بالمغرب: شهر أكتوبر من توطين فرقة المدينة الصغيرة بشفشاون بالمركز الثقافي مشرع بقصيري في حدثين هامين/ عزيز ريان
إحتفال بإصدارين وتنظيم ندوة فكرية هامة
في إطار مراحل توطين فرقة المدينة الصغيرة بشفشاون 2019 تم تنظيم لفترة شهر أكتوبر:
- حفل توقيع لإصدارات جديدة وذلك بالمركز الثقافي بمدينة مشرع بلقصيري، وهي عبارة عن نص مسرحي للكاتب محسن زروال والموسوم ب”دوبل فاص” والذي قام بتقديم قراءة عن هذا الإصدار الأستاذ محمد الصباري الذي تعمق في فصول “دوبل فاص” بشكل أكاديمي وأدبي لتفكيكه وعرضه للحضور لتشجيع الإطلاع عليه. وقد قام محمد بوغلاد بتسيير هذا التقيدم لهذا الإصدار.
- والإصدار الثاني هو كتاب تحت عنوان: ‘ معجم المسرحيات المغربية” للكاتب فهد الكغاط والذي قدمه الأستاذ عادل القريب الذي أشار لقيمة المنتوج الأدبي والمسرحي الذي يغوص في أنطولوجيا المسرح المغربي الذي يمكن اعتباره حاليا في أمس الحاجة إلى مثل هذا التوثيق. كان حفل التوقيع من تنشيط وتقديم الأستاذة وفاء المريباح.
- ندوة فكرية وسمت ب” المسرح المغربي: المنجزات والإنتظارات في الإبداع والنقد والقوانين التنظيمية، وذلك بمشاركة كل من الدكتور: خالد أمين، الدكتورة: الزهرة براهيم، الدكتورة تلكماس المنصوري والأستاذ الحسين الشعيبي، ومن تقديم الكاتب المسرحي أحمد السبياع بقاعة المركز الثقافي مشرع بلقصيري.
فقسمت الندوة إلى متدخلين تطرقوا إلى المنجزات في مجال المسرح المغربي ،فتم الكشف عن إشكاليات منهجية في البحث والكلام عنها. ففي بحثها المسمى : “أنطولوجيا المسرح المغربي” للدكتورة تلكماس المنصوري أشارت المتدخلة إلى أسئلة راهنية وما تشكله التراكمات الحاضرة لنصوص وعروض مسرحية مغربية منذ خمسة عقود متتالية. فمتى يمكننا كتابة أنطولوجيا للمسرح المغربي؟ وبسرد أراء الكثير من الممارسين والنقاد فالمغرب يعرف حساسيات فنية جديدة تفرض نفسها في مختلف الفعاليات بفضل أسماء فنانين بعينهم وشباب.
وبعيدا عن بدايات المسرح بكل أشكاله الفرجوية فعلى النقاد البحث والتأصيل لترسيخ ماهو نظري وتحقيق فعلي لتواجد (وجودي) لنصوص دارمية.
الأكيد أن الفنان الممارس يجد صعوبة في الجمع بين الممارسة والتوثيق إذ يجب أن تكون مهمة لمتخصصين حيث الإشكال في الإنتقاء والإختيار في عمليات التصنيف والمختارات عامة حيث ثنائية النص والعرض وتكرار العروض في أكثر من مكان.
أما الباحثة زهرة ابراهيم فلقد تطرقت إلى ما أسمته “حيرة مسرح داخل ثقافة الهجنة” وعبرت عن قناعتها بنجاعة الأنثروبولوجيا في مجالات الثقافة والمسرح. وضحت كيف أن الأنثروبولوجيا تستطيع أن تصير مدخلا لتكافؤ الكون الثقافي البشري. مردفة :”لعل اعتماد واحد من مقومات الفن المسرحي نفسه كفيل بنقض هذا الإنكار، وسلك تحليل علمي يتوسل مفهوم التمسرح Théâtralité حتى تنتزع هذه الفرجات صك الاعتراف بدمغتها المسرحية، وينكشف كنهها المسرحي، ومخزونها الجمالي بما يبوئها مكانة معتبرة في مشهد المسرح العالمي.”
في حين تطرق آخرين إلى الإنتظارات في المسرح المغربي على مستوى الإبداع والنقد، حيث أشار الدكتور خالد أمين إلى ضرورة ضبط آليات العمل الأكاديمي ووضع تصورات مستقبلية للرقي بالمسرح ووضع خارطة طريق للمشهد المسرحي ومحاولة دراسة كل التجارب ووضعها في سياقها الحداثي والفرجوي.
فبالمغرب نسير نحو مسرح أكثر تفاعلا داخل ثقافة “الهجنة” وترسيخ الممارسات الفردية والجماعية ،كما أن على النقد عليه أن يساير راهنية تجدد أسئلة النقد والتطور بالمغرب. لهذا يجب استعمال طرق خاصة وفريدة في دراسة النصوص ومتابعة العروض،مع تباث منهجي ومرونة منفتحة على نظريات ومفاهيم إجرائية متنوعة وعديدة بالعالم المعاصر. فالهجنة المسرحية ترتكز على فرجات”التابع” وكيفية اختراق النموذج المسرحي الغربي لتأسيس الإختلاف. كما يجب تبني نظرية: تناسخ ثقافات فرجوية لوضع اليد بشكل دقيق على جوهر الثقافة كسيرورة مستمرة ومجددة لبنية الإختلاف.فيستطيع للانصهار المسرح في فرجات أخرى لاسثتمار سيرورات إختلاف لإبداع عمل موحد وبمستقبل واحد.
فالأكيد أن بالمغرب حساسيات مسرحية جديدة تحضر في مختلف المهرجانات العربية، ورؤيتها من منظور مغاير يؤمن بتفاعل المسرحيين المغاربة مع أطروحات الثقافة المسرحية الأوربية وتقنياتها. فلا مجال للمزايدات بخصوص تأثيرات الغرب في المسرح المغربي. ومن هنا ضرورة الاهتمام بالمسرح الجامعي كقاطرة للرقي بالمسرح المغربي.
في حين تطرق الأستاذ الحسين الشعيبي عن رهانات القوانين التنظيمية في مجال المسرح إشكالية قانون الفنان الذي يحمل حيثيات عديدة تسير نحو رسم مشهد فني في إطاره القانوني بترسانة تنظيمات تشريعية ستعين كل أصناف الممارسين المختلفين على اكتساب حقوقهم وتبوأ مكانتهم داخل المجتمع.