الكلمة الافتتاحية لمدير مهرجان وجدة الدولي للمسرح (البرفسور مصطفى رمضاني)

تحت شعار : ” التأليف المسرحي.. تنوع الاتجاهات والمشارب”و بمسرح محمد السادس بوجدة  انطلقت الدورة 12 لمهرجان وجدة الدولي للمسرح مساء يوم الجمعة 11 اكتوبر الجاري والتي تستمر لغاية يوم 16 منه بتنظيم فرقة كوميدراما للمسرح والثقافة,
وشهد حفل الافتتاح  بعض الكلمات الرسمية، و ارتأى موقع مجلة الفرجة، نشر إحداها وهي لمدير المهرجان البرفسور مصطفى رمضاني ، والتي كانت كالتالي:

مدير المهرجان: البروفسور. مصطفى رمضاني


لسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الأعزاء محبي المسرح النبلاء، ها نحن ذا في الموعد مرة أخرى. كوميدراما دائما في الموعد مع الفن؛ تجدد معكم اللقاء لتستمر في ترسيخ قيم الخير الجمال من خلال هذا الاحتفال الفني الذي نريد احتفالا بالفن، احتفالا بالإنسان، واحتفالا بكل الفنانين والضيوف الذين جاؤونا من كل بقاع العالم كي يساهموا معنا في دعم ثقافة الحوار وقبول الرأي الأخر. ونتصور أن المسرح هو الفن الكفيل أكثر من غيره بتحقيق تلك الغاية. أوَ ليس المسرح هو فن الحوار بامتياز؟ بلى هو كذلك ولا مسرح بدون حوار، كما أنه لا تعايش مع الآخر بدون حوار.
لأجل ذلك، حرصنا على يكون المسرح وسيلتنا للحوار مع كل الضفاف: شرقية وغربية، وبكل اللغات، ويكون هذا الفن هو هودجنا الذين  يختزل بنا المسافات كي يقربنا من بعضنا البعض، مادامت أهدافنا مشتركة وغاياتنا موحدة، يمكن اختزالها في جملة واحده هي: تحقيق العمق الإنساني.
والمهرجان مناسبة لتأكيد هذا العمق الإنساني بكل تأكيد. كيف لا وهو الملتقى الكوني الذي تلتقي في رحابه سنويا فرق وشخصيات من مختلف بقاع العالم. وقد حرصت جمعية كوميدراما على أن تتجدد دورات المهرجان رغم الإكراهات المادية التي تعانيها، لأنها متمسكة بذلك العمق الإنساني، ولأنها تريد أن تحقق تلك الأهداف مع شركائها الذين يناضلون إلى جانبها بكل تفان ونكران ذات. وها هي ذي اليوم تنظم الدورة الثانية عشرة بكل عزم وإصرار، مستمرة في احترام مبدإ التنوع في اختيار العروض المسرحية، مع مراعاة تنوع المدارس والحساسيات الفنية والجمالية، واستحضار التنوع الجغرافي واللغوي،إذ اختيرت لهذه الدورة عروض من الجزائر ومصر وفرنسا وسويسرا والمغرب. وهي عروض تمثل أهم التجارب الفنية العالمية بدءا بالمسرح الكلاسيكية، مرورا بالمسرح التجريبي، وصولا إلى مسرح المونودراما، مما يجعل المهرجان ملتقى لمختلف الحساسيات الفنية المسرحية.
وإلى جانب العروض المسرحية، حافظت كوميدراما على منهجها في تنوع فقرات المهرجان كذلك. ففضلا عن العروض المسرحية، سيكون للمهتمين موعد مع ورشتين تطبيقتين،إحداهما خاصة بتكوين الممثل، والأخرى خاصة بالصوت يؤطرهما مؤطران من فرنسا لهما خبرة طويلة في مجال الإبداع والتكوين المسرحي.
كما سيكون للجمهور موعد مع ندوة علمية حول “تحديات المسرح الهاوي بفرنسا وأفاقة”، سنتعرف فيها إلى خصوصية هذا المسرح في فرنسا لنقارنه بصنوه في المغرب ضمن حوار مفتوح يشارك فيه المهتمون بالشأن المسرحي إلى جانب ضيوف المهرجان.
وهديا على الدورات السابقة، سيقوم المهرجان بتكريم بعض الفاعلين الثقافيين الذين أسدوا خدمات واضحة للثقافة والفن ضمن مؤسسات المجتمع المدني. وقد تم الاتفاق في هذه الدورة على تكريم الكاتب المسرحي الكبير  جان بول ألكَر أحد رواد المسرح الشعبي المعاصر بفرنسا. وهي الفقرة التي نسعى من خلالها إلى ترسيخ ثقافة الاعتراف. وهي التفاتة إنسانية تندرج ضمن مبدإ ترسيخ القيم النبيلة التي تصر جمعية كوميدراما على نشرها بما تقدمه من عروض مسرحية هنا في المغرب، أو في كل المهرجانات العالمية التي تشارك فيها، ممثلة للديبلوماسية الثقافية الموازية بحق، كما يمثلها هذا المهرجان الذي لا نريده ثقافيا محضا، وإنما نريده واجهة من واجهات الديبلوماسية الموازية، من خلاله نعرَف بجزء من حضارتنا، ونتعلم أصول الحوار والتواصل مع الآخر في تعدده وتنوعه الثقافي والحضاري أيضا.
فعسى أن تساهم هذه الدورة في تحقيق هذا المبتغى.
والله الموفق.
مدير المهرجان: البروفسور. مصطفى رمضاني  “
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع طرق الربح مع كيفية الربح من الانترنت