: ” تبتعد أحداث مسرحية “سماء أخرى” المستوحاة بكل حرية عن مسرحية “يرما” للكاتب الاسباني فيديريكو غارسيا لوركا، عن اسبانيا القرن الماضي لتستقر في بيت حديث في ضواحي مدينة الرباط اليوم حيث تتخذ بطلتنا من فناء مسكنها البورجوازي استديو للتصوير نزولا عند رغبة زوجها الذي يرفض خروجها خارج المنزل. تعمل البطلة كفنانة فوتوغرافية لا تستطيع خلق الحياة في صورها الجامدة بينما يعمل زوجها كمهندس مشهور لكنه لا يستطيع خلق بيت و اسرة .
رغم زواجهما منذ سنوات، لا يتمكنان من انجاب أي طفل. و مع ذلك لا تفقد الزوجة الرجاء و تحاول بكل السبل الحصول على طفل دون ان تخون زوجها رغم إعجابها إلى صديق طفولتها. كل شيء يدور بينهما من خلال الصمت. وشيئا فشيئا يصبح البيت صحراءا من الصمت و تنفسح الفجوة بينهما ليصبح كل منهما غريبا في بيته. غربة تدفع يرما نحو التمرد و القتل.
«سماء أخرى» مسرحية إنسانية كونية تتكرّر في كل المجتمعات، هي مرآة عاكسة لوجع كلّ امرأة تعيش في غربة روحية، هي محاولة لرسم عزلتنا اليوم في مجتمع يسجننا في قوالب جاهزة ترفض كل اختلاف و كل ابداع جديد”.
وعن التصور الإخراجي أضاف:” نحتاج اليوم إلى توليد كتابتنا المشهدية وأجوبتنا الخاصة على هذا الكم الهائل من القلق الذي يسكن الانسان المعاصر. هذا يعني اننا بحاجة إلى قراءة النصوص الكلاسيكية التي بإمكانها ان تمنحنا منظارا حيا يتجاوب مع اسئلة عصرنا. يكمن محرك المسرحية في كونها لا تتحدث فقط عن امرأة حكم عليها بالعقم، بل عن انسان يائس يصبو لأن يكون محبوبا. إن الحديث عن العقم هنا يصبح رمزيا بامتياز، ويمكن أن يجعل من أي فرد يرى أحلامه موءودة، انسانا مختلا وخطرا على الاخرين.
يبحث المقترح النصي و الإخراجي عن البساطة و التكثيف الرمزي من خلال الصمت الممتلئ ومن خلال توليفة متماسكة بين الصورة و الضوء و الديكور و الازياء و الموسيقى، في حكاية واحدة لها القدرة على التفجر في الفضاء. يختار التصور الاخراجي هنا الاعتماد على شاعرية الجسد و الصورة للتعبير عن الأفكار المسطرة في المتن النصي ، بالعمل على تجرَّيده من نزعته الاسبانية ، ليجعله حاضراً في الرباط المعاصرة، ونجعل شخصياته، رجالاً ونساءً، أناساً يُمكن مصادفتهم في أي مكان من المدينة
أما التصور السينوغرافي، فذكر (الحر) :” اختارنا العمل على البساطة و التكثيف و التجريد باستغلال رموز عديدة (الماء، التراب، المهد، الجدران، آلة التصوير التي تصبح سلاحا..) . على الخشبة ، الفناء الداخلي لڤيلا بورجوازية، أصبح استوديو للتصوير ليرما. ارضية كبيرة تمتد متسعة حتى مقدمة الخشبة ممتزجة بحوض مائي طويل بينما يحدها جداران في الخلف.
فوق الحوض مباشرة، آلة تصوير احترافية تفتح امامنا إمكانيات جمالية عديدة لزرع اسقاطات سينمائية على جدران هذا الفضاء الحميمي الذي يصبح فيه البيت و الوطن سجنا مفتوحا ،قفص الجهل والعزلة وبلدان الستائر المظلمة. فضاء مفتوح و مغلق في الوقت نفسه ، لا يؤثث عريه سوى مجموعة من التفاصيل الحديثة و المكثفة و التي تتضمن احتمالات جمالية و دلالية متعددة. هو أقرب إلى فضاء ذهني، متخيل، فضاء امرأة مسجونة داخل العنف المديني، وداخل رغبتها نفسها. الملابس تنحو بدورها الى نفس الاختزال و التكثيف الشعري. ملابس حديثة تجاور الواقعي و الفنتازي . ملابس تسمي الشخصيات و تفضح نفسياتها أيضا، ملابس وظيفية و رمزية في نفس الآن.