"بيت الاحلام"….من البرازيل …رحلة الى عالم الخيال/رسمي محاسنة
من عروض مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ال 26.
العرض البرازيلي ” بيت الاحلام”.ثلاث شخصيات، ومطبخ ثابت مليء بالادوات المطبخية ، من معدنية وبلاستيكية،ومعاطف بيضاء، والمكان في احد المستشفيات، في وقت الطعام حيث لايجدون شيئا ياكلونه او يشربونه. لتبدأ رحلة البحث والخيال، تتنقل بين الارض والبحر والفضاء، بقليل من الحوارات، والاعتماد على تعابير الصوت والوجة، وتوظيف ادوات المطبخ باشكال متعددة حسب الموقف،لخلق اشارات ومعان ودلالات.
منذ اللحظة الاولى يبدأ اللعب، بارتداء المعاطف، لتوريط المشاهد بالعرض، وتهيئته لتبادل الادوار، باقتراحات خيالية، محملة بالكوميديا والايقاع الذي بقي الجمهور متواصلا معه في اجواء البهجة التي يقدمها العرض، بعيدا عن الاسفاف، فالى جانب المتعة هناك معاني تحملها الدلالات في العرض.
في رحلة البحث عن الطعام، ليس لدى الممثلين الثلاث الا ادوات الطبخ للعب بها، واستخدامها، تتداخل الشخصيات معها،حيث يصنع الممثلون منها شخصيات انسانية وحيوانية وادوات، يتم التناقل والتبادل مابينها بخفة ومهارة وحيوية، تاخذ المتلقي معها في رحلة بحث الشخصيات الثلاث عن الطعام.
يدرك المتلقي ان الذي امامه مجرد لعبة، في اطار الوهم والخيال، وفي بعض جوانب العرض استعادة بالربط ما بين الاشكال على الخشبة، وما بين مخزون الذاكرة من شخصيات برامج الاطفال والافلام، وهنا قد تتفاوت حالة التلقي لاشارات العرض من شخص لاخر، الى جانب الموسيقى التي تم استعارتها من من افلام مشهورة، وهي موسيقى معروفة لدى الغالبية، هذا الاختيار الذكي الذي يقرب المسافة بين الخشبة والمسرح، ويعبر الجمهور مع العرض الى فضاءات الحلم والوهم.
قد يبدو العرض موجها للصغار والفئات الشابة، وانه قد يكون تربويا ارشاديا كما في مشهد اللعب بالسكاكين، ومشهد توظيف الملعقة والفوطة القماشية الى امراة مثيرة، الا انه ايضا يخاطب فينا النظرة الى واحدة من زوايا الحياة، وهل اننا نعيش لعبة، قد نكون شركاء بها، او انها تفرض قوانين لعبتها علينا؟.لكن الشيء الاكيد هي هذه البهجة التي تفيض بها اجواء العرض، وملامسة تلك الجوانب الطفولية والعفوية في دواخلنا،وان يستفز الخيال انسجاما مع خيال العرض، لنطلق الضحكات مع رحلة البحث، رغم تشابه اساليب الاداء عند الممثلين بالذهاب بعيدا في الحركة والاداء، وامكانية توقع الحركة اللاحقة، ورغم ذلك فان العرض استطاع ان يمسك بالجمهور دون ملل، والتقاط اشاراته.
وياتي النداء باستدعاء الشخصيات الثلاث بالعودة للعمل، وتكون العودة السريعة من رحلة وعالم الخيال الى الواقع، حيث وبسرعة ترتدون معاطفهم بالشكل الصحيح، ويتركون اسئلة بعد العرض، فهل مسهم الجنون في لحظة ما؟ ام عن هذه الصراعات والحروب التي يشكل الغذاء احد اسبابها؟ ام ان هذا الهروب الى عالم الخيال هو احتجاج على واقع نعيشة؟ ام ان هذه الحياة اصبحت لعبة يغلب عليها الهذيان ولا تستحق التصارع عليها.
العرض من اخراج وتاليف، وتصميم اضاءة، وتمثيل ” انريك ستيشن” وتمثيل ” جابريال ستشن،و وروجيرو يوكاس”.