بمصر: بالصور افتتاح الدورة 26 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر و التجريبي/ بشرى عمور
الولايات المتحدة الأمريكية ضيف شرف الدورة
وسط حضور مسرحي عربي ودولي كبير احتضنه مسرح الاوبرا الكبير ، افتتحت وزير الثقافة المصرية الدكتورة ايناس عبد الدايم، ليلة الأمس الثلاثاء 10 سبتمبر الجاري، فعاليات الدورة 26 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر و التجريبي، والتي ستستمر لغاية يوم 19 منه بمشاركة 23 عرضا مسرحيا إضافة إلى خمس محاضرات و ست ورشات و الندوات بمحور فكري بعنوان”المسرح الأفريقي المعاصر” إلى جانب حفل توقيع إصدارات المهرجان و مائدة مستديرة بعنوان:”أحوال المسرج العربي)
بعد السلام الوطني المصري، و بين الاصالة والمعاصرة عرضت رقصة استعراضية خفيفة ميزتها روعة الموسيقى و خفة الرقصات المدروسة، لتكتمل بلوحة ساخرة ومضحكة (ستاند أب كوميدي) التي قدمها الفنان احمد امين. ليفسح المجال لرئيس المهرجان (د. سامح مهران) لتلاوة كلمته الرسمية لهذه الدورة و التي جاءت كالتالي:
“تحية من القلب لكم جميعاً، لكن اسمحوا لي بالدخول مباشرة إلى بيت القصيدة “السفينة التي تغرق في أوبرا الثلاث بنسات ل بريخت اسمها التفاؤل، أي ذلك التفاؤل القائم على أوهام وليس على معطى قائم وموجود.
عندما نتحدث عن المسرح فأننا في الحقيقة نتناول المجتمع والعالم، فالمسرح سواء كتب بأسلوب مجازي أو لجأ إلى تحري الواقعية، فمن خلال عبارة من فعل، ماذا لمن ولأي هدف ندرك أين نحن، وموقفنا في شبكة العلاقات تحدد الافتراضات الثقافية والأخرى النقيض لها، باختصار نصبح في قلب الصراع.
ففي عالمنا اليوم تسود الفوضى وينعدم اليقين، وينعزل الفرد عن محيطه الطبقي، وينهار العقل أمام اللا عقل، وتتحول المبادئ إلى ثرثرة، ويتوارى رعب الموت أمام رعب الحياة سواء جنس، مخدرات، انحرافات أخلاقية، جرائم ممنهجة يرتكبها من تقنعوا بدرر الكلام، ومن جانبنا نحن نكتفي بالتصفيق مع كل جريمة. هنا قد ينبري أحدهم قائلاً: تكلم عن المسرح يا أخينا؟.
لابد أن يسمح للثقافات بالتعبير والتساؤل عن ذاتها، وبدأ نمنح الأحداث طعمًا محليًا واسمًا، وذلك هو الإتصال التاريخي والجغرافي مع الموضوع المسرحي المعروض بما يعمق الوعي بالمصالح المتعارضة، وعمليات التفاوض الإجتماعي، والتفسيرات المتضاربة والمساومات. واختتم “مهران” حديثه، قائلاً: من هنا يتأسس الفعل المسرحي الجاد والواعي بأمته ليصبح جزءًا هاما من اقتصاد المعرفة الذي يؤخذ به في عمليات التنمية المستدامة”.
استرسلت بعده، نائبة رئيس البعثة الأمريكية بالقاهرة (مسيت دوروثي شيا) كلمتها الافتتاحية ب:” “مرحبًا بكم أيها المصريون” .. اتوجه بالشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، والسفراء، والأصدقاء على تشريفهم حفل الافتتاح،كما اهنئ منظمي مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي على دورة هذا العام.
إن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي يوضح لنا كيف يمكن تعميق الروابط الثقافية عبر المسرح، ونحن على يقين من أن فناني المسرح الأمريكي الذين دعمت السفارة وجودهم سوف يقدمون أفضل ما لديهم في مصر.
إن اختيار الولايات المتحدة الأمريكية ضيف شرف المهرجان ميزة كبيرة، فهذا المهرجان يعد واحدًا من أكبر مهرجانات المسرح وأكثرها طموحا واحتراما في الشرق الأوسط، كما يحث على تأسيس علاقات مصرية قوية يستند بشكل كبير على مدى فهم المواطنين في كل دولة للآخر. و لعل هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلنا نواصل دعمنا للبرامج الفنية التي تعزز للروابط الثقافية، ومن ثم تعزز التفاهم بين الطرفين، وإننا نؤكد أن هذه البرامج الفنية تسهم أيضاً في مساعدة المصريين على رؤية وتعلم وتفهم مدى اتساع وعمق الثقافة الأمريكية. وإننا سعداء بدعم السفارة الأمريكية لوجود الكاتب المسرحي الأمريكي المتميز “لي برور”، والنجمة “مود ميتشل” وزيارتهما لمصر، فكلاهما يعد من شخصيات المسرح المتميزة في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدما إسهامات بارزة في المسرح الأمريكي. و أن هؤلاء النجوم من خلال إقامتهم في مصر سيتبادلون ويتشاركون خبراتهم الفنية مع نظرائهم في مصر من خلال الورش التدريبية والعروض المسرحية داعمين بذلك التفاهم عبر الثقافات والقيم والطموحات المتبادلة.
مرة أخرى أشكركم جميعاً على تشريفكم لنا هذه الليلة، وحضور العرض المسرحي الذي أثق تماماً أنه سينال إعجاب حضراتكم، فهذه الفرقة المسرحية حققت نجاحا مدويا في أمريكا”.
لتصعد السيدة الوزيرة الثقافة خشبة المسرح معلنة في كلمتها عن الافتتاح الرسمي للدورة.
بعد مباشرة تم النداء على الأسماء الستة المكرمة وهم: الكاتب والمخرج الأمريكي (لي بروير)، و الدكتورة جيسيكا قهوة من أوغندا، والمخرج اليوناني (ثيودوروس تيرزوبولو)، ومن المخرج المسرحيالجزائري (زياني شريف عياد)، و الممثل والمخرج المسرحي العراقي (محسن العلي)، والكاتب المسرحي المصري (أبو العلا السلاموني)،
وبعد استراحة قصيرة، قدم العرض الأمريكي “الخياليون The Fantasticks ” وهو عمل موسيقي هزلي ورومانسي يعد كاطول عرض في العالم، حيث ثم تقديم “17162” ليلة عرض لأكثر من 42 عام متواصلة, كما حصدت جائزة توني “تكريم التميز في المسرح” في عام 1991
