بتونس: مركز الفنون الدرامية والركحية بالمنستير: برمجة سنوية متنوعة لانتاجات وتظاهرات في مختلف الأنماط الفنية.
يعمل مركز الفنون الدرامية والركحية بالمنستير حديث التأسيس على برمجة سنوية متنوعة من انتاجات مسرحية وتظاهرات فنية إضافة إلى الورشات والتربصات التكوينية، حيث انطلق المركز منذ إعلان تأسيسه بإدارة المسرحي أكرم بوقرين في رسم استرتيجيته الفنية لهذا الموسم والتي اتسمت بالتنوع من ناحية الأنماط الفنية سواء منها الانتاجات الجديدة أو التظاهرات .
انطلق المركز في التحضير لثلاثة إنتاجات مسرحية إحداهما للكهول مستلهمة من التراث الفكري والحضاري القديم، ويسعى المركز إلى دفع الحركية الثقافية بالجهات وإثراء العمل على التراث المادي واللامادي لها، وسيكون العمل الأول من إخراج مخرج مسرحي أصيل ولاية المنستيير، كما سيكون الشباب الهاوي والمحترف المسرحي فرصة للإبداع وإظهار طاقاتهم من خلال برمجة عدة ورشات تكوينية وتربصات فنية، وهي كذلك فرصة لتلاقي أجيال مسرحية خاصة قدماء المسرح بالجهة بخريجي المسرح الشبان وبعض أساتذة المسرح الموجودين في المنستير والعديد من هواة المسرح بمدينة المنستير.
العمل المسرحي الثاني للمركز سيكون في نمط الرقص المسرحي يسعى خلاله المركز إلى تركيز نواة عمل أولى بمدينة المنستير في هذا النوع المسرحي الحداثي، والذي له أهمية خاصة في مستوى البحث المسرحي وبناء المشهد المسرحي الجديد، حيث سيقع استقطاب خريجي الفنون الدرامية الذين لهم اهتمام بالمسرح الراقص، وسيكون العمل مخرج له تجربة ميدانية في هذا المجال وهامة من حيث الإبداع والتكوين،
أما العمل المسرحي الثالث فسيكون موجه للأطفال والناشئة وسيختص بمسرح العرائس، وهذا النوع المسرحي مناسب لتنشيط المدينة وإعطاء ملمح جديد للعمل المسرحي الموجه للأطفال حيث من المبرمج ان يقع التحضير له في المدة القادمة وسيكون مع مخرج مسرحي مختص في مسرح العرائس للإشراف عليه، ويكون انطلاقا من تربص تحضيري لصنع العرائس العملاقة حتى نتمكن من تكوين نواة عمل في هذا النوع بالمنستير ودفع مجال الإبداع فيه.
يسعى مركز الفنون الدرامية والركحية بالمنستير إلى العمل على منح فرصة للأعمال التي سيتم انتاجها بترويجها ودفع حركية العروض المسرحية بالجهة، وتركيز برنامج عروض شهري يستقطب الأعمال المسرحية الهامة وطنيا، وفي نفس الإطار سيقوم المركز بالتحضير إلى ثلاث تظاهرات مسرحية ثقافية لها إشعاعها الجهوي والوطني، ويمكن أن يمنحها المركز دفعا جديدا من خلال دعم برنامجها الفني وتحسين جودة التظاهرات وفقراتها، خاصة التظاهرات المسرحية بالجهة والتي كان لها بريقها وشهدت خلال السنوات الماضية فتورا وضعفا من ناحية المحتوى والبرمجة وسنسعى إلى دفعها والمضي بها نحو برنامج ثري.
ويعمل المركز وفق استراتيجيته الفنية إلى جانب هذه التظاهرات والانتاجات إلى تنظيم تظاهرات جهوية بجهة المنستير وخلق شراكة مع الفرقة الجهوية للمسرح والفنون الركحية بالمكنين من خلال دعم برنامج التربص الخاص بها وبرمجة إنتاج عرض مسرحي للأطفال لفائدتها، وذلك لمزيد إشعاع المركز في الجهة، كما سيقع خلال هذا الموسم تنظيم تظاهرتين تهتم الأولى بالمسرح الهاوي وسيكون لها إنفتاح على الجمعيات المسرحية المغاربية خاصة بحكم تطور التجربة المسرحية الهاوية في هذه الأقطار، ويمكن الاستفادة من ذلك بتركيز مسابقات مغاربية للأعمال المسرحية الهاوية، وبدعم التجارب المسرحية الهاوية في تونس واحتضان تجاربها، وتهدف كل هذه البرامج الفنية إلى إعادة تنشيط مدينة المنستير ثقافيا وإقتصاديا وسياحيا ودعم حراكها ونموها.
وتتضمن برمجة المركز كذلك التظاهرة الثانية المقترحة والتي تهم المسرح والثقافات والفنون وهي مناسبة تجمع المسرح بالفنون الأخرى انطلاقا من انفتاح الثقافات على بعضها البعض، ويكون محور العمل الأساسي هو هذا التقارب والتحاور بين الثقافات والحضارات وإنفتاحها على الإنساني تجربة ومعني، وسيكون لشباب المنستير كذلك فرصة للتكوين والفرجة من خلال برمجة مختبر تكوين للأطفال و للناشئة (30عنصر)، ومختبر ثان للشباب بين 15 و19 سنة (20 عنصر)، يختم بعروض من إنجازهم، وهذه المختبرات يؤطرها أساتذة مختصون وفنيون في المجال الدرامي والمسرحي يشرفون عليها فنيا وإبداعيا، كما سينتظم بالمركز خلال هذه السنة تربصا لفائدة المحترفين والهواة في فنون الجسد والإيقاع على اعتبار أهمية هذا التربص لدعم توجه المركز نحو إنتاج عمل مسرحي راقص، ولإعطاء أهمية للتكوين الأساسي في فنون الجسد خاصة ونحن نراهن في الفن المسرحي على حضور الجسد مادة ومعنى ولأن يكون تربة خصبة لتكوين جيل من المسرحيين الجدد مؤهلين بدنيا ومعرفيا لتقديم فرجة مجددة للفعل المسرحي.
وللتذكير فإن أولى التظاهرات الكبرى التي يحتضنها المركز بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية خلال شهر أكتوبر هي المهرجان الوطني للمسرح التونسي بالمنستير والذي تلتئم فعالياته بداية من يوم الجمعة 25 أكتوبر وتتواصل إلى غاية يوم الأحد 27 أكتوبر الجاري، ببرمجة تضمنت عدة عروض مسرحية وتنشيطية إضافة إلى التربصات والورشات التكوينية.