مسرح المقهورين….هو امتداد للمسرح الحسيني (التشابيه).. لا زال خالدا في صفحات تراث مدينتي البطحاء !!!/ بقلم: حسين داخل الفضلي
يعد مسرح التشابيه مسرحا عراقيا حسينيا بإمتياز لاظهار مظلومية معركة الطف الخالده عبر قرون من الزمن .. وهو فن تراجيدي قائم بحد ذاته تذوقناه بالفطرة حفر بذاكرتنا يوم كنا صغار نشاهده برعب وخوف ووجل، وحتى بات في العابنا نصنع السيف و(النشاب ) السهم والطبل وخشبة نصعدها كا الفرس في ميدان المعركة ونصنع الكبوس الملون نضعه على الرأس من الورق الملون اللماع الذي يشير إلى حرمله ومجموعته ونبدأ المنازله بين فريقين كا طفال وهكذا… اقترن مسرح التشابيه بمسرح المقهورين انه فن قائم بذاته وسبق مسرح المقهورين بكثير .
حيث أسس مسرح المقهورين( اوجستوبوال )في البرازيل في منتصف الستينيات والبعض الآخر يقول منتصف ثلاثينيات القرن الماضي… ومسرح المقهورين مسرحا ثوريا بإمتياز حيث يعبر حالة القهر والفقر والظلم والاستبداد والإقصاء والتهميش وغير ذلك، وهو يوضح حالة الظالم و المظلوم .وميزة هذا المسرح أن يكون في الهواء الطلق في الشارع دون مؤثرات وديكور وغيرها …. ومسرح المقهورين يعد نوع من أنواع المدارس الفنيه الحديثه وفعاليات هذا المسرح مرتبط بقضايا الناس وحياتهم لأنه يعبر عن همومهم لذلك انا اقول ان الفنان البرازيلي تأخر بما يقوم به العراقيين سنويا بتمثيل واقعة الطف (التشابيه) وإبراز مضلومية الحق من الفئة الباغيه ولو تمعنا بالفن المسرحي المصري نجد مسرح المقهورين جاء متأخرا بتناغمه مع هموم الشعب المصري. .
واليوم نجد المسرح الحسيني في العراق يزداد نموا وتطورا عبر الأجيال رغم محاربة النظام الصدامي المقبور لهذا المسرح (التشابيه) والذي اقترن بمسرح المقهورين .. واحب ان اقول ان مسرح المقهورين في العراق والمحافظات بعيدا عن العاصمه ينمو بجد وخاصة مسرح المقهورين في محافظة ذي قار (الناصريه) يعمل بهمه بجهود مسؤوليه وشباب ناشط في هذا المجال ولهم مواسم مسرحيه فاعله تشرح وتبين مواضيع جمه ما يعيشه العراقي في عصرنا الراهن. . والتشابيه في عموم محافظة ذي قار وكل منطقه لها ساحة للتمثيل (التشابيه ) وهذا الفن المسرحي يزدهر يوم بعد يوم لأنه يعبر عن إرهاصات الشارع العراقي الحسيني بعشق لايوصف وله معديه أي كادر متشوق لاظهار حادثة الطف بشكل يليق بحادثة الطف الخالده في كربلاء ال حسين (ع).
بهذا العمل الفني الخالد يعلو صوت المقهورين بقهرهم الذي يسمو في سماء الحق والحقيقه ، ليتوج مسرح المقهورين على دكة الفن التراجيدي ليثير انتباه للحضور. وبات مسرح المقهورين ينتعش في مواسمه بعروضه في جمهورية العراق وعلى وجه الخصوص محافظة ذي قار ..