بالمغرب: ملتقى المضيق للفنون المسرحية/ د. نزهة حيكون
لا يمكن أن نبقى خارج مسار التطور الكوني، كما لا يحق لنا فنيا أن نسير برجل واحدة، ونحن نملك اثنتين. الإبداع لا يمكن أن يسير برجل الإنتاج ويراكم منجزه، ويكون لهذا المنجر قيمة ووقعا في المجتمع، والرِّجل الثانية مشلولة، أو معطوبة، أو في أحسن حالاتها متوقفة عن الحركة بشكل إرادي. هذه الرجل الثانية هي التكوين، والتكوين المستمر. راهن ملتقى المضيق في دورته الأولى على التكوين، وتقريب الشباب المحب للمسرح من شجون الممارسة، وكانت لمدير التظاهرة الفنان علي البوهالي من الفطنة والدراية الشيء الكثير، فهو الذي خبر المنطقة، وعاش نبضها لسنوات عمله الطويل بها، لكل هذا فبرنامج الملتقى واكب احتياجات الشباب، وحاول في أيامه الثلاثة أن يقارب أقطاب العملية الإبداعية من خلال:
1/ ورشة تفاعلية بعنوان كيفاش لتمكين الشباب وبنوع من التفاعل الدينامي أن يرتبوا أولوياتهم الفنية والثقافية عبر تنظيم محكم للوقت والجهد.
2/ ورشة في التأليف المسرحي ومعرفة عناصر وخصوصيات الكتابة المسرحية، من خلال تقديم نظري ومجموعات عمل تطبيقية.
3/ ورشة الإخراج المسرحي التي ستقدم للشباب المبادئ الأولى في التحقق المشهدي للنص المسرحي.
4/ تقديم عرض مسرحي احترافي تكتمل فيه المكونات النصية والمشهدية اضافة إلى تمكن الاشخيص وحرفيته كنموذج لهؤلاء الشباب.
لكل ما تقدم لا يسعنا الا أن نشد بحرارة على يد القيمين على إخراج هذا المولود إلى النور في أفق تكريسه كلحظة هامة تعيشها مدينة المضيق الساحرة وسكانها..